تجدد الاشتباكات بين عاصفة الشمال والتكفيريين
"داعش" التي تُقاتل الثوار تحمل ثقافة غريبة عن السوريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يستغرب نشطاء من تصميم دولة الإسلام في العراق والشام التي تُعرف اختصارا بـ"داعش"، على استهداف الثوار والجيش السوري الحرّ. كما استهجنوا ثقافة عناصرها الغريبة عن شعب سوريا المعروف باعتداله، واستغربوا في ذات الوقت تغاظي النظام عن استهداف تلك الجماعات بذات القدر الذي يستهدف فيه بقية الثوار.
بهية مارديني: اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر عاصفة الشمال وعناصر دولة الإسلام في العراق والشام "داعش".
وأكدت مصادر في الجيش الحر لـ"إيلاف" أن تجدد الاشتباكات "جاء على خلفية محاولة "داعش" السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي، واقتحام مركز لعاصفة الشمال".
واعتبر زكريا الصقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريح خاص لـ"إيلاف" أن "تفريخ الجماعات المتطرفة وثقافتها الغربية عن المجتمع السوري القائم على التسامح والمحبة سببه الأساسي هو حالة الفراغ الوطني المدني، والانخراط الكامل بالثورة على أرضية مكائد النظام بجر المواطنين لحرب داخلية كخيار وحيد لمواجهة الثورة ومطالبها وأهدافها بالحرية والكرامة".
ورأى الصقال أن هذا التقصير "سمح للكثيرين ممن يحملون أجندات ومشاريع للتغلغل بصفوف الثورة، الأمر الذي سمح للخطاب وللثقافة الغريبة بالانتشار مما شجع على طرح برامج ومشاريع تهدد مستقبل ثورة شعب يسعى لبناء مجتمع قائم على المواطنة وتطوير بناه وتحديثها تحت ظل الدستور الذي يحدد الحقوق والواجبات ويحمي الحريات بالقانون".
الى ذلك رأى فهد الرداوي عضو المكتب التنفيذي في تيار التغيير الوطني المعارض أن الجماعات المتطرفة "هي صناعة أسدية بامتياز".
واعتبر أن النظام "استقدم عشرات الآلاف من المرتزقة من خارج سوريا بدواعي مذهبية أو غيرها، ويستطيع أن يصبغهم بالصبغة التي تخدم مصلحته ومن ثم إيهام المجتمع الدولي بأنه هو الضامن الوحيد للقضاء عليهم كي لا تنتشر الفوضى وتعم بلداناً كثيرة في المنطقة يترتب عليها تهديداً لمصالح الكثير من الدول الغربية، وقد نجح في هذه الخديعة التي أطالت عمره في سدة الحكم حتى الآن"، على حدّ تعبيره.
وأضاف الرداوي في تصريح لـ"إيلاف" أنه "لو نظرنا في سيرة ونشأة تلك الجماعات لرأيناها ضبابية المنشأ ومجهولة التمويل وآمنةً من هجمات النظام الأسدي أينما استقرت أو ظهرت على امتداد الجغرافية السورية، على عكس ما يحدث في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة فالقصف والتدمير عنوانان أساسيان فيها وتصفيات واختطاف في صفوف الجيش الحر داخل الاراضي السورية وخارجها بتركيز استخباراتي عالي الجودة شيءٌ لم نشهده يطال رموز تلك الجماعات المتطرفة".
واعتبر الرداوي أنه "لو تعمقنا أكثر في أجندات وأهداف تلك الجماعات لوجدناها تخدم النظام الأسدي بجميع أعمالها فمن اثارة الفوضى العارمة وتشتيت وحدة الصف والكلمة إلى محاربة الجيش الحر ومحاولة السيطرة على بعض المنافذ الحدودية الاستراتيجية والتي تُعتبر شرياناً مهماً في هذه المعادلة".
وقال "يجري كل هذا تحت مسمى الاسلام "كما يزعمون"، ولكن الشيء الذي فاتهم وفات من صنعهم بأنهم ينشرون تعاليم الاسلام في مناطق غالبيتها الساحقة من الاسلام "السنَّة"، لقد كان الأولى بهم نشرها في مناطق الساحل او المناطق الدرزية أو الضاحية الجنوبية وأن يهبوا لنجدة القصير والخالدية وتوجيه السلاح إلى صدر العصابة الأسدية وليس الشعب الأعزل أو جيشه الحر الذي يذود عنهم".
أما عن طريقة الخلاص منهم، فأجاب "لا أجد فرقاً بينهم وبين النظام لأنهم وجهان لعملة واحدة فسقوط النظام يعني سقوطهم والعكس صحيح، وجميع الوسائل المتاحة للخلاص من هذا النظام المجرم تنطبق عليهم ولكني أرى أن الأولوية هي تقديم الخلاص منهم قبل النظام لأنهم سلاح النظام الذي يضرب به ولكي لا يصبحوا مستنقعات ارهابية بعد سقوط النظام".
من جانبه وجه اتحاد الديمقراطيين السوريين رسالة إلى الشعب في عيد الأضحى معاهدا ألا يدخر جهداً "في نصرة ثورتنا المباركة، وأن نبقى الى جانبكم وتحت تصرفكم الى أن تزول الغمة وتعود سوريا لكم: وطنا حرا عزيزا لشعب حر عزيز، تظلله الكرامة في دولته الحرة الديمقراطية، التي لا تميز أو تفرق بين بناتها وأبنائها".
وقال الاتحاد في رسالته: "لم يكن أحدٌ يتصور أن نظاماً سياسياً حاكماً يمكن أن ينزلها بشعبهِ في سائر أقطارِ الأرض"، ورأى الاتحاد أنّ "التكالب على سوريا من كل حدب وصوب".
ووعد اتحاد الديمقراطيين السوريين "بدرء هذا المصاب الأليم، الذي نزلَ بشعبنا السوري على امتدادِ أرض وطنهِ الجريح، ولا ننسى للحظة واحدة مناظر الدم والخراب والدمار التي لا تفارق أعيننا، وصرخات الألم التي تنطلق من روح وجسد كل سورية وسوري على امتداد أرضنا المنكوبة".
ولفتت رسالة الاتحاد الى أن أعداء الشعب السوري "هم أعداءُ الإنسانيةِ الذين تجردوا من القيم، فقتلوا الأطفال، وبقروا بطون النساء، وعملوا للفتنة والاقتتال الطائفي والقومي والمذهبي، لكنكم أفشلتم سعيهم وأحبطتم مقاصدهم".
وطالب الاتحاد بالاستمرار "بتوجيه السهام إلى العدو المشترك، وتفويت الفرص على كل من يريد استدراجكم إلى اقتتال فيما بينكم، ولتقاوموه كما تقاومون النظام الباغي، ولتبقوا قلباً واحداً وإرادةً واحدةً، ولتتصافح أياديكم، ويسامح بعضكم بعضا لأنكم أخوة وطن ومصير، وأبناء شعب واحد"، على حد تعبير الرسالة الموجهة الى الشعب السوري بمناسبة عيد الأضحى.