إنجازات أوباما في العلاقات الخارجية في خطر
الولايات المتحدة تجسست على هاتف ميركل منذ 2002
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن تجسس الولايات المتحدة على المستشارة الألمانية ليس جديدًا. فتقرير لمجلة دير شبيغل كشف أن واشنطن تجسست على هاتف ميركل منذ عام 2002. ويهدد الكشف عن عمليات التنصت الإنجازات في العلاقات الخارجية التي كان يفتخر بها الرئيس باراك أوباما.
إيلاف من بيروت: نشرت مجلة دير شبيغل تقريرًا أفاد أن الاستخبارات الأميركية تجسست على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منذ عام 2002. وتقول المجلة إن محرريها شاهدوا وثائق مصدرها وكالة الأمن القومي الأميركي تظهر فيها قوائم بأرقام جرت مراقبتها منذ عام 2002، بينها رقم ميركل.
ولم تتضح طبيعة الرقابة التي كانت مفروضة على هاتف ميركل. وكشفت الوثائق التي اطلعت عليها دير شبيغل النقاب عن وجود مركز تنصت في السفارة الأميركية في برلين، وأنه هو الذي قام بمراقبة هاتف ميركل. وورد في الوثيقة أنه لو عرف وجود مراكز التنصت في السفارات الأميركية لسبب ذلك ضررًا للعلاقات مع حكومات أجنبية. ويبدو أن مراكز تنصت كتلك موجودة في 80 مكاناً حول العالم.
وسيشكل مسؤولون كبار في أجهزة االاستخبارات الألمانية الوفد الذي تعتزم ألمانيا ايفاده الى الولايات المتحدة الاسبوع القادم، وذلك اثر الكشف عن شكوك في مراقبة الهاتف الجوال للمستشارة الالمانية. وأعلن عن إرسال هذا الوفد الخميس اثر اجتماع وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي بالسفير الأميركي في برلين، الذي تم استدعاؤه الى الخارجية الالمانية بعد الاشتباه بالتجسس على هاتف ميركل.
إنجازات أوباما في خطر
يذكر أنّ الكشف عن عمليات التنصت الأميركية على الاتصالات في العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة أدى إلى تهديد الانجازات في مجال العلاقات الخارجية التي كان حتى الساعة يفتخر بها الرئيس الأميركي، الذي كان يعتبر أنه اعاد الثقة الى العلاقات مع حلفاء واشنطن بعد سنوات التوتر في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
ولخص وزير الخارجية الأميركي جون كيري مظاهر قلق الدول الحليفة عندما قال قبل أيام: "لقد دخل في اذهان القادة الاجانب أنه في الوقت الذي نتفاوض فيه مع ايران ونتفاوض حول عملية السلام في الشرق الاوسط، هل نستطيع أن نثق بالأميركيين؟".
وكان الاعلان عن عمليات تنصت قامت بها وكالة الامن القومي الأميركية على الاتصالات في الكثير من الدول شملت ملايين الارقام في فرنسا وألمانيا، أثار غضب القادة الأوروبيين.
ويعتبر المسؤول السابق عن اوروبا واوراسيا في وزارة الخارجية خلال حكم جورج بوش هيثر كونلي أن اجوبة البيت الابيض لم تتمكن حتى الآن من تهدئة غضب الحلفاء الأوروبيين. وقال "إن مقاربة البيت الابيض للمشكلة دفعت القادة الاوروبيين الى رفع الصوت اكثر، لأن الأميركيين لم يفهموا الى اي حد يعتبر هذا الموضوع مهمًا بالنسبة الى الرأي العام الشعبي في اوروبا".
ويتردد أن بعض المسؤولين الأميركيين يسخرون من الطابع المسرحي لردود الفعل الاوروبية على مسألة التنصت، مذكرين بأن الكثير من الحكومات الاوروبية، التي تعبر عن استهجانها اليوم، تشارك هي ايضاً في عمليات تجسس، مع العلم أن التنصت الأميركي اتاح كشف العديد من الاعتداءات في اوروبا قبل ارتكابها.
الا ان خبراء أميركيين يعتبرون أن هذا الجدل يمكن أن تكون له تداعيات على المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، على سبيل المثال. وطالب القادة الاوروبيون الجمعة واشنطن بالالتزام بـ"مدونة سلوك" في مجال التجسس.
وحتى الآن اكتفت الادارة الأميركية بتكليف مسؤولين من الدرجة الثانية الرد على المخاوف الاوروبية. وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض الجمعة "لقد تحركنا عبر الطرق الدبلوماسية الاعتيادية لتهدئة بعض التوترات". واختارت المسؤولة عن مكافحة الارهاب ليزا موناكو، صفحات صحيفة "يو اس ايه توداي" للرد على المخاوف من عملية التنصت، الامر الذي لم يرق كثيرًا للدول المعنية".
كما أن رد البيت الابيض على الاتهامات بالتنصت على هاتف ميركل لم يكن بناء على الاطلاق. واكتفى المتحدث باسم البيت الابيض الاربعاء الماضي بالقول إن "الولايات المتحدة لا تتنصت ولن تتنصت على اتصالات المستشارة" ليوحي ضمناً بأن التنصت كان يجري في السابق، الامر الذي رفضت الادارة الأميركية تأكيده أو نفيه.