أخبار

عباس يتعهد بالكشف عن قتلة أبو عمار

ذكرى عرفات تخيم على النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا تزال ذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي عززت فحوص طبية أخيرًا فرضية أن يكون مات مسمومًا، تخيّم بشدة على المشهد السياسي الفلسطيني المنقسم وعلى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي رغم مرور تسع سنوات على رحيله.

غزة: لم تسمح حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بإحياء الذكرى التاسعة لوفاة عرفات بسبب خلافات مع حركة فتح في غزة على الترتيبات. ووجّهت حركة مجهولة تطلق على نفسها اسم "تمرد" دعوة إلى التظاهر ضد حماس في هذه المناسبة مستلهمة من الحركة المصرية التي ادت الى خلع الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي، لكنها لم تنجح في غزة، حيث لوحظ وجود مكثف لقوى الامن.

واحتجزت قوات الامن في غزة عددًا من الصحافيين لوقت قصير، من بينهم مصور فيديو يعمل في وكالة فرانس برس، كان يقوم بمقابلات مع السكان. وفي الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة مسجلة مساء الاحد في ذكرى وفاة عرفات "بالبحث عن الحقيقة كاملة مهما كانت التعقيدات والعقبات".

وطالب ناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات، السلطة الفلسطينية باتخاذ موقف سياسي واضح يدين اسرائيل لمسؤوليتها عن مقتل عرفات. وقال القدوة خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين في مؤسسة ياسر عرفات، التي يرأسها "منذ وفاة الرئيس عرفات، كانت لدينا قناعة مبكرة بان اسرائيل هي المسؤولة عن اغتياله".

واضاف ان "ما اظهرته المختبرات من وجود بولونيوم زاد القناعة لدينا بان اسرائيل هي التي اغتالت الرئيس عرفات". وتجمع مئات من الفلسطينيين مساء الاثنين عند ضريح عرفات، حيث وضعت قيادات الفصائل اكاليل الزهور على ضريحه. وارتدى عشرات الفتية الكوفية الفلسطينية، التي ارتداها عرفات طوال حياته، فيما أشعل شبان مشاعل وشموعًا لمناسبة الذكرى.

وقبل ايام، خلصت تقارير طبية سويسرية وروسية الى وجود كميات غير طبيعية من مادة البولونيوم 210 في رفات الرئيس الفلسطيني الراحل. وقال رئيس اللجنة الطبية في لجنة التحقيق الفلسطينية عبد الله البشير الجمعة ان التقارير السويسرية والروسية حول عينات رفات عرفات تؤكد انه "لم يمت بسبب تقدم السنّ، ولم يمت بسبب المرض، بل مات مسممًا".

من جهتها، اكدت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، في بيان، ان "الاحتفال الحقيقي بذكرى عرفات يكون بالكشف عن كل خيوط وتفاصيل الجريمة"، داعية مجددا الى وقف المفاوضات مع اسرائيل. وكتبت معلقة في صحيفة الشرق الاوسط العربية في الاسبوع الماضي انه "لبعض الموتى من السطوة والحضور احيانا ما ليس لأصحاب السلطة والنفوذ من الأحياء".

واشارت الى ان عرفات "قادر من قبره على اثارة كثير من الغبار في لحظات حساسة وحرجة"، في اشارة الى تصادف زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة في محاولة لإنقاذ مفاوضات السلام المتعثرة. واكد كيري انه يجب حل قضيتي المستوطنات والاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية، والا "سيكون هناك شعور متعاظم (لدى الفلسطينيين) بأنه لا يمكن التوصل الى سلام بوجود قيادة ملتزمة بعدم استخدام العنف، ويمكن ان نجد انفسنا مع قيادة (اخرى) تنخرط في العنف".

واتهمت كل من الحكومة الاسرائيلية والادارة الاميركية في حينه عرفات بالمسؤولية عن أعمال العنف في الانتفاضة الثانية التي انتهت في 2005 بعد أشهر من وفاته.

واشارت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن بعد صدور تقرير الخبراء انه "بعد مرور تسع سنوات على اغتيال عرفات الذي اعتبرته اسرائيل عقبة بطريق السلام، لم يتغير اي شيء على الارض، وآن الاوان لاسرائيل ان تفهم ان الثوابت الوطنية الفلسطينية التي تمسك بها عرفات لن يتنازل عنها اي فلسطيني".

من جهته، اكد رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية توفيق الطيراوي في مؤتمر صحافي في رام الله الجمعة ان "اسرائيل هي المتهم الاول والاساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات". واكد الطيراوي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، ان "فرنسا تعرف الحقيقة كاملة، وتعرف كل المعطيات حول استشهاد عرفات"، موضحا انه واثق من ضلوع اسرائيل نظرا الى طبيعة البولونيوم المعقدة وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين في تلك الفترة، التي اعربت عن رغبة في التخلص من عرفات.

وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس، حيث نقل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر إثر معاناته آلاما في الامعاء من دون حمى، من مقره في رام الله، حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001. وجرت التحاليل الفرنسية بناء على قضية فتحت في فرنسا العام 2012 بتهمة الاغتيال بموجب شكوى رفعتها سهى ارملة عرفات.

وقبل عشرة ايام من زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المرتقبة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، اوضحت الخارجية الفرنسية ان السلطات القضائية "لديها الصلاحيات بخصوص هذه القضية"، مشيرة الى "انها هي من يقرر نقل الملفات وليست السلطة السياسية". اما مدعي الجمهورية في نانتير روبير جيلي فأفاد فرانس برس ان القضاء لم يتلق بعد هذا التقرير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف