أخبار

العراق يدعو إلى استثمار الاتفاق النووي الإيراني في تسوية شاملة

بغداد تتوعد بأشد العقوبات لإرهابيين قصفوا الحدود السعودية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

توعدت الحكومة العراقية بإنزال أشد العقوبات بعناصر إرهابية قصفت الحدود السعودية مع العراق. فيما دعت الدول الغربية وإيران إلى البناء على اتفاقهما النووي للتوصل إلى تسوية شاملة مرضية وفق معايير العدالة والقانون الدولي.

أسامة مهدي: قالتوزارةالخارجيةالعراقية إن بعض العناصر الإرهابية قامت أخيرًا بقصف الحدود مع المملكة العربية السعودية بقذائف الهاون. وشددت في بيان اليوم على "أن حكومة العراق تستنكر هذه الأعمال الإرهابية". وأكدت أنها "تحرص كل الحرص على حماية حدودها وعلى إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار، وأنها ستقوم بملاحقة هذه الزمر، وإيقاع أشد العقوبات بحقها".

والخميس الماضي أعلنت ميليشيا عراقية مسؤوليتها عن إطلاق 6 قذائف هاون قرب مركز حدودي سعودي مجاور للعراق والكويت ردًا على ما قالت إنها فتاوى التكفير ودعوات القرضاوي إلى محاربة الشيعة، وسط استغراب العراقيين، الذين أشاروا إلى أن القرضاوي يقيم في قطر منذ سنوات، فيما تستهدف هذه الميليشيا الأراضي السعودية!.

جيش المختار
وقال واثق البطاط قائد ميليشيا "جيش المختار" الشيعية المقربة من إيران إن مسلحيها أطلقوا هذه القذائف في رسالة تحذير إلى السعوديين بعدم التدخل في شؤون العراق، ولإخبارهم بأن مخافرهم الحدودية ودورياتهم الحدودية في مرمى نيرانهم".

وأضاف البطاط، وهو "رجل دين" شيعي معمّم، كان يقيم في إيران، التي يعتقد أنها وراء تدريب وتسليح عناصر جماعته، أن مقاتليه نفّذوا هذه العملية ردًا على فتاوى التكفير وتأجيج الفتنة الطائفية ووصف الشيعة بالمجوس والخنازير والترويج لقتلهم. وهدد بتنفيذ عمليات داخل السعودية.

وأوضح البطاط "في الأيام القليلة الماضية صدرت فتاوى تكفيرية، ومنها ما صدر من القرضاوي (يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمقيم في قطر) بوجوب محاربة الشيعة وشتم الزهراء "من قبل أحد جرذان السعودية وأحد التكفيريين في الكويت"، كما نقلت عنه وكالة "المدى برس" العراقية.

من جهتها، قالت قوات حرس الحدود السعودية إن ست قذائف مورتر سقطت قرب مركز حدودي سعودي بالقرب من العراق والكويت يوم الأربعاء، ولكن لم تقع أي أضرار. وأشار الناطق الإعلامي لحرس الحدود العميد محمد الغامدي إن ست قذائف مورتر سقطت في "منطقة غير مأهولة بالقرب من مركز العوجاء الجديد في قطاع حرس الحدود في حفر الباطن في المنطقة الشرقية. ولم ينتج من ذلك ولله الحمد أي أضرار". وقال الغامدي إنه كان على اتصال مع حرس الحدود في "البلدان المجاورة" لاتخاذ التدابير اللازمة لمعرفة مصدر القذائف ومنع تكرارها.

وتقع حفر الباطن عند الطرف الشمالي الغربي من المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في السعودية، وتبعد بضع مئات من الكيلومترات عن أكبر حقولها النفطية.

وفي السابع من الشهر الحالي أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استعداده لزيارة السعودية لإنهاء الخلاف معها. وقال إن العراق يريد علاقات طيبة مع جميع الدول. وأضاف "لا نجد مصلحة في علاقات غير جيدة مع أية دولة، ونعمل على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول، وإن العراق يتمتع حاليًا بعلاقات جيدة مع مختلف دول العالم، وإذا كانت هناك مشكلة مع السعودية فنحن مستعدون لاستقبال أي مبعوث يأتي منها، وأنا مستعد لزيارتها كي ننهي الخلاف"، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي وفقًا لتصريحات تلفزيونية ستعرض لاحقًا. لكنه لم يصدر أي رد فعل سعودي رسمي على هذه الدعوة من قبل الحكومة السعودية حتى الآن.

يذكر أن السعودية كانت قد أعلنت في 20 شباط (فبراير) عام 2012 تعيين سفير لها غير مقيم في بغداد، والذي يعد هو الأول منذ عام 1990، حيث قال مسؤول سعودي إن "المملكة قدمت إلى السفارة العراقية لدى الرياض ترشيح سفيرها لدى الأردن فهد عبد المحسن الزيد، ليكون سفيرًا غير مقيم في بغداد".

وعادة ما يتهم نواب من التحالف الوطني العراقي الشيعي السعودية إلى جانب قطر وتركيا بتصدير الإرهاب إلى العراق، لكنها تؤكد مرارًا رفضها لهذه الاتهامات، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية والمكونات العراقية المذهبية والقومية. كما أبدت السعودية استعدادها خلال زيارة إلى الرياض أخيرًا قام بها الوكيل الأول لوزارة الداخلية عدنان الأسدي أبدت استعدادها للتعاون مع العراق في مكافحة الإرهاب وحفظ أمن الحدود المشتركة.

وأقامت السعودية أسيجة وسواتر ترابية على طول حدودها مع العراق لمنع تسلل المسلحين. وللمنطقة الشرقية السعودية حدود مشتركة طولها نحو 60 كيلومترًا مع العراق قرب بلدة حفر الباطن. وتقع منطقة الحدود في عمق الصحراء، ولا توجد قربها أية بلدات أو قرى، كما إن للمنطقة الشرقية حدوداً مع الكويت.

العراق: للبناء على الاتفاق النووي الإيراني
دعت الحكومة العراقية الدول الغربية وايران الى البناء على اتفاقهما النووي توصلًا إلى تسوية شاملة مرضية. وقالت الخارجية العراقية إن الدول الكبرى الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن، اضافة الى المانيا، قد توصلت الى اتفاق نووي مع ايران لتحديد المشروع النووي، مقابل وقف جزئي وتدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على ايران.

واضافت أنه في الوقت الذي ترحّب فيهبتوصل الاطراف الى هذا الاتفاق المهم، والذي من شأنه أن يخفف التوتر في المنطقة، ويدعم عملية البناء والأمن والاستقرار لكل شعوبها، فإنها تهيب بكل الاطراف للبناء على هذا الانفراج الكبير لمعالجة الملف النووي الايراني وفق معايير العدالة والقانون الدولي.

واضافت أن العراق قد ساهم في هذا المجهود الدولي من خلال حث جميع الاطراف للتوصل الى تسوية تفاوضية مرضية واستضاف احد اجتماعات مجموعة5+1 مع ايران في بغداد خلال شهر أيار (مايو) عام 2012، كما نشطت الدبلوماسية العراقية لنقل الرسائل والافكار بين مفاوضي الطرفين في فترات متعاقبة.

وفي وقت سابق اليوم اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي الاتفاق النووي خطوة كبيرة لاستبعاد بؤر التوتر فيها. وقال تعليقاً على اتفاق الدول الست مع ايران حول برنامجها النووي، والذي اعلن فجر اليوم، ان هذا الاتفاق خطوة كبيرة على صعيد امن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها.

وعبّر عن امله في أن "تتواصل عملية بناء الثقة وتنشيط الحوار بما يحقق مصلحة الجانبين بمنع الانتشار النووي والاعتراف بحق ايران في برنامج نووي سلمي، وأن يكون الاتفاق مقدمة لإخلاء المنطقة تماماً من أسلحة الدمار الشامل".

وأضاف المالكي أن "العراق الذي وقف دائمًا الى جانب الحوار والحلول السلمية لكل الازمات يود أن يعرب عن تأييده الكامل لهذه الخطوة واستعداده لدعمها بما يؤمن استكمال المراحل المتبقية واشاعة اجواء الحوار والتفاهم والحلول السلمية. وهنأ "كل الدول التي اسهمت في هذا النجاح، لاسيما الاطراف ذات العلاقة، وتطلعه الى أن تفتح هذه الخطوة مرحلة جديدة في الامن والاستقرار والتنمية وتشكل حافزًا لحل الأزمات الأخرى".

وقد اعلن البيت الأبيض الاحد، عن الخروج بتوصيات من اجتماع الدول الست مع ايران الخاص ببرنامجها النووي، تمثلت ابرزها بتخفيف العقوبات على ايران مقابل إيقاف برنامجها النووي.

وجاء في التوصيات "لقد فرضت الدول الست عقوبات اقتصادية للضغط على ايران، لكي توقف برنامجها النووي، الذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها بأنه يخفي شقًا عسكريًا، رغم نفي طهران المتكرر لذلك". واضافت أن "اتفاق اجتماع يومي السبت والاحد يقضي بتخفيف بعض هذه العقوبات على ايران مقابل قيامها بالحد من انشطة برنامجها النووي وفتحه امام عملية تفتيش دولية اوسع لمدة ستة اشهر، فيما يجري التفاوض على "حل كامل". في المقابل اكد البيت الأبيض، أن الاتفاق "لا يعترف بحق التخصيب" من قبل ايران.

وبحسب الرئاسة الاميركية، فإن ايران قبلت وقف كل انشطة تخصيب اليورانيوم بنسب تفوق 5% وتفكيك العملية التقنية اللازمة للتخصيب بنسب تفوق 5%. كما تعهدت بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة حوالى 20% من خلال تذويبه".

وتعهدت ايران، بحسب البيت الأبيض بـ"عدم بناء اجهزة طرد مركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم ووقف التقدم نحو تشغيل مفاعل في مصنع اراك (النووي) الذي يمكن أن ينتج البلوتونيوم، كما قبلت بألا تبني مصنعًا قادرًا على استخراج البلوتونيوم من الوقود المستخدم"، كما قبلت بأن "تسمح بوصول خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل يومي الى مواقعها، وأن تعلن معطيات عن كيفية عمل مفاعل اراك".

في المقابل اعلنت الدول الست، موافقتها على تخفيف العقوبات بشكل "محدود وموقت ومحدد الاهداف، ويمكن أن يتم الغاؤه"، وتصل قيمته الى حوالي سبعة مليارات دولار. وتلتزم بعدم فرض عقوبات جديدة خلال فترة الستة اشهر، اذا احترمت ايران تعهداتها.

وتعلق "بعض العقوبات على الذهب والمعادن الثمينة وقطاع السيارات والصادرات البتروكيميائية الايرانية"، وتسمح "بعمليات اصلاح وتحقق في ايران لبعض شركات الطيران الإيرانية". كما ستقوم بتحويل مبلغ قيمته حوالي 4.2 مليارات دولار من مبيعات النفط الايراني الخاضع لعقوبات خلال فترة الستة اشهر، فيما تبقى في المقابل معظم العقوبات التجارية والمالية الاميركية سارية، وكذلك كل العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الامن الدولي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف