السلطة الأوكرانية تحذر المعارضة بعد الاتفاق التاريخي مع موسكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: اعلنت السلطة الاوكرانية الاربعاء انها تجنبت الافلاس عبر اتفاقها "التاريخي" مع روسيا لمنح كييف 15 مليار دولار، وحذرت من اي زعزعة لاستقرار البلاد، التي تشهد منذ شهر تظاهرات للمطالبين بالتقارب مع اوروبا.
وقال رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف الاربعاء لدى افتتاحه جلسة مجلس الوزراء غداة زيارة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفتيش الى موسكو "لن ندع احدا بعد اليوم يزعزع الاستقرار". وبموجب الاتفاقات التي وقعها يانوكوفيتش في موسكو، تمنح روسيا اوكرانيا 15 مليار دولار، وتخفض بمعدل الثلث سعر الغاز الذي تسلمها اياه، وهو مستوى تفضيلي لجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، التي تعتبرها شريكتها، وترفع العراقيل امام التجارة التي فرضت في الاشهر الماضية.
ونددت المعارضة الاوكرانية باتفاق "يرهن البلاد" بحسب قولها، وذلك امام تظاهرة ضمت 50 الف شخص مساء الثلاثاء في كييف. والولايات المتحدة التي ساندت بقوة المعارضين في الاسابيع الماضية اعتبرت ان الاتفاق لن يؤدي الى تهدئة "قلق هؤلاء الذين تجمعوا للاحتجاج في كل اوكرانيا". وسيعلن قادة المعارضة، وبينهم بطل الملاكمة فيتالي كليتشكو، الاربعاء، عن نواياهم.
من جهته اشاد رئيس الوزراء الاوكراني باتفاق "تاريخي" مع موسكو، معتبرا انه سمح بانقاذ الاقتصاد الاوكراني من "الافلاس" الذي كان يهدده في حال توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وقال ازاروف ان اتفاق الشراكة "لكان ادى الى الافلاس والانهيار الاجتماعي-الاقتصادي".
وتابع "شهدنا بالامس حدثا تاريخيا"، في اشارة الى زيارة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الى موسكو، والتي اعلنت روسيا خلالها توظيف 15 مليار دولار في سندات الدولة الاوكرانية، وتخفيض اسعار الغاز لهذا البلد بنسبة الثلث.
وانتقد المعارضة، التي تولى بعض قواها السلطة قبل انتخاب يانوكوفتيش عام 2010، محمّلًا اياها مسؤولية الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد. وقال ان "العقد السابق حول الغاز (الذي ابرمته رئيسة الوزراء انذاك يوليا تيموشنكو المسجونة اليوم) ينزف الاقتصاد الاوكراني منذ ثلاث سنوات ونصف سنة".
واضاف ان "الرئيس وضع حدا لهذا التفريط بالمصالح الوطنية الذي تتحمل مسؤوليته القوى السياسية نفسها التي تتسبب اليوم بزعزعة الاستقرار في البلاد". وحزب باتكيفشينا (الوطن) برئاسة تيموشنكو هو احد التنظيمات المشاركة في حركة الاحتجاج التي تشهدها البلاد.
وتحتج المعارضة منذ حوالى شهر في الشارع على رفض الرئيس الاوكراني توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لمصلحة التعاون الاقتصادي مع روسيا. واكد ازاروف ان "الاتفاقات الموقعة تتيح امكانات جيدة للاقتصاد الاوكراني لسنوات كثيرة. لكان من المستحيل تحقيق كل ذلك بدون اتفاق بين الرئيسين الروسي والاوكراني".
واشار الى انه لو وقعت اوكرانيا اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي لكان تعيّن عليها الموافقة على شروط صندوق النقد الدولي ومنها زيادة اسعار الغاز على المستهلكين وتخفيض سعر العملة الوطنية وتجميد الرواتب مع شراء الغاز الروسي باسعار عالية.
وقال "اليوم ليس هناك ما يهدد الاستقرار الاقتصادي والمالي في اوكرانيا". من جانب اخر دعت الولايات المتحدة السلطة الاوكرانية الى الاستجابة لتطلعات المتظاهرين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "نحث الحكومة الاوكرانية على ايجاد الوسيلة لرسم طريق نحو مستقبل اوروبي سلمي عادل ومزدهر اقتصاديا يتطلع اليه الاوكرانيون".
واضاف "ندعو الحكومة الاوكرانية الى الدخول في حوار فوري مع المعارضة ومع كل الذين عبّروا عن رغبتهم في قيام اوكرانيا افضل عبر التظاهر في الشارع". من جهته انتقد وزير الخارجية الالماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير الطريقة التي استغلت فيها روسيا الوضع "الاقتصادي الملح في اوكرانيا".
لكنه اعتبر ان الاوروبيين قللوا ايضا من شأن تصميم روسيا على عدم السماح لاوكرانيا بتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي ومستوى المساعدة الاقتصادية التي كان يجب عرضها على كييف.