أخبار

الجيش اللبناني يسيطر بالكامل على مجمع الاسير بعد معارك عنيفة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صيدا: سيطر الجيش اللبناني مساء الاثنين بالكامل على مجمع الشيخ السني المتشدد احمد الاسير في مدينة صيدا (جنوب)، وذلك بعد معارك عنيفة تواصلت منذ الامس مع انصار الشيخ السني، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس، في حين لم يعرف مكان وجود الاسير.

وتمكن المراسل من التجول في المجمع المؤلف من مسجد بلال بن رباح وعدد من الابنية المحيطة، واشار الى ان الجيش كان موجودا في كل مكان، وبدا عناصره "مرتاحين"، بعد اكثر من 24 ساعة من المعارك التي قتل فيها 16 جنديا، وتعد اخطر حوادث امنية في لبنان منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة قبل اكثر من عامين.

واشار المراسل الى ان القوى العسكرية سمحت للصحافيين بالدخول الى مستودع سفلي شبه محترق يقع أسفل المسجد، من دون ان يسمح لهم بالدخول الى حرم المسجد الصغير. وافاد عن وجود كميات من الاسلحة في داخل المستودع، اضافة الى قاذفات صاروخية.

كما افاد عن وجود رشاش متوسط ودشم وبنادق كلاشنيكوف، وعدد من السيارات المحترقة بالكامل جراء المعارك. وفي خارج المسجد، سيارة نخرها الرصاص كانت تستخدم في الاعتصامات، وثلاث سيارات رباعية الدفع على الاقل متضررة من آثار المعارك.

وكانت الاشتباكات اندلعت بعد ظهر الاحد بين الطرفين، بعد هجوم شنه مسلحون مناصرون للاسير على حاجز عسكري، بحسب ما افادت قيادة الجيش. وادت المعارك الى مقتل 16 جنديا، وهي الحوادث الاكبر يتورط فيها الجيش منذ العام 2007، تاريخ المعركة مع تنظيم فتح الاسلام المتطرف في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال التي استمرت ثلاثة اشهر.

وكان مصدر عسكري في صيدا افاد فرانس برس ان الجيش عثر على "عشرات الجثث لمسلحين باللباس العسكري مع سلاحهم" في الابنية والمواقع التي يقوم "بتنظيفها" في محيط المجمع التي يتحصن فيه الاسير وانصاره والذي يتالف من مسجد وابنية عدة.

ولم يعرف حتى الآن مصير احمد الاسير. وكان شقيقه امجد الاسير قال في اتصال هاتفي صباحا مع فرانس برس "الشيخ سيبقى في مسجد بلال بن رباح حتى آخر قطرة دم"، قبل ان يقفل خطه الخليوي.

وذكر مدير العمليات في الصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة في حديث مع تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان سيارات الصليب الاحمر نقلت خلال 24 ساعة 94 جريحا الى المستشفيات. والاسير معروف بعدائه الشديد لحزب الله الشيعي، حليف دمشق، وهو يتهم الجيش اللبناني بغض الطرف عن كل انشطة الحزب المسلحة.

وان كان الاسير لا يعد ذا شعبية واسعة في صفوف الطائفة السنية، لكنه تورط خلال السنتين الماضيتين في سلسلة احداث مع الجيش ومع مسلحين موالين للحزب، وتميز بخطاباته النارية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وارتفع بعد الظهر عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف الجيش اللبناني الى 16، بحسب بيانات صادرة عن قيادة الجيش، بالاضافة الى عدد من الجرحى.

ومساء، طلب سياسيون سنة الاثنين من الجيش اللبناني القيام بمهامه الامنية "بشكل عادل وشامل" وبالتساوي بين اللبنانيين، في اشارة الى الدعوات التي تطالب بازالة كل السلاح في لبنان بما فيها ذلك العائد الى حزب الله الشيعي، وذلك بعد العملية العسكرية ضد الاسير وانصاره.

وطلب خمسة رؤساء حكومة لبنانيين حاليين وسابقين اثر اجتماع عقدوه "من الجيش والقوى الامنية القيام بمهماتها الامنية بشكل شامل وكامل وعادل"، معربين عن تضامنهم "مع أهلنا في كل المناطق الذين يشعرون بان القانون يطبق على فريق من اللبنانيين دون سواهم"، وذلك في بيان تلاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

وكان اجتماع وزاري وامني عقد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان اكد ان قوى الجيش ستواصل تنفيذ اجراءاتها في منطقة صيدا حتى "الانتهاء من المظاهر المسلحة وازالة المربع الامني" للشيخ احمد الاسير وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش".

ودعت قيادة الجيش في بيان "المسلحين الذين قاموا بالاعتداء على مراكز الجيش والمواطنين، (...) الى إلقاء السلاح وتسليم انفسهم فورا الى قوى الجيش، حرصاً على عدم اراقة المزيد من الدماء"، مؤكدة ان هؤلاء "معروفون بالنسبة اليها فردا فردا".

وبعد الظهر، أصدرت السلطات القضائية "بلاغات بحث وتحر" في حق 123 شخصا متورطين في الاشتباكات، في مقدمهم الاسير، بحسب ما افاد مصدر قضائي فرانس برس. واوضح ان ابرز المطلوبين هم "الاسير وشقيقه ونجله، والفنان فضل شاكر" وهو مطرب لبناني معروف اعتزل الغناء قبل فترة وبات من المقربين من رجل الدين المتشدد.

وتاتي هذه الحوادث في اطار سلسلة من التوترات الامنية المتنقلة بين المناطق اللبنانية على خلفية النزاع السوري. وامتد التوتر الاحد الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا حيث اشتبك الجيش حتى ظهر اليوم مع عناصر من مجموعات اسلامية عند اطراف المخيم.

كما شهدت مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية في الشمال تشنجا واطلاق نار وقطع طرق. وذكر مصدر امني ان مسلحين اقدموا اليوم على احراق حاجز للجيش اللبناني في المدينة.

في دمشق، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان احداث العنف في مدينة صيدا اللبنانية "خطيرة جدا"، مشيرا الى ان بلاده كانت قد نبهت من خطر انعكاسات الازمة السورية على دول الجوار، ومعربا عن امله في ان يحسم الجيش اللبناني المعركة ضد "الارهابيين".

في الرياض، دعت السعودية "جميع الاطراف" في لبنان الى "وقف الاشتباكات وعدم التصعيد حفاظا على امن واستقرار لبنان". واعربت باريس الاثنين عن "قلقها الكبير" لاعمال العنف الدامية المستمرة في جنوب لبنان ودانت "الهجمات على قوات الجيش اللبناني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف