روسيا أرادت الهروب للأمام وإنقاذ حليفها لا أكثر
غالبية قرّاء "إيلاف" يشككون في جدية الأسد بالتخلص من الكيميائي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشكيك بتشكيكإلى هذا، ينبع التشكيك من أمرين اثنين، أولهما رفض روسيا تمرير أي قرار أممي في مجلس الأمن، يرغم النظام السوري على تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي، تحت الفصل السابع، وثانيهما ما يعده المحللون الغربيون شبه تملص روسيا من تعهدات قطعتها، بعدما خرج لافروف أمس في برنامج يوم الأحد بالتلفزيون الروسي - القناة الأولى، مصرحًا بأمرين خطيرين، أولهما أن روسيا ليست الضامن لنزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، "فنحن ساعدنا على انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية من دون أي تحفظات، وسوريا اليوم طرف ملتزم بالوثيقة قانونًا، لذلك ينبغي تنفيذ الالتزامات بموجب الاتفاقية أن يكون بضمان المجتمع الدولي"؛ وثانيهما أن المعطيات الروسية حول سوريا تثبت سيطرة "مسلحي المعارضة" على مناطق فيها مستودعات تضم مكونات للسلاح الكيميائي.ويستعين المحللون الغربيون بهذا الكلام ليقولوا إن روسيا قد لا تكون جدية في طرح إرادتها منذ البداية هروبًا إلى الأمام، ومحاولة لإنقاذ حليفها الأسد، مستفيدة من تردد أوباما النابع من قراءة متأنية لاستطلاعات الرأي العام الأميركي، التي تبين رفض نحو 78 بالمئة أي تورط عسكري في سوريا. مفاجآت؟فالتشكيك إذن هو سيد الموقف، ولا عجب إن انسحب على قرّاء "إيلاف"، بعد كل هذه الأنباء، وبعدما تبين أن النظام السوري يستفيد من ثغرة "الديمقراطية الأميركية"، التي لجمت أوباما، فعدها الأسد نقطة لصالحه في المرمى الأميركي. فلسان حال القارئ المشكك يقول: "إن كان أوج التهديد بالضربة لم يرعب النظام السوري، بعدما أدرك عدم جدية أوباما في تنفيذ وعيده، فما يرغمه على إبداء أي جدية في التخلص من سلاح هو سلاحه الأخير بوجه معارضيه المسلحين؟".كما شككت واشنطن السبت في مصداقية قائمة تسلمتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من دمشق، ولفتت إلى أن القائمة تشير إلى أن النظام السوري يمتلك ترسانة ضخمة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف السبت: "ما حوته القائمة السورية مذهل، لكن هل هذا هو كل المخزون السوري من هذه الأسلحة الفتاكة، أم أن هناك مفاجآت أخرى لا تزال مخفية؟". تصديق الأسدوعلى هذا الكلام الأميركي قد يبني غير المشككين قضيتهم. فالسرعة أولًا في قبول الاتفاق، والسرعة ثانيًا في توقيع اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والسرعة ثالثًا في تسليم جردة بمخزون سوريا من هذه الأسلحة، عوامل دفعت بنحو 34 بالمئة من المشاركين في استفتاء "إيلاف" إلى تصديق النظام السوري في زعمه حسن الالتزام ببنود الاتفاق، خصوصًا أن نبرة العالم تغيّرت فعلًا نحو المزيد من الحدة تجاه الأسد، إن أخلَّ بالاتفاق.إلى ذلك، لا بد أن هؤلاء قرأوا تبدلًا في الموقف الإيراني، أو خافوا من تبدل قد يطرأ في الموقف الإيراني، بعد رسائل تطمين متبادلة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والغرب، بالاضافة إلى أنباء، تأكد بعضها، عن انسحاب معظم عناصر حزب الله من سوريا، ما يعني أن لا خيار للأسد إلا سلوك درب السلامة، على الأقل حاليًا، وتلبية رغبات الغرب في كل ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية، لعله يتجنب ضربة ما زال خيارها على الطاولة، قد تعجل برحيله إن حصلت.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف