الحياة تعود إلى الفلوجة تدريجيًا رغم بعض الاشتباكات
المالكي يعلن العفو عن ملقي السلاح في الأنبار وعدم تأجيل الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عفوًا عن حاملي السلاح في محافظة الأنبار الغربية، مؤكدًا أن الحرب ضد الارهاب فيها لن تطول، وأن الانتخابات لن تؤجل يومًا واحدًا.. فيما عادت بعض المؤسسات الحكومية في الفلوجة إلى ممارسة عملها بعد تعطيلها جراء سوء الاوضاع الأمنية رغم بعض الاشتباكات المتقطعة التي شهدتها اليوم.
قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في كلمته الاسبوعية إلى العراقيين اليوم الاربعاء وتابعتها "إيلاف"، إن العراق يخوض اليوم حربًا مقدسة ضد القاعدة وتشكيلاتها في إشارة إلى تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش"، وشدد على أن هؤلاء هم أشر الخلق في ارتكاب الجرائم والخروج على الاخلاق والأعراف.
وأكد أنّ الجيش والاجهزة الأمنية سيواصلون ضرب هذه الجماعات دفاعاً عن الحق وانهاء للارهاب، وثمن دور العشائر في الوقوف مع "الحق والعدل مع اخوانهم في القوات المسلحة لمواجهة شرور الارهاب".
ودعا من قال إنهم لم يلتحقوا بركب التأييد لعمليات القوات المسلحة ضد القاعدة وداعش إلى تأكيد تأييدهم لهذه العمليات، ووصف الموقف الدولي الداعم الذي عبر عنه مجلس الأمن الدولي والاتحاد الاوروبي ودول العالم المختلفة للعراق في مواجهته للارهاب بأنه حشد غير مسبوق يؤكد أن العراق على حق في مواجهاته هذه ويحرضه اكثر على مواجهة التنظيمات الارهابية الفاسدة التي ترتكب جرائمها في سوريا والعراق. وشدد بالقول "سنستمر بالمواجهة لأن القاعدة هي الشر ولابد من بذل كل الجهود لمواجهتها".
وأعلن المالكي عفوًا عن المسلحين الذين رفعوا السلاح بوجه الدولة في الأنبار، وقال "أدعو من تورطوا أو تم استغلالهم أو استدراجهم ليكونوا اعضاء في مكافحة الارهاب وأن يعودوا إلى الصف الوطني وسيتم العفو عنهم والترحيب بهم ونستقبلهم ليخرجوا من هذه الازمة التي خلقتها القاعدة". وأضاف أن القوات المسلحة مصممة على مواجهة القاعدة ومنعها من استمرار عملياتها في محاصرة المدن وابنائها وضرب المعونات الغذائية والطاقوية المقدمة لهم في ممارسات سيئة شريرة عرفوا بها.
وشدد المالكي على أن المعركة الحالية في الأنبار ضد القاعدة وداعش لن تطول، وقال إن "ما تتحدث به القاعدة عن العودة إلى المناطق التي خسرتها ما هي الا احلام ابليس، فعناصرهم لن تعود الا جثثًا لأنهم يسعون إلى التدمير واعاقة الاعمار والتنمية في العراق والمنطقة".
وأضاف :"نقول لدول العالم إن هذا الارهاب يسعى إلى وقف عجلة النمو والاعمار والاستقرار وايقاف العملية السياسية لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية أو الحريات أو تداول السلطة ويسعون الى تعطيل الانتخابات التي نحن على ابوابها، والتي لا نريد تأجيلها يومًا واحدًا والحكومة مستعدة لاجرائها لأنها مهمة في تعزيز العملية السياسية والأمن والاستقرار". يذكر أن الانتخابات العامة مقررة في 30 نيسان (أبريل) المقبل.
وناشد السياسيين قائلاً "قفوا مع الجيش وأيدوه، وأدعو من توقفوا لحد الآن عن الالتحاق بالتأييد وحشده لمقاتلي الجيش والعشائر إلى الالتحاق بالركب الوطني الداعم للمواجهة ضد الارهاب". ودعاهم إلى الانفتاح السياسي على بعضهم والوقوف معاً من اجل هزيمة القاعدة حتى يكون صوت مواجهة الارهاب هو الاعلى والتوحد في الحرب على القاعدة كما قال.
وطالب المالكي سكان وعشائر مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار الغربية إلى توحيد مواقفهم ورفض وجود مسلحي القاعدة الذين وصفهم بالاشرار.. وقال "اننا لن نستخدم القوة في المدينة مادامت عشائرها مستعدة لمواجهة القاعدة وطردها من مدينتهم، والجيش والشرطة مستعدة لدعمهم وانهاء تواجد القاعدة ومنع أي تدهور أمني حتى تعود إلى الاعمار والبناء لأن مسلحي القاعدة لا يريدون لها الا القتل والتخريب".
الحياة تعود إلى الفلوجة تدريجيًا رغم المواجهات
وقد عادت بعض المؤسسات الحكومية في الفلوجة إلى ممارسة عملها بعد تعطيلها جراء سوء الاوضاع الأمنية رغم بعض الاشتباكات التي شهدتها المدينة ومناطق بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار اليوم الاربعاء.
فقد بدأت مديرية تربية الفلوجة والمصارف والبلدية عملها وتقديم خدماتها إلى المواطنين، فيما تتولى اللجنة المدنية لادارة المدينة الحفاظ على أمن المواطنين والممتلكات الحكومية والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية لتأمين وصول المساعدات إلى اهالي المدينة.
وتجري اتصالات اليوم بين اللجنة والسلطات الحكومية لتسليم المدينة اليوم إلى قوات الشرطة المحلية بعد رفض السكان وممثليهم دخول قوات الجيش اليها حيث تناقش مع الحكومة المحلية والقوات العسكرية في محافظة الأنبار اجراءات ضبط الأمن واعادة الحياة إلى طبيعتها في قضاء الفلوجة.
وكان مقاتلو القاعدة في العراق يسيطرون على مساحات كبيرة من الصحراء في غرب البلاد بمحاذاة الحدود السورية قبل أن تبدأ القوات المسلحة منذ حوالي الاسبوعين هجومًا واسعًا لتدمير قواعدهم العسكرية هناك. ووفقاً لتقارير الحكومة العراقية ومصادر في وزارة الداخلية فقد قتل اكثر من 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الايام الاربعة الماضية من المعارك في محافظة الأنبار.