قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في تحذير يبدو أنه مقدمة لشن هجوم على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية الغربية، فقد دعا المالكي سكانها وعشائرها إلى طرد مسلحي القاعدة والعشائر المناوئين للحكومة قبل أن تتعرض احياؤهم السكنية لمخاطر المواجهات العسكرية، بينما اندلعت اشتباكات مسلحة بين ابناء العشائر في الفلوجة ومسلحي "داعش" في احياء بالمدينة. وفيما تستعد القوات العراقية لشن هجوم كبير على مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلو دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" المرتبطون بتنظيم القاعدة، فقد وجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم الاثنين نداء الى اهالي وعشائر مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) "لطرد الارهابيين من المدينة حتى لا تتعرض احياؤهم الى اخطار المواجهة المسلحة". كما امر المالكي في بيان مقتضب، بثته قناة "العراقية" الرسمية، القوات المسلحة الى عدم ضرب الاحياء السكنية في الفلوجة.
وناقش وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي مع قائد العمليات المشتركة وقائد القوات البرية وقائد عمليات الانبار الوضع الراهن في قاطع العمليات العسكرية بمحافظة الانبار . وقالت وزارة الدفاع في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" اليوم إن الدليمي "ناقش مع القادة ايضًا خلال الاجتماع الذي عقد في مقر قيادة عمليات الانبار بحضور المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع وكبار الضباط في قيادة القوة الجوية وقيادة طيران الجيش وجهاز مكافحة الارهاب آخر المستجدات الميدانية في مسرح العمليات. واشارت الوزارة الى أن طائراتها قصفت مراكز لمسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" المرتبط بالقاعدة في محافظة الانبار، وقتلت 25 مسلحاً. وقد اندلعت فجر اليوم اشتباكات مسلحة بين ابناء العشائر في الفلوجة ومسلحي "داعش" في ثلاثة احياء جنوب ووسط المدينة، حيث شنّ مسلحو العشائر هجمات واسعة على عناصر داعش المتواجدين في احياء نزال والرسالة وجبيل وتمكنوا من طردهم من هذه الاحياء بعد تكبيدهم خسائر بالارواح لم تعرف لحد الآن. واستخدمت في هذه الاشتباكات الاسلحة الرشاشة والصاروخية. وقد اجتمع مسؤولون حكوميون في محافظة الأنبار بغرب البلاد مع زعماء العشائر لحثهم على المساعدة في صد المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين سيطروا على أجزاء من مدينتي الرمادي والفلوجة في المحافظة. وتقوم قوات الجيش العراقي يشاركها مسلحون من العشائر المؤيدة للحكومة حاليًا بالانتشار حول محيط مدينة الفلوجة لعزلها وقطع طرق الإمداد للمسلحين قبل مهاجمتهم وسط نداءات للسكان بمغادرة المدينة. ويتزايد التوتر في أنحاء محافظة الأنبار التي تقع على الحدود مع سوريا منذ أن فضت الشرطة العراقية الأسبوع الماضي اعتصامًا للمحتجين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية بين القوات الامنية ورجال العشائر الداعمين للاعتصام الذي يطالب بالغاء ما قالوا إنها عمليات تهميش واستهداف متعمد لأبناء المكون السني. وكان مقاتلو القاعدة في العراق يسيطرون على مساحات كبيرة من الصحراء في غرب البلاد بمحاذاة الحدود السورية قبل أن تبدأ القوات المسلحة منذ حوالي الاسبوعين هجومًا واسعاً لتدمير قواعدهم العسكرية هناك. وقد سيطر مقاتلو داعش على مدينة الفلوجة منذ السبت الماضي، وبدأوا بإستخدام سيارات الشرطة والحكومة داخل المدينة للقيام بدوريات حراسة بعضها يرفع العلم الأسود المنسوب للقاعدة.
ويأتي ذلك في وقت تستعد فيهالقوات العراقية لهجوم كبير في الفلوجة، حيث تنتشر حاليًا في مواقع خارج المدينة لفسح المجال للسكان بالنزوح الى اماكن أخرى قبل شن الهجوم لطرد المسلحين من المدينة في موعد لم يحدد بعد. ونتيجة لهذه التطورات، تشهد مدينة الفلوجة التي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة وضعًا متدهورًا ينذر بكارثة انسانية، حيث استغاث سكانها اليوم من الاوضاع المزرية التي تمر بها المدينة نتيجة انقطاع الكهرباء والماء والخدمات الاساسية الاخرى جراء سيطرة المسلحين عليها منذ عدة ايام . كما نزحت عنها المئات من العوائل وخاصة في احياء العسكري والجغيفي والشهداء ونزال شرقي المدينة الى خارجها بسبب تردي الوضع الامني والقصف الذي تتعرض له. وتعاني المدينة حاليًا من شحة كبيرة في السلع الغذائية والمنتجات الزراعية والوقود وارتفاع اسعارها بصورة خيالية وتعاني ايضًا من حصار واغلاق لكافة منافذها منذ اسبوع، بالرغم من مناشدات علماء الدين وشيوخ العشائر والمواطنين بالسماح بدخول السلع والمواد الغذائية للمدينة ورفع الحصار عنها". ويجوب المسلحون المزودون بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات شوارع المدينة بسيارات مدنية من دون وقوع اشتباكات مع قوات الجيش التي ترابط على بعد سبعة كيلومترات منها، وخاصة في منطقة المزرعة شرق المدينة، حيث تتمركز قوات الفرقة الأولى وقوات سوات الخاصة. وحذر مسؤولون في الأنبار من إمكانية حدوث كارثة إنسانية في الفلوجة نتيجة نفاذ الغذاء والدواء والوقود والخدمات واضطرار آلاف العوائل فيها للنزوح عنها. وكانت القوات العراقية قد خسرت السبت الماضي مدينة الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" لتتحول من جديد الى معقل للمتمردين المتطرفين. والفلوجة التي تعرف بمدينة المساجد تبلغ مساحتها بحدود 40 كيلومتراً مربعاً وتعداد سكانها كثيف جدًا، حيث يقارب نصف مليون نسمة ويسكنها عشائر وأفراد من قبائل عربية. وينحدر سكان الفلوجة من عشائر كبيرة في العراق، وهي عشائر الدليم بكل فروعها وبني تميم والكبيسات والعزة وزوبع .