تحذيرات من إنهيار الوضع الإنساني في الأنبار
خطيب الفلوجة: مستمرون بحراكنا الشعبي وسنقطع يد من يهاجمنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما تشهد مدن محافظة الانبار اشتباكات متقطعة وسط ترقب لاقتحام قوات الجيش للرمادي، نظّم محتجو المحافظة صلوات موحدة خارج ساحات الاعتصام. وفي الفلوجة حذر خطيب الجمعة الحكومة من مهاجمة المدينة، وقال: "سنقطع يد من يعتدي علينا".
لندن: قال خطيب جمعة الفلوجة بحضور المئات من المواطنين الذين احتشدوا وسطها إن "هذه الصلاة تقام في هذه الظروف المفصلية الخطيرة حيث تداعت قوى الشر على ابناء محافظة الأنبار" وخاطبهم قائلاً "انكم حقًا رجال في زمن عز فيه الرجال وابطال في زمن عز فيه الابطال".
وحيا الخطيب مَن اسماهم بثوار العشائر والمخلصين الثابتين "يا من استقبلتم هذا العام بدماء الشرف فيما استخدمها غيركم بمفرقعات الخسة". وأشار إلى أنّ الحراك الشعبي خرج منذ عام للمطالبة بالحقوق المسلوبة المشروعة، "ولذلك وجهنا جموعنا للمطالبة بهذه الحقوق من دون السماح بأي فتنة أو إراقة دماء، ولكننا لم نظن أن تصل الرعونة بهذه الحكومة الهمجية الجاهلة بمقابلة اعتصامنا السلمي بالشر وتسخير آلتها الحربية لنهينا عن مطالبتنا بهذه الحقوق، لانهم لايعرفون ادارة الامور الا على الطريقة الاميركية القذرة، ولم يعرفوا ايضاً كيف سيكون رد الاسود اذا اعتدي على عرينهم".
وحذر الخطيب "الحكومة ومليشياتها اذا ارادت الاعتداء علينا فنحن قادرون على رد العدوان". وقال موجهًا كلامه إلى رئيس الوزراء نوري المالكي "يا من تريد الاعتداء علينا لا تورط نفسك في المدينة فهي كانت محرقة لاسيادك الاميركيين ولا تستمع لمن يريد أن يغريك بالاعتداء بحجة أنه يريد ارشادك".
وأضاف "اذا تحرشت بنا سنقطع يدك فلا ذل بعد اليوم، لأننا نريد الحق، وفينا رجال يقتلون وشباب يهزون الارض ونساء يزغردن لهم" وأشار إلى أنّ محافظة الأنبار تتعرض للمؤامرات وكلما فشلت خطة للعدو يأتوننا بخطة اخرى فهم يريدون الآن تفريق صفوف اهل الأنبار وتشتيت قواهم "فكونوا موحدين وعلى قدر المسؤولية".
وأشار إلى ضرورة عودة الادارات في الفلوجة إلى مزاولة عملها لخدمة المواطنين، وقال: "ليمسك ثوار العشائر الادارة لكي لاتنتهك الحرمات والحقوق ولتعد العوائل التي هجرت المدينة إلى منازلها، فإن الامور مطمئنة والوضع الامني في تحسن". وشدد على رفض عودة الجيش أو دخوله إلى الفلوجة، مشيرا إلى أنّ امورها ستدار بين ابناء العشائر وشرطتها المحلية.
وفي الرمادي حيث اقيمت صلاة الجمعة خارج ساحة الاعتصام، قال الشيخ عدنان مشعل امام الجمعة الموحدة في جامع الدولة "إن الحكومة الحالية تعمل على اشاعة روح الطائفية في العراق من اجل بقائها في السلطة كما هو الحال في سوريا". وشدد بالقول: "نحن لا نريد اطلاق سراح المجرمين والقتلة بل نطالب بالافراج عن الابرياء من المعتقلين والغاء العمل في المادة اربعة ارهاب والمخبر السري الذي يشي بالاكاذيب من اجل منافع مادية أو عداوة مع آخرين من اجل الحاق الضرر بهم".
ودعا مشعل رجال الشرطة والمرور والدفاع المدني إلى العودة الى عملهم، مشددًا على أن ابناء العشائر سيوفرون الحماية اللازمة لهم. وأشار إلى أنّ الساسة يحاولون المتاجرة بمطالب المعتصمين من اجل مصالح مالية أو مناصب أو مقاعد برلمانية. واكد أن ساحات الاعتصام في الأنبار وباقي المحافظات باقية، وأن الاتهامات التي تطلق بين الحين والآخر ضد المعتصمين هي اتهامات باطلة يحاولون من خلالها التغطية على فشلهم في توفير الامن والمعيشة الكريمة للشعب.
وقبل ذلك اعلنت اللجنة المنظمة لإعتصامات محافظات الأنبار أن الصلاة الموحدة ما زالت قائمة وستقام كل جمعة في ساحات وجوامع مدن المحافظة. وقد انتشرت في الفلوجة اليوم مفارز شرطة النجدة والمرور بمساندة مسلحي العشائر بعد طرد عناصر دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" منها، لافتًا إلى أن المحال التجارية فتحت ابوابها مجددًا في المدينة. وكانت قوات من الشرطة بمساندة أبناء العشائر تمكنت في ساعة متقدمة من ليلة أمس اقتحام مدينة الفلوجة من الجانب الغربي وانتشرت في أحيائها.
تحذير من إنهيار الوضع الإنساني في الأنبار
وقد حذر ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي من إنهيار الوضع الإنساني في الفلوجة مع قطع التيار الكهربائي وانعدام الخدمات، داعيًا إلى تأمينالمواد الغذائية والادوية إلى السكان والتعاون مع وجهاء الفلوجة وعشائرها لتخفيف معاناتهم.
وقال النائب عن الائتلاف محمد إقبال في بيان اليوم إن "العمليات العسكرية التي تجري في محافظة الأنبار باتت تتخذ أشكالاً أكثر خطورة في ظل القصف العنيف الذي تتعرض له مدينة الفلوجة منذ صباح اليوم"، محذراً من "إنهيار الوضع الإنساني في الفلوجة ولا سيما مع قطع التيار الكهربائي وانعدام الخدمات بشكل شبه تام".
وأكد على ضرورة حماية المدنيين وعدم جعلهم هدفاً للآلة العسكرية"، مشيراً إلى "تضرر الاهالي من القصف العشوائي الذي طال المدينة اليوم ونزوح الاهالي في ظل برد الشتاء القارص وبحثهم عن ملاذ آمن يقيهم مما يواجهون". وطالب الحكومة والقوات الامنية بفك الحصار عن مدن محافظة الأنبار وتجنيب المدنيين مشهد القتل والدمار والسماح بوصول المواد الغذائية والادوية إلى السكان والتعاون مع وجهاء الفلوجة وعشائرها لتخفيف معاناتهم".
ومن جانبها، قالت مجموعة تطلق على نفسها "قيادة المجلس العسكري للثوار"، التي شكلت في الفلوجة أمس، إنها وضعت جميع مقاتليها في حالة استنفار للتصدي لمحاولات متوقعة من قوات الحكومة العراقية لاقتحام مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الرمادي.
وأشار المجلس إلى أنّ من وصفه برئيس الحكومة الطائفية نوري المالكي يسعى إلى اقتحام الفلوجة والرمادي لمنع إقامة الجمعة الموحدة التي ستظهر وقوف جماهير محافظة الأنبار مع من سمتهم "ثوار العشائر" وأضاف أنه سيعمل على إقامة الجمعة الموحدة ليسمع العالم صوت المحافظات الست المنتفضة.
وكان عدد من شيوخ العشائر في مدينة الفلوجة قرروا تشكيل "قيادة المجلس العسكري للثوار" أمس، حيث ينص اتفاق شيوخ العشائر بالفلوجة على أن تضم قيادة المجلس مسلحين من أبناء العشائر للحفاظ على أمن المدينة والدفاع عنها، وأن يكون عمل قيادة المجلس بالتعاون مع الشرطة والمجلس المحلي في الفلوجة.
وقد استمرت الاشتباكات الجمعة لليوم الثالث على التوالي في مناطق من مدينتي الفلوجة والرمادي، حيث تحاول القوات الحكومية مدعومة بأبناء العشائر دحر مسلحي "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وعلى الرغم من تمكن القوات المشتركة من جيش وشرطة في استعادة بعض الأحياء في المدينتين، فإنه لا تزال الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تسيطر على بعض الأحياء الاستراتيجية.
وفي الرمادي، يستعد الجيش العراقي مدعومًا باللجان الشعبية من أبناء العشائر لاقتحام حيي البوفراج والخميرة شرقي المدينة، اللذين يقعان على طريق تستخدمه القوات الحكومية لإرسال التعزيزات إلى الرمادي. وفي حين تواصلت المعارك والمناوشات في شرق الرمادي،فإن وسط المدينة والمناطق الغربية والشمالية منها تشهد هدوءًا حذراً، وذلك بعد أن اقتحمتها القوات الحكومية ودحرت المسلحين.
وتزايدت التوترات في محافظة الأنبار التي يشكل السنة غالبية سكانها منذ أن فضت الشرطة العراقية مخيم احتجاج بالرمادي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسيطرة آلاف المسلحين على مباني الحكم المحلي بالفلوجة والرمادي. وقال شهود اليوم الجمعة إن المسلحين لايزالون يسيطرون على معظم مناطق الفلوجة التي تنتشر حولها حشود عسكرية استعدادًا لاقتحامها بالتزامن مع قصف الجيش العراقي لأحياء في المدينة.
وكان المالكي، وفي محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني في الأنبار بعيد فض الاعتصام، دعا الثلاثاء الجيش إلى الانسحاب من المدن وتسليمها إلى الشرطة لكنه عاد وتراجع عن قراره الأربعاء معلنًا إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة.
وقد استغل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض الاعتصام لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين. وكان اعتقال الجيش العراقي للنائب أحمد العلواني السبت الماضي قد فجر غضب الشارع في محافظة الأنبار التي اعتبرت قياداتها السياسية أن العملية تأتي في سياق محاولة المالكي تأجيج الصراع الطائفي.
وكان مسلحو "داعش" المرتبطون بالقاعدة قد اقتحموا مراكز شرطة في الأنبار واستولوا على أسلحة وأطلقوا سراح عشرات السجناء وأحرقوا المراكز بعد طرد أفراد الشرطة منها، لكن محادثات تجرى حاليًا بين رجال العشائر ومسلحي داعش لإبعادهم عن القتال وعدم الخلط بينهم وبين مقاتلي العشائر الذين يواجهون القوات الحكومية.