أخبار

رفاق بوعزيزي يتفوقون على المصريين في مباراة الحرية

تونس على طريق الديموقراطية ومصر إلى أحضان الجيش

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في ظل ما تشهده مصر وتونس من تطورات تتعلق بمرحلة ما بعد الثورات، توجه الانتقادات إلى مصر التي بات الجيش هو المتحكم بسياستها، في وقت يقف العسكر في تونس على الحياد ولا يتدخلون في سير الحياة الديموقراطية. كيف تمكنت تونس من هزيمة مصر في مباراة الديموقراطية؟ بهذا العنوان إستهلت مجلة "THE WEEK" البريطانية التي تصدر عنها طبعة أميركية واسعة الإنتشار، تحليلها عن مسار التحول الديموقراطي في تونس ومصر، فقد كان الملهم واحداً، وهو بوعزيزي التونسي الذي قرر حرق نفسه إحتجاجاً على مصادرة السلطات التونسية عربة كان يبيع عليها الخضار والفاكهة، فإنفجرت شرارة الربيع العربي من تونس عقب هذه الحادثة، ووصلت إلى مصر وليبيا وسوريا في ما بعد. دستور تونسي مثالي وبالنظر إلى أهمية و"سلمية" التجربة في تونس، وفي مصر بدرجة أقل، رصدت المجلة العالمية تطورات التجربة في كلا البلدين، وأشارت إلى أن تونس حققت حتى الآن على الأقل إنتصاراً كبيراً على مصر في مباراة الديموقراطية، حيث نجح التونسيون في صياغة دستور قد يصبح الأفضل في المنطقة العربية، خاصة أنه يحترم التوجه الليبرالي وكذلك الديني ويكفل حقوق المرأة، وبه قدر كبير من التوازن والتوافق، في حين أطاح المصريون بمرسي والدستور الذي سبق قدومه، لكي يعودوا إلى أحضان الجيش والشرطة من جديد. الجيش يحكم وفي أكثر النقاط قوة في معرض المقارنة بين التقدم التونسي على صعيد إنتزاع الحرية والإقتراب من ممارسة الديموقراطية الحقيقية، وتعثر التجربة المصرية، قال التقرير :"الجيش المصري هو الجهة الأقوى في البلاد، والأكثر تأثيراً في الحياة السياسية، بل أن الجيش هو الجهة التي تسيطر على كل شيء منذ خمسينات القرن الماضي، وظهرت سطوة هذا الجيش مؤخراً في إقصاء مرسي والقضاء على الحكم الإخواني وتمهيد الطريق للجنرال السيسي لحكم مصر". ويتابع التقرير :"في تونس إلتزم الجيش الحياد التام منذ رحيل بن علي عن سدة الحكم، تاركاً الساحة السياسية لأهل السياسة، وهو الأمر الذي جعل هذا الجيش يحظى بقبول وإحترام الجميع" إقصاء الآخر وفي جانب آخر من جوانب المقارنة، نجح التونسيون في التفوق على المصريين، وهو ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية وغيرها من أوجه الممارسة الديموقراطية، فقد طغت في مصر الميول الإقصائية، وهو ما فعله الإخوان بعد تمكنهم من السيطرة على مجلس الشعب والشورى والحكومة والرئاسة، حيث لم تكن لديهم الرغبة في مشاركة أحد في حكم البلاد، وسط نبرة إقصائية واضحة، فيما يميل التونسيون إلى التفاهم ومزج الطيف السياسي بتوجهاته الليبرالية والدينية والمحافظة. وإختتم التقرير :"تونس كانت ومازالت تستحق من الاعلام العالمي المزيد من الإهتمام، صحيح أن مصر باعتبارها البلد الأكبر تحظى باهتمام إعلامي عالمي، ولكن ما يحدث في تونس كان يستحق إلقاء الضوء عليه بصورة كبيرة، خاصة أنهم يسيرون في الطريق الصحيح نحو الديموقراطية الحقيقية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف