فضاء الرأي

شارع الذكريات (8): عبد الكريم قاسم ويهود العراق (بداية مُبشرة)

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



أنهيت الحلقة الماضية من شارع الذكريات بذكر ليلة من ليالي صيف تموز 1960 حين أخذنا والدنا للتعرف على الزعيم عبد الكريم قاسم*. كان ذلك خلال الحفلة التي أقامتها نقابة الصحفيين بالذكرى الثانية لقيام ثورة 14 تموز. لسنين كانت أختي الصغيرة نيران تذكّرنا كيف وصفها الزعيم بعد أن استفسر منها عن اسمها، وهي بنت الثلاث سنوات، بقوله: "أنت نور ونار، تضوين للأحرار وتشعلين الاستعمار".
سأركز هذه الحلقة والحلقتين القادمتين على تلك الفترة القصيرة التي حكم فيها قاسم العراق والتي دامت اربع سنوات ونصف السنة. سأتطرق في هذه الحلقة التي اطلقتُ عليها "بداية مُبشرة" على وضعية يهود العراق عشية ثورة 14 تموز، على نشأة عبد الكريم قاسم مع يهود قنبر علي وموقفه الإيجابي من يهود العراق في السنين الأولى من حكمه. في الحلقة الثانية والتي اطلقت عليها "العهد الذهبي" سأتطرق إلى التقدم الذي طرأ على حالة يهود العراق بمجيء قاسم للحكم وإلغاءه الإجراءات التعسفية التي سنت في العهد الملكي. أمّا في الحلقة الثالثة والتي أسميتها "تلبد الغيوم" فسأتطرق إلى بعض الأحداث المهمة التي أدت إلى تكالب القوى المعادية داخلياً وخارجياً لإسقاطه، وكذلك إلى القرار الظالم لقاسم بنقل مقبرة اليهود من مركز بغداد، ثم إلى مقتله على أيدي البعث في انقلاب شباط 1963 وفقداننا بذلك "صمام الأمان".
بعد زهاء خمسين عاماً على مقتله، لا يزال عبد الكريم قاسم يثير جدلاً واسعاً وتضارباً في الآراء حوله إرثه التاريخي، أن كان سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً. نُشر المئات من المقالات والكتب والدراسات حوله بالرغم من انه حكم العراق لفترة قصيرة. من الممكن تلخيص الآراء حول ما كُتب عن قاسم بثلاثة تيارات: التيار الأول يتهمه انه من بدأ في انزلاق العراق إلى دوامة العنف بالبداية الدموية لثورة تموز بقتل العائلة المالكة (محبوه يذكرون أن عبد السلام عارف هو المسؤول عن ذلك) وان العهد الملكي كان نظام برلماني بالرغم من مساوئه. التيار الثاني وهو يمثّل ربما الأغلبية يعتبر قاسم نزيهاً وحريصاً على خدمة الشعب والفقراء وانه لم ينتفع شخصياً كما حال معظم الذين حكموا العراق بعده وكان متسامحاً حتى مع من الذين تآمروا عليه - "سياسة عفا الله عما سلف". بينما يصفه التيار الثالث بالدكتاتورية لاستئثاره بالحكم وتحجيم الأحزاب "الوطنية"، "القومية" وبعزل العراق عن محيطه العربي وإعدام البعض من خصومه وتقريب أفراد عائلته من الحكم كابن خالته فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب.
إنني لست معني هنا في أن ادخل في متاهات هذا الجدال أو أن اتخذ موقفاً خارج الاطار الذي أود أن أتحدث عنه وهو علاقة قاسم وموقفه من يهود العراق. ولكنني سأذكر عرضاً بعض الحوادث المهمة التي جرت في عهده والتي لم أتطرق لها سابقاً في ذكرياتي.

***
لنبدأ من الناحية الديموغرافية - في 1950-1951 هاجر معظم يهود العراق إلى إسرائيل متكافلاً مع إسقاط الجنسية العراقية عنهم ومصادرة ممتلكاتهم في ظروف لا تزال تثير الجدل، ولن أتطرق لها هنا، ثم سنت الحكومة آنذاك عدة قوانين واتخذت إجراءات تعسفية كان لها اثر كبير على مجرى حياة من قرر البقاء من يهود العراق. حسب الإحصاء الرسمي لسنة 1957 كان عدد اليهود لا يتجاوز الخمسة آلاف، غالبيتهم الساحقة تسكن في بغداد والبصرة. عشية الإطاحة بعبد الكريم، كان عدد اليهود يقارب 3,500 نسمة. في بغداد سكن اليهود في مناطق مختلطة - البتاوين، الكرادة والمناطق العصرية آنذاك العلوية والمسبح. بغضون عشر سنوات بعد مقتل عبد الكريم لم يبق في العراق إلّا بضع عشرات (والآن يعّدون على أصابع اليد). في نهاية الستينات وأوائل السبعينات جابه يهود العراق إجراءات تعسفية وحملات اضطهاد لم يسبق لهل مثيل (منذ حوادث الفرهود)، خلفت وراءها عشرات القتلى في سلسلة من إعدامات، خطف، تعذيب وقتل. في صيفي 1970-1971، استطاع معظم يهود ما بعد التسقيط (80-85%) الهروب عن طريق شمال العراق ومن تبقى منهم بالخروج بجوازات سفر (شتاء 1971-1973)، ولهذا حديث آخر.
قبل قيام دولة إسرائيل كنا نسمى ب "الطائفة الإسرائيلية" وبعد قيامها في 1948 تبنينا اسم "الطائفة الموسوية". بعد الهجرة الجماعية ليهود العراق (95%) في 1950/1951 ، أغلقت معظم الكنس أبوابها لعدم الحاجة لها واكتفت الطائفة الموسوية بعدد قليل من الكنس في البتاوين/ بستان الخس مثل مئير طويق (التي تحولت في فترة الهجرة إلى دائرة حكومية تجري فيها مراسيم التسجيل وإسقاط الجنسية)، مسعودة شمطوب (في التسقيط، استعملت كمحطة لمغادرة اليهود إلى مطار بغداد)، شماش (حيث كانت تقام فيها مراسيم الزواجات) وكنس في العلوية والرخيتة.
قبل التسقيط كان هناك اكثر من عشرين مدرسة في بغداد (من اشهرها شماش، الاليانس للبنين، لورا خضوري للبنات، راحيل شحمون، الوطنية، منشي صالح..) وبعد التسقيط، اكتفينا بمدرستين - مناحيم دانيال الابتدائية ومدرسة فرنك عيني في العلوية التي كانت تضم الصفوف الابتدائية والمتوسطة. أما الصفوف الإعدادية فاحتفظت بإسم إعدادية شماش بالرغم أنها كانت في نفس المكان وتحت نفس الإدارة. (كانت مدرسة شماش التي أسسها المحسن يعقوب شماش في 1928 تقع في الحيدرخانة وقد أغلقت أبوابها بعد الهجرة الجماعية وتحولت إلى مدرسة للجالية الإيرانية ثم إلى كراج للسيارات!). في 1973 وبعد هجرة الأغلبية الساحقة ممن تبقى من اليهود، استولت الحكومة العراقية على مدرسة فرنك عيني/ شماش (التي درست فيها في السنين 1954-1966) واطلق عليها النظامية.

***
في الأيام الأولى لثورة 14 تموز، كانت هناك مخاوف للطائفة اليهودية من عدم الاستقرار وتأثيره عليهم. بعد حوالي عشرة أيام من الثورة اندلع حريق هائل متعمد في مستودعات الكيلاني للنفط في كمب الأرمن (من قبل مؤيدين من العهد الملكي لإحلال بعض الفوضى). و"كالمعتاد" اتهمت عناصر قومية معادية لليهود بأنهم قد ارتكبوا هذا الحريق. لكن الحاكم العسكري العام اصدر بياناً أن الحريق حادث وان ليس احد من عامة الشعب مسؤول عنه. بعد أيام تم أحراق احد الممتلكات اليهودية الجميلة وهي مدرسة لورا خضوري للبنات والتي كانت تحت عهدة الطائفة ثم سكنها لاجئون فلسطينيون. استمر الخوف من المستقبل لعدة اشهر، خاصة أن عبد السلام عارف المعروف بنزعته القومية والإسلامية كان يبدو وكأنه الرجل القوي وهو يصول ويجول في أنحاء العراق ويلقي الخطابات الرنانة. كان الكل منتظرين ما ستكون سياسة الحكومة الجديدة تجاه اليهود. في الأشهر الأولى لقيام الثورة توجه الحاخام الأكبر ساسون خضوري لتهنئة عبد الكريم في مقره في وزارة الدفاع. وبعد تنحية عبد السلام عارف عن مناصبه في شتاء 1959على اثر اتهامه بالتآمر ضد عبد الكريم، تنفس اليهود الصعداء.

***

قبل أن أخوض في الحوادث المهمة التي تتعلق بيهود العراق خلال هذه الحقبة من الزمن، سأتحدث بصورة مقتضبة عن السنين الأولى لعبد الكريم وأحاول أن اجد بعض الروابط لموقفه الإيجابي من يهود العراق في السنين الأولى من حكمه.
معظم من كتب عن عبد الكريم قاسم يذكر انه ولد في محلة المهدية في بغداد في 1914 ثم انتقل مع عائلته إلى الصويرة في 1920 حيث درس في مدرستها الابتدائية وفي 1926 انتقلت العائلة مجدداً إلى بغداد وسكنت منطقة قنبر علي حيث اكمل الدراسة الابتدائية في مدرسة المامونية والثانوية في العدادية المركزية وانا اعّد هذا المقال سمعت من احد معارفي في إسرائيل وهو من مواليد الصويرة أن جدته "لولو" كانت صديقة والدة عبد الكريم "كيفية" في المحلة التي سكنوا فيها. وذكر أن جدته كانت تستشيط غضباً لأن عبد الكريم اجبر الطائفة اليهودية في 1962على نقل موتاهم من المقبرة القديمة قرب الشيخ عمر. كانت تردّد أن والده (المولود في 1909) مدفون في هذه المقبرة وهو "اخوه في الرضاعة". بما أن التواريخ لا تتطابق فمن الصعوبة الجزم في صحة هذه الرواية كما رويت. على الأكثر كان الأطفال من العائلتين يترددون على بيت الآخر ويشربون "الحليب معا". من الجدير بالذكر أن بنت الراوية اسمها نجية وكذلك الأخت الصغرى لعبد الكريم تحمل اسم نجية. ذكر عقيل الناصري في الحوار المتمدن في تشرين الأول 2004 "من ماهيات سيرة عبد الكريم قاسم" أن نجية أخت عبد الكريم كانت قد أرضعتها احدى نساء الصويرة وتدعى "عباسية الذرب".
الكل يتفق أن في منتصف العشرينيات كان عبد الكريم يسكن في قنبر علي والتي تواجد فيها أثنيات وطوائف متعددة وشكل اليهود أغلبية فيها - في محلات التوراة، تحت التكية، سوق حنون، عكد اليهود، ابو سعد (سكنت والدتي في طفولتها في هذه المنطقة - اعتقد في محلة عباس افندي). اشتغل والد عبد الكريم بنجارة الشناشيل التي اشتهرت بها بيوت اليهود وذكر العديد من الكتاب أن عبد الكريم كان يساعد والده في العمل. من المؤكد أن عبد الكريم نشأ في منطقة كان اليهود عنصراً مهماً من مكوناتها وكان له صداقات مع يهود المنطقة.
حسب ما نعرف أن من اعز أصدقائه من المحلة كان سلمان دبّي المعروف للعراقيين ب "ابن الرافدين" وكثيرا ما كان يتردد اليه وينام في بيته. بعد التسقيط، اشتغل سلمان دبّي في صوت إسرائيل وكان له لمدى ثلاثين سنة برنامج سياسي ثقافي يتعلق بشؤون العراق. كان ابن الرافدين (والذي لم نكن في العراق نعلم هويته) ينهي كل حلقة "هاي القصة وتفضلوا اسمعوها"، حيث يروي قصة أو حكمة بأسلوب لاذع، وباللهجة التي تكلمها المسلمون العراقيون والتي كان يتقنها بحكم نشأته معهم. تلقى عبد الناصر وحكام العراق القوميين والبعثيين الكثير من مسامير ابن الرافدين.
في الإعدادية المركزية حيث درس عبد الكريم قاسم كان الطلاب اليهود يشكلون 20%. من زملاء عبد الكريم في الدراسة كان داود كباي ( ربما من اشهر الأطباء في العراق) وقد كُتب عنه الكثير وكيف انه كان يعالج الفقراء من أبناء الشعب مجاناً. من الجدير بالذكر أن في عام 1961 داهم أعضاء من جهاز الأمن بيت الدكتور داود كباي واقتادوه إلى المديرية بتهمة الجاسوسية لإسرائيل وتربية الجرذان انشر الطاعون! وتمّ مصادرة حوالي عشرين الف دينار من بيته. بعد بضعة أيام في التوقيف اطلق سراحه بكفالة ولكن بدون أن يعاد له المال المصادر. على اثر ذلك قرّر الدكتور كباي أن يذهب إلى وزارة الدفاع ليقابل الزعيم. استقبله عبد الكريم بحفاوة وتبادلوا ذكريات الدراسة وبعدها سأله عبد الكريم عن مراده، فأخبره بما حدث له واخرج وصل مصادرة المال. اخذ عبد الكريم الوصل وكتب عليه "يعاد المبلغ إلى الدكتور داود فانا اعرفه ولا يمكن أن يتجسس على الدولة".
يذكر كذلك البروفيسور شموئيل موريه في كتابه "بغداد حبيبتي" أن في بداية حياة عبد الكريم العسكرية حينما كان ملازم أول في فوج معسكر الرشيد كان آمر فوجه سالم عزير (أبو غازي) اليهودي الذي كان يعرف ب "سالم الضابط". بعد قيام الثورة ذهب سالم إلى عبد الكريم ليطلب مساعدته في الحصول على جواز سفر إلى سوريا حيث يقيم أقرباء زوجته السورية فأجابه عبد الكريم ضاحكاً "ليش آني ما اعرف أنت رايح تشرد وتلحق بأهلك ابفلسطين لكن ما يخالف، روح عمي خذلك جواز سفر وروح مع السلامة!"
ربما أن نشأة عبد الكريم في منطقة مختلطة مثل قنبر علي في العشرينيات / بداية الثلاثينيات حين ساد الوئام (لحّد ما) بين الطوائف المتعايشة معاً وعلاقته / صداقته بيهود المنطقة كان له اثر كبير في اتخاذه موقف إيجابي من يهود العراق ومعاملتهم كمعاملة أطياف المجتمع العراقي. استطاع عبد الكريم أن يفصل بين موقفه ونظرته إلى إسرائيل وموقفه من يهود العراق.
من ناحية إسرائيل، كان موقف عبد الكريم كموقف كل الحكام العرب بوجوب تحرير فلسطين ولكنه كان اقل متاجرة بالقضية وكان ينادي أن فلسطين سيحررها أبناؤها. كان عبد الكريم معروفاً للإسرائيليين حيث اشتركت الوحدة التي قادها في معارك 1948 في معركة اطلق عليها "كفر قاسم" ومعارك أخرى. الروايات التي تناقلها محبو قاسم انه ابدى شجاعة في المعارك التي خاضها وان حرب 1948 كانت من الأسباب التي دعته إلى القيام بثورة 14 تموز لإسقاط النظام الملكي الفاسد مقتدياً بما حصل في مصر حين اسقط الضباط الأحرار الملك فاروق في 1952. مكث عبد الكريم في كفر قاسم (أحد المدن الكبرى التي سكن الآن فيها عرب إسرائيلي) قرابة السنة خلال فترة الهدنة وكان له اتصالات مع الضباط الإسرائيليين عن طريق الأمم المتحدة.
من الناحية الجيوبوليتيكية وبعد تطور الخلاف والعداء بين جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم، رأت إسرائيل في قاسم كحاجز مهم في إيقاف المد الناصري الذي كان يجتاح العالم العربي وان جلّ اهتمامه يصب في مصلحة العراق وليس وحدة العالم العربي. من الجدير بالذكر أن إسرائيل لم تلعب دوراً في مساندة الأكراد عند بدأ النزاع مع حكومة قاسم في 1961 ولكن بعد الإطاحة بحكم قاسم واشتداد الصراع بين حكومة عبد السلام عارف والأكراد قدمت إسرائيل المساعدات الطبية والعسكرية للبيش مركة واستمرت هذه المساعدات إلى سقوط الشاه. وقد زار الملا مصطفى البرزاني إسرائيل في 1968 وقابل كبار السياسيين. في صيفي 1970-1971 سهّل و ساعد الأكراد مرور وهروب يهود العراق إلى ايران (ومن ثم إلى إسرائيل، إنكلترا، الولايات المتحدة وكندا).
سمعت مؤخراً من خبير إسرائيلي في شؤون العراق وله معرفة بالمعلومات الاستخباراتية، أن الـ CIA اتصلت في بداية الستينات، بالموساد الإسرائيلي للمساعدة على تقييم قاسم والإطاحة به لأنه "شيوعي". فرفض الموساد التعاون معهم واخبرهم أن تقييمه لقاسم يختلف وان قاسم وطني عراقي يخدم بلده وليس شيوعياً وان الإطاحة به سيكون خطأ استراتيجي سيؤدي إلى عواقب وخيمة وعدم استقرار على الأمد البعيد!

***
انهي هذه الحلقة بالقول أن يهود العراق كانوا يتطلعون إلى قيام نظام ديمقراطي يضمن الحقوق لكل مواطنيه وتبشروا خيراً بعبد الكريم قاسم. بحكم وضعهم الحساس، تجنب يهود العراق بأغلبيتهم الدخول إلى المعترك السياسي بعد قيام دولة إسرائيل وعملية التسقيط. كان هذا لصالحهم حيث لم تمض اشهر على ثورة تموز ليبدأ الصراع بين القوى اليسارية واليمينية يأخذ طابعاً دموياً. كل الوعود بالديمقراطية والانتخابات البرلمانية لم تنجز. استفرد قاسم بالحكم وحاول أن "يوازن" بين القوى السياسية المتصارعة. كانت محكمة الشعب برئاسة فاضل عباس المهداوي من اشهر "الترفيهيات" وكانت التهديدات تصب في كل من ينتقص من الثورة وزعيمها. في حين كانت هناك حوادث دامية في الموصل، كركوك وحتى بغداد، لم يمس اليهود ما مس الآخرين.

يتبع

*رحم الله كل من وافته المنية وذكر في هذا المقال

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف