فضاء الرأي

السائرون في نومهم!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقدمة:&عندما يكبر أطفالنا ويصبحون قادرين على المشي، فإننا نضع الحواجز على السلالم حتى لا ينزلون من السلام وهم نائمون، فالطفل يحلم ويمشي في الحلم وينزل السلالم وهو نائم، وأحيانا يشرب الماء وهو نائم، فإذا بقي يمشي نائما قد يعود إلى فراشه، وإذا أستيقظ سقط من السلم أو بكى فيهرع الأهل لإنقاذه ولذا نضع أبناءنا في الأقفاص أو نسيج مداخل السلالم حتى لا يسقطون وهم يمشون في نومهم. كذا الحال يحصل مع كبار السن، فكبار السن في بيوت دور العجزة في البلدان المتحضرة يوجد عدد من الموظفين يراقبونهم عندما يمشون في نومهم. يمشون، وأحيانا يستيقظون فيبدأون بالصياح مثل الأطفال. عندما يستيقظ الشخص الكبير في السن يمسكه المراقب من يده وياخذه نحو السرير فيغفو ثانية.&الأطفال السائرون في نومهم لم يعرفوا معنى الدنيا بعد، ولم يدركوا ما ينتظرهم من الأهوال والمصائب سيما أولئك الذين كتب عليهم في دفتر القدر أن يولدوا ويعيشوا ويموتوا في بلدان الأهوال والمصائب. كبار السن السائرون في نومهم ينسون الأهوال والمصائب ويفقدون الذاكرة ولم يعودوا يدركوا معنى الحياة ولا معنى الموت الآتي!&السائرون في نومهم!&يمشون! عراقيون يمشون! عراقيون في مدن العراق يمشون! لا تسمع وقع أقدامهم على إسفلت الشوارع، فأصوات أبواق السيارات وصراخ الباعة وصياح سيارات الإسعاف وصفير سيارات حماية المسؤولين السياسيين وأعضاء البرلمان وسيارات رجال الدين وقادة الأحزاب السياسية ورؤوساء المليشيات كلها تحول دون سماع وقع أقدام الماشين وعابري الشوارع وهم بالملايين يمشون كما السائر في نومه!&يمشي الناس وليس في ذهن الواحد منهم حلم لسفرة يسترخي فيها من تعب الحياة ولا حتى في سفرة في مياه شط العرب في مركب أو زورق نحو بساتين النخيل التي إحرقت أعناقها منذ حقبة الدكتاتور وحتى إشعار آخر!&يمشي الناس في مدن العراق وليس في ذهن الواحد منهم حلم الإقتران بصبية قد لا يجمعهما النصيب فيكتب عنها قصيدة شعر أو يغني عنها الأبو ذيه!&يمشي الناس في مدن العراق بحكم الضرورة وبقدرة قادر، سائرون نحو مقرات عملهم، يصعدون السيارات، يجمع منهم مساعد السائق الإجرة، والسائق يدير مؤشر الراديو وتسمع سؤال من أحد الركاب هاي وين الإنفجار يجيب السائق بعيد في شارع السعدون وأنفجار آخر في بغداد الجديدة.&ينزل الركاب يتوزعون نحو مديرية التقاعد وزارة الثقافة وشهادة الجنسية والمستوصف وأحدهم يحمل كيسا من البرتقال لمريض يأن بدون مهدئات!&يمشي الناس بالضرورة، مخدرين بمخدر الضرورة وقدرة القادر. الذي ليس لديه مال للعلاج يتوجه نحو "باب الحوائج" طالباً الشفاء والرحمة. طبيب مرض المفاصل الشهير في الكاظمية تم خطفه من قبل أهل المدينة مطالبين بدفع فدية تساوي ما جمعه من المال طوال حياته. يجمع أهله ما يسمونه الدفاتر ويلقونها في حاوية للنفايات عنوان التسليم والتسلم. يأتي الخاطفون ويأخذون المبلغ ويذهبون إلى مقرات عملهم في مكاتب المسؤولين ومقرات القطط السمان، ليتأكدوا من صحة الدفاتر فيما إذا كانت تساوي المليون دولار مبلغ الفدية. ينجح طلبة العلم الجديد "علم الخطف" في مدارس الخاطفين الإبتداية والثانوية والجامعية، ينجحون في إمتحان الحساب بعد أن عدوا الدفاتر كاملة، فيمنح الطبيب حريته ويعود طبيب المفاصل إلى أهله في الكاظمية، يمشي كما السائر في نومه. يكتب لافتة على العيادة "للبيع" وعلى باب منزله "للبيع" ويقرر الهجرة تاركا شفاء مفاصل الناس إلى "أبي الجوادين" يشفي الناس عند باب الدروازة أو مدخل "باب الحوائج"!&يمشي الناس، يمشون ويمشون منذ الصباح ويعود الناس يعودون ويعودن كما السائر في نومه. يأكلون ثم ينامون ولا شيء غير ذلك.. حياتهم كلها غيبوبة كما السائر في نومه.&يمشي الناس وأمشي معهم متوجها نحو مقر شهادة الجنسية. لا أستطيع أن أتذكر التفاصيل، أتذكر أنني كنت أمشي مع ناس كثيرين يمشون في الشوارع يعبرون الشوارع. عباءات سوداء نسائية تتحرك خلف السيدات وعباءات قهوية خفيفة تتحرك خلف السادة، وهم يمشون وأنا أمشي ناسيا الحلم، ناسيا تماما حلم السفر وحلم المقهى وإرتشاف قهوة مرة حتى في بيت من القصب على ضفة نهر الفرات.. امشي مع الماشين بحكم الضرورة وقدرة القادر كما السائر في نومه!&جلس السياسي الديمقراطي العزيز يفكر في أن يعيد للناس مشيتهم الواعية. أن ينقذ الوطن في حلم الوعي ووعي الحلم!&دعاني للإجتماع.. تنادى لإجتماع لرموز وطنية وأخرى ثقافية في منطقة السيدية، يريد أن يعيد للناس مشيتهم في الوعي حتى يمشون مثل سائر البشر وليس كما السائر في نومه.&السيدات في المنزل أعددن طعام الغداء. والأم الحنون ترنو نحونا وتسمع منا كلمات الأمل. رددت "الله يحميكم يمه وينصركم والله راح أدعي لكم بالنجاح عند باب الحوائج" صحون الرز المباركة وطبخة البامية التي يشتهر بها العراقيون وصحن "الزلاطة" وقناني اللبن وسلة الخضروات والماء البارد. شعرت أني لو أكلت فسوف يأتيني النعاس وبالتالي لا أستطيع الكلام عن الوطن الجميل والوطن الحلم. وسوف أتحدث كما السائر في نومه في أمر يخص شؤون الوطن الخراب!&قلت لأتكلم قبل أن يدهمني نعاس اللبن.. قلت بكلمة واحدة "لا أمل!"&بقي الداعون ينظرون نحوي والأم إهتز الأمل في كيانها.. كيف لا. الوطن يحتاج إلى أبنائه البررة!&"لا أمل".. عنوان واحد لا غير. فالإصلاح وترتيق الحال من المحال، لأن الوطن مهترئ بأكمله والناس يمشون كما السائر في نومه!&وكيف الحل؟&إنتهى سادتي عالم الأحزاب وساد عالم المليشيات والقتلة والقطط السمان والوطن المجزأ وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم هو السائد. دخل الأجناب بلادنا من كل حدب وصوب. والناس يمشون ويمشون كما السائر في نومه. ولو شعروا أنكم جادون في الإصلاح فسوف يتم إختطافكم وترى من يدفع البدل النقدي لحريتكم!؟&لم يمض سوى وقت قصير حتى تلقى رئيس الحركة كتابا بالتهديد فذهب نحو المطار كما السائر في نومه وعاد إلى بريطانيا حيث كان يقيم وشاهدته يتحدث في التلفاز عن تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وسمعته يتحدث عن المحال!&سيداتي وساستي!&عندما يستيقظ الناس من غفوتهم ويمشون في حلم الوعي وفي وعي الحلم في مسيرة يمشي فيها حتى الكسيح والأبرص والأعمى والأطرش إلى جانب أصحاء الأبدان والعقول، أولئك المأخوذون بالوهم والمشي في المنام، يمشون بمسيرة ثانية مختلفة تماماً، قوامها ست وعشرون مليونا وأكثر وهم متوجهون ليس نحو بوابات المزارات طلبا للشفاء بل نحو بوابة عيادة الطبيب، ويخرجون أصحاء من داء المفاصل وهم متوجهون نحو المنطقة الخضراء فيهدون الحواجز الكونكريتية دون بيان مسبق من المكاتب السياسية واللجان المركزية يمشون وهم يصرخون صرخات الغضب تدوي في سماء الكون وتوقظ النائمين والماشين في نومهم، يدفعون بتلك الحواجز الكونكريتية الشاهقة العلو، فتنهار نحو جهة المنطقة الخضراء حتى يتغير لونها للأحمر، حينها سوف تسمعون نباح كلاب الحراسة الأمريكية وهي تحت الأنقاض وكلمات الإستنجاد الغريبة التي ربما لا تفهمون معانيها لكثرة وتشعب مفردات لغتها. حينها سوف يعيد أهل السنة وأهل الشيعة حساباتهم التاريخية، ويسقط تمثال السيد المسيح من أعلى البناية ويرتبك يحيى زكريا في مندائيته ومنداه ويعود المعدان إلى أهوارهم يحلبون الجاموس ويدخل الملا مصطفى البرازني دورة الأمية كي يتعلم كتابة إسمه على الورق، ونسمع أبناء الجيش العراقي من جنوبه إلى شماله وهم يرددون "اليس يم" حتى يعرفون يد الشمال من يد اليمين وقدم اليمين من قدم الشمال ويهرول سليمان ناظم باشا نحو الإستانة بعد أن يضرب فلقة في أسته، وتستتب الأمور ويعيد أهل الفرنجة حساباتهم في أهل الميجنة، حينها نبدأ عملية إعادة الحسابات في مقاولات البناء فنهدم سجنا ونبني مدرسة ومشفى، حينها لا نحتاج لتحقيق هذا الحلم إلى حزب جديد ولا نحتاج إلى مليشيا جديدة فنعيد فتح عيادة طبيب المفاصل المخطوف، ليشفينا من المرض العضال في المشي، داء المفاصل، فنمشي بكامل قاماتنا حتى نطال السماء!&فهل أنتم ماشون في هذه المسيرة أم ستظلون تمشون كل يوم كما السائر في نومه!؟&سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا&k.h.sununu@gmail.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سؤال
مواطن -

أستاذ قاسم المحترم. دائماً أقرأ مثل هذه المقالات عن العراق و العراقيين ولكن حبذا لو تقدمون لنا أنت و أمثالك من الكتاب المحترمين سبب هذا الأنحدار في المجتمع العراقي و طرق الأصلاح لأنه و بصراحة لا يكفي أن نحزن على ما وصلنا إليه يجب أن نعرف أين الخلل و مواجهة هذا الخلل و شكراً.

جواب!
سالم -

والله معك حق، ولكن المرجعية تقول كل يوم جمعة يجب محاربة الفساد .. عليهم أن يكتبوا على جدار أسود أسماء الفاسدين وبشكل خاص الشيعة الذين نهبوا البلاد ويعلنون براءتهم منهم وبراءة الإمام الحسين عليه السلام منهم حتى يثقفوا الناس بهم. خمسمائة وأرعبة وخمسين مليار دولار منهوبة وأصحابها معروفون .. هذه وحدها كافية لإصلاح البلد. لبناء سور يحمي الحدود وبناء تقنية مراقبة تحمي البلد. عملنا لهم خطة عمل تنظم الإعلام فتركوا الإعلام ينخر بالمجتمع بيد الإرهاربيين والخبثاء وخربوا نفسيات الناس. ولا يريدون إصلاح الحالة الإعلامية الخطيرة. الدستور مليء بالإلغام لأنهم أتوا به جاهزا وينبغي كتابة دستور حقيقي للبلاد لكنهم لا يريدون. . نظام المحاصصة نظام خبيث لتخريب البلد هم مصرون عليه. الحكومة لا تسمع ولا تريد أن تسمع. العراقيون الأفذاذ يملأون العراق والعالم ولكنهم مهمشون . لم يأتنا رئيس وزراء حر غير مكبل بحزب أو طائفة رئيس وزراء لكل العراقيين . كل يوم يخدرون الناس بأنهم ألقوا القبض على عصابات الخطف فيما الخطف يزداد . أين هم الخاطفون ولماذا لا ينالون جزاءهم القانوني ويروه الناس؟ والحل لو أردت الحل سيدي على الجهات الحاكمة أو "المؤثرة" في الحياة العراقية أن تتنادى إلى عقد مؤتمر وطني مركز وغير متسع من كبار الأفذاذ العراقيين لوضع برنامج حقيقي للأصلاح وفرص القوة والحسم لأن التراخي وفي هذه المرحلة ليس سمة من سمات الديمقراطية بل الحزم والحسم هما المطلوبان. لقد برز على السطح حثالات المجتمع العراقي والمرجعية الدينية تعرف ذلك. البلد يسير نحو الهاوية الحقيقية والخوف كل الخوف من الآتي الخوف كل الخوف من المتآمرين الذين هم داخل السلطة الخوف كل الخوف من المجرمين الذين يسرحون ويمرحون في البلاد . شخص واحد للأسف وهم تافه ومجرم ومعقد إستطاع في بضعة شهور من الهيمنة على الأرض العراقية بعد أن جاء إلى السلطة وذهب غير مأسوف عليه. اليوم نحن شعب وشعب طيب وناس يريدون الخير لبلدهم ولكن الدولة لا تريد الإستماع . أبعث بجوابي هذا للمرجعية . أبعث بجوابي هذا لرئيس الوزراء .. هل سيتسلمه واحد منهم. حاولنا الإصلاح قبل أن يستشري الخطر فلم يستمع لنا أحد ولذلك لم يبق سوى خيار الحوثيين الذين ملوا مثلنا فأعلنا هيمنتهم على البلاد. عسى أن يقرأ جوابي هذا المعنيون فأنا مع مقال الكاتب وأطلب من المعنيين أيا كانو

شكرا
قاسم -

شكرا أخي المواطن الغالي فالمقال هو من أجلك بالتأكيد ثم من أجلي أيضا ومن أجلنا جميعا. والله أخي الغالي قدمنا الحلول واضحة كالشمس وكتب غيرنا القوانين واضحة كالشمس ولكنهم لا يريدون . هم لا تحركهم الإرادة الوطنية . حتى تحقق وطنا جميلا فأنك بحاجة إلى وطنيين .. هؤلاء غيبوا ولم يغيبوا .. غيبتهم جهات خبيثة قتلوا منهم من قتلوا وأخافوا من أخافوا فهجروا .. والمشكلة الآن ليست في السلطة فالسلطة لا تعمل شيئا .. المشكلة فيينا يا صاحبي .. ويصعب علي القول !!!!!!!?????? لقد قال الإمام الحسين إن كنتم لا تؤمنون بالله وباليوم الآخر فكونوا أحرارا في دنياكم. كان الإمام الحسين يطلب من خصومه أن يدركوا معنى الحرية معنى الموقف الحر الواعي .. المشكلة أن هؤلاء الحاكمين يؤمنون بالله وباليوم الآخر ولكن ليسوا أحرارا في دنياهم ... هنا صعوبة المعادلة يا صاحبي .. هناك غضة مؤلمة في الحلق يا صاحبي .. إنتظر مني مؤلفا كاملا قريبا وأدعوك أن تقرأ روايتي التي صدرت من دبي "على أبواب بغداد" كي تكشف الكثير من الحقائق الغامضة .. أشكر رسالتك وتقبل شكري أرجوك

عزيزي قاسم
كمال -

لا اعلم ماذا حل بمشروع فيلمك عن الامام الحسين وعن المدينة التي ستبنى في البصرة على غرار الكوفة وان الانتاج سيكون ضخما وفخما ليستنبط المؤمنون الشيعة من حادثة الطف علومهم وفنونهم وتقدميتهم وفلسفتهم الازلية , وليخلد اسمك باعتبارك مخرج حسيني اسطوري ,

فيلم الحسين
قاسم ثانية -

أخي كمال .. تحية طيبة. سبع سنوات أبحث وأكتب الفيلم بإشراف الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين وقال لي قبل رحيله عن هذه الدنيا في آخر لقاء بيننا قال نصا وأنا أبحث عن مواقع ومدن سينما قال لي نصا "من يدري ربما تصور فيلم الحسين في مواقعه الأصلية ، يقصد كربلاء" وبعدها بأسابيع جاءني النبأ الفاجع رحيله عن الدنيا.لقد سقط الدكتاتور عدو الحسين وجاء المفروض أنصار الحسين ومحبيه. لقد وقفوا جميعهم ضدي لأن الفيلم الذي كتبتبه هو قصة الحسين الحقيقية لكنهم يخافونها تأكد انهم يخافون منها ويقفون بالضد مني باصرار ، لكنني أخوض المعركة مع الحسين ضدهم وإن لم أخرج الفيلم على الشاشة فسيقرءونه على الورق مع كل الوثائق وفي هذا العام تأكد .. أعطيتهم الفرصة الأخيرة أن يكونوا مع الحسين ولا يستخدمونه بل يخدمونه .. وهم يعملون على إستخدامه وليس على خدمته وخدمة أهدافه النبيلة .. شكرا لملاحظتك .. وسنناضل سوبة ومن أمثالك ايها الأخ العزيز كثيرون يكتبون لي لا يزالون يكتبون من منطلق العشق للحسين.

مشهد مؤلم
Avatar -

المشهد قاتم ومؤلم ولكنه الواقع المرير .......ولا يوجد حل آني وسلمي للوضع الراهن فلن تنفع اي الطرق الديمقراطية والسلمية لان الشعب لن يصحو من التخدير مهما كانت وسائل ايقاضه ......الحل يجب ان يكون بأنشاء قوة شديدة البأس من ما بقي من المخلصين الشرفاء لا تهاب الموت ولا تقبل الرشوة ولائها للوطن فقط تضرب بالحديد والنار بدون رحمة بكل العابثين اينما كانوا .....هذه القوة تشبه الى حد كبير مقاتلي الساموراي ........ واي شيء غير هذا لن يجدي

سؤال غير بريء
شريف -

لماذا سُرِق جهد الممثلين الذين ساهموا في إنجاز فيلم المخرج الحسيني( المغني) هل الكلمات التي تفضح الفساد والذي تنشر هنا وهناك ,تطهر المرء من شعوره بالأثم والخطيئة؟

عزيزي قاسم
كمال -

, اقول هل تعتقد وانت مخرج تقدمي بين قوسين ان ثورة (الامام) الحسين قد نستلهم منها شيئا مفيدا ؟ ثار الكثيرون على الحكم الاموي , عبدالله بن الزبير مثالا واخرين كثر , وذهبت الاحداث بنا يسرة ويمنى واستعملنا وعبث في عقولنا ومسخت افكارنا فانتج مجتمعا اتكاليا ميتافيزيقا لا يؤمن بالمنطق ولا العلوم , نخلق رموزنا ونعبدها , نبالغ حد اللعنة في اناس سعوا لمصالحهم في الوصول الى سلطة تتيح لهم رغد العيش واحاسيس التعظيم والقداسة . لديك يا رجل تجارب شعوب كلفرنسيين واليابانيين وووو وشخوص غيروا مجرى التاريخ كجان جاك روسو وغاندي ونيوتن ووو وانظمة سياسية غاية في التنظيم والانتاجية كهولندا وسويسرا وووو وتقول فيلم عن ثورة الحسين؟؟؟!!!!!

لا حل
نون -

شكرا لجهودك والكتابة عن الهم العراقي..اتذكر في خضم احداث ٢٠٠٣ وفي احدايث الاصدقاء عن المستقبل الذي ينتظر العراق والبعض مع واخرين ضد التغيير لانه امريكي فكان رأي المتواضع ان الكرة الان في ملعبنا لاننا كنا نلوم النظام السابق في كل فشل وانحدار وها هي الفرصة قائمة ولننسى امريكا ونلتفت لكسب الوقت في التعويض, زرت بغداد في شهر ١٠ من نفس السنة وعدت بشعور ان الجميع هنا يريد تعويض شخصي ونسوا العراق الذي ان تعافى عم الخير على الجميع..فالذين افتقدوا حرية طقوس عاشوراء عملوا على تجسيدها بقوة استعراضية بمبالغة معتبرين ان هذا انجاز لدرجة الاخلال بالمناسبة نفسها والفريق الاخر عمل جاهدا اعلاميا وماديا من اجل افشال حتى ما يفيدهم هم واهلهم من افكار ومشاريع لان اي نجاح معناه نجاح لفكر غير مرغوب فيه لجماعة غير مرغوب فيها والاكراد ارادوا ان يحموا ما كسبوه سابقا واللعب مع الجميع على الجميع وبلا رحمة من اجل مكاسبهم فقط...هاهم ابناء البلد الواحد لا جامع بينهم الا حب المال والسلطة, النتيجة ان العراق يحتاج الى استعمار جديد لاننا اثبتنا اننا غير مؤهلين لبناء بلد ينعم فيه الجميع بقانون ودستور وتعليم يضمن للاجيال القادمة عيش كريم..الحقيقة المرة ان لا امل مع هكذا ترقيع وعلينا قراءة التاريخ جيدا لنرى كيف بنيت الاوطان ولا امل مع شعارات ورموز تحكم المشهد هناك لانهم مرضى وناقصي تجربة..عذرا للسوداوية