إعادة انتاج الدولة العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الاولى والعراق يعاني من مشكلات بنيوية بقيت تتفاعل وتتفاقم تحت مظلة الانظمة الدكتاتورية والعسكرية المتعاقبة التي استطاعت عن طريق القوة المفرطة فرض نوع من الوحدة القسرية المزيفة على البلاد دون الرجوع الى إرادة أي من مكوناته الاساسية او ضمان لحقوق هذه المكونات المتمثلة في العرب الشيعة والعرب السنة والكورد ناهيك عن التنكر لحقوق بقية المكونات من الاقليات القومية والدينية.
لقد ادى هذا التوحيد القسري غير القائم على اساس من المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات الى بروز ما يمكن تسميته اليوم بالظاهرة العراقية، اذ مع الحرية النسبية التي وجدت بعد سقوط النظام الدكتاتوري سارعت وعملت كل المكونات من أجل ضمان حقوقها سيما التي عانت من التهميش والتنكر وكل على حده بعيدا عن مشروع وطني شامل جامع مما خلق الاجواء والظروف الملائمة لولادة و نمو وحوش المحاصصة والطائفية والفساد التي تمزق الكيان العراقي دون رحمة بمباركة العديد من الاحزاب والكتل السياسية الرئيسة في البلاد لتحقيق مصالح ذاتية على عكس الشارع العراقي المغلوب على امره الذي لا يزال متمسكا بالتآخي الوطني رغم كل المآسي والمحن التي يعيشها.
ان القاء نظرة سريعة على مليشيا الاحزاب وتنظيماتها العسكرية وحده بالمقارنة مع جيش الدولة العراقية المفكك والهزيل كاف لتوضيح الصورة الحقيقية لدور هذه الاحزاب الاساسية في البلاد والتي عادة ما تكون مرتبطة بأجندات اقليمية ومستقوية بدعمها مما يعرقل بل يلغي عمليا أي مشروع لإنتاج الدولة الوطنية الديمقراطية الاتحادية.
المشكلة الرئيسية في العراق لا تكمن في ان الشيعة العرب هم ضد السنة العرب ولا في ان كليهما ضد الكورد او العكس فالشارع العراقي بعيد جدا عن هذا التوصيفز والعديد من الاسر والقبائل والعشائر العراقية خليط من كل ما سبق ولكن هذا التوجه والتنظير هو بالذات ما اعتمدته الانظمة الدكتاتورية لتقسيم الشعب العراقي وتسهيل مهمة السيطرة عليه والمأساة تكمن في ان بعض القوى الاساسية في البلاد تعتمد هذه السياسة لتعزيز مواقعها و مكاسبها دون حساب للمستقبل والمآسي المروعة التي يمكن ان تنتج من هذه السياسة العقيمة.
ان أي انتاج للدولة الوطنية الديمقراطية لا يمكن ان يكتب له النجاح ما لم تتوقف القوى السياسية الرئيسة في البلاد من تجييش قومي او ديني او طائفي وما لم تضع علاقاتها الاقليمية والدولية في خدمة الشعب العراقي وقضاياه العادلة و الاتفاق على برنامج وطني موحد يضمن الحقوق الديمقراطية والانسانية لكل مكوناته هذا الضمان والاتفاق الذي يتطلب مصالحة وطنية حقيقية صادقة وتنازلات متقابلة لتحقيق الهوية الوطنية الجامعة لكل المكونات.
صحيح ان ما يشهده العراق هو نتيجة للكبت والظلم والتنكر لحقوق هذا الطرف او ذاك لأكثر من تسعة عقود والمشروع الديموقراطي الوليد يحتاج ايضا الى مناخات و بنى اقتصادية و ثقافية وتربوية غير متوفرة الان ولكن هذا لا يمنع من ان تقدم القوى الرئيسة في البلاد على اتخاذ الخطوات الجادة نحو تصحيح الاوضاع والمواقف باتجاه بناء عراق موحد اختياريا وفي مقدمتها المصالحة الوطنية الجادة الشاملة التي ستخلق الظروف الملائمة لاتخاذ المزيد من الخطوات على طريق تحقيق وحدة وطنية حقيقية مبنية على اساس احترام الاخر وضمان حقوقه والا فعلى هذه القوى مواجهة استحقاقات السياسات الفئوية التي تمارسها والتي تعني تقسيم العراق دون شك ويصبح الكلام عن انتاج الدولة العراقية حديث خرافة.
sbamarni@hotmail.com
&التعليقات
ظهرت كتابات على جدران
Rizgar -ظهرت كتابات على جدران احياء في مدن كردستانية تطالب العرب بالرحيل بعد قيام العرب في مناطق التماس مع الكورد بمهاجمة الكورد جنباً الى جنب داعش. (شعرة معاوية) في العلاقات الهزيلة بين الكورد والعرب...بعد الانفال والتعريب واغتصاب القاصرات ثم دعم داعش ضد الكورد . ربما داعش ليس باخر منظمة عنصرية عربية , بعد داعش سيصدرون الينا منظمات اكثر عنصرية عربية من داعش بعد فشل خطط الدولة الهاشمية في تعريب كركوك ثم البعث ثم الشيعة ثم الداعش ...حقد فظيع على الكورد .
لم يفكرالكورد
Rizgar -لم يفكرالكورد يوم من الايام ان يفرض حكام الشيعة عليهم حصاراقتصادي ظالم وبهذه الوحشية
على امريكا ودول التحالف
أُسْكُتْلَنْدِيّ -على امريكا ودول التحالف تزويد كوردستان بالاسلحة الثقيلة و المعدات الحربية الحديثة و الخبراء في حربهم ضد الارهاب الداعشي الفاشي و عاصمة الانفال .
كل من يفصل داعش
الشهيدة المس بيل : -كل من يفصل داعش هم المكون السني العربي في العراق، انما يرتكب خطأ كبيراً،
كلمة حق
نارينا -كلمة حق الفضائيات السنية العربية العز والعراق الان والتغيير والبابلية.. الخ تجاهلت جرائم داعش بحق الكورد والمسيحيين واليزيديين والى اليوم ،حسب السنة ما تقوم به داعش ضد الكورد والمسيحيين والارمن والكلدان والكورد الزرادشتيين ، جزء من - ثورتهم- وفعلا جزء من تراثهم !!!! بالمقابل فان مواقف الاعلام الشيعي: أفاق و الفرات والمسار وبلادي والعهد.. الخ انتصرت بشكل مباشر أو غير مباشر للشعب الكوردي على داعش.
التعليقات اعلاه
عنصرية -وفيها الكثير من التجني على بقية الاطراف كل مرةيثبت الاكراد انهم شتامين من الدرجة الاولى
تذكروا الارض التي حوتكم
ابن الرافدين -هو اراد استغلال مناسبه وثمينه في طرح ما في اعماقه حيث يؤكد على المكونات الاساسيه ؟ وبعدين بدون خجل يقول انه توجد اقليات ......الخ. نعم هذه هي المعضله الكبيرة التي سوف تلاحق الطائفيين والانعزاليين في فهم ( الظاهرة العراقيه ) . لا يدركون ان لهذه الارض الطيبه التي حوتهم روح وسر عجيب عابراً لقدرة فهم الانسان .الحضارة التي انشئها ابن الرفدين الخالد هي ملحمه من ملامح الانسانيه جمعاء وان هذه الارض لاتقبل ما يحصل لها .... كل الطغاة والدكتاتوريين والذباحين والقتله المجرمين الذين مروا بهذا الوطن الجليل لهم اللعنه وهم الان في سابع جهنم . الارض اليوم تبكي لابناءها الاصلاء الذين استنبطوا كل قوانين الحضارة من سر قوتها وهي الطاقه التي اشعت ابناءها وهم الذين احترموا قوانينها التي لايفهمها المتعصبين اللاوطنيين المارقين في البحث عن الغنائم والنهب العام وصناعه اساطير وهميه عبثيه لا تعني شئ في سفر الانسان . البطوله هي عندما تدافع عن اهلك وجيرانك واصدقائك وان تحمل لهم معنى الحريه التي هي اسمى ما صنعه ابن هذه الارض . وتفسير الحريه حاء بعد العبوديه والظلم حيث رجى الانسان بعد ان كبل وقيد ومنها انتقلت المعاني العظيمه للحريه الى العالم الاخر بمعنى ( امارجي ) اللاتينيه الاوروبيه والتي تعود معناها الى جذرها الاصلي الى لغه الام الاشوريه بعنى ( مرجوي ) . هذه واحد من الاف المعاني التي حملها العراقيون الاوائل الى البشريه . وها نحن الان ننعت هذا الوطن والارض لان الانكيز كسروا ظهرة في اقذر عمليه تغيير للسكان الاصليين . الى الذين تناسوا حجم هذا الوطن فهو يمتد من دلتا العراق الجنوبي ماراً بنينوى العظيمه عابراً الى جنوب تركيا الحاليه وبمرتفعات سوريا الاراميه العزيزه على قلوبنا الى الابد ونازله في خط كامل بجبال لبان الفينيقي الكنعاني هذا الانسان الذي سطر اسمى ملامح البطوله والشجاعه وهكذا جاء اسم لبنان من ( لبانا ) الاشوريه اي الشجاع المقدام البطل . هل وصلت اليكم هذه المعلومه ؟