فضاء الرأي

طارق نجم

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


يشاع أن طارق نجم عبد الله يطرح الان بديلاً عن حيدر العبادي. بعد أن تبين أن الأخير لم يرض الامريكيين في تحقيق التقارب مع السنة، ولا المرجعية الدينية في تنفيذ الاصلاحات، ولا الحلفاء الشيعة والكرد حين تحرك بمعزل عنهم، وتحفظ الايرانيون على وجوده سابقاً.

الاشاعة المزدوجة، التي ترتب ابعاد العبادي بطريقة لعبة الشطرنج، وتأتي برجل من الظل، تنتمي لسلسلة من الاشاعات بدأت منذ جهود سحب الثقة من المالكي، والتي قادها الصدر في عام 2011.& حيث طرح اسم طارق نجم في ذلك التاريخ، باعتباره البديل، وتكثفت التخمينات بعد الانتخابات الأخيرة، حين بان بأن صاحب الولاية الثالثة لن يحصل على الثالثة.

ليس هناك أكثر من الاشاعة السياسية في العراق، بلد مبني عليها. الا أن بعض الحقائق تمرر في عسل الاشاعات. الاسماء أحيانا تطرح للاختبار، تصبح حقيقة حين تتفاعل وتحظى بالرضا. رغم ان اسمي المالكي والعبادي اخذا طريقهما في آخر لحظة دون الاعتماد على الاشاعات، باعتبارهما حلاً أوسط بين ما هو متوفر.

يصعب أن نعرف من يقف خلف الاصرار على تقديم نجم كمرشح بديل، رغم انه بعد الانتخابات الأخيرة غادر المشهد الى لندن، هاربا من كل ما يطرح حوله. ونسب إليه انذاك، أنه لن يرضى نفسه بديلا لصديقه القديم، لكن الأصح انه لم يكن يريد أن يكون بديلا في لحظة المحرقة.

طارق نجم، مدير مكتب رئيس الوزراء في الدورة الأولى، غادر منصبه باختياره. الامر حوله الكثير من اللغط والملابسات، من بينها تحفظه على دور نجل رئيس الحكومة، أو زعله منه على خلفية بعض السلوكيات المرتجلة. والمعلومات تقول أن المالكي ألح على زميله ان يعود في النصف الثاني من الدورة الثانية، لكنها امتنع. أهميته المفترضة تكمن في ذكائه السياسي العالي وفي مقبوليته من قبل اطراف داخلية واقليمية ودولية متعددة. يقال ان بريطانيا تريده، وايران لا ترفضه، وأن له مع اوغلو في تركيا علاقة وثيقة، ويقال ان الامارتيين يحترمونه، وقطر لا تنظر اليه كما تنظر لسواه، ويجيد الحوار مع الامريكيين. وداخليا، هو العضو الوحيد من حزب الدعوة الذي يمتلك صلات وثيقة ومرضية مع المرجعية، ومقبول كردياً، ولا يوجد هناك موقف صريح ضده صدريا وحكيمياً... كل هذه التقييمات حول الرجل، تشير الى قيمته سياسيا.

لكن لم يسأل اي ممن يتحدث عنه، ماذا عن الشارع العراقي؟!
إن عمليتنا السياسية تبنى بمعزل عن الشارع، حتى النخب حين تتحدث عن شخوص بعينها، لا ترى المجتمع والشعب، فهو ليس مهماً، لا يسأل عن رأيه، هو انتخب ورفعت يده بعد الانتخابات. فحتى لو اتفقت القوى المنتخبة على اختيار شخص من المريخ، لا يوجد مانع. وهنا لا اوجه اللوم الى السيد طارق نجم، على العكس، ما يقال عنه مريح، على الاقل بالنسبة لعملية سياسية تفتقر لرجال مقبولين من قبل اغلب الاطراف. لكن غياب معيار الشارع في بث الاشاعة، فضلا عن الحقيقة، مؤشر خطير على غياب كامل له عن التأثير في مجريات الأحداث، الا اذا لقنت التظاهرات والانتخابات هذه الزعامات درسا عميقاً في احترام الناس.

فضلا عن إن الأشخاص في العراق جزء من المشكلة، وليسوا كلها، هناك عدد من المشكلات المستعصية التي يصعب معالجتها بدون معالجة تأثير مراكز القوى ومنظومة العملية السياسية والماسكين بخيوطها. فرئيس الوزراء احد وجوه المأزق، والباقي يرتبط بالعديد من أصحاب النفوذ، ليس باعتبارهم اشخاصاً باسماء معينة انما باعتبارهم قوى مؤثرة على الارض تتوارث وتتناسل القوة والنفوذ على حساب المؤسسات الدستورية.

السياسات غريبة، غريبة جداً.. وسط الموت، الخوف، النزوح والهجرة... لا أحد يسأل عن الموتى، بل عن الأحياء الذين عاشوا طويلا وهم يقررون دون توقف الموت، رغم أن قراراتهم لم توقف نزيف دمائنا سابقا، ورغم هذا ما يزالون يعتمدون عليها في تحديد المصير.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شيعة السلطة
عراقي صريح -

باختصار شديد انتم لستم بمستوى الحدث حدث التغيير الذي اصاب العراق بعد عام ٢٠٠٣.النهضة وبناء الاوطان لها رجالاتها التي تتصف بالحزم والذكاء والنقاء من شوائب التاريخ والالف واربعمئة عام في ذهن الشيعة.

دعوجي
abualhuda -

تفضلت وذكرت بعض صفات ومؤهلات طارق نجم ألحالية قبل أن يكون أفتراضيا رئيس وزراء فما هو تصورك لو أصبح فعلا رئيسا للوزراء وجلس على ألكرسي ألمذهب ألمخملي ؟ أقولها لك مادام كونه ينتمي الى ألحزب ألحاكم وما دام يدين تكوين شخصيته الى حزبه كما في ألمالكي والعبادي فسيجعل ألأسلام والعراق في خدمة حزبه وبعد فترة أخرى ستكتب لنا عن وليد ألحلي وهكذا .

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

المشكلة ليست بالشخصيات، إنما هي بطبيعة النظام السياسي. لقد بدا النظام السياسي الحالي لفترة قصيرة بعد سقوط الصنم وكأنه نظاماً ثيوقراطياً، ولكنه سرعان ما تحوّل إلى نظامٍ مافيوزي. ومن الجدير بالذكر هنا أنّ الرجل الذي تناولته المقالة وتشرّفت بحمل اسمه كان يعمل خلف الكواليس مديراً لمكتب اللي مَ يتسماش. وقيل إنه مهندس العملية السياسية الفاشلة التي أغرقت البلد في مشاكل كان لها أول ولكن يبدو أن ليس لها آخر. مَن يحلم في حلٍّ لا أظنه سيجده في جعبة زيد أو عبيد، لأنّ جعبة العراق السياسية خاوية من الرجال الذين يضعون مصلحة الشعب فوق كلّ شيء. إن حل المشكلة القائمة في العراق هو بفصل الدين عن الدولة أولاً، ثمّ كتابة دستور مدني؛ تغيير المناهج التعليمية لا سيما في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية؛ ترحيل الأجانب؛ ضبط الحدود؛ غلق القنوات الفضائية التي أنشأت بدافع ديني، طائفي وتحريضي؛ استقلالية القضاء؛ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ تخزين أكبر قدر ممكن من المياه وإعادة الفلاح إلى أرضه؛ خلق وسائل بديلة للطاقة ((اعتماداً على الطاقة الشمسية)). خلافاً لما ذكرت، لا السماء ولا النجم ولا الطارق تشفع للعراق إن هو سار على ما هو سائر فيه أوعليه.

جهلة
ابو ماجد -

من السذاجة والغباء ان يعول البعض على عضو في حزب ديني ان يكون قادر على بناء دولة عصرية قوية مثل العراق !!!الى متى يبقى اصراركم على استخدام العراق وشعبه مختبر تجارب لفيرانكم المختبرية ؟لو كان طارق نجم والمالكي والعبادي ومن هم في قيادات حزب اللغوة يمتلكون شيئا من الفطنة والذكاء (طبعا ماعدا فهلوتهم وذكائهم في السرقات والدجل) لما انتموا لهذا الحزب البائس !!العراقيون ادركوا الان للاسف بعد زمن طويل ان افضل المنتمين للتيارات الاسلامية واحزابها عبارة عن افاقين ولصوص وغربان بين لذا الترويج لهم لعبة رخيصة ومكشوفة

العربة عاطلة لا السائق
فد واحد -

لقد ابتلي العراق والعراقيين بدستور ونظام حكم فاشل فرضه المحتل وما دامت هذه القوانيين سارية فالامل معدوم ان يتعافى هذا البلد . نظام المحاصصة والمشاركة يفشل اي دولة في العالم فكيف ببلد من العالم المتخلف لم تعرف الحرية لعقود. فشل الساسة العراقيين لم يبدأ مع الجعفري او المالكي او العبادي ولن ينهيه نجم بل الفشل كان في ٢٠٠٣ حين ارتضوا بنظام الكراسي المتحركة او ما سمي بمجلس الحكم. كان عليهم الاصرار على فترة انتقالية واحكام عرفية لمدة ٥ سنوات وبعدها يكتب الدستور وتجرى الانتخابات ولكن غباء السياسي الشيعي ورغبته في اخراج الامريكان دمروا هذه الفرصة التاريخية . لو كان لدينا عقول تقود المظاهرات لكانت شعاراتها تمزيق الدستور ونظام المحاصصة وانتخاب حكومة اغلبية وبغيره لن يصلح طارق ما افسده من جاء قبله