من الذي أفشل الثورة السورية وكيف؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا شك فيه، إن الثورة السورية إفشلت بفعل فاعلين كثر، وعلى رأس هؤلاء يأتي النظام السوري المجرم. هذا النظام بخبثه وخبرته الطويلة في خلق المشاكل، وإختراق صفوف المعارضين له وتصفيتهم جسديآ، إستطاع التغلغل بين صفوف الثوار، وتوجيه عناصره كما يشاء، والإساءة للثوار وثورتهم السلمية، من خلال إطلاق عناصره بعض الشعارات الطائفية أثناء المظاهرات، وإطلاق النار على رجال الشرطة من أسلحة فردية وتخريب الأملاك العامة. والنظام كان يستخدم تلك الأفعال كحجة ومبرر لإستخدام العنف ومزيدآ من العنف ضد المتظاهرين المسالمين وإتهام الثوار بالإرهاب.&
إستمر الوضع هكذا حوالي سبعة أشهر، وكان كل يوم يسقط عدد من الشباب ضحايا رصاص الأجهزة الأمنية الأسدية الشرسة، مما دفع الناس بالتفكير في الدفاع عن أنفسهم أثناء المسيرات والتجمع في ساحات المدن السورية. وهكذا أخذت الثورة تتعسكر تدريجيآ، بدفع من النظام بهدف إفشالها والقضاء عليها بقوة السلاح. وبعد أن أوغل النظام في دماء السوريين، لم يعد من مجال أمام الشعب السوري، إلا رفع السلاح والدافع عن نفسه، وهنا بدأت حركة الإنشقاقات تدب في صفوف الجنود والضباط السنة وأخذوا يشكلون مجالس عسكرية لحماية المتظاهرين وقراهم ومدنهم من بطش النظام.
في هذذا الوقت أخذ النظام بالإفراج عن المتطرفين الإسلاميين المسجونيين عنده، وقام بتسليحهم من أجل ينافسوا الثوار ويسيطروا على المشهد، لكي يقول النظام للعالم ليس هناك من ثورة ولا ثوار، كلما ما في الأمر هناك مجموعات إسلامية متطرفة، خارجة على القانون والدولة تقوم بمحاربتهم. ولتحقيق هذا الهدف سهل النظام دخول ألاف الإرهاربيين إلى سوريا وقام باستدعاء البعض منهم من لبنان والعراق ودول إخرى عديدة. والجميع يعلم إن الكثير من هذه التنظيمات الإرهابية كانت على صلة بالنظام السوري، ومخترقة من قبل أجهزته الأمنية.&
والجهة الثانية التي أفشلت الثورة السورية، هي غياب قيادة واحدة للثورة وإمتلاك برنامج يجمع عليه كافة السوريين من كردٍ وعرب وإثنيات صغيرة ومذاهب وأديان. وهذا ما سمح للقوى التي لا علاقة لها بالثورة، من ركوب ظهر الثورة وإستغلالها لمأربها وإستعاد الروح لجسدها على حساب دماء الشعب السوري، ومن هذه القوى جماعة الإخوان "المسلمين" والقومجيين العرب، وبعض ديناسورات المعارضة السورية الذين فرضوا أنفسهم كأوصياء على الشعب السوري، وشكلوا مجلس اسطنبول المدعوم من المخابرات التركية والقطرية على وجه الخصوص. ورفضوا الإعتراف بالشعب الكردي وحقوقه القومية والدستورية، وتم إقصاء ممثليه وتعاملوا معهم كأي،&حزب سياسي ناشئ ورفضوا كتابة وثيقة تتضمن حقوق الشعب الكردي بما فيه الفدرالية، وتمنح الطائفة العلوية الضمانات، بعدم تعرضها للإنتقام في حال سقوط النظام، ونفس الشيئ إعطاء ضمانات للإخوة المسيحيين بأن سوريا القادمة ستكون دولة مدنية ديمقراطية، تعددية، تحترم كل الأديان وبنفس القدر، وتكفل حق المسيحيين من إشغال أي منصب كان في الدولة، بما فيهم منصب الرئاسة، وتتضمن الوثيقة أيضآ حقوق المرأة والحريات العامة والفردية وحرية الصحافة والعبادة للجميع.
مثل هذه الوثيقة لو أنها دونت باتفاق جميع المكونات السورية القومية والدينية الرئيسية، ووقعت عليها، بعد الإتفاق على إسم الدولة وشعارها وعلمها ونشيدها الوطني، إضافة إلى صيغة الحكم (برلماني أو رئاسي أو مختلط)، وبعض القضايا الإخرى مثل تركيبة الجيش السوري القادم والأجهزة الأمنية، ووضع هذه الوثيقة كعهدة لدى الإمم المتحدة والإتحاد الأوربي، لجنب الثورة السورية الكثير من الويلات والإنقسامات، وأكسبتها إحترام دول العالم وشعوبها.
لكن التيار الديني الإخواني والسلفي ومعهم القومجيين العرب، المدعومين من قبل تركيا وقطر رفضوا ذلك، وإعتبروا الكرد مجرد مهاجرين، ولهم حقوق أي مواطن سوري لا أكثر، وقالوا لا وجود لشيئ إسمه الشعب الكردي! وبالنسبة للطائفة العلوية قالوا، عليها هي من تطمئن الطائفة السنية وليس العكس! كما رفضوا إستلام إمرأة منصب الرئاسة أو شخصية غير مسلمة. وبذلك خدموا النظام السوري، من حيث لا يدرون. ومن هنا إبتدأت الهوة تكبر بين الكرد ومجلس اسطنبول، وفشل هذا المجلس في جذب الطائفة العلوية إلى جانب الثورة، وحدث ما حدث.
أما الجهة الثالثة التي أفشلت الثورة السورية، هي بعض دول المنطقة "الصديقة" للشعب السوري، وفي مقدمتهم تركيا وبعض دول الخليج، كلآ على طريقته ولأسبابه الخاصة به. فتركيا لم يكن هدفها إنجاح ثورة الشعب السوري، وإنما إقامة حكم إسلامي إخواني في سورية، وبدليل توسط الأتراك قبل وبعد إندلاع الثورة توسطوا لدى بشار الأسد، وطلبوا منه إشراك جماعة الإخوان السورية في الحكم، لكن النظام رفض ذلك. وهذا أغضب ما أروغان الإخواني بنفس عثماني، وأعلن الحرب على حليفه وصديقه السابق بشار الأسد وفتح الحدود أمام كل إرهابي العالم، للقدوم إلى سوريا لمحاربة النظام القائم. والهم الثاني لتركيا كان، منع الكرد من الحصول على أية حقوق قومية ودستورية في سوريا، فما بالكم بانشاء كيان كردي ثاني على حدودها. ولهذا دعمت المنظمات الإرهابية بدءً من جبهة النصرة القاعدية، وإنتهاءً بنتظيم داعش المجرم. وقدمت لهم كافة أنواع الدعم العسكري والإستخباراتي والمالي، لمحاربة الشعب الكردي وكوباني خير دليل على ذلك.
قطر هي الإخرى لم تكن تبحث عن الديمقراطية للسوريين، بل هدفها كان مجرد إيصال جماعة الإخوان المسلمين المتحالفين معها إلى السلطة في سوريا بأي شكل، وحاولت الإستفادة من الأجواء السائدة أنذاك في المنطقة، بعد وصول حركة النهضة الإسلامية للحكم في تونس، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. ولهذا دعمت الموقف التركي في وجه الموقف السعودي والإماراتي. أما السعودية كانت تهدف تغير النظام لصالحها في حال تعذر تغير سلوك النظام السوري المتحالف مع إيران. المشكلة إن السعودية لم تستطع العثور على تنظيم سوري، غير إخواني ويساري الإعتماد عليه ودعمه، ولهذا قامت بدعم منظمات راديكالية لا تقل سوءً عن داعش.
أما الجهة الربعة التي أفشلت الثورة السورية، هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، الغربين من خلال منع السلاح والعتاد عن الجيش الحر، ومنح النظام المجال من قتل الشعب السوري وتهجيره وتدمير البلد، وتغاضت عن كافة جرائم النظام، بما في ذلك إستخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ضد المواطنيين. وإلتزمت الصمت إذا سماح تركيا بمرور المتطرفين عبر أراضيها.
هذه الجهات الأربع مسؤولة، مسؤولية مباشرة عن فشل الثورة السورية، وما ألات إليه حال السوريين وبلدهم اليوم. إن الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني وعصائب الحق العراقية، هم أعداء الشعب السوري وشركاء النظام في الجريمة، ولهذا لم أتحدث عنهم.&
التعليقات
الثورة باقية
عمار الحلبي -الثورة باقية وفي اوج قوته يا هذا،الذي انتهى اخلاقيا ووطنيا ولاحقا فعليا هي عصابات صالح مسلم البعثية الاوجلانية الذين جعلوا الحسكة وعقرين ملاذا آمنا لعصابات حزب اللات وعناصر قاسم سليماني الارهابي،لو كان بدنا ننهي الثورة كنا انهيناها وبخسائر جدا قليلة وعلى حسابك اخوانك الاوجلانيين الارهابيين الذين اصطفوا مع الاسد منذ البداية واستغلوا دماء اطفال درعا وحمص والغوطة من اجل الثراء السياسي وجني النقاط لكننا رغم كل المأساة قررنا المضي وسنمضي الى اخر الطريق منتصرين ان شاء الله،روح انشغل بمعاركك الداخلية في اقليمك الكردي،٣ مدن ومنذ ٢٥ سنة ما بتحسنوا تديروها وعم تحرقوا بعض في مقراتكن كرمال الاقطاعيات الحزبية والعائلية التي تنهش في عظام اخواننا الاكراد الذين يهربون من (جنات االاقليم) ليغرقوا في البحار ويصبحوا لقم سائغة لقروش البحر.
كارثة وليست ثورة
معاذ -ثورة يقودها أمثال علوش والجولاني والبغدادي... ليست ثورة، إنها مصيبة وكارثة حلت بالشعب السوري نتيجة لتآمر صهيوأمريكي بتمويل خليجي...
قطر والسعودية من أفشلها
عراقي متشرد -لو أن الثورة السورية استمرت سلمية لسقط بشار بعد عام على أبعد تقدير.لكن السعودية وقطر وتركيا أرسلت القتلة والمجرمين والشواذ والمنحرفين بعد أن سلحتهم ودربتهم ومولتهم إلى سوريا كما فعلت مع العراق.هناك صراع عبر التاريخ بين البداوة والحضارة،ودول البدو لا تريد أن يكون جيرانها من ذوي الحضارات العريقة وهما العراق وسوريا وأخيرا اليمن.عندما كان المجرم بشار يدرب الإرهابيين ويرسلهم إلى العراق لقتل الأطفال والنساء كان البدو ساكتين،بل وفرحين،وعندما انقلب عليه هؤلاء واستنجد هو بإيران وقفوا ضده فسخروا كل شيء من مال ومجرمين وأرسلوهم إلى سوريا والعراق.إنه صراع الحضارات.
وراء الأكمة ما وراءها
لوران سليم -هناك بعض من الموضوعية في تشخيص الكاتب للقوى التي ساهمت في إفشال الثورة السورية ضد نظام آل الأسد الطائفي الإستبدادي، لكنها محدودة ومن قبيل إيراد أنصاف الحقائق وهو في أحيان كثيرة أخطر من الكذب الصراح. لاخلاف على خبث النظام ونجاحه في إختراق صفوف المعارضة وتشتيتها، أو على الدور السلبي للقوى التي إدعت صداقة الشعب السوري وعلى الخصوص تركيا وبعض الدول الخليجية التي نشدت من وراء تدخلها في الوضع السوري مصالحها الخاصة وليس مصلحة الشعب السوري في الحرية والكرامة وبناء نظام ديمقراطي على أنقاض المنظومة البعثية الأسدية ذات النكهة الفاشية الواضحة، والأمر ذاته ينطبق على الأخطاء القاتلة لهياكل المعارضة السورية المختلفة بدءا بالمجلس الوطني السوري وإنتهاءا بالإئتلاف الحالي، وأيضا فيما يخص الموقف المخزي للإدارة الأمريكية تحت قيادة المدعو باراك أوباما من الثورة السورية وتحالفه غير المعلن مع أعداءها الإيرانيين وأذيالهم من قبيل نظام الأسد وعصابات حسن نصرالله وغيرها من المنظمات الإرهابية الشيعية الأفغانية والطاجيكية والأوزبكية والعلوية التركية كل ذلك معطوفا على الدور المدمر لجحافل الفاشية الداعشية وأخواتها في النصرة وغيرها من المنظمات الجهادية التي تعتبر نسخ غير مكتملة عن داعش. لكن مايثير الإنتباه في تشخيص السيد الكاتب هو عدم تطرقه إلى عدة أطراف لها دور كبير جدا في إفشال مشروع الثورة السورية وهي:- النظام الإيراني من خلال دعمه المادي والسياسي والعسكري على الأرض للنظام السوري وهو ماتحول بمرور الوقت إلى إحتلال مباشر لسورية قائم على القتل والتدمير والتخريب الثقافي في أبشع صوره.- روسيا والصين اللتين لعبتا دورا خطير وخبيثا في إفشال كل المحاولات التي بذلت في الأمم المتحدة من أجل إدانة نظام الأسد عبر إستخدامهما المتكرر لحق النقض الفيتو، مما جعل الأسد يفلت من عقوبات وإجراءات رادعة تحت البند السابع كانت ستكفل إنهاء نظامه حتى بمجرد التهديد بإستخدام القوة العسكرية، أي اللغة الوحيدة التي يفهما الطغاة من أمثال الأسد وجماعته، مع تطور الموقف الروسي إلى تدخل مباشر في سورية بدء هو الآخر يتحول إلى إحتلال منافس للإحتلال الإيراني- الدور التخريبي لعصابات عبدالله أوجلان في المناطق الكردية من خلال تحالفها مع نظام الأسد ضد الثورة وحامليها من فئة الشباب الثوري الكردي. وقد قامت جماعة أوجلان الفاشية بإسداء خدمات ك
الفكر الفوضوي
برجس شويش -وايضا الفكر الفوضوي هو الاخر احد اسباب فشل الثورة السورية وحين يتهجم الكتاب على من لا يفكرون مثلهم هم ايضا يساهمون في افشال الثورات من اجل التغير, انت والرفيق شيخاني وبروكا وكوليذادة تساهمون في شحن الافكار المتباعدة والمتضاربة لخلق صراعات جانبية تفيد اعداء كوردستان, هجومكم الشرس على قيادة كوردستان هي دعوة صريحة وعلنية للفوضى والصراعات الدموية والاخلال بالامن والاستقرار الذي يعم كوردستان بدعاوي واهية او وهمية او مثالية.
فتش عن الاكراد
حمو الملا -تدمير العراق و سورية هدفهما الاساسي اقامة دولة كردية....فالاكراد هم عملاء اسرائيل و امريكا و الغرب....و هذا واضح من تطور الاحداث!! فالولايات المتحدة لم تتدخل الا عندما تعرض الاكراد للخطر و لا تدعم احدا الا الاكراد....و السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تهتم امريكا بالاكراد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟و ماذا تتأمل امريكا و اسرائيل من الاكراد؟؟؟؟؟ في لبنان يعتبر كمال جنبلاط رجل امريكا الاول و هو اصلا كردي!!! و الغريب ان النظام السوري قد سلم الاكراد مناصب هامة...فالعاملين في التلفزيون السوري على اهميته القصوى للنظام معظمهم من الاكراد...و أهم الشخصيات العامة هي من الاكراد كمفتي سوريا السابق احمد كفتارو و اشهر عالم دين سوري و هو البوطي الذي هو كردي و متعصب لكرديته حتى انه افتى انه يجوز الاحتفال بعيد النيروز و هو عيد كردي اصله مجوسي يشعل فيه الاكراد النار التي عبدها المجوس....فالاكراد هم سبب الكثير من المؤامرات التي عشنا فيها في الفترة الاخيرة و يبقى السؤال لماذا؟؟؟
أمريكا
ahed -اعتقد أن التحليل غير دقيق حيث ذهب إلى الظواهرالمرتبطة بالثورة ولم يدخل إلى عمق السبب.. السبب الحقيقي الأوحد هو أن القوة العظمى أي أمريكا أرادت ذلك ولو أرادت امريكا لما ظهرت أساسا الأسباب التي ساقها الكاتب كلها..والموضوع الذي يجب أن يدرس بشكل جدي هو لماذا فعلت ذلك أمريكا اوباما وهذا مربط الفرس لأن الذي شرزم المعارضة هو عدم اعتراف امريكا بها منذ البداية بل حاربتها بكل الوسائل لكي لا تكون شرعية امام المجتمع الدولي وغضت الطرف عن ادخال رموز فيها ليس لها امتداد في المجتمع السوري والسؤال:هل اوباما ايراني الهوى وفعل ذلك عن قصد؟؟؟؟او هل تقصد تمزيق المنطقة بفتح ابواب الصراعات الدينية والمذهبية والإثنية وبالتالي استنزاف مقدرات الجميع؟؟؟