فضاء الرأي

هل رغبت جماعاتنا، أصلاًً، في إقامة مجتمع مدني؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سؤال ما كان ممكناً طرحه قبل خمس سنوات، ولا قبل خمسين سنة, وإلا لقوبل طارحه، على الأقل من قِبَل اليساريين والتقدميين ومن لف لفهم، بالويل والثبور وعظائم الأمور، وعلى الرغم من قِدَم التعبير فهو ينتمي إلى الأصالة التي دُخنا (السبع دوخات) لإيجاد رابط لها بالمعاصرة بعدما أعيتنا الحداثة بعدم انطباقها مع ثوابتنا، فكان أن هجرناهم جميعاً لأن التالي كان أعظم!&

من الطبيعي أن تفخر، أيّ جماعة من جماعاتنا التاريخية وأيضاً تلك ذات الفعالية الاقتصادية الحديثة، بذاتها وتعتز بكيانها. إنما السؤال الذي ما كان يُطرَح - وإلاّ- هل سبق أن مالت جماعاتنا - بقضّها وقضيضها &- إلى حُسبان نفسها جزءاً أساسياً من المجتمع الذي تعيش فيه؟! بالتالي، تعمد إلى دعم وإسناد مؤسساته ليغدو مجتمعاً مدنياً بحق؟

لنكن واقعيين، إذ أن التعامل مع مؤسسات الدولة، إطار المجتمع ومبعث ارتقائه، كان يتم على طريقة احتمال الشر الذي لابدّ منه!! وعليه كانت البراعة في التحايل على القوانين مدعاةً للفخر، وما من داع للاستتار. فهذه الدولة وُجِدَت هكذا! لتجمع المال "منّا"ّ! لتدفع لموظفيها الذين مهمتهم جمع المال للدولة، وليتهم يقولون الحكومة، غير أنه ما من فاصل في الذهن بينهما.

الأصل أن نقول "نحن" إنما يجري الحديث عن آخرين لفظاً أو تلميحاً أو إشارة أو غمزاً. غير أن الآخرين ليسوا هم هُم في كل مرة، فالتوجه يشمل أطرافنا جميعاً بحسب الحال، مع التقرب، أحياناً، من طرف دون أطراف أخرى!! ادعه تحبباً، أو ادعه رياءً، أو ادعه ما شئت، فقد جعَلنا رفضُنا، اعتبار الآخر/ الآخرين شريكاً بتمام الحصة، متعددي الأوجه والألسنة، نلوّن حديثنا وفق المقتضى، نغتاب الغائب، ونُفرِط في مجاملة الحاضر، ونقول ما لا نفعل!

سيكون من غير اللائق، بل من السخف، ذكر ما تنسُب جماعاتنا نفسها إليه، فهو مكرر معاد إلى حدّ الابتذال، وفي مثل هذه الحالة يُمكن نفي "في الإعادة إفادة".&

لو حدث أن جادلت أحداً في مؤدى كلامه، أو مراميه، لواجهت العجب العُجاب، ستتكشف لك أولاً ضحالته فيما يخص أقواله من فِكَر، عندها سيلجأ إلى اعتبار النقد موجّهاً إليه شخصياً، مع أنه دار حول كلام قيل فقط. وهذا الحال يشمل المسؤولين والمديرين الذين يعتبرون أي كلام عن دوائرهم ومجالات عملهم أو نفوذهم، انتقاصاً منهم، وكأنهم المنزهون عن الوقوع في الخطأ، أو أن وجودهم - الشخصي- في الإدارة مانع لحدوث الأخطاء.

لنُعد التأمل في أي شعار مطروح، ولنتساءل: هل هذا شعار تطلقه جماعاتنا جميعها، أم سنجعلهم جميعاً يعتمدونه، كما كان الشأن في محاولات سابقة، بعد العمل على تأكيده لفظياً، ومن ثم إخراج مفهوم الشعار عن مرماه النظري، بأن نوجد لنضالنا هدفاً متخيلاً لنصارعه؟؟!! غير قادرين، في غمرة الوهم والنشوة الكاذبة، على رؤية ما يفعله سوانا، ومدى نجوع أو فعالية خطابه. حتى صار ما صار.&

يتوهم البعض أننا استيقظنا، ونحن ما نزال في غمرة كابوس يسدّ علينا سبيل فهم المثل القديم "يداك أوكتا وفوك نفخ". فأيدينا صنعت كراهية الآخر، وأفواهنا نفثت سموم الحقد.....

ما من حل قبل اعترافنا بتقصيرنا في دراسة واقعنا المجتمعي بمنهجية، والعمل على تحليل عناصره، بصوت مرتفع، والثقة بتفهّم شركاؤنا في المجتمع وملاءتهم، بعيداً عن نظرية المؤامرة - السهلة التناول والتداول - وتعليق غياب وعينا وتقصيرنا عليها، فالاعتراف بالخطأ فضيلة تُيسّر لنا سُبُل تصويب مسار مجتمعنا، الذي لا يختلف عن المجتمعات المتقدمة، إلا بكون جماعاتها، ذات الخصوصية، اندمجت في مجتمعاتها فعلياً، حتى لا تكاد تبين فرادتها إلا من خلال قراءة متخصصة للتاريخ والأنتروبولوجيا.....

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبرمجون
خوليو -

نحن ياسيد مبرمجون وبرنامجنا هو الآتي : هناك مبرمج قدير على كل شيئ وضع برنامجه ورسم طريق حياتنا بشكل أن مايحدث معنا هو مشيئة المبرمج العظيم ،، فإن أصاب أحدنا ثروة فهي رزقة منه ،، وإن اصاب آخر فقر ومرض وعوز وشقاء فهو امتحان للمبرمج الذي أكد أن في الحياة الأخرى سيكون تعويض وأي تعويض ،، وإن قرر أحد أن يطير خارج السرب ويرفض البرنامج فهذا زنديق وكافر ووجب قتله ،، وهكذا نرى بعد مراجعة البرنامج الذي لايزال لوقتنا هذا أن كل من شذ بطريقة أو بأخرى عن برنامج المُبرمج،، أعطى شيئاً لللإنسانية ،، والأسماء موجودة وسيرتهم معروفة ،، هذا البرنامج سحب نفسه على أمة بكاملها وعلى الآخر الذي لم يقع ضحيته ،، فأي جماعة تطالب بالتغيير أو الخروج من مدار البرنامج فلها جواب في كتاب المبرمج بان هذه بدع والبدع وأصحابها في النار ،، أما لماذا انصاعت الملايين للبرنامج ؟ الجواب سهل لأنّ في هذا البرنامج كل شيئ مقدم لللإنسان بدون عمل وتفكير ،، وكل ماعليك أن تفعله هو امتشاق رمحك لأنّ تحت سنانه رزقتك ،، فلا حاجة للتفكير ولا للبحث عن وسائل انتاج حديثة ،، المبرمج سيفتح لك البلدان ،،وماعليك سوى أن تطبق فروضه ووصاياه وحدوده وتجهز ماستطعت من قوة ترهب أعداء المبرمج وأعداءك ،، والنصر لك،، حتى أنه مستعد أن يمدك بملائكة مسلحة للقتال معك ،، فإن كانت الأمور بهذه البساطة والتأكيدات فلماذا سيطالب أحد بالحداثة وبالمجتمع المدني الفكري العلماني الذي يكلف جهد إبداعي وجسدي هائل للبناء والتشييد المادي والمعنوي والفني والعلمي ؟ هل تعتقد ياسيد أن المثل الدارج الذي نستخدمه ليومنا هذا والذي يقول خذوا الحكمة من أفواه المجانين هي صدفة ؟

الواقع والمؤامرة والمقال
متابع جدي وصريح للغاية -

سأبدا بالمقال وموضوعه المهم اي هل يؤمن الجميع بالدولة المدنية وبل هل يقولون ويفعلون ويفهمون ويدركون قيمة الدولة المدنية كحل حقيقي وطبيعي ولا يمكن غيره بابسط الاحوال ؟ولكن لنربط راسا مع المؤامرة واقول اكثر من كان مرتبطا بعلاقات ومنذ سايكس بيكو- بمشروعات واضحة مع الغرب -ومصالحه كانت دول قامت على اسس دينية لسهولة التسويق والاحلاف مع الجماعات الدينية التي اعطت شرعية وتشريعات سهلة لان الغاية السلطة كغنيمة؟ومعها المفهوم الاكثري الغاالب القومي -االعروبي بالذات لكونه ومن الدين استمد شرعية الارض التي يحكمها نتيجة تاريخ محرف وكتب لتمجيد ذلك؟وهناك ليس مؤامرة بل من كانت مصالحه في الغرب ان يعمق هذا ويتحالف معه والى الان -لان مصلحته في ذلك ويعرف طبيعة المجتمعات والقيادات وكان عام 1948 -وبروز دولة دينية اقصد اسرائيل دولة لجيش هو الخط الامامي لتبقى المنطقة والمجتمعات في دوامة الصراعات والحروب ومزايادات لها اول وليس لها اخر ؟وخنق الحريات والتنمية -من قوميين واسلاميين ويساريين وسمي ما تريد ومقولة او شعر -صار ت فلسطين سرير لكل القوادين؟؟؟المهم ليس ان نبكي او نهجو بل ننتقد بموضوعية ونقول لنترك المؤامرة ونتابع فقط الاعلام الرسمي وغير الرسمي والفضائيات والاموال التي تصرف ؟كم اهتموا بهذا الامر المهم الدولة المدنية والصراعات والحروب والتدمير لحد اليوم مع المؤامرة وموجودة وخطط ومشاريع ولكن لان المنطقة وقادتها لا يريدون دولة مدنية ولرمما سيقول البعض اني منحاز لمصر ان قلت انها تريد التوجه لدولة مدنية بضروف صعبة وهناك مؤامرة ولكن اداتها من يريدون السلطة بحجة دولة اسلامية-او خلافة وطبعا استطيع ان اقول لو تم اعطاء حرية حقيقية فالعراقيين يريدون دولة مدنية ولكن هناك احزاب دينية تريد دولة دينية وبل ليس بغريب دولة ولاية الفقيه بقيادة ايرانية ولا ننسى ان جماعة الخلافة الاسلامية السنية يريدونها من كل قلبهم بقيادة تركية عثمانية جديدة ونسوا 400 عام من حكم العثمانين؟وهناك طبعا البعض من العلمانيين واللبرالييين والتقدميين ومعهم طبعا خط من القوميين الاكراد -مشروع مسعود الرازاني الابن والمرحوم الاب؟يريدون دولة يهودية-او اسرائيل الكبرى رغم انهم لا يعلنون -بوهم قاتل-انها مدنية ورب الديمقراطية والحرية والتطور ولا يعلمون منذ الببداية اسرائيل -عنصرية وانانية وجشعة وتريد استتخدام الجميع وهذه ليست شعارات التاريخ و