فضاء الرأي

خواطر منتصف شباط المتناثرة..

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


عندما تتراكم وتتزاحم الغيوم في نفس كاتب مثلي، فقد يرى لحظة ما ان فتح قلبه للاصدقاء ولمن يتابعون ما يكتب تنفيسا عن الهموم وترويحا للنفس . وهذا ما احاوله في هذه الكلمة بعد ان اضافت متاعب العين المفاجئة غيوما سوداء تلتهم الطمأنينة... ..
كانت الكتابة والقراءة رفيقتي العمر منذ بداية الصبا . واليوم اراني شبه يتيم...
قبل ايام اتصل بي هاتفيا من كردستان صديق عزيز، كان قياديا في الحركة اليسارية لمدة طويلة، يذكرني بيوم من ايام منتصف شباط 1949، حين وجدننا انفسنا مع فريق من المناضلين في قفص اتهام المحكمة العسكرية برئاسة الضابط المتعجرف النعساني، الذي حكم على العديد منا بالسجن المؤبد وعلى فريق اكثر عددا باحكام قاسية اخرى.. الصديق لم ينس اليوم ولا حتى الساعة من تلك الجلسة، "التاريخية" عندنا، وإلى الجوار من بعدنا جلسة مماثلة حكمت بالاعدام على قادة الحزب الشيوعي العراقي... سأل صديقي ما لي متعبا فقلت انهما العينان.. فعلق " أي اداة الانتاج".. وضحكنا معا. وتذكرت طول المشوار وعثرات الطريق والاخطاء الفادحة وروح التضحية ونبل المناضلين، الذين لم يكن أي منهم يفكر في غير خدمة الشعب وليس من اجل منصب او مال.... وفجأة داهمتني صور شباط اخر لعام 1963، حيث اجهزت قوى الشر واخطاء الوطنيين على ثورة 14 تموز.. وكان ما كان من قتل جماعي وتعذيب فاشي ومأساة عبد الكريم قاسم وهو يعدم بجبن وخسة امام عدسات التلفزيون وهو من لم يكن يفكر في غير خدمة الشعب
.... احن لايام مضت، وحتى لسجن نقرة السلمان الصحراوي، حين افكر في مأسي عراق اليوم والكوارث المتتالية التي حلت بالعراق. احن لان المجتمع كان يمتلك مستوى من التماسك الاجتماعي وروح المواطنة.. وكانت هناك نهضات ثقافية وفنية ونسائية ومرجعية المواطنة. اقول هذا، وقد سبق وقلته. وانتقدني اصدقاء . ولكن هذه هي مشاعري حين انظر الى ممارسات وتصرفات الطبقة السياسية والتزاحم على المناصب والفساد وانتشار الطائفية والمتاجرة السياسية بالطائفة والدين ..
صديق من لندن وهو طبيب اكد ان الطب قادر على علاج العينين. اتفقت معه وانا اردد واي طب ينقذ العراق من الاوبئة التي تنخر فيه!! من جاءنا بالوحش الداعشي غير سياسات المالكي مع تداعيات الازمة السورية...سبي النساء واعتقال الاف من الايزيديين الذين لم يعد احد يسال عنهم.. وقطع ايدي نساء لاستعمالهن الهاتف النقال.. وسبايكر، وما ادراك ما سبايكر.... عشرات المئات من الجنود الذين اختفوا فلا اثر لهم، وتاتي الفتلاوي لتقول للامهات إنها سوف تجلب لهن شهادات الوفاة. ولكن اين الجثث يا سيدنا المالكي.. وهذا السيد العامري الذي يريد محاكمة جميع من اشتركوا في اعتصامات الانبار السلمية. لم تكف المجازر الطائفية المتتالية بل لابد من استئصال طائفي كامل ليرتاح العامري والمهندس والمالكي وسليماني..
&أجل.. أي طب.. واية معجزة!!!!

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا تزييف للتاريخ
مسلم سني كردي -

لا أرد على آراء كتاب المقالات السياسية عادة، ولكني أقحم نفسي هنا لمواجهة السيد عزيز الحاج بساعة المحاسبة له ولأمثاله من الناس الذين كانت ولاتزال التجارة مهنتهم الوحيدة وبقاليتهم المربحة سيان أي معتقد أو نظرية مستوردة من الشرق أو الغرب كانوا يتراكضون خلفها.. يقول بأن المجتمع السابق "كان يمتلك مستوى من التماسك الأجتماعي وروح المواطنة". نعم هكذا كانت المجتمعات العراقية أو الأسلامية قاطبة. واليوم إلى أين وصلنا بفضل معاول الهدم التي أستعملوها فرق السياسيين طيلة عقود من عمر تلك المجتمعات بأسم تحقيق التقدمية والرفاهية والعدالة الأجتماعية وغيرها من الشعارات الجميلة التي بقيت لليوم شعارات فارغة وإن لم يستلم الشيوعيون العراقيون للحكم لوحدهم ولكن يكفينا ما رأيناه ماحققته أنظمة السوفييت والخمير الحمر وعبد الفتاح إسماعيل وبابراك كارمال ومنغيستو وكاسترو وغيرهم.... الشيوعيون سيبقون أبد الآبدين يتباكون على ما حلّ بهم بهدف تبرير فشلهم والتقليل من مساوئهم وجلب العطف والألتفات لهم وهم في مزبلة التاريخ...