حزب الله قوة عظمى

"الأسد لا يمكن أن يكون مستقبل سورية" بهذا العنوان كتب وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي رولان فابيوس مقالاً مشتركاً خصا صحيفة &"الحياة&" بنشر نسخته العربية 27.02.2015 جاء فيه: (الواقع أن الأسد بات الآن أضعف كثيراً مما كان قبل عام، وما برح يزداد ضعفاً، وأصبح جيشه مستنزفاً مع ارتفاع تسرب جنوده من الجيش، كما أُجبر على تجنيد مرتزقة من مناطق بعيدة تصل إلى آسيا، وهو الآن لعبة بأيدي الجهات الداعمة له في المنطقة، مثل &"حزب الله&"، التي تعتبر القوة وراء نظامه الحاكم). هذه العبارة الوحيدة في الواقع التي لفتت نظري في المقال. بين ليلة وضحاها يتحول حزب الله إلى قوة عظمى، على يد أهم وزيري خارجية في اوروبا. ربما باراك اوباما قد ارسل لهما تنبيها وربما تهديدا!! ألا احد يقترب من سيرة إيران؟ باعتبار أن اوباما الآن مشغول بانجاز اتفاق مع نظامها المجرم والطائفي. لأنني حاولت في الواقع أيضا ان اجد لهما عذرا في هذه السخرية من عقولنا فلم اجد.

بريطانيا وفرنسا هما من وضعا خارطة الشرق الاوسط، وربما هما الدولتان الأكثر دراية بشؤون المنطقة وتفاصيلها، من أية دولة غربية أخرى. ذكرني هذا المقال بلقاء مع دبلوماسي فرنسي منذ اقل من عقد من الزمن، عندما قال لي ما معناه" لا تعبوا حالكم كمعارضة"، لاتزال النخب الفاعلة في السياسة الغربية، تريد بقاء حكم علوي في سورية. فاجأتني جرأته آنذاك. كما فاجأتني رؤيته لطبيعة السلطة وكيف ينظر لسلطة آل الاسد. وربما الذي فاجأني أكثر أنه دبلوماسي من الدرجة الرابعة، ومطلع على تفاصيل في الوضعين السوري واللبناني أكثر مما كنت مطلعا على واقع بلدي وعمل سلطتها الاسدية وارتباطاتها وشبكة داعميها الدوليين. هل فعلا تحول حزب الله إلى قوة اقليمية، بحيث بات هو من يحمي الاسد؟ رغم أن ثلة من قياداته كانت تقبل احذية ضباط المخابرات السورية حتى ما بعد الثورة السورية؟ الطريف بالموضوع، أنهم يريدان بذلك تغييب الداعم الوحيد لحزب الله وسبب وجوده واستمراره، والذي هو ايران ومشروعها الفارسي. تماما كتغييب الجهات التي اوجدت داعش!!. لا احد يتحدث عمن دعم داعش واوصلها إلى هذا المستوى من القوة؟ من جهة أخرى نشرت التاميز تقريرا تحاول فيه ايجاد مسافة بين الاسد وداعش، دون ان يكلف معد التقرير نفسه، في سؤال لماذا لا تهاجم داعش قوات الاسد؟ فهي مرابضة في دير الزور على بعد خطوات من طريق الامداد الذي يحتاجه النظام وقواته!!

وتمر الامدادات بشكل عادي. داعش بعيدة عن الساحل اقل من خمسين كيلو متر لماذا لاتهاجم قوات النظام هناك كما أنها بالغوطة منذ ايام تهاجم فقط المناطق المحررة، ولا تهاجم عصابات الاسد وايران. يقول تقرير التايمز تحت عنوان لماذا الاسد لايحارب داعش؟ 28.02.2015 "يعتقد النظام في دمشق أنه بمجرد أن يتم تحييد معظم المعارضة، فإنه سيمكنه هزيمة داعش بعد ذلك بكل سهولة... إذا ظلت داعش وحدها، فإن النظام يمكنه التعامل معها. إن ما يريده بشار الأسد هو الاعتراف الدولي بشرعيته كرئيس لسوريا، وعندما تضع الحرب أوزارها، فسيمكنه التعامل بسهولة مع داعش، بمساعدة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني". ولا يجد التقرير غضاضة من ذكر ان مشاركة حزب الله والحرس الثوري الايراني مسائل طبيعية وعادية.ىمع ذلك التقرير يذكر ايران لكن سعادة وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا العظمى لايذكرانها في رسالتهما، بل يحولان حزب الله إلى قوة عظمى!!. بالطبع كل هذه الشوشرة ليست من أجل تاهيل الاسد مرة اخرى بجرائم جديدة؟ بل من أجل ألا يفكر السوريين وشعوب المنطقة، بحقهم في دولة قانون وديمقراطية وحقوق انسان. ويتركوا الاسديات والجهاديات السنية والشيعية تسود مستقبل شعوبنا كعمامة حسن نصر الله، لا اريد أن اقول كوجه اوباما كي لا اتهم بالعنصرية.. لأن اخلاقه سوداء.

&