فضاء الرأي

لا نهاية قريبة لداعش وأخواتها

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


لايبدو في الأفق ولا الواقع الميداني الخاص بالعمليات العسكرية أية نهاية قريبة أو هزيمة مؤكدة لداعش التي تنطلق في إرهابها بإسم " الدولة الإسلامية في العراق والشام" هذا رغم مرور أكثر من ستة شهور على التحالف الدولي الذي أعلنته الولايات المتحدة لمحاربة داعش، وبدأ عمليات القصف الجوي ضد مواقع التنظيم في سوريا والعراق، ويضمّ هذا التحالف الدولي دولا عظمى مثل الولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، ودولا ذات قوة مثل أستراليا وإيطاليا وبولندا والدانمرك بمشاركة دول عربية هي الأردن والسعودية ودولة الإمارات العربية. ومن يتخيل أنّ هذا التحالف الدولي بمشاركة هذه الدول العظمى وآلياتها العسكرية المتقدمة لم يتمكن خلال أكثر من ستة شهور ليس من هزيمة داعش بل أيضا من وقف تمددها الميداني وتصاعد عملياتها الإرهابية التي تفاجىء العالم يوميا بنوعيات جديدة من الإرهاب الذي تطور من قص الرقاب وحرق الأسرى والصحفيين إلى تدمير كامل لآثار الحضارة وتماثيلها كما ما زال يحصل في مدينة الموصل شمال العراق حيث يقوم التنظيم بتدمير الآثار الآشورية ومتحف الموصل الذي يعتبر من أهم وأقدم المتاحف في العالم. وهذا السلوك الداعشي الخاص بالآثار ليس غريبا على ثقافة متوارثة وسلوك مماثل بل أكثر همجية، إذ تمّ قبل ذلك قصف الكعبة المشرّفة وحرقها مرتين في زمن حكم الأمويين وأيضا بسبب خلافات على الحكم والسيطرة كما هو في حال داعش الآن. وهذا الحرق والقصف بالمنجنيق للكعبة تمّ المرة الأولى في زمن حكم "يزيد بن معاوية" بقيادة "الحصين بن النمير" في عام 64 هجري، والثانية في زمن "عبد الملك بن مروان" بقيادة "الحجاج بن يوسف الثقفي" في العام 73 هجري. فلماذا نستغرب تدمير داعش للآثار الأشورية التي يراها البعض تماثيل وأصنام يجوز ويجب تدميرها، عند قيام الأمويين قبل ذلك بمئات السنين بتدمير الكعبة وقصفها بالمنجنيق وحرقها رغم مكانتها الدينية في القرآن والسنّة وكافة المسلمين. وتسير داعش على خطى شقيقتها الشرعية الأكبر منها عمرا و الأسبق في تنفيذ نفس الجرائم و هي "طالبان" الأفغانية الباكستانية التي أقدمت في عام 2001 على تدمير أشهر تمثالين لبوذا في منطقة هزارستان في وسط أفغانستان، على اعتبار أنّها اصنام تتم عبادتها من البعض وهذا يتنافى مع تعاليم الإسلام.

لماذا نهاية داعش غير قريبة؟
أسباب ومعطيات ميدانية كثيرة تدعم هذا الرأي أهمها:
1 . الامتداد التاريخي والموروث الديني المتعارف عليه سواء أكان مطابقا للشريعة الإسلامية أم مخالفا لها، فهو موروث سائد ومنتشر وممارس علانية وبكثافة في المناهج التعليمية والثقافة المنزلية والعامة، وهذا ما يفسر التحاق ألاف& بداعش وأخواتها حيث تقدّر بعض المصادر قوة داعش التنظيمية بما يزيد على خمسين ألفا، ومئات منهم التحقوا بداعش قادمين من دول أوربية ديمقراطية ولدوا وتربوا فيها، وهذا ما يفسر سيطرتها المستمرة على منطقة الرقة السورية وصولا لمدينة الموصل العراقية، وضمن هذه السيطرة تقع مناطق وآبار نفطية تدرّ على داعش دخلا بملايين الدولارات. وهذه السيطرة المستمرة لداعش دعت قوة رئيسية في المنطقة هي تركيا إلى نقل وتهريب رفات "سليمان شاه" جد مؤسس الدولة العثمانية من منطقة "قرة قوزاق" بريف حلب شمال سوريا إلى داخل الأراضي التركية لعجز قوة الحراسة والحماية التركية التي كانت تحرس ضريحه داخل الأراضي السورية منذ عشرات السنين، مما يعني أنّ داعش لا تهاب ولا تخاف قوة الحراسة هذه ولا الدولة التركية التي تقف وراءها، وكان ليس مستبعدا تدمير الضريح نفسه.

2 . خشية وخوف كافة دول التحالف الدولي المذكور من بدء حرب برية ضد مواقع داعش لمعرفتها مسبقا بجسامة الخسائر البشرية التي ستتكبدها في هذه المعارك حيث تمركز قوات داعش المسبق في مواقعها يجعلها أقدر على عمليات الكرّ والفرّ وحرب العصابات والكمائن، وبالتالي فإنّ مجرد القصف الجوي الحالي من حين لآخر لن يؤدي لهزيمة ونهاية قريبة متوقعة لداعش وقواتها، ولن تجرؤ دول التحالف مجتمعة أو اية دولة منفردة على دخول حرب برية ضد مواقع داعش وامتداداتها.

3 . الاستنساخ والتفريخ في داخل هذه الجماعات الإرهابية بشكل سرطاني لا يجعل نهايتها مؤكدة فمن القاعدة إلى طالبان إلى جبهة النصرة إلى جند الله إلى أنصار الإسلام إلى داعش وامتداداتها من الرقة إلى الموصل إلى ليبيا وتهديدها لدول مجاورة لسوريا والعراق. فهذا التفريخ السرطاني يقول أنّ القضاء على داعش كبنية تنظيمية سينتج عنه مولود جديد بإسم جديد ينتهج نفس الإسلوب والإرهاب.

4 . مصلحة بعض الأنظمة في المنطقة من بقاء داعش وأخواتها خاصة نظام بشار الأسد في سوريا الذي قدّمت له داعش خدمة عظمى حرفت أنظار العالم عن جرائمه بحق الشعب السوري طوال ما يزيد على أربعة سنوات، رغم أنّ جرائم داعش المدانة والمرفوضة لا تقاس بالكيماوي والبراميل المتفجرة التي يستعملها نظام بشار وأوقعت حتى الآن ما يزيد عن ربع مليون قتيل سوري وخمسة ملايين لاجىء وصلوا لكافة القارات. وكذلك تذبذب الموقف التركي الذي له علاقة بنهوض الحلم الكردي السوري في حال القضاء على داعش ووجودها في المناطق الكردية السورية ، مما سيشجع نهوض الحلم الكردي في المناطق التركية.

كل هذه العوامل والظروف تقول،
لانهاية قريبة أو هزيمة متوقعة لداعش وأخواتها وإن اختفت داعش كتنظيم واسم وخلافة مزعومة ، فسوف يولد من رحمها الإرهابي اسم وتنظيم ارهابي جديد، وبالتالي فلن تعرف المنطقة العربية الهدوء والأمن الكاملين طالما المعطيات السابقة موجودة وتنمو في أوساط الثقافة والتربية والأنظمة العربية حيث ترى بعض القوى أنّ إرهاب وتسلط داعش وأخواتها لا يقلّ ولا يختلف عن إرهاب غالبية الأنظمة العربية وتسلطها القمعي، وهكذا فالوطن الموصوف ب "العربي" بين خيارين أحلاهما قتل وقص رقاب وسرقة ثروات الشعوب، أي ما بين داعش و الأنظمة العربية.
www.drabumatar.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا صحيح
موفق -

نعم ستبقى داعش . الم تر قبيل فترة وجيزة بانهم انصار الحرية وكنت تدافع عنهم ؟ هؤلاء هم انصار ربيعكم العربي المرتجى

كلام منطقي إلا في نقطة
عراقي يكره المغول -

لا أوافق حضرتك فقط في قولك أن التحالف الدولي والحشود الشعبية لم تستطع إيقاف تمدد داعش فقد شاهدنا جميعاً كيف فشل داعش في دخول سامراء العراق وبغداد كما شاهدنا تحرير أمرلي وقسم كبير من كوباني وسنجار واليوم يواجه داعش هجوماً عراقياً كاسحاً .. أما تصعيد داعش لعنفه في حرق الطيار الأردني مثلاً وتدمير بعض الآثار فهو دليل على ضعفه وليس على قوته .. أما احتمال أن يأتي خليفة جديد لداعش فهذا أيضاً احتمال ضعيف فلدينا مثال حي يجعلنا نستبعد مثل ذلك وهي تجربة الإخوان المتأسلمين التي فشلت وأكبر سبب على فشلها أنها رفضت من قبل الجماهير الإسلامية العريضة هناك.. ياسيدي لم يتسرب الدواعش إلى الموصل والرقة إلا عن طريق الحواضن التي أعرفها أنا وأنت واليوم قد كفرت الحواضن بهم بسبب ممارساتهم وطغيانهم مما يجعلنا نرجح احتمال موتهم إلى الأبد بحول الله وقوته!

شكرا يا دكتور احمد
فول على طول -

شكرا للدكتور أحمد على توضيح النقاط ..داعش هى من بنات أفكاركم وثقافتكم وتعاليمكم ونشكركم على الاعتراف بالحقيقة . داعش لم تهبط من كوكب اخر بل هم أبناء وبنات واخوة الذين امنوا نتيجة وهذة هى حقيقة لا يريد أحد الاعتراف بها صراحة كما تفضلت سيادتكم . 90 بالمائة من الدواعش هم من نفس البلد ومعنى القضاء على داعش هو القضاء على سكان البلد جميعهم وهذا مستحيل بالطبع ..داعش ليس نتيجة الفقر والاستبداد كما يدعى البعض ..الفقر والاستبداد موجود فى كل مكان بالعالم ولكن الدواعش ماركة اسلامية مسجلة وهى الاختراع الاسلامى الوحيد منذ بدء الدعوة وبناء على نصوص الهية وهذة هى الكارثة ..القضاء على داعش يعنى صراحة وبدون مواربة حذف التعاليم الارهابية جميعها ومنعها من التداول لأنها غير صالحة للاستهلاك الادمى ..هل هذا ممكن ؟ أشك كثيرا . ولذلك وكما قلت أنة لا نهاية لداعش لا فى القريب أو البعيد ..هنيئا لكم دواعشكم . أعتقد أن العالم يرحب بالدواعش طالما قتالكم بينكم وبأيديكم وعلى حسابكم فلا مانع .

الثوار!!! في سوريا والعرا
OMAR OMAR -

ولاتنسى الكُتاب الذين نفخوا ومجدوا الثوار!!! في سوريا والعراق وانت واحد منهم ...فانقلبوا وحوشا وكوارس ودواعش

كتبة الياس والاستسلام
علي البصري -

يسوق بعض اعلامي اليوم روح الهزيمة والقنوط في الامة لاغراض مفهومة وهي الاستسلام لاعدائها دون قيد او شرط ،ياسيدي البقية في حياتك بشائر النصر نزفها لك من العراق وان غدا لناضره قريب.

بعد التحية
فراس العجلوني -

استاذنا الفاضلساخالفك الراي ثق تماما ان هذا التنظيم كتب على نفسه النهاية يوم اعدم الطيار الكساسبة رحمه الله وتاكد انها مسالة وقت قصير جدا ليعلن الغرب ان هذا التنظيم انتهى

دواعش بالشام
متابع--خليجي -

ماذا فعلتم ببلدكم-----ثم ماذا بعد----هل ماتت ضمائركم-- الى اين انتم ذاهبون--لم يحدث هذا الخراب والقتل منذ الاف السنين وفي عصور الظلام---والان انتم بالقرن 21 تفعلون هذا بوحشية لا تصدق اانتم عقلاء او مجانين---------يا أسفاه---نظام جاهل لا يعرف معنى الحقوق-- ومعارضة متعجرفه وغرور --يريدون ابادة شعبهم من اجل شخص واحد ثم ماذا----هل سيسمح الارهابيون لكم بالحكم--او سيجعلون الشام- كالصومال وتورابورا---لا اصدق ان دمشق التاريخ والجمال -سينتهي مصيرها الى هذا-------------خلص الكلام للذي يفهم -

عنتريات
sweden -

رقم ٦ ضحكني بجد يقول استاذنا الفاضل ساخالفك الراي ثق تماما ان هذا التنظيم كتب على نفسه النهاية يوم اعدم الطيار الكساسبة رحمه الله وتاكد انها مسالة وقت قصير جدا ليعلن الغرب ان هذا التنظيم انتهى ٠٠٠٠٠هاااااااااااا

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

في المقال عباره تخلي الواحد ينفجر من الضحك (ويضمّ هذا التحالف الدولي دولا عظمى مثل الولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا،) عن اي عظمى انت تتحدث عن 2 نهايتهم بالزلازل

بداية جيدة ونهاية مضحكة
فد واحد -

نعم الدواعش احفاد الارهاب والفكر السلفي , اما محاولاتك ربطهم ببشار فهي المهزلة بعينها واسقتالك لتبرءة معارضتك الداعشية من دماء الابرياء في سوريا فتضحك الثكالى , ارجو النشر كاملاً