فضاء الرأي

داعش والإسلام.. هل من إيديولوجية للمستقبل؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&العنوان أعلاه مستفز من حيث ربط الإسلام بالداعشية "الفكرة"، متعمد فيه عنصر الاستفزاز هذا، فالكثيرون يفضلون فصل داعش عن الإسلام، والكثيرون يرجعونها لفهم في الإسلام لم يعد ممكنا التغاضي عنه، والكثيرون يرون في الأمر مؤامرة غبية..الخ، ليس هذا كل ما يعنينا في استفزاز القارئ، فإذا ما أرجعنا سيناريو توالد الجماعات الجهادية في بعده الدولي الحديث، بالأخص في شقه المرتبط بالتفجير والانتقام من الآخر سبب كل المشاكل (الغرب كما يصوره هؤلاء)، من مسميات الجهاد إلى بن لادن ومرورا بالبغدادي اليوم...الخ. وإذا ما ربطنا المسألة بامتداد سلفي (وهابي) رَاهَنَ على الانتشار في مدد سابقة بالكتب التي تهدى ولا تباع، وبالأموال التي تغدق عليه من كل صوب وفي كل حين..، ولا ينبغي أن نغفل الجماعات الأصولية أو الاسلامية - كما ترتضي هي تسمية نفسها - التي وإن حركها هاجس الإصلاح وفكرة العودة للأصلح ماضيا، فهي محضن إيديولوجي للحفاظ على فكرة الجهاد وفق تلبسات كل مرحلة بالواقع.

&هذه المكونات جميعها تشترك في عنصر المراهنة على اعتصار الإسلام في كل مرة بإيديولوجيا، تتخذ صبغة تطورية جديدةّ في مظهرها، حتى ليخيل للمرء أن الإسلام قادر على استيلاد الأيديولوجيات لكل زمان ومكان دون منازع، ودون رغبة في افساح المجال لمن سيزاحمه.

هذا وجه من الصورة، لكن وجهها الآخر، هو الاكتفاء الذي بدأ في بلوغ مستويات التخمة، فيما يتعلق بهذه الأيديولوجيات المولدة، حيث بن لادن صار نسخة، شكل الكثيرون عنها تصورا ومخيالا جمعيا، فتولد لنا عنها البغدادي الذي يصور لنا لونا آخر من صورة هذه الأيديولوجية. أما الإسلام السياسي الذي راهن على المشاركة السياسة أو من لم يشارك بعد، فقد خلق نموذجه الذي ساهم هو الآخر في تجريب العديد من وجوه الإيديولوجيات المولدة أمام المتلقي في الشارع الإسلامي/العربي.&

لن نتقول ونفتري على أنفسنا قبل أي كان، فندعي انتهاء بريق وجاذبية نموذج الجهاد، لكنه رغم ذلك نموذج يعلن انتهاء رصيد من الإيديولوجيا التي استخدمها الغرب بذكاء ولا يزال، قبل أن تكون عقيدة عند من يؤمنون بها. لهذا فالنماذج المولدة قد بدأت في التلاشي، وتيمة الجهاد في الإسلام بلغت حدود الإيذان بخراب العمران. ليس في الأمر تسرع في الحكم، وانما السبب في ذلك إغراء النموذج البوعزيزي " الجهاد المنسي " حسب اعتقادنا، لا في إحراقه لجسده، ولكن في إيديولجية الثورة التي أصبحت أفقا ممكنا لتحقيق بعض من حلم الكثيرين، وإن كان على مستوى الانتقام الداخلي، لهذا، فالبرجان أو غيرهما من عناصر التميز الغربي، لم تعد وجهة الإغراء الجهادي الممكن، وإنما ثورة الحرية على الاستبداد.

تستحق الفكرة مزيد توضيح، ويمكن باختصار أن نقول بأن الجهاد (حسب تمثل معين) الذي استلب مخيال الكثيرين من شباب المنطقة، قد ذاع بسبب من الانحصار في استيلاد ايديولجيات تنتج المعنى والحياة، ولهذا لا ينبغي رفض الفكرة التي تبرر تقبله من وجهة نظر براغماتية، لأنه رغم كل الرفض الذي سيحفه وسيظل، يعتبر حلا عند الكثيرين أمام واقع انسداد الأفق.&

إن المعادلة إلى هذه الحدود تبدو مقبولة، لكنها عند انكسار حاجز الانسداد الموهوم هذا، بالأخص بعد قيام الثورات في المنطقة، والتي كما قد يتبدى للكثيرين فرص ضائعة ووهم وخريف، ولكل الحق في النظر للأمور من الوجهة التي يحب. قد يقتضي الأمر بعض التريث لأن هذا الجيل عايش إمكان تكسير الحاجز، كما اكتشف الهشاشة التي يتستر خلفها الاستبداد، اكتشف روابط الدول وتعقد مصالحها حينما تعقد العزم على توجيه الحدث نحو واقع غير ما أرداه الشباب. لا يمكنني إذن أن أصم الآذان عن هذه الحساسية الحالمة في جيل اليوم، والتي ستنافس فكرة الجهاد، بل ستحولها مجددا نحو فكرة الجهاد الأكبر التراثية (جهاد النفس) بالارتماء في أحضان البشاعة الداخلية قصد تقليل فرص بقائها وتمددها، لحين بلوغ مرحلة الإزالة الكلية، أو لنقل بلغة الحبابي لحين تكشف إنسان المنطقة على كينونته/شخصانيته الواقعية.&

أرضية التجربة الحديثة، أدخلت معادلات جديدة لقواميس الممارسة السياسية والاجتماعية عند هذا الجيل، ولهذا ففكرة الجهاد "الداعشي" هي الارتعاشة الأخيرة والممكنة التي سيكون مصيرها اندثار الجهاد الساذج، والممكن توظيفه في كل اتجاه، وحسب رغبة الجميع، دون ان يستفيد معتنقوه في النهاية.

داعش اليوم، قد يبدو الدين عنوانها، والمؤمنون أصحاب الايتاوات المالية المعيلة لحاجياتهم وقودها، دون أن أنفي أنهم جيل يستحق أفضل من هذه الإيديلوجية المريرة، والتي تستهلكهم لصالح داعشيين متخفين في لبوسات رسمية دولية، ولبوسات دينية تأويلية مُوجِهة للتراث.&

داعش اليوم التقاء مصالح، والتقاء سياسات بعيدة المدى، هذه خلاصات يعيها جيل اليوم، وإن كان ظاهر الأمر أن الأوراق مختلطة والمسألة معقدة. داعش فكرة ميتة، يتم إحياؤها لتعيل فكرا يلفظ أنفاسه.&

داعش مرحلة حرجة لثقتنا في المستقبل، ومدى قدرتنا على الخلق والتجاوز لهذا الخراب الذي يحاول التعايش معنا، معتبرا نفسه &- بوقاحة فاقعة - مكونا من تراثنا الإسلامي، وجزءا من العقيدة، بينما العقيدة عندنا هي الحرية وهي العمران (الحضارة) التي لا تزال تزحم تفكيرنا، وتبهر مخيالنا بما حققته عقول أجيال سابقة من مسلمينا من نجاح، وما أصابته من انفتاح على العالم وما قامت به من استثمار ذكي وحكيم لمعارفه.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام مكرر ومعاد
فول على طول -

كلام مكرر ومعاد وبعيد عن الحقيقة الى يتعامى عنها الذين امنوا ولا أعرف متى يواجهون أنفسهم بالحقيقة ؟ واستعرض الكاتب ألفاظا لا معنى لها ولا تعنى شيئا الى أن وصلت الى : معتبرا نفسه ويقصد الجهاد – - مكونا من تراثنا الإسلامي، وجزءا من العقيدة، بينما العقيدة عندنا هي الحرية وهي العمران (الحضارة) التي لا تزال تزحم تفكيرنا، وتبهر مخيالنا بما حققته عقول أجيال سابقة من مسلمينا من نجاح - الجهاد، لكنه رغم ذلك نموذج يعلن انتهاء رصيد من الإيديولوجيا التي استخدمها الغرب بذكاء ولا يزال، قبل أن تكون عقيدة عند من يؤمنون بها .. انتهى الاقتباس . ..انت بتتكلم جد ؟ يعنى الجها ليس من العقيدة فى الاسلام ؟ ربما تقصد اسلاما غير الذى يعرفة المسلمون أو اسلام فى المريخ أو اسلام جديد تريد استساخة ؟ .

كلام غير مفوم
yosri -

كلام غير مفهوم فقط نتعرف عليه فى اخر المقال عندما قالبينما العقيدة عندنا هي الحرية وهي العمران (الحضارة) التي لا تزال تزحم تفكيرنا، وتبهر مخيالنا بما حققته عقول أجيال سابقة من مسلمينا من نجاح، وما أصابته من انفتاح على العالم وما قامت به من استثمار ذكي وحكيم لمعارفه.لا نعرف ما هو تعريف الحرية لديه هل هى الجهاد فى قتل الاخر الذى لا يؤمن بما انزل الله لقومه المؤمنين ام ماذا ؟

لف ودوران و سفسطة
من غير طائل -

والله ما أنا فاهم حاجة ، أنا لم اعرف انت مع مين و ضد مين ، و لكن يوحى لي انت من جماعة نطرية المؤامرة و القاء تبعة كل امراضكم و مشاكلكم على الغرب،. تلفون و تدورون و ترجعون الى نفس النظرية السيئة الصيت و نقصد بها تظرية المؤامرة و لكن بكلمات جديدة هذا النمط من التفكير و هذا النوع من الكتاب سيكونون عاملا في اطالة الليل العربي الاسلامي المظلم و سيجعل الوعي العربي يراوح في مكانه مثل عجلة السيارة التي تدور في الرمل او في الطين بدون ان تتقدم من مكانها و يخلينا نيأس من امكانية صلاح أمور هذه الامة و على قول المصريين ما فيش فائدة

الى السيد الكاتب
فول على طول -

هل بالصدفة أننا نحن الثلاثة تعليقات اتفقنا علىك وجاءت وجهة نظرنا متطابقة بأن المقال فقير فى الاسلوب والتعبير والمعنى ؟ وأن مضمون المقال فى النهاية مكرر ومعاد وهو الايمان بالمؤامرة مع أن مقالك فقير فى تعبيراته؟ وبالمناسبة نؤكد لك أننا لا نعرف بعضاً اطلاقا ونزلت التعليقات مرة واحدة أى لم يقرأ أحدنا تعليق الأخر ..هل لك أن تعيد حساباتك أنت ومن مثلك رحمة بالقراء ورحمة بالذين امنوا وكما قال لك تعليق 3 ؟ ونكتب هذا التعليق الى كل من يكتب لعل وعسى .

الى متى اللف والدوران
هاني مهند -

الى متى تبقون هكذا يا اخواننا المسلمين و يا احبائنا .. الحقيقه موجوده امامكم والدلائل امامكم لماذا انتم هكذا لماذا الجهل مسيطر على عقولكم والى متى تستفيقوا كفايه داعش هو ولد من اولاد الدوله الاسلاميه وهو وهو الوريث الوحيد لتعاليم هذه الدوله وهو يطبق الاسلام الحقيقي .. اعترفوا بحقيقة الي بيحصل ان داعش بطبق كل ما هو مكتوب في القرآن والسيره النبويه واحاديث رسول الاسلام. يعني لو تسال اي شخص ما بيفهم راح يقول ان داعش هو الاسلام .. هي وحده من الاتنين اما انتم .... او تعرفون الحقيقه و تستغفلونها وهذي مصيبه اكبر ..

العذر اقبح
سرجون البابلي -

اذا الامريكان والغرب يحركونكم كما يريدون من خلال قرانكم واسرائيليات ادخلت الى كتبكم ,فمتى تراجعون انفسكم وتاريخكم وحاضركم , طريقة تبريركم لسيئاتكم بنظرية المؤامرة المستمرة من حرب الجمل الى حرب اليمن لاتخرجكم من وحل ثقافتكم الدينية والاجتماعية , اذا كنتم هذا مسيرين ومخدوعين من قبل الغير فعليكم اما ان تتنفضوا من هذا الواقع او تنتحروا جماعيا للخروج من خيبتكم هذه , هل هناك حياة فيمن انادي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الدواعش والنصارى
رائد -

هناك تساؤل حول "داعش" فالجميع عانى من بطشهم المسلمين بمختلف اتجاهاتهم والايزيدن ولكن الوحيدين الذين لم يتعرضوا لبطش الدواعش هم النصارى فلم تستطع ان توثق اي منظمة دولية ان الدواعش قتلوا نصراني واحد "اذا ما استثنينا صراخ وكذب الرهبان النصارى" هذا الامر يدعوا الى الريبة والشك ...واذا ما نظرنا الى دليل العمل للدعواعش نجدهم يسيرون على نفس الطريقة التي سار عليها رهبان وباباوات النصارى من اساليب القتل والتعذيب مثل حرق الناس احياء وهي من صميم عمل الرهبان في العصور الوسطى ولم يفعل ذلك الا النصارى والدواعش .. مجرد افكار تراودني واحببت ان اتشاركها معكم .

ذكاء رائد
فول على طول -

الحقيقة أن رائد اكتشف أن الدواعش هم مجموعة من الرهبان أو يشبهون الرهبان ولم يقتلوا نصرانى واحد . بالطبع يا رائد هذا ذكاء خارق منك وخاصة بعد هذا الاكتشاف عرفنا لماذا الذين امنوا فى مصاف الأمم المتقدمة .. أنصحك بتسجيل براءة اختراعك وأنا متأكد أن كل المؤمنين سوف يصدقونك وتاخد معك عدد 2 ستات وراجل واحد أو أربع ستات للادلاء بشهادتهم لصالحك بالطبع . كان اللة فى عون المؤمنين من الأذكياء بتوعهم .

الى رائد لك انت أما كذاب
او انت. لا تقرأ الأخبار -

قبل اقل من شهر قامت داعش بالهجوم على القرى المسيحية في منطقة خابور السورية و قتلوا العشرات من أهاليها المسيحيين و خطفوا اكثر من مائتي رهينة من النساء و الأطفال و لا يزال ما يقارب ٢٠٠ من الرهائن أسرى بيد داعش مع العلم انهم كانوا جالسين في بيوتهم و لا ناقة و لا جمل لهم بالحرب الدائرة في سوريا ، الم تسمع بتفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد ،التي راح ضحيتها اكثر من ١٠٠ شهيد و جريح !! انت وين عايش ، ؟ الم يخطفوا مطرانين في سوريا قبل اكثر من سنة و لا يزال مصيرهم مجهولا ، الم يذبحوا المطران فرج رحو في الموصل ، الم تسمع بتفجير الكنائس و الأديرة القديمة في المو صل

الى رقم 9
رائد -

هل وثقت اي من منظمات الامم المتحدة هذا الكلام انا قلت "بأستثناء اكاذيب الكهنة والرهبان " وما تقوله انت يدخل في مصاف هذه الاكاذيب لقد خطفوا بعض النصارى لاجل المال "الفدبة" وهذا موثق وتم اطلاق سراحهم دعنا من الابنية نحن نتحدث عن البشر . الدواعش اتخذوا طريق الرهبان والكهنة في القتل والتدمير وحرق الناس احياء وهذا موثق حيث لم يفعل في التاريخ الموثق افعال الدواعش الا رهبان وكهنة النصارى .ولذلك فاني اعتقد ان البغدادي ليس اكثر من كاهن عميل للمخابرات الامريكية, اتخذ من الكتاب المقدس دليل لممارسة القتل آية (لو 19: 27): أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي»."ونحن نرى البغدادي يذبح كل من يرفض ان يملك عليه .

الى رائد الذكى
القس ورقة بن نوفل -

خالف شروط النشر

لف و دوران لا طائل منه
لنكن موضوعيين -

الكاتب كتب مقالة طويلة يريد ان يقنع القارئ ان داعش لا علاقة لها بالاسلام و ان الاسلام هو اسلام الحضارة ، انه يريد ان يبقى يعيش في الوهم ، وهم ما يسمى بالحضارة الاسلامية ، و ربما هو يصدق ان الاسلام قدم شيء حضاري جميل للعالم ، و انا هنا اريد اسأله هل كان هناك اي حضارة في الجزيرة للعربية التي انطلق منها الاسلام ، هل كان هناك بناء واحد من حجر في المكة و المدينة او نهر أروائي او جسور وطرق معبدة حتى يقتدي بها العالم ،هل كان في الاسلام برلمان و مجلس نواب و علماء مثلما كان في روما القديمة قبل ألف سنة من الاسلام ؟ فاقد الشيء لا يعطيه ، المسلمون الذين انطلقوا من الجزيرة العربية لم يكن عندهم حضارة و لا اي شيء يقدمونه للشعوب الي غزوها غير السيف ، انه عرفوا اللعب على تناقضات و الأم و الضيقات التي كانت موجودة في الشعوب التي كانت متقدمة باشواط عن حضارة العرب في الجزيرة ، داعش هي تمثل و تريد احياء الاسلام العملي الذي كان موجودا على الارض و ليس الاسلام الذي يتخيل وجوده هذا الكاتب ، الإصرار على ان داعش لا علاقة لها بالاسلام هو كالإصرار على ان امريكا لا علاقة لها بهوليود و لا علاقة بغزو الفضاء و لا علاقة لألمانيا بسيارات المرسيدس