فضاء الرأي

جرابيع الفساد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبحث الجربوع في أول الصيف عن ثمرة القرع (وتسمى أيضا بالخفيف) فيثقب القشرة الطرية لها ويدخل فيها حيث الجو الرطب والطعم اللذيذ لقلب الثمرة فيقيم هناك طـــــــوال الصيف يأكل ويتبرد وينام و....يسمن.

في نهاية الفصل يكون حجم الجربوع قد أصبح أكبر كثيرا من الثقب الذي دخل منه وتكون قشرة القرع قد تصلبت وأصبحت كالخشب فيتعذر عليه الخروج منها. فماذا يفعل الجربوع في هذه الحالة؟ إنه يضطر لتنحيف نفســـه. يجوع ويجوع ويهزل وينتظر حتى يتسنى له الخروج من ثقب القرع. وبعدها يكتشف أنه كان ضحية مقلب صنعه بنفسه لنفسه.

ولو أن الإنسان أخذ العبرة من حياة الطيور والحيوانات والزواحف وحتى الجرابيع لما ارتكب الكثير من الأخطاء والخطايا في حياته. ولما شعر بالندم وتأنيب الضمير بعد كل ورطة وضع نفسه فيها.

ولدينا اليوم في العراق الكثير من المسؤولين الفاسدين الذين مروا بتجربة الجربوع وهم الآن داخل ثمرة الفساد يأكلون ويتبردون وينامون في العسل ولكنهم سيكتشفون يوما أن ثقب الثمرة الذي دخلوا منه سيضيق عليهم بعد أن يكونوا قد سمنوا وفاحت منهم روائح الفساد. فمن أين سيخرجون حينها؟

هل يبدأون بعملية تنحيف لجيوبهم وأجسادهم حتى تعود كما كانت من قبل؟ ربما سيكون الأوان قد فات على مثل هذه العملية وعندها لا ينفع مال ولا بنون.

النصيحة لهؤلاء أن يقرأوا كتاب الحيوان للجاحظ الذي يصف طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته عسى أن يجدوا فيه ما ينفعهم من الدروس والعبر ما دامت عبر الحياة البشرية ودروسها لم تنفعهم!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تكرار الفشل ..ادمان
فول على طول -

الذين امنوا أدمنوا على تكرار الفشل فى جميع مناحى حياتهم وليس لديهم استعداد للتغيير أو الفهم ..مساكين . العالم كلة تيقن وفهم أن المساواة التامة بالقانون هو الحل الأمثل للتعايش بين البشر على أرض الوطن الواحد أو حتى على كوكب الأرض الا الذين امنوا .. . العالم كلة أدرك أن تداول السلطة شئ طبيعى وأمر مشروع ومن سنن الحياة الا الذين امنوا ..يعتقد الحاكم منهم أنة المبعوث الأوحد والوحيد الذى يقدر على القيادة ..العالم كلة أدرك أن الشفافية فى السياسة ومحاسبة الغفير والوزير والرئيس والمواطن بنفس القانون ولا أحد فوق القانون وهم يصرون على تحصين الحاكم ..تحصينة بالقانون أو بالعشيرة أو بالحراس ..المهم تحصين وخلاص . العالم أجمع أيقن أن الأكفأ هو الذى يستاهل المنصب ولكن المؤمنون يصرون أن لا ولاية لغير المؤمن على المؤمن وتبدأ الولاية من حارس العقار حتى رئيس الدولة ..مساكين . .

تعليق على مقال
كمال -

جرابيع العراق اليوم يستعملون المصاصة , فيمتصون من خلال الثقب كل اموالنا وامالنا ويحولونها بخراطيم التحويلات البنكية الى خزائن سويسرا العتيدة , جرابيعنا لديهم جوازات سفر اوربية او ايرانية حيث تقيم فلذات اكبادهم , لا تقلق عزيزي جمعه لقد تعلمت جرابيعنا كيف تحمي نفسها من الفقر والجوع وستبقى تمتص ثمرة القرع العراقية حتى اخر نقطة وستكون حينها خارج الثمرة . تقبل مودتي

لماذا اذا تنتخبونهم ؟
سرجون البابلي -

الى الاستاذ كمال , اذا كتنم قد تعرفتم على هؤلاء بانهم كذلك لماذا تعيدون انتخابهم مرة تلو الاخرى ؟الانهم يتلحفون بلحاف الدين ؟