فضاء الرأي

عمار الشابندر*

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كنت أجلس في مقهى "رضا علوان" في الكرادة داخل، بين ثلة من الأصدقاء عندما لوح لي من المقهى المجاور وهو يبتسم ابتسامته المعهودة فرددت التحية بالمودة التي اكنها له.. كان هذا مساء السبت وبالتحديد في الساعة السابعة والنصف كما أظن..

في مقهى "رضا علوان" الذي تحول الى منتدى للمثقفين والفنانين، بعد أن عزت عليهم أماكن اللقاء في بغداد الشاسعة، غالبا ما ينوس الخوف الخفي في نفوسنا ونحن نرى المقهى يغص بالرواد.. إنها فرصة ذهبية للأوباش الدواعش..هذا هو الهاجس المشترك بيننا، لكننا، مع ذلك، نعود في كل مساء لنجلس في المقهى غير عابئين بهواجسنا اليومية.

مرت من جنبنا الشابة الأنيقة مراسلة قناة الحرة عراق، صابرين كاظم، فتوقفت لتسلم وتتبادل معي الحديث عن اطلاق فضائية المدى، فقلت لها شاهدت بالأمس عشرات التاكسيات وهي تحمل الاعلان عن القناة..

كان عمار الذي لوح لي من المقهى المجاور بابتسامته المعهودة يجلس مع ثلة أخرى من الأصدقاء الفنانين، وكما في كل مرة كان يخوض نقاشا معهم، تصورت، وأنا أراه من المقهى المجاور، أن النقاش لابد أن يكون حول القوانين المعطلة في البرلمان وحول المصالحة الوطنية والأمن والسلام والديمقراطية والاعلام الحر المستقل.. تلك هي هموم عمار، التي ترك زوجته واولاده في المهجر وعاد الى العراق من أجلها، مثلما هي همومنا المشتركة..

غادرت مقهى "رضا علوان" قبل الثامنة كي ألحق بنشرات الأخبار. ولوحت لعمار من بعيد فرد التحية بابتسامته المعهودة، لكن عمار رحل.. نعم رحل في غفلة منا.. يإلهي.... صدمت ولم أصدق الأخبار.. للتو كنت أبادلة التحية والابتسامات، كيف رحل ومتى غادر المقهى، ولماذا عمار بالذات، هذا الشاب الممتليء حيوية ونشاطا ومودة وابتسامات ومحبة وحرصا على العراق وعلى أهله.. في مالله عمار الحبيب، لن نترك مقهانا ولن يرعبنا الأوباش الذين اغتالوك.. لست مع علي وجيه الغاضب على وطنه..سنظل نبتسم ونكتب ونناقش أحوال بلادنا.. لن ننساك عمار. سنحتفي بذكراك كلما مر طيفك في مقهى رضا علوان.

&

*الشهيد عمار هو مدير معهد صحافة الحرب والسلام في العراق، وهو نجل المفكر والكاتب غالب الشايندر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماكنة الحقد الأعمى
عراقي يكره المغول -

استئصال الشبيبة العراقية ... أكبر ظنهم أنهم يستطيعون إبادة البذور الخيرة في هذا الوطن ... هذا هو المستنقع الأكبر الذي أوقعوا أنفسهم فيه ... قتل بالجملة كما في سبايكر ... وقتل بالمفرد ... والله لن تستطيعوا محونا .. قتيلنا رمز وذكرى وعطاء ومدرسة .. وعدوانكم عدوان على أنفسكم ومضاعفة لخسائركم المتواصلة لو كنتم تعقلون!

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

ولماذا عمّار بالذات؟ لماذا ((نحن)) بالذات؟ الحكومة تحصدنا جملة وفرادا ولكن لم يتفوّه أحد ببنت شفة.. لم يخرج أحد إلى الشارع ويقول: كفى قتلاً وتنكيلاً. كفى اغتصاباً وتشريداً. ليس علي وجيه وحده هو الغاضب على وطنه، إنما أنا والله أيضاً.

إلى من يهمه الأمر ٢
ن ف -

الإبتسامة وحدها لا تكفي. الكتابة وحدها لا تكفي. والنقاش الذي بدأ منذ الإنقلاب القاسمي الدموي وحتى هذه اللحظة البائسة من تاريخنا حول بلدنا وأحواله التي هي من سيء إلى أسوء لا تكفي أيضاً. نحن بحاجة إلى تغيير.. تغيير واقع فاسد يا أُستاذ. فهل نحن قادرون أو عازمون على التغيير؟

مأساة
مشكاة المؤمن -

فرسان الحرية دائما يدفعون ثمنا غاليا. عمار فارس نبيل في زمن تندر فيه المواقف الاصيلة و النبيلة. مأساة ان يفقد العراق كل من يؤمن به

إلى من يهمه الأمر ٣
ن ف -

البعثيون، على فاشيتهم، هم حمل وديع إذا ما قورنوا بالنظام الثيوقراطي الاستبدادي الحالي. البعثيون أعادونا ٥٠٠ عام إلى الوراء، أما هؤلاءِ فقد أعادونا إلى ما يشبه العصور المظلمة التي عاشتها أوروبا. بغداد التي كانت منارة العلم وقبلة الوافدين أصبحت الآن كابوساً يراود ساكنيها. لا استبعد أن يكون النظام الثيوقراطي هو مَن قام باغتيال عمّار.

R.I.P
Rizgar -

انهار من الدماء , ملايين الضحايا ,اولا لن يستطع الله الان اقامة ما لم يستطع اقامته الى الان ومنذ آلاف السنين....ثانيا لن يستطع امريكا اقامة دولة عراقية ما لم يستطع الانكليز اقامته منذ 1921لا نكليز نفخوا ٨٠سنة في نفس الجثة الهامدة....

برقية تعازي
ن ف -

ليتقبّل مني المفكر الكبير الاستاذ غالب الشابندر التعازي بوفاة نجله عمار.