ما هي أسباب تضعضع النظام السوري؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في الأونة الأخيرة، إزدادت علامات تضعضع النظام السوري إن كان في صفوف ألته العسكرية أو أجهزته الأمنية، رغم كل ما يتلاقه من دعم بشري وعسكري ومادي، من أطراف عدة وعلى رأسها إيران وروسيا وحزب الله. وقبل البحث في تفاصيل الأسباب التي أدت لهذا التضعضع، دعونا نجمل أبرز علامات ذاك التضعضع في صفوف النظام، والتي كانت سببآ في تراجع قوات النظام وإشتداد الصرعات الداخلية بين كبار الضباط الأمنيين السوريين.
العلامة الإولى، هي فقدان النظام السوري السيطرة على أجهزته الأمنية وقادتها، وخير دليل على ذلك هو الصراع الذي شهدناه مؤخرآ بين أكبر ضابطين أمنيين وهما اللواء رستم غزالة مسؤول الأمن السياسي في سوريا، والذي توفي بعد ذاك الشجار، واللواء توفيق شحادة رئيس الإستخبارات العسكرية وهو أهم جهاز أمني في البلد على الإطلاق.
العلامة الثانية، هو قيام الإستخبارات الفلسطينية بقيادة اللواء ماجد فرج تحرير رهينتين سويديتين، كانا قد اختطفا قبل نحو أربعة أعوام في سوريا، دون أن تدري بها الأجهزة الأمنية السورية!!! وبسبب ذلك أعتذرت الخارجية السورية عن إستقبال وفد منظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان على وشك التوجه لدمشق لمعالجة أزمة مخيم اليرموك.
العلامة الثالثة، هي سّوق النظام للأطفال والأحداث بالقوة إلى جبهات القتال، كما شاهدنا ذلك على شاشات التلفزة في كل من إدلب وجسر الشغور، بعد تحريرهما من قوات النظام على يد جيش الفتح.
العلامة الرابعة، إنهيار معنويات جنود النظام وضباطه، وهذا ما بدى جليآ في معركتي إدلب وجشر الشغور ومعارك الجبهة الجنوبية.
العلامة الخامسة، هو إرسال النظام السوري وزير دفاعه لإيران، ووزير داخليته إلى في نفس الوقت إلى روسيا، قبل أيام لطلب النجدة.
العلامة السادسة، هو الإنهيار السريع لقوات النظام، في الجبهة الشمالية والجنوبية على حدٍ سواء، ووصول قوات المعارضة المسلحة إلى بعض أجزاء من جبل النبي يونس المطل على مدينة اللاذقية الساحلية، والذي لا يبعد أكثر من 30 كيلومتر من مسقط رأس الطاغية بشار الأسد، أي القرداحة.
العلامة السابعة، هو تعالي الأصوات المنتقدة علنآ لإيران وروسيا، عن تقاعصهما في دعم النظام وهو يتلقى الضربات على يد الجماعات المسلحة، من قبل أتباع النظام في كل من سوريا ولبنان وعبر وسائل إعلامه والموالية له في لبنان.&
العلامة الثامنة، هو زيادت إمتعاض وغضب الضباط السوريين بما فيهم العلويين، حيال تحكم الضباط الإيرانيين وعناصر حزب الله، بالملف الأمني والعسكري داخل سوريا، وتلقي الأوامر منهم.
العلامة الثامنة، تدهور حالة النظام الإقتصادية، وزيادة الخسائر البشرية الكبيرة التي مني بها قوات النظام في الأشهر الأخيرة، وهذا ما ولد غضبآ شديدآ في صفوف طائفته الخزان البشري الذي يمد النظام بالمقاتلين.
العلامة التاسعة، بدء التململ في الموقف الإيراني والروسي، تجاه النظام السوري بسبب فشله في حسم المعركة خلال أربعة أعوام ونصف، رغم تفوقه الهائل على المعارضة في كل شيئ، ما عدا الإرادة والإيمان والعمق الشعبي وعدالة القضية.
هذه أبرز العلامات على تضعضع النظام السوري، والأن دعونا نبحث في أسباب هذا التضعضع وخلفياته وتأثيره اللاحق على مجرى الإمور. بالطبع الأسباب كثيرة ومتشابكة، ولهذا سوف أتوقف فقط عند أهمها، لأن بحث جميع الأسباب المباشرة والغير مباشرة وبجميع تفاصيلها تحتاج لعدة مقالات.
برأي إن أهم سبب أدى إلى هذا التضعضع في صفوف النظام وقواته، هو إطالة أمد المعركة واستنزاف النظام من قبل المعارضة. فأي نظام مهما ملك من قوة، لا يمكن له أن يصمد في وجه شعب بأكمله، ويستمر في الحرب لفترة اربع سنوات ونصف وإقتصاده معطل و 80% من البلد مهدم، ونصف السكان مهجرين ونحو 70% من مساحة الأراضي خارج إرادته، ولا يسيطر على المنافذ الحدودية، ويعاني من حصار سياسي وإقتصادي مفروض عليه من قبل المجتمع الدولي.
السبب الثاني، هو الخسائر البشرية الكبيرة، التي مني بها قوات النظام العسكرية والأمنية على مدى اربعة سنوات، في الوقت الذي هو غير قادر على تعويضها بسبب رفض الناس الذهاب إلى الخدمة العسكرية، وإنشقاق الكثيرين من الجنود والضباط عن الجيش. ولهذا رأينا أطفالآ يقاتلون في صفوف جيشه في إدلب وجسر الشغور، أتى بهم النظام من مناطق بعيدة بالقوة، كما صرح بذلك اولئك الأطفال. ولهذا إستعان بمليشيات شيعية لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية ويمنية وإيرانية للمحاربة عنه، ومع ذلك فشل في القضاء على المعارضة المسلحة.&
السبب الثالث، هوتراجع الإهتمام الإيراني والروسي والعراقي له، لأسباب عدة. فالشيعة العراقيين إنشغلوا بتنظيم داعش والإيرانيين ملتهين بالمفاواضات النووية، وكل همهم الخلاص من كماشة العقوبات الإقتصادية التي إكتوا بها. والروس منشغلين بالوضع
في اوكرانيا وحل مشاكلهم الإقتصادية، بعد أن فرض الغرب عقوبات مالية وإقتصادية قاصية عليها وإنهيار سعر النفط. & & & &&
السبب الرابع، هو تراجع مداخيل إيران والعراق المالية، بعد الهبوط الحاد في أسعار النفط، مما حدى بكلا النظامين الإيراني والعراقي في تقليل دعمهما المالي للنظام السوري.
السبب الخامس، إستنفاد النظام لكل إمكاناته المالية، وبالتالي عدم قادرته على تشغيل ألته العسكرية الجرارة، ودفع رواتب جيش المرتزقة الذي شكله وسماه بجيش الدفاع الوطني والمعروف بأنهم شبيحة.
السبب السادس، التململ في صفوف الجنود وصف الضباط والضباط، بسبب طول المعركة وكثرة القتلة في صفوفهم، وعدم وجود ضوء في نهاية النفق. إضافة للخلافات الحادة بين القيادات العسكرية والأمنية السورية العليا من جهة، وخلافاتهم مع الضباط الإيرانيين وعناصر حزب الله الذين لا يثقون بالضباط السوريين، من جهة إخرى.
السبب السابع، توحد فصائل المعارضة السورية المسلحة في جبهة واحدة، إن كان ذلك في الشمال أو الجنوب، وتوجيه بندقيتها إلى النظام بدلآ من التقاتل فيما بينها.
كل هذه الأسباب وغيرها مجتمعة، أدت إلى هذا التضعضع في صفوف النظام وقواته، وباتت واضحة للعيان. ولا أستبعد إنهيارات سريعة إخرى في صفوف جيش النظام، ومزيدآ من التصفيات بين صفوف القيادات الأمنية الكبرى. وكلما تقهقر النظام خطوة، إزادات مشاكله الداخلية عشرة أضعاف، وأخذ الكثيرين بالقفز من سفينة النظام، لكي ينجوا بجلدهم.&
ووصول قوات المعارضة لريف اللاذقية، سيزيد الضغط على النظام وأتباعه وسوف يشتت قواته ويضعفها، وبالتالي سيخف الضغط عن المعارضة في الجبهات الإخرى. وهذا الوضع سيجعل أهمية النظام بالنسبة للروس أقل، عندما يرون أن النظام يأخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وليس أمامه أي فرصة للنجاة. وهذا سيدفع بالروس التخلي عنه تدريجيآ دون شك. وإذا صدق كلام رئيس الإئتلاف الوطني السوري خالد خوجة لجريدة الشرق الأوسط اليوم، عن قرب رفع الحظر عن مضادات الطيران لجيش الحر، فإن ذلك سيسرع في تقدم قوات المعارضة على حساب قوات النظام، وسيمكنها من تحييد سلاح الطيران وبالتالي حماية المدن والمناطق المحررة من يد النظام.&
وعلى المعارضة السورية المسلحة، أن تستفيد من هذ التضعضع وتعميقه من خلال توحدها في هيكل عسكري واحد، بدلآ من تشكيل غرف مشتركة. والإبتعاد عن التشدد والجماعات الإرهابية، وإتباع خطاب وطني منفتح على جميع مكونات الشعب السوري القومية والمذهبية. وترك شكل النظام السياسي القادم لإختيار الشعب السوري، بعد دحر نظام ال الأسد المجرم وتحرير البلد من براثنه.&
وعلى الدول الصديقة للشعب السوري، وخاصة العربية منها زيادة دعمها العسكري والمالي للمعارضة السورية للإستفادة من تضعضع النظام الحالي وتقهقر قواته العسكرية، وزيادة الضغط عليه لعله ينهار ويتخلص السوريين من إجرامه، الذي فاق
كل حدود. وإنهيار النظام السوري يعني إنهيار محور الشر الذي يضم إضافة إليه كل من إيران وحزب الله والحكم الشيعي الطائفي في العراق.
&التعليقات
تَضَعْضَعَ
Rizgar -تَضَعْضَعَ : become weak, be undermined
عجبا لم تتهم البارزاني
Rizgar -عجبا لم تتهم البارزاني بمساعدة الاسد
اضغاث احلام
صادق -لاتوجد بوادر لضعف في سوريا فماحدث في ادلب وجسر الشغور هو اختراق نتيجة الدعم التركي , طول فتره الحرب والخسائر البشريه نعم لها تاثير لكن تاثيرها على الجانبين وليس على جانب واحد والحكومه السوريه موقفها اقوى لانها تدافع عن البلد وليس مجموعات تحركها دول لها مصالحها التي قد تتغير وظروفها. تراجع الاهتمام الروسي والايراني غير صحيح لان المصير واحد ولامجال غير الصمود حتى النهايه , تراجع مداخيل روسيا وايران ملاحظه غير صحيحه لان لان مايجري في سوريا محسوب ومرصود له ومهيأ . اما السبب السابع فغير صحيح ايضا , لم تتوحد الجماعات الارهابيه ولن تتوحد لكن الداعمين توحدوا نعم هذا صحيح والدعم ازداد ايضا , الذي اثر على الوضع السوري تقارب الداعمين للارهاب والحرب على اليمن وداعش , نتيجة الحرب على اليمن دخلت المنطقه الى مرحله متقدمه جديده وخطوره اعلى ولابوادر على ضعف اي من الجانبين الا ان الجديد ان المملكه دخلت فعليا كطرف في الحرب وهي المتزعمة لاحد الطرفين بينما لازالت ايران تتابع وقد تشمل الحرب تمام المنطقه وتزداد عنفا في مرحله قادمه وسبحانه وتعالى ينظر وهو القوي العزيز
غباء بشار الاسد ونظامه
سالم -في بداية الثورة في درعا لم يرفع المتظاهرون شعار يطالب باسقاظ النظام بل طالبوا باصلاحه ومحاربة الفساد وهتفوا ضد رامي مخلوف وفساده ولكن النظام بدل ان يستوعب الشباب الثائر بطش بهم بناء على نصائح خرقاء من ضباط مخابرات عواجيز مازالوا يفكروا باسلوب السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي. ولكن النصيحة الاخطر اتت من ايران عندما طالبت بشار الاسد باستخدام العنف مع المتظاهرين وذلك من اجل اضعاف النظام والدولة السورية لبسط سيطرتها على البلاد بشكل كامل وهذا ما حدث بالفعل. ولكن الخطوة الاغبى اتت من بشار الاسد عندما القى خطابه الشهير في جامعة دمشق وقال اذا ارادوا الحرب (اي الحوارنة) لان الثورة لم تكن قد انتشرت في ربوع سوريا بعد, فنحن مستعدون لها. اي قائد دولة يتحدى شعبه بهذه الطريقة الفجة. طبعا اتى الرد القاسي من الحوارنة في درعا برفع راية التحدي وذهبوا الى ابعد مدى عندما حطموا تمثال حافظ الاسد ومزقوا صور بشار الاسد وطالبوا علانية باسقاط النظام. اربعة اشياء لو قام بها بشار الاسد لخرج اهل درعا يهتفوا باسمه بدل ان يهتفوا ضده. اول هذه الاشياء كان اطلاق سراح السجناء السياسيين بشكل كامل واعلانه عن طي ملف الاعتقال السياسي في سوريا. ثانيا السماح بعودة 4 مليون مهجر او منفي طوعي كما كانوا يسموا في سوريا وبدون اية ملاحقات امنية. ثالثا اعلانه عن انتخابات رئاسية متعددة يحق له الاشتراك بها بعد انتهاء فترة رئاسته الثانية. رابعا اعلانه عن اعادة هيكلة الاجهزة الامنية وحصر عملها في مكافحة التجسس والفساد وانسحابها من حياة الناس اليومية. لو نفذ بشار الاسد هذه الاشياء لكان اليوم رئيسا شرعيا لسوريا وتنعم البلاد بالامن والسلام والازدهار. ولكن ايران نصبت الفخ لبشار الاسد ووقع هو فيه بكل غباء وحماقة لدرجة انه تحول الان الى مجرد عامل لايران في دمشق ناهيك عن تدميره للبلد واعادة سوريا مئات السنين الى الخلف وكانه شمشون العصر الذي يريد ان يهدم المعبد على من فيه.