ظاهرة العنف الديني في العالم العربي – الأسباب والعلاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ظاهرة العنف في المجتمعات العربية ليست ظاهرة طارئه أو حديثة الولادة، بل هي ظاهرة تاريخية تمتد جذورها إلى أيام الجاهلية في صورة الصراع على الغنائم في الحروب التي كانت تدور بين القبائل العربية قبل الإسلام. كما أن العنف الديني لازم المجتمعات الإسلامية على إمتداد التاريخ الإسلامي وحتى يومنا هذا. والخوارج، هم أول من عرفوا بالتطرف أو العنف الديني العدواني الذي يستبيح الدم والمال والعرض، وهو ما يطلق عليه اليوم الإرهاب.&
ما يحدث من إحتراب أهلي في أكثر من بلد عربي يؤكد حقيقة معاناة المجتمعات العربية من ظاهرة العنف الديني سواء بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة أو بين المسلمين والأقليات غير المسلمة في الوطن العربي. وتعد ظاهرة العنف الديني الضاربة جذورها في الأعماق منذ قرون طويلة، والتي زادت حدتها منذ أحداث الربيع العربي مؤشرا خطيرا على تصدع المجتمعات العربية، وأداة فاعلة تستغلها الدول المعادية للعرب لإثارة الفتن والشقاق بين الشعوب العربية لتمزيقها وإضعاف قدراتها . وللأسف الشديد، أن أنظمة الحكم العربية على مدى تاريخها الطويل قد أغمضت أعينها عن هذه الظاهرة الخطيرة ولم تحاول التصدي لها ومعالجتها حتى إستفحلت وأصبح علاجها يتطلب جهدا كبيرا على كل الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفكرية والتعليمية.
ظاهرة العنف الديني سببها الرئيسي هو غياب مبدأ "القبول بالآخر المختلف" في الثقافة العربية، رغم أن "القبول بالآخر المختلف" هي مقولة دينية وأخلاقية وحضارية، كما هي مقولة سياسية ترتكز عليها الديمقراطية لتأكيد صفة التعددية التي تقوم عليها. "القبول بالآخر المختلف" مبدأ قديم قدم الإنسان والتاريخ والحضارة، اخذت به الأديان والمذاهب الفلسفية والفكرية والسياسية، وتجاهلته أخرى أيضا ورفضته فكانت النزاعات والحروب. والدين الإسلامي يدعو إلى القبول بالآخر ويحث عليه. قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
ويعزى غياب "القبول بالآخر المختلف" في الثقافة العربية لأسباب عدة، منها على سبيل المثال:
1. موجة التعصب الديني التي يشهدها العالمين العربي والإسلامي، والتي تؤججها وتذكيها بعض القيادات الدينية من جميع المذاهب التي ترتقي المنابر في دور العبادة، وتحشوا عقول الجماهير (وخصوصا الشباب منهم) بالمفاهيم الخاطئة عن العلاقة بين المسلمين أنفسهم على إختلاف مذاهبهم، وبين المسلمين وغير المسلمين من أبناء الوطن الواحد.
2. التربية والتعليم والتنشئة، حيث يربى الطفل في البيت والمدرسة والمحيط الإجتماعي على عدم التسامح وقبول الآخر المختلف معه في الدين والمذهب والعرق. وفي أكثر الدول العربية ما زالت مناهج التربية الدينية والإجتماعية والوطنية تفتقر إلى المواضيع التي تحث على التسامح والقبول بالغير. بل هناك دول عربية مناهجها الدينية تكفر وتحث على قتل المخالف لمذهبها ودينها.
3. إنهيار قيم التسامح والإعتدال، وإستشراء التطرف والغلو في الدين والسياسة. والمؤسف حقا أن التطرف والغلو في المجتمعات العربية يغذيان من قبل أطراف رسمية وسياسية ودينية (حكومات وأحزاب) لتحقيق مصالح شخصية على حساب الشعوب والأوطان.&
4. غياب المشروعين الوطني والقومي اللذين يستوعبان طاقات الجميع من خلال الممارسة الديمقراطية ويوظفانها لصالح المجتمع، وهو ما أدى إلى بروز الإتجاه إلى الإنضواء تحت عباءة الطائفة أو العشيرة أو القبيلة، بعد ما غابت مظلة الوطن الجامعة.
وفي إعتقادنا المتواضع أن علاج هذه الظاهرة الخطيرة، يتطلب الآتي:
1. الإصلاح السياسي وترشيد الحكم، وسن القوانين التي تجرم التكفير وتحض على العنف بكل أنواعه.&
2. الإصلاح الإقتصادي وما يتبعه من توزيع عادل للثروة وخلق فرص عمل للعاطلين.
3. تنقيح المناهج التعليمية وتطويرها لتواكب العصر الحديث ومتطلباته.&
4. تفعيل المجتمع المدني، وإشراك النخب الفكرية والثقافية والدينية المعتدلة في المعركة ضد التشدد والغلو.
5. فتح أبواب الحوار بين كل مكونات المجتمع المدني، وممارسة الحرية في الفكر والرأي، وذلك بهدف خلق مناعة مدنية فكرية قادرة على مواجهة الأدبيات الدينية المتشددة ومصادر الفكر المنحرف.
من روائع الكلام:
• أطلقوا رياح كل العقائد لتلعب على وجه الأرض، ولتكن الحقيقة بينها في المعركة، فإننا بحظرنا ومنعنا لغير الحقيقة نرتكب أكبر جريمة في حق الحقيقة بأن نشك في قوتها. لندع الحقيقة تتصارع مع الكذب، فهل هناك من سمع يوما أن الحقيقة خسرت في صراع حر مكشوف؟ (الشاعر الإنجليزي: جون ميلتون).&
• إنني أخالفك الرأي، ولكنني مستعد للدفاع حتى الموت عن حقك في إبدائه. (المفكر الفرنسي: شارل دي مونتسكيو).
• إن الإنسان يفقد إنسانيته عندما يجابه من يخلفه الرأي بالعنف والإقصاء والتكفير، ولكن كم تسمو مرتبته عندما يحترم فكر الآخر ولو كان في الإتجاه المعاكس. (مقتبس من مقال للصحفية التونسية: شيراز بن مراد). & &
&التعليقات
العنف و أسبابه
قارئ ™ -مقال محترم و يناقش فكرة تنتشر هذه الأيام بكثرة و هي فكرة "العنف" و لكن لي بعض التعقيبات على موضوع المقال ؛ لماذا تخصيص فكرة "العنف " على العالم العربي وحده ؟ العنف يدور العالم أجمع في الماضي و الحاضر عبر مختلف العصور و الأزمان و ماذا عن الحرب العالمية الأولى و الثانية و ماذا عن إحتلال الدول الغربية للبلدان العربية و ما حدث من " عنف " أثناء تلك الحروب في الماضي و الحاضر هذا و أنه عندما أمتلكت أمريكا قنبلة ذرية ضربت بها اليابان في كارثة مروعة و هي ( كارثة هروشيما و نجازكي ) و مذبحة صبرا و شتيلا و المحرقة النازية و التصفيات العرقية و محاكم التفتيش .....إلخ من الكوارث و المذابح عبر الزمان فكرة العنف لم تقتصر على العالم العربي وحده بل دارت و مازالت تدور جميع أرجاء العالم - و إن كان السبب الرئيسي لما يحدث في عالمنا العربي الآن الفتن التي ألقاها من له يد المنفعة - و من أهم أسباب العنف هو الصراعات على الموارد و السيطرة على العالم و العنصرية و الظلم في المقام الأول و تتنوع أسباب العنف و تتدرج و السبب الذي ذكر في المقال أحد الأسباب و لكنه ليس السبب الرئيسي الذي يمكن تحميل فكرة " العنف " بصورة كاملة عليه .
الى رقم 1
فول على طول -يحاول المعلق رقم 1 خلط الأوراق والهروب من الواقع المرير والحقيقة الدامغة التى تدمغ الذين امنوا ..محاولات فاشلة من المعلق بالطبع ولن تنفع هذة التبريرات الواهية . هناك فارق كبير بين العنف بناء على نصوص دينية ارهابية لا يمكن تقويمها وصالحة لكل زمان ومكان كما تقولون وبين ما ذكرة المعلق رقم 1 - تبريرات فاشلة بالتأكيد - الحروب بين الدول التى ذكرتها لم تكن بناء على نصوص مقدسة والدليل أنها قامت حتى بين أبناء الدين الواحد - فرنسا وايطاليا وألمانيا وبريطانيا وامريكا الخ الخ ولا يوجد نص دينى واحد يشجعها - ولذلك هذة الشعوب تجاوزت الماضى وتصالحت مع نفسها ومع بعضها لأنها لم تقم على نصوص دينية مقدسة مثل الذين امنوا . العنف الذى يتكلم عنة الكاتب هو العنف بين أبناء الوطن الواحد أو بين أبناء الديانة الواحدة من أبناء المؤمنين والذى يقوم على نصوص مقدسة ..أعتقد أن الموضوع واضح ولا يقبل الهروب . كما أن النصوص المقدسة لديكم تحرضكم على قتال العالم كلة حتى يصير الدين كلة للة ..هل ممكن علاج هذة المعضلات لديكم ؟ الاجابة معروفة ولذلك لا أمل فى الشفاء . تحياتى للكاتب على صراحتة وشجاعتة فهو يعرف موطن الداء ولكن المعضلة أن العلاج مرير والنصوص غير قابلة للشفاء .
لا هروب لا تبريرأنه واقع
قارئ ™ -هذه وجهة نظرك أحترمها عملا بمبدأ الحوار الإيجابي البناء ...حتى و إن كانت تخالف الواقع تماما فبمراجعة دقيقة للأحداث ستجد أن الدين كان من ضمن الأسباب التي دفعت للحروب مثل مثلا دور الكنيسة في العصور الوسطى ، دور الكنيسة في الحروب الصليبية ، محاكم التفتيش العرقية ، المحرقة النازية ، الإبادات العرقية و الدينية على مر التاريخ ، تهجير أهل قريش للرسول و اتباعه من مكة و الاستيلاء على كل ممتلكاتهم ....إلخ بمراجعة سريعة لما سبق بحياد كامل و بدون إنحياز أكيد سيصلك الرد بدون تبرير لأنه واقع ملموس لا يمكن الفرار منه و محوه بهذه السهولة بل ورمي تبعاته على الاسلام في محاولة للتشويش على الحقيقة لن يجدي ...مع الشكر
يافول
لما المماحكة -محرقة هتلر قامت على اساس كره ديني .ـــــ واليهود في فلسطين يقتلون ويحتلون ويجزون من نصوص دينيه ___ لما المناكفه الفارغه
العنف المسكوت عنه
بطرس عبد المصلوب -الكنيسة الارثوذوكسية في مصر تحقن رعاياها بالحقد الديني والتاريخي ضد المسلمين المصريين ومناهجها ومواعظ قساوسة ورهبان الكراهية فيها تفيض بذلك وهم يدعون بلا مواربة الى ممارسة التطهير العرقي ضد المصريين بحسبانهم مسلمون عرب مع ان الارثوذوكس مستوطنون في مصر من اصول يهودية ويونانية ؟
قتل الشعب السوري لأنة سني
خالد فالح الدامر -المليشيات الشيعية تقتل الشعب السوري تحت اسم علي وزينب
شوف يا حضرة
فول على طول -الحروب الصليبية والى وقت قريب كنتم تطلقون عليها حروب الفرنجة ولكن غيرتم اسمها لغرض فى نفوسكم وهى كانت ردا على اعتداء الذين امنوا على الحجاج المسيحيين وهدم بعض الكنائس فى القدس ولم تكن تحريض على الذين امنوا بل كانت رد فعل على همجيتهم ولم تكن بناء على نصوص مسيحية مقدسة . وهتلر لم يكن مسيحيا من الأساس ولم يعتمد على نصوص دينية للمحرقة اليهودية ولكن كان دائما يقول : أن المسيحية ديانة متسامحة جدا ولو كنا ندين بالاسلام كنا غزونا العالم كلة وكان هتلر فى توافق تام مع مفتى القدس - الشيح الحسينى - ومع الاخوان المسلمين وتلاقت مصلحتهم وتم تحريضة ضد اليهود من قبل الذين امنوا - اقرأوا التاريخ - ومحاكم التفتيش أعادت أسبانيا الى أهلها الأصليين وديانتهم الأصلية ولم يخرج الأسبان لغزو المؤمنين بناء على هذة المحاكم ..شكرا للأسبان الأبطال الذين استردوا بلادهم وديانتهم من الهمج . ولا تخلط بين الحروب بين الدول مثل الحروب العالمية وبين الارهاب الدينى الذى ينفذة مجموعات من الذين امنوا وعلى مر التاريخ ضد المخالفين لهم فى العقيدة أو حتى فى المذهب ..فهذا الارهاب ماركة اسلامية مسجلة على مر التاريخ .
يبدو أنك نسيت
سرجون البابلي -في الكعبة قبل الإسلام كان هناك 360 صنما وصور للمسيح ومريم العذراء وكان التسامح الديني في الجزيرة العربية مشهود له في التاريخ فلم تقم أي حرب دينية فيها اذا لم يكن كذالك ذكرنا بواحدة من هذه الحروب. .كل الحلول لكل المشاكل لها حل واحد في الدين الا وهو العنف .والاسلام هو الحل السحري لديهم في القضاء على المخالف وﻻيهم انه يخالف في الرأي في الدين او الطائفة او السياسة انشالله تخالفه في الرأي حول لون السماء.
مين يشهد للعروسة
قارئ ™ -ماذا أقول لك و انت تؤيد محاكم التفتيش و ما أدراك ما محاكم التفتيش و تقول (شكرا للأسبان الأبطال الذين استردوا بلادهم وديانتهم من الهمج ) !!!!!! من منا الذي يبرر الإرهاب و القتل و الدماء و المذابح و التصفيات العرقية ؟؟؟؟؟؟؟ طالما تصب في صالحه فهو معها و يؤيدها و يحييها !! ماذا أقول ؟؟؟ هل شاهدت يا " حضرة " مذابح صبرا و شتيلا هل شاهدت الإبادة الجماعية في روندا 1994 ، إضطهاد المسلمين في بورما ، أفريقيا الوسطى ...........إلخ و القائمة طويلة ......يا ترى من هو السبب الرئيسي في الإرهاب التاريخي و العالمي عبر العصور و الأزمنة و إلى وقتنا هذا و حتى من قبل ظهور الإسلام ؟ ..ارجع للتاريخ و حسب
يبدو أنك نسيت
سرجون البابلي -احتل البدو اسبانيا 800 سنة واستباحوا ارضهم وعرضهم وحولوهم الى عبيد .ماذا كنت تريد من الاسبان ان يفعلوا غير انهم خيروا البدو بين ترك الإسلام او ترك البلد فهم لم يقتلوهم او يستعبدونهم .
أمركم غريب
قارئ ™ -لماذا إذن تلومون على غيركم إذا كان هذا هو منطقكم ؟!!