فضاء الرأي

ما بين داعش وإيران

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول المثل الكردي أن "سارق العجوُر يظهر لوحده في فصل الخريف"، أي دع السارق حالياً فهو بنفسه سيكشف عن هويته فيما بعد، وهذا ربما ما قام به مؤخراً اللواء سعيد قاسمي، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، والقيادي الحالي في ميليشيات "أنصار حزب الله" في قوله بأن "تنظيم داعش استلهم فكرة العمليات الانتحارية وإعداد الانتحاريين من فكر الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران.

ويظهر بأن السيد قاسمي ومن غير قصد أراد تأكيد الشكوك التي راودت الكثير من السوريين ومراقبي الدول المجاورة حول احتمالية أن تكون إيران هي التي لها حصة الأسد فـ: "الشركة المساهمة" المعروفة باسم داعش في توسيع استثماراتها الدموية في كل من سوريا والعراق، خصوصاً وأن تحركات داعش في الدولتين تسير وفق ما ترتضيه مصالح النظامين السوري والإيراني، بل وبات غالبية السوريين مؤكدين بأن داعش لا يزال يخدم النظام الأسدي في كل عملياته العسكرية وتحركاته على الأرض وفي كل مناطق نفوذه.

&وقد تكون تصريحات السيد قاسمي من خلال وسائل الإعلام وقوله بأن فلسفة الانتحار استلهمها تنظيم داعش من فكر السيد خميني جاءت عفو الخاطر، أو لعله كان يهدف من وراء تصريحاته تلك حض الجماعات المرتبطة به في كل من سوريا والعراق الى الايحاء لهم للبدء بالعمليات الانتحارية تنفيذاً لوصايا الامام الخميني مُلهم الأفكار والنظريات، وذلك عندما أرجع فلسفة تفخيخ الذات الى الثورة الخمينية، ويبدو أن الرجل لا يخفي ميوله لأي شكلٍ من أشكال العنف المُمارس والارهاب الذي تمارسه الجماعات المرتبطة بهم في كل من العراق وسوريا، بل ومن فرط الاعجاب بتجربة الدواعش راح يقارن نفسه بالمنظمات الارهابية، ناسياً بأنه محسوبٌ على دولة لها قوتها ووزنها وثقلها السياسي في المنطقة، ويترتب عليها الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية، وذلك وفقاً لما ورد في موقع "عطار نيوز" الذي نقل كلمةً لقاسمي بمدينة نيشابور شمال شرق إيران والقائل حينها بأن "قوة صنع القوى الاستشهادية (الانتحارية) كانت بيدنا ولكن بعض القيادات لم ينتبهوا لذلك ولهذا فإن داعش اليوم يتبع هذا النهج".

بل ومن الانبهار بالنهج الداعشي القذر قال قاسمي أن "داعش وباستلهام نهج الإمام خميني استطاع أن يُشكل "حشدا عالمياً خبيثا" بدل " الحشد العالمي الإسلامي" الذي كان يسعى إليه الخميني" على حد قوله، أي أن تنظيم داعش الخبيث وفق قول القاسمي أخذ الفكرة والاكسير من عقل واستراتيجية الحكومة الايرانية وتحديداً من إمامها المؤسس واستخدم الفكرة قبلهم.

عموماً تلك لم تكن المرة الأولى التي يعبر فيها قادة الجمهورية الإسلامية في إيران عما يؤمنون به عبر خطاباتٍ تلتقي عقائديا مع خطاب تنظيم "داعش الإرهابي" حيث كان قد نقل مدير مؤسسة الشهداء في إيران نادر نصيري، تصريحات مماثلة عن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، حول اعتبار قتلى الميليشيات الايرانية في سوريا بأنهم "مجاهدون وشهداء"، إذ ووفقاً لمنظورهم فيذهب كل واحد من هؤلاء المرتزقة الى قتل الناس في ديارها بسوريا وتكريماً لإجرامهم يسمونهم شهداء، وذلك على غرار الدواعش القادمين من كل أصقاع المعمورة ليمارسوا هواياتهم الدموية هناك وفوق منها يتسنموا مقام الشهادة.

ويبدو من خلال فهم مضمون التصريحات بأن تجربة داعش الاجرامية وتقدمه الكاسح وبوتيرةٍ متسارعة منذ العام الماضي، وارتكابه الفظائع والمجازر في كل من سوريا والعراق مع احتلاله للدساكر والمدن في طريقه، أغرت الحكومة الإيرانية ويناءً عليه أراد نظام الملالي أن يستفيد من كل خبرة وأساليب داعش الإرهابية في التفخيخ والتفجير والعمليات الانتحارية، ليستفيد من هذا الارث الدموي لداعش وليعمم الثقافة والتجربة المتوحشة لدى التنظيم المذكور على الفصائل التابعة له، لذا راح يُذكّر تابعيه بأن فلسفة الدواعش هي أصلاً عائدة بأصلها للإمام الخميني، وهو ما يتوجب عليهم استرجاعه الى منابعه، واستعادة تلك الفلسفة لصُناعها حتى يطبقوها في عملياتهم العسكرية، في كل من العراق وسوريا، باعتبار أن صاحب الفكرة أولى بتطبيق مضمونها، وبذلك فقط ربما تعود مضامين البضاعة المُجرمة لأصحابها الحقيقيين حسب القاسمي وأوبته.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقاله مذهله جدا!!
OMAR OMAR -

ايران الشيعيه صنعت داعش حتى تمكن الحشد الصفوي الشيعي ليحارب داعش ....فهمتم شيئا !! ولكن هذا ملخص المقاله العجيبه....عرفتم الان لماذا لانستطيع صنع ابره

غريب خارج العقل
كريم الكعبي -

كيف هذا ايها الكاتب ايران تدفع بخيرة ابنائها وخبرائها لمقاتلة داعش وتصرف الكثير من الاموال في سبيل ايقاف الذحف الامريكي الاسرائيلي الداعشي من الدول الاسلاميه .. المعادله الجديده تشويش الفكر للمواطن العربي بخلط الامور راسا على عقب اعلاميا بجعل الضحيه جلاد والجلاد ضحيه من المضحكات المبكيات في العالم العربي والاسلامي ،قولوها صراحه كلكم دواعش نهج ومنهج ولاتتعبونا

معلومه من أرض العراق
فادي أنس -

يستميت الدواعش عندما يقاتلهم الجيش العراقي ويسيحون كما يسيح الماء في الرمل عندما تصل الميليشيات الأيرانيه...فهمتم شيئا؟ شملت تفجيرات داعش كل العالم الأسلامي من موريتانيا ألى أندونيسيا بينما تنعم أيران عدو داعش الأفتراضي على الورق طبعا,,,تنعم بهدوء غريب عجيب...فهمتم شيئا؟؟؟

...
ماجد ع محمد -

أخي الكريم على المستوى تاشخصي لستُ رجلاً متديناً بالأصل فكيف أكون طائفياً وأنا أتحدث هنا عن حكومة الملالي تحديداً ولستُ معادياً للثقافة الايرانية بل وربما أكون معجباً بالثقاقة الايرانية أكثر منك، فمن عشرات السنين نستمع الى محمد رضا شجريان وشهرام ناظري ومعين أصفهاني وكوكوش وشاكيلا، ومن منا لم يقرأ الخيام وسعدي شيرازي وحافظ شيرازي والفردوسي، والثقافة الايرانية لها مقام رفيع في وجداننا، ولكن هل ترى بأن النظام الايراني الحالي يمت الى تلك الثقافة بصلة؟

الى ـ ماجد ع محمد
كريم الكعبي -

من السذاجه ان اصدق محتوى مقالتك ليس من الصحيح ان تكتب افكار غير موجوده على ارض الواقع انما في خيالك وتريد ان تطبقها على الارض وسياسة ايران معاديه لامريكا وذيولها من الدواعش وبعض الحكام العرب الذين اسسوا هذا الفكر ودعموه بكل امكانياتهم الماديه والبشريه .. الحضاره الايرانيه فهي عريقه ومعروفه من مثقفيها ومتدينيها العلامه المميزه في التاريخ الحديث غيروا المفهوم العلماني القبيح الذي نهب ثرواتهم واعطاها للغرب الاستعماري والشعب الايراني تحكمه عائله مستبده دكتاتوريه الى الاسلام المحمدي الاصيل . مثل هذه المقاله استخفاف بعقولنا لسنا جهال في السياسه والدين وتريد ان تمرر علينا مثل هذه الافتراءات الغير واقعيه. اعذرني لااجامل احد في الكتاب لدينا رقيب عتيد

كريم الكعبي
ماجد ع محمد -

هل قرأت المقالة أم أزعجك العنوان ولم تستطع استكمال النص، فلو كنت ممن قرأ المقالة/ كان بامكانك وبكل سهولة أن تعرف بأن البناء الأساسي للنص جاء حسب ما ورد في تصريحات المسؤولين الايرانيين أنفسهم وقد أشرت اليهم في النص/ وبامكانك مراجعة ذلك والتأكيد من تصريحاتهم بمعية الخادم التقني كوكل.