فضاء الرأي

لماذا اسرائيل منزعجة من الاتفاق النووي؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ربما كانت هناك دول أخرى منزعجة من الاتفاق النووي مع ايران وليست اسرائيل وحدها، وربما مستوى انزعاجها يفوق انزعاج اسرائيل، غير أن تل ابيب هي الوحيدة التي عبرت بصراحة كاملة ومن دون لف ودوران عن رفضها للاتفاق، وقالت بضرس قاطع أنها لن تلتزم ببنوده.

قد ينساق البعض وراء الضجة الاعلامية ويتصور ان السبب الرئيسي وراء انزعاج ورفض اسرائيل للاتفاق النووي مع ايران هو القنبلة النووية التي تزعم تل أبيب أن طهران تسعى لصناعتها، خاصة وأن الغرب والادارة الأميركية بالتحديد أكدت طوال الفترة السابقة أن مبررها الوحيد الذي سوغ لها ابرام الاتفاق هو انه سيحول دون انتاج ايران للقنبلة النووية، ولكن دعوني أؤكد لكم (أيها القراء الكرام) ان الغرب وتحديدا الادارة الأميركية لو كان لديها ادنى معلومات تشير الى أن ايران تسعى الى تصنيع قنبلة نووية، لما تفاوضت مطلقا معها بل واصلت الضغوط عليها، حتى تستجيب لتفكيك برنامجها النووي، وبعد أن تفككه تشن الحرب عليها، كما فعلت مع العراق وليبيا.

انزعاج اسرائيل من الاتفاق النووي مع ايران يعود الى سبب واحد لا غير، وهو، أن الغرب لم يتمكن من فرض الاعتراف باسرائيل كشرط اساسي لقبول الاتفاق مع ايران، بمعنى آخر أن الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأميركية كان يريد أن تعترف ايران باسرائيل مقابل السماح لها بمواصلة برنامجها النووي، غير أن طهران رفضت بشكل قاطع مناقشة الموضوع، ووضعت اطارا عاما بهذا الخصوص، وهو انها لن تناقش إلا برنامجها النووي والعقوبات عليها في مفاوضاتها مع مجموعة 5+1، وبذلك فانها سدت أي باب ربما يؤدي فتحه الى ضياع قضيتها الرئيسية وهي برنامجها النووي.

ولهذا السبب رفضت مناقشة موضوع الانضمام الى التحالف الدولي لضرب "داعش" في العراق وسوريا، والى يومنا هذا لم تنضم للتحالف رغم أن توسع "داعش" في سوريا ومن ثم في العراق يعنيها بشكل مباشر.

تل أبيب قللت من حجم طلبها وكانت تريد توقف طهران عن دعم المعادين لها اعلاميا وسياسيا وماديا وعسكريا، ولتكن سياسة ايران كسياسة أغلب الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولكن في نفس الوقت لا تشكل تهديدا لها، غير أن الحكومة الايرانية رفضت حتى ذلك.

وبغض النظر عن رفض طهران الاعتراف باسرائيل وعدم الاستجابة لطلب وقف دعم أعداء اسرائيل والذين يسعون الى القضاء عليها، فان الاتفاق النووي مع ايران قوض أكبر مشروع نجحت اسرائيل في تنفيذه لأكثر من 5 سنوات، وهو شيطنة الحكومة الايرانية وجعل ايران التهديد الأول للمنطقة والعالم.

فربما أغلب دول المنطقة كانت تعتبر اسرائيل العدو الأول لها، غير أن أزمة الملف النووي وقرارات الحظر التي فرضها مجلس الأمن الدولي والبروغندا الاعلامية الهائلة جعلت من ايران التهديد الأول لأمن المنطقة بدلا من اسرائيل، وهذا مكسب كبير جدا لتل أبيب، لأن الانظار كلها كانت تتجه نحو ايران ولم يعد أحد يأبه لما يجري في فلسطين المحتلة، والأغلبية نسيت القضية الفلسطينية.

كل هذا انهار وتداعى بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على الاتفاق النووي، ومن المؤكد أن القضية الفلسطينية ستعود من جديد الى الواجهة بعد تطبيق الاتفاق النووي، وهذه هزيمة كبيرة لاسرائيل، ولهذا فان تل أبيب منزعجة من الاتفاق النووي.

صحيح أن القضية الأولى للفلسطينيين هي انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وانهم يمضون عمرهم في تحقيق هذا الهدف، ومما لا شك فيه ان هذه كانت أولويتهم، ولم تكن أولويتهم دعم الآخرين لهم، ولم يعلقوا نضالهم وجهادهم على مؤازرة الآخرين لهم، ولكن من المؤكد أيضا أن اهتمام الآخرين بهم ويقضيتهم بغض النظر عن ان هذا الاهتمام يترجم الى دعم مادي أو عسكري او لا يترجم فان هذا الاهتمام بحد ذاته يشجعهم في المضي قدما في دربهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بوق إيراني
عراقي يحب التخلص من شرور الشيعة -

الكاتب عودنا ان يكون بوقا ايرانيا بامتيازاذهب الى اسيادك الذين يريدون إقامة إمبراطوريتهم الفارسية على حساب الشعوب المضطهدة.الكاتب لم يشر ولا بجملة واحدة الى ما يقوم به الفرس من تخريب وتدمير في مدننا العربية الامنة

ايران على من تستأسد؟؟
برجس شويش -

لنسأل الكاتب : كم رصاصة اطلقتها ايران باتجاه اسرائيل طوال الصراع معها والى هذه اللحظة؟ واذا لسان حالك تقول انها تدعم مقاومة حزب الله والنظام السوري وحماس في وجه اسرائيل, واذا نفترض انك تقول الحقيقة , لنسالك السؤال التالي : لماذا ايران بطلة وشجاعة على حساب لبنان وسوريا وشعبيهما؟ ومن يدفع الثمن غير الشعب السوري واللبناني وشعوب المنطقة؟ انها تجارة رابحة ايران وكما الانظمة القومية العربية تاجرت بالقضية الفلسطينية من اجل البقاء في السلطة وقمع شعوبها ولكن الفرق بين ايران والانظمة العربية المستبدة هي ان الاولى تريد استغلال البعد الطائفين في المنطقة لصالح هيمنتها, ولنسال الكاتب سؤال اخر: اين يحارب حزب الله ومقاومته ومنذ اكثر من 4 سنوات على جبهة الجنوب ام على جبهات الشمال والشرق وتحديدا هل يحارب اسرائيل ام يحارب الشعب السوري؟ ايران القوية والنووية لم ولن تستطيع ان تجرأ باي شكل من الاشكال الاقتراب من اسرائيل ولكن , يا كاتبنا , ايران فقط تستطيع ان تستأسد على شعبها وعلى شعوب المنطقة و تفرط في استعمال قوتها ضد تطلعات شعوب المنطقة اما ما يتعلق باسرائيل فانها تستطيع ان تنام قريرة العينين. اسرائيل غير منزعجة من ايران لان لايران دور تخريبي وتدمير في المنطقة وللعرب ( على علمك انا من الد اعداء القومين العرب)

اسرائيييييل منزعجة جدا
جبار ياسين -

نعم إسرائيل منزعجة جدا، ليس لأن ماسمي بالاتفاق النووي يضر بمصالحها المستقبلية ويقلل من هيمنتها على الشرق الأوسط وبعض افريقيا ، ليس لأن احتمال حصولها على السلاح النووي اصبح ممكنا وقريب وليس لأن اتفاقا مصريا _ إيرانيا محتمل في السنوات القادمة وليس لأن سمعة ايران وشخصيتها المعنوية ستقوى في الشرق والخليج خصوصا وليس لأن الفرس هم من حرر اليهود من اسر بابل وليس وليس . لكنها منزعجة جدا من مقالاتك التحليلية جدا التي تسئ لأيران وتجعلها قوة معصومة .

الله يفتح عليك يا صالح
بسام رزق الله -

إسرائيل غير منزعجة ولكنها تزاود لمزيد من المكاسب كالمتسول الذي يصنع لنفسه عاهة وهمية ليشحذ عليها. ايران لم يتجرأ رئيسها نجاد برمي الحجر الذي وعدنا به لسنوات عندما وصل الى حدودها ، ولو كانت إسرائيل فعلا انزعجت من نووي ايران لما صرحت به بل أرسلت طائراتها لتفجيره قبل أن يرى النور كما فعلت مع صدام يا أستاذ صالح ، ولو أنك ابتعدت قليلا عن التعصب الطائفي الأعمى لرأيت الحقائق بصورة أوضح.

اوهام الذين امنوا
فول على طول -

الذين امنوا من الشيعة أو السنة يعيشون فى الأوهام والخيالات ..يتوهمون أن العالم يتربص بهم ويعاديهم ويعادى الاسلام والمسلمين ويكرة الاسلام والمسلمين ..وان اسرائيل ترتعب منهم ومن وحدتهم ومن ايران ومن اتفاقها النووى ...اطمئن يا سيدنا الكاتب اسرائيل غير منزعجة بالمرة ولا تعمل حسابا للأموات ...لا أحد يخاف من الأموات ..انتم فقط تحتاجون للعلاج ..وتحتاجون للعيش بسلام مع الأخرين وتحتاجون لتغيير مفاهيمكم بأن العالم يتربص بالمؤمنين ....عليكم مواجهة أنفسكم بالحقائق والتاريخ والواقع وأن اسرائيل لها الحق فى العيش فى أراضيهم وهم دولة مثل أى دولة وعليكم التعامل معها على هذا الأساس ولا داعى من أن ترموها فى البحر أو الدعاء على اليهود والنصارى ليل نهار . لا انتم خير أمة ولا يحزنون ..أنتم بشر مثل أى بشر .

واكتب بالعربية
عجمي ابن عجمي -

دفاعا عن ايران المجرمة التى يداس رؤؤس عملاءها في العراق اني عجمي ابن عجمي وايراني والعجم وايران لاعلاقة لهم بالاسلام بل نحن العجم منافقون وكاذبون درجة اولى

الكاتب لم يقل ذلك
الى فول -

انت وين عايش، اسرائيل هي تقول انها منزعجة لماذا تتهم الكاتب.كلمة فول بالانكليزيّة تعني غبي، يعني غبي على طول ليست مناسبة غيرها

الى اذكى اخواتة
فول على طول -

الأذكياء جدا جدا هم الذين يصدقون أن اسرائيل منزعجة .....وهناك فارق كبير جدا بين أن تقرأ الخبر أو الكلام وبين أن تفهم الكلام ....الشعب الذى أدمن العنعنة - عن فلان عن علان عن ترتان ....ويقرأ مثل الببغاء دون فهم - لا يعرف الفرق بين القراءة والفهم . مساكين وربنا يشفى .