كتَّاب إيلاف

إيران وأكذوبة الحوار مع دول الجوار

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لم تكد طهران تنتهي من ماراثوان الحوار مع دول مجموعة "5+1"، والذي توج بتوقيع الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الايراني، حتى اتجهت إلى التلويح بنيتها في إجراء حوار مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتردد إعلاميا أن هذا الحوار سيعقد خلال الشهر المقبل بهدف تجاوز الخلافات حول الوضع في كل من سوريا واليمن بحسب ماورد على لسان مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي اعتبر أن وضع سياسة مشتركة بشأن هذين الملفين "أمر ضروري من أجل مكافحة تنظيم داعش الارهابي".
الواضح ان طهران تعتقد أن الاتفاق النووي يوفر أساساً لأطر جديدة من التعاون مع الجوار الاقليمي، وهذا صحيح من الناحية الظاهرية ولكن تجارب الماضي وموروث العلاقات الخليجية الإيرانية يشير إلى عكس ذلك تماماً، لأن للتعاون شروط ومتطلبات ربما تغيب عن فضاء العلاقات الراهن عبر ضفتي الخليج العربي بسبب سياسات طهران وطموحاتها التوسعية مذهبية الطابع.
&أكثر مايشككني في نوايا إيران إزاء الحوار مع جيرانها الخليجيين أن طهران لم تراعي حق الجوار في أمور عدة، أولها أن إيران لا تزال تصر على أسلوبها القديم في التعامل مع دول مجلس التعاون، فهي لا تزال تمضي على درب عدم الاعتراف الضمني والرسمي بمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتتعامل مع أعضائه بشكل فردي، حيث تفضل إيران الانفراد بعلاقات ثنائية مع كل دولة على حدة، والأمر في هذا الإطار ليس عابراً ولا طارئاً بل تمارسه طهران منذ سنوات وعقود مضت، ويعكس رغبة إيرانية في صياغة ترتيبات أمنية خليجية جديدة تتجاوز الدور المؤسسي لمجلس التعاون وتنسف هذا الدور من جذوره لمصلحة لمصلحة دمج إيران في إطار إقليمي مؤسسي جديد، وفي ذلك يلاحظ زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف لكل من الكويت وقطر فقط ضمن جولته الخارجية الأخيرة.
الأمر الثاني الذي يشكك في نوايا إيران تجاه تحقيق انفراجة حقيقية في الأزمات الاقليمية أن طهران لا تزال تتمسك بخططها الاستعلائية التوسعية، التي غرست بذور أزمات المنطقة، حيث يصر المسؤولون الإيرانيون على تكرار تمسك بلادهم بدعم من تصفهم طهران بالاصدقاء والمظلومين والمستضعفين في العراق وسوريا واليمن والبحرين، ما يعني استمرار السياسة القديمة التي أشعلت لهيب الفتن الاقليمية، فعلي أي أساس إذاً يمكن أن تتحاور إيران مع دول الجوار؟! وماذا تريد من تدشين حوار على قاعدة التعنت والتصلب والتشدد الأيديولوجي والمذهبي والسياسي؟! وكيف يمكن إطلاق حوار عبر ضفتي الخليج العربي في ظل غياب أجواء حسن النية والإصرار على التدخل في شؤون دول الجوار؟! وكيف نصدق أن طهران تسعى للاستقرار في حين أن وزير خارجيتها جواد ظريف يقرن الدعوات للحوار بالتأكيد على مواصلة بلاده نهج تسليح الحلفاء في المنطقة، وقال في تصريحات منشورة له مؤخراً نصاً أنه "لولا مساعدات الجمهورية الإسلامية لسقط الكثير من العواصم بيد تنظيم داعش".
لاشك أن موقف دول مجلس التعاون، وخصوصا دولة الامارات العربية المتحدة، في محاربة التطرف والارهاب وتنظيماته وجماعاته واضح، لاسيما داعش، ولا يمكن المزايدة عليه من أي طرف إقليمي أو دولي، ولكن لا يمكن بالمقابل الصمت على الخروقات الايرانية التي تنتهك سيادة دول شقيقة وتهديد تماسكها ووحدتها واستقرار شعوبها بدعوى محاربة "داعش" أو غيره من تنظيمات الارهاب والتطرف. فالتطرف والمذهبية والطائفية وجهان لعملة واحدة ولا يمكن غض الطرف عن نشر الطائفية والمذهبية بحجة التصدي للارهاب والتطرف، فهما وجهان لعملة واحدة وخطر واحد يهدد الأمن والاستقرار الاقليمي والعالمي بأكمله.
لا أحد يستطيع التقين مما تدبره إيران، ولكن المؤكد أننا قادرون على قراءة ظاهر الأمور، التي تفضح نوايا طهران، فليس من المنطقي أن نصدق مزاعم تتحدث عن رغبة في تحقيق الأمن والاستقرار في حين أن تدخلات إيران في مملكة البحرية الشقيقة لا تزال مستمرة وبإصرار فاضح، فوزارة الداخلية البحرينية اعتقلت مؤخراً خمسة أشخاص على صلة بتفجير وقع في يوليو الماضي، وأسفر عن مقتل رجلي شرطة وأن المعتقلين اتهموا بوجود صلات تربطهم بالحرس الثوري الإيراني. فضلا عن أن تدخلات إيران في الشأن الداخلي البحريني واستقواء جماعات شيعية بحرينية بطهران يغذي التوترات الداخلية التي تشهدها مملكة البحرين في السنوات الأخيرة.
الأرجح أن دول مجلس التعاون ستذهب للحوار مع إيران، فليس لدى دولنا ماتخفيه، ولسنا في موقف ضعف استراتيجي في معطيات الوضع الاقليمي الراهن، ولن نسمح لإيران بالصعود إلى مسرح السياسة العالمية والدعوة لمنازلة سياسية ودبلوماسية غير جادة ونترك لها مجال الحركة السياسي لتحلق فيه منفردة. ولكن ـ قبل أي لقاءات أو مشاركات تفاوضية ـ فإن الأمر يتطلب مزيداً من التنسيق ووحدة المواقف بين دول مجلس التعاون، وينبغي أن يتفهم الجميع جيداً أهداف طهران الحقيقية والتصدي لمخططات إيران ورغبتها في توسيع نفوذها وتحقيق مزيد من الانتصارات الدبلوماسية عقب توقيع الاتفاق النووي، لاسيما في ظل موجة الهرولة غير المحسوبة من جانب القوى الكبرى للفوز بنصيب من كعكة الاقتصاد الايراني عقب رفع العقوبات الدولية، وتجاهل هذه القوى استمرار إيران في خوض حروب بالوكالة في دول عربية عدة. كما لا يمكن التسليم بالتضخيم المقصود من أطراف دولية عدة في خطر تنظيم داعش، واتخاذ ذلك ذريعة لتنفيذ مخططات لتقاسم المصالح في العراق وسوريا وغيرهما، فإيران تجاهر على لسان& علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي، بالقول أن "دعم طهران لحلفائها في لسوريا ولبنان والعراق واليمن سيكون أقوى". في مواقف استفزازية لا يمكن أن تصدر عن دولة مسؤولة تسعى إلى بسط الأمن والاستقرار وتطبيق قواعد القانون الدولي.
لقد استمرت إيران طيلة العقدين الماضيين في جولات متقطعة للحوار مع الغرب حول برنامجها النووي، وهي تجيد هذه اللعبة جيداً وتوظف مهارات حائك السجاد الإيراني في انتزاع التنازلات واحدة تلو الأخرى، واعتقد أن مبادرة الحوار مع دول الجوار لن تحيد عن هذا المسلك الإيراني. وبعض البسطاء يعتقدون أن إيران تسعى إلى تبديد اجواء القلق التي تسود العواصم الخليجية منذ توقيع الاتفاق النووي، ولكن الحقيقة أن طهران باتت تدرك التغيرات الأخيرة في موازين القوى الاقليمية، كما باتت على قناعة بأنها على وشك خسارة مدوية لنفوذها التقليدي في اليمن وسوريا، لذا نلحظ أنها تركز على هذين الملفين تحديدا.
ولاشك أن محاولات غسل السمعة التي تمارسها إيران ضمن خطط تفكيك العزلة الدولية وبلورة دور اقليمي جديد لها، هذه المحاولات لن تنطلي على دول مجلس التعاون، وعلى طهران أن تدرك أنها بصدد واقع إقليمي جديد عليها أن تقرأ مفرداته ومعطياته جيداً بدلاً من التعلق بتلابيب خطاب استعلائي عقيم لن يسفر سوى عن مزيد من الاضطراب الاقليمي.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
متى يتنبه الغافلون
محمد سعد زغلول سالم -

لمن يريد معرفة المزيد عن دوافع إيران وعن عقائد الشيعة وعن حقيقة أهدافهم من إستهداف مصر والسعودية على وجه الخصوص مراجعة المقالات المنشورة على الروابط التالية :1. السنة والشيعة .. تصحيح المسميات /http://www.............. 2. المسلمون والشيعة .. من يكره من /http://www.............3. المسلمون والشيعة . متى يتنبه الغافلون /http://.............

وتحليلات
مقال مهم -

عزيزي الكاتب، قبل ان ابدأ أتمنى عليك حدف التعليق المقزز رقم ١ لانه على ما يبدو حتى لم يقرأ المقال. لنعود الى المقال : أظن انه يوجد حاليا صدمة سيكولوجية عند دول الخليج العربية لأنهم استثمروا سنوات وسنوات ومليارات وحروب وضخ مذهبي مع أميركا ضد ايران حتى ظنوا انها ستظل محاصرة حتى يتغير الحكم ، ولكن الحلم انتهى الى فشل مدوي اذ ليس فقط عودة ايران الى الحياة الطبيعية بل عودتها قوة نووية واقتصادية دولة مؤوسسات ودبلوماسية فان هذا يحصل سريعا ولم يستطع العرب استيعابه، وهذا تحليلي فقط، ثانيا، ما على العرب الخليجيين ان يتفهموا الواقع، لا نقول بأنهم ليسوا اهلًا ليكونوا دولا ومؤسسات ولكن الشعب الإيراني من الشعوب الآرية يعني كالألمان والكل يدرك ان الألمان هم من يحكمون العالم بدءا بشركة شُل وليس انتهاء بالكثير، اذن يجب على العرب التعود بان ايران قد تنظر لهم نظرة استعلاء ولكن مع انها دولة قوية هي تمد الجسور وتدعو للحوار وما زال العرب معاندين، ثانيا مسالة التدخل بشؤون الغير، الم تتدخل السعودية ودعمت الطالبان والشيشان بحربهم ضد روسيا؟ لماذا؟ الم الم .. ، انت تعرف عزيزي ان السعودية تتدخل حتى بغرف نوم كل الزعماء عرب وغير عرب، الا يقال انها تحاول رشوة الكونغرس كي لا يصوت، اليست هي من عين برويز مشرف رئيسا، وعلي عبدالله صالح والحريري وووو، اذن هي مسموح لها ممنوع على غيرها، نعم الدول التي ذكرها المقال من الواضح ان لها حلفاء فيها فالبحرين شيعة والعراق شيعة واليمن الشيعة اما سوريا فلأسباب عسكرية واستراتيجية لان الشيعة فيها في اللاذقية ولا خطر عليهم، يعني روسيا لها مصالح أكتر من ايران في سوريا. لماذا البحرين وليس الكويت؟ هل يوجد لديك جواب عزيزي الكاتب؟ البحرين لأنهم يعاملون الشيعة الأكثرية كانهم رعايا اجانب او انهم من الدرجة العاشرة بعد الهندي، اليسوا أبناء البحرين؟ طيب اذا ايران ما تدخلت يعني الى أين ؟ حتى يأخذ الهنود والباكستان والبنغلادش والفلسطنيين ارضهم وتوضع كل رجالهم بالسجون؟ أجبني أرجوك ؟ اما اليمن فان الشيعة يمثلون نصف اليمن ولا يرضون ان تحكمهم الوهابية التي تكفرهم ولا السعودية تماما كما كل اللبنانيين الان اكتشفوا ألاعيب اتفاق الطائف السعودي، يا اخي الهيمنة السعودية على اليمن بدأت من سنيين واقتطعت مناطق ووو، طيب الا تخافون الله في الناس، قبل ايران طلب الحوثيين دعم القذافي اذن ليست طائف

ايران نازية مع اروسيا ناز
جمال سامي -

ايران دولة وشعبا نازية مع الحلف الروسي النازي الذي صنعها وهم ليسوا من سلالة الانبياء اي ابراهيم الخليل ابو الانبياء والنبي الكريم محمد ، ص ، انهم نازيون سيخ وزرادشتيون في الصميم . وصنعتهم روسيا الارهابية النازية للتغطية على ابادة سلالة الانبياء الحقيقية المتبقية التي نجت من الابادات التاريخية وهم الشويلات العراقية سكنة الرفاعي جنوب العراق وغيرت وقام احد اجدادها العليا اثناء الهرب من الابادات العرقية بعد سقوط الحضارة العربية سقوط بغداد على يد هولاكو وحرقه الدموي لها وسلب تراثها . غيرت السلالة النبوية السامية اسمها الى الشويلات اما سلالة النبي الكريم محمد ص مع سلالة قريش الابراهمية كلها فقيد ابيدت بالكامل على يد التتر ومن ضمنهم سلالة علي وفاطمة الحقيقية ع ، اباد اخرا المملوكي التتري صلاح الدين الايوبي . وكتب العرب الحقيقية نجت في اوربا فحسب والتتر سرقوا العلوم والكتب والدين ونسبوها لانفسهم وايران نازية مقاطعة روسية في حلف روسيا التي صنعت الدرع النووي على يد ستالين بعد الحرب العالمية الثانية ليبيد به هذه السلالة ويحكم الروس النازيون العالم به . بواسطة الليزر والرادارت . هناك حلف نازي روسي يدمر العالم العرب والولايات المتحدة واوربا . اي الحلفاء وهذه الدول عموما مع اخنلافات التراث موحدة اضف اليها اليابان وكوريا الجنوبية التي يهددها الحلف الروسي بكوريا الشمالية وحاربت المانيا مثلا الروس النازيون كما حاربت وتخلصت من هتلر وكذلك تركيا حاربت وتحارب النازيين وهي الدولة الوحيدة التي كشفت قبل ايام عن هوية النازيين الارهابين الروس المفجرين . ايران ارهابية خطرة ونازية تتستر وبها تلعب روسيا وبوتين الدموي لعبة التقسيم والطائفية . لايوجد في التاريخ العربي الحديث وتاريخ مايسمى بطوائف بل التزوير والتزييف للتاريخ اوجد كتبا لاهوتية ودينية مزييفة . روسيا النازية راس الافعى ونازيو الكرملن سفاكو الدماء

رأي
ابو علي -

يا اخي خوفكم من الشيعة بدون سبب لمجرد انكم تسمعون القنوات المعاديه للشيعه واكاذيبهم على الشيعه جعلكم تخافون وترتابون مما هو شيعي فكيف بايران التي تمثل اكبر دوله شيعيه في المنطقه اخرجو من خوفكم وسترون ان الشيعة والسنه اخوان واصدقاء ومتصاهرون وكلهم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذه حقيقة لا بد من معرفتها