فضاء الرأي

شيء من تجربة امرأة.. غرباً وشرقاً

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو للكثيرين ان المرأة الغربية مختلفة تماماً عن نظيرتها الشرقية. بل هناك تصور في التصورات الشرقية، سواء في عالم الرجال أو النساء، ان الاختلاف يصل الى مقارنة بين مخلوقين مختلفين من حيث العقل والروح والعواطف، وهذا التصور لا يقتصر على رؤية الشرق للمرأة الغربية، بل حتى للرجل في تلك المجتمعات.
لكن وخلال السنوات التي قضيتها في كل من روما و لندن، وجدت ان التشابه بين الغربية والشرقية غير قليل. فهناك نقاط مشتركة في الكثير من النواحي ومنها الاهتمام في مظهرها و أناقتها و البحث عن الزوج المناسب و حرصها على عائلتها وأطفالها. ما تلمسته أننا بالنهاية، شرقييات كنا ام غربييات، نحمل خصائص الروح البشرية نفسها، علاقتنا بالأشياء تتحكم بها نوازع مشتركة، هي النوازع الانسانية.
الاختلاف الجوهري بين نساء الشرق والغرب، يتحدد في الثقافة والعادات والتقاليد المكتسبة عن طريق التربية. أي في المكتسبات التي تحددها عملية التنشئة والترقية والوعي بفعل البيئة الثقافية والسياسية والمجتمعية... مثلاً المرأة الغربية تملك حرية التصرف واتخاذ القرارات ولا تخاف من (القيل والقال) او لا تعنيها مثل هذه القضايا. لأنها لن تحاكم من قبل الاخرين من خلال لباسها وسلوكها مادامت ملتزمة بالقوانين، وهي بدورها ايضا لن تصدر أحكاما تجاه الاخرين. بينما الشرقية تخشى، حتى وان كانت في الغرب، أن تمارس كافة حريتها. فهي رغم علمها بأن القوانين تحميها، تبقى في العقل الباطن حاملة للخوف من نظرة المجتمع لها.

الجدل الاكثر شيوعاً في التفريق بين المرأتين، أن الشرقية تنظر للغربية على أنها نموذج مختلف في العواطف والحب والحياة الزوجية، وبشكل عام العلاقة مع الرجل. فعلا، هناك اختلاف كبير في طريقة التعامل مع الحبيب او الزوج، هناك في الشرق، تحرص المرأة على زوجها و تهتم به وتأخذ مهام اعمال المنزل وتربية الأطفال على أنها واجبات حصرية لها، وانها ليست مهمة الرجل. هنا، في البلدان الاوربية وعموما في الدول الغربية، النشأة الاساسية للمرأة تقوم على التساوي مع الرجل في الحقوق والواجبات. فليس بالغريب ان تجد الزوج الغربي يعتني بالأطفال و يقوم بواجبات منزلية. وفي علاقات الحب نرى الشرقية تعاني من خوف مزمن طول فترة علاقتها العاطفية. وأسباب الخوف كثيرة، على رأسها عدم ثقتها بالرجل الشرقي وشعورها الدائم بأنه سيتخلى عنها او يرحل مع امرأة اخرى تمتلك تعجبه او تستثير عواطفه وغرائزه أكثر. بينما نرى المرأة الغربية اكثر اتزاناً في عواطفها مع الرجل فهي قليلة الغيرة و لا تدقق في الأشياء كثيراً و لا تمانع من صداقة حبيبها للفتيات مادامت مجرد صداقة. وفي هذه النقطة يبدو الرجل هو السبب الأساسي في تحديد طباع المرأة، فهو هنا أكثر مصادقية والتصاقا بالتزاماته العاطفية، لأنها ليست خاضعة لمعيار غريزي، بينما هناك، توجد دائما مشكلة في الصدق منبعها أن الرجال عموما يتحركون عاطفيا بموجب ما تمليه الغرائز، لهذه فإن العواطف تكون مهددة باستمرار بحسب الجانب الغريزي. فضلا عن هذا ان المنظومة القيمية، القائمة على المساواة، والتي تتحكم بنبض العلاقات الاجتماعية كافة، تخلق الكثير من الثقة والاستقرار عاطفيا ونفسيا تجاه تلك العلاقات.

على المستوى الشخصي، ورغم مرور 17 سنة على اقامتي في أكثر من بلد، والاندماج العميق في البيئة الاجتماعية، وتأقلمي مع وقائع اجتماعية وثقافية عديدة... فإن التأثير العقلي والثقافي الذي جرى علي، ودخولي في منظومة القيم بصورة تفوق الكثير من نظيراتي هنا، ليس كافيا ليحولني الى امرأة غربية بالكامل. أسباب متعددة وراء هذا الامر؛ منها أني ما أزال& اشعر بضرورة الاحتفاظ ببعض شرقيتي، الامر هنا مرتبط بشيء من هوية، وبشيء آخر من اقتناع بأن التحول الكامل مكلف. لذا منظومة العيب لدي تلعب دورا مركزيا في الكثير من السلوكيات، بينما منظومة الحرام مفقودة تماما، لأن الاولى تمثل بالنسبة لي شروط حياة، أما الاخرى فتعد تصورا ايديولوجيا عن الحياة، لا أؤمن به. فضلا عن إن التنشئة الأساسية، اسريا، لم تبن دينيا، بل سورياً.
في المقابل، ما اكتسبته من الغرب هو عدم الخوف من نظرة المجتمع نحوي طالما انني اتصرف بكل قناعة. وهذه نقطة كافية بتصوري، في تحديد وبناء شخصية المرأة باعتبارها وجوداً مستقلا عن الرجل، وفي الوقت ذاته لا تنطلق من الاستقلال الغربي الصرف الذي قد يؤدي الى شعور بالاغتراب، لا يمكن التأقلم معه.
والخلاصة، من خلال صداقاتي المختلفة للشرقيات والغربيات أجد ان من الضروري القيام بخلطة سحرية يجمع فيها بين بعض الصفات الشرقية والغربية ليصبح مزيجا مختلفاً، يميز المرأة التي تكتسب من العقل غربه ومن الشرق روحه. ففي المرأة الشرقية حنين غير موجود غربياً، وصبر بنته الظروف التي لم تتغير في منطقتنا وحياء يضفي الكثير على الانوثة، بيما تستقل الغربية استقلالا يجعلها عنصراً مؤثرا في المجتمع، وتمتلك ثقة بالنفس تستطيع معه أن توظف حتى عواطفها بشكل سليم، وتحصل على حقوقها بطريقة مناسبة غير مبنية على الخوف من سطوة المجتمع واستبداده.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
..............
مسافر زاده الخيال -

وفي العاطفة ثمة فرق كبير .. حكى لي أحدهم أنه لحظة ما كان يضاجع امرأة غربية يشك أنها كاثوليكية كانت في نفس الوقت ممسكة بصحيفة تتصفحها .. طوبى للمرأة الشرقية .

لا أمل فى المرأة المؤمنة
فول على طول -

المرأة المؤمنة أينما ذهبت أو عاشت لا أمل أن تصبح انسانة طبيعية لأنها تربت على نصوص مقدسة تقر بأنها ناقصة عقل ودين ..وهى عورة كلها على بعضها ..صوتها عورة وشعرها عورة ..وجسمها عورة ومشيتها عورة ..وهى من أهل النار ..وفى الأخرة ليس لها نصيب حتى ولو حورى واحد بل أن زوجها يكون مشغول عنها بمن هن أجمل منها بكثير ..والرجال قوامون عليهن ولهم عليهن درجة ..وعلى المؤمنة أن تقبع فى المنزل لخدمة الرجل الفحل وتلبية طلباتة واخصة الجنسية حتى لا تغضب عنها الملائكة ...وختانها واجب شرعى ..وتقتل بجريمة اسمها الشرف حتى ولو مجرد اشاعات غير مؤكدة والقاتل يحسب بطلا ويحصل على البراءة بأمر القانون الذكورى الذى وضعة الة ذكورى عند الذين امنوا لأنة يكرة المرأة ..وبعد كل هذا التلقين تبقى المؤمنة غير انسانة فى قرارة نفسها حتى لو عاشت فوق المريخ بمفردها .

Chay min tajribat imraa..
Houggan Dounia -

Merçi pour cet écrit. Enfin un article qui n''incite pas à la haine.

العبودية الشرقية
زارا -

لأن الرجل المسلم يستعبد المرأة فهو يستعبد نفسه. انه لما رأى امكانيات المرأة الكبيرة والمتعددة تصور ان هذه يضعفه فخاف منها لذا بدأ بقصة ان المرأة دونه وانه سيدها, ثم اوثق كل هذا بدين اليهودية والتي منها انبثقت المسيحية والإسلام. وهو بكل هذا ليس بسعيد ولا مرتاح ولن يعرف للسعادة والراحة النفسية طعما إلا اذا عالج الأمر من الجذور. المرأة والرجل موجودان ليساعدا بعض في كل نواحي الحياة, والحب الحقيقي يبنى فقط على الصداقة والأيمان بأن الأخر يكمله وليس اقل منه, وبدون الحب الحقيقي (بين الزوج وزوجته, الأخ واخته والأم وابنها والأب وابنته) لا يمكن بأس شكل للرجل ان يكون انسانا سويا, بل يكون شبه انسان مليء بالغرائز التي تسيطر عليه دوما, مليئا بالعقد. ولا يمكن لذها الرجل ان يكون لا معلما ولا سياسيا ولا اي شيء جيد, سيكون فاشلا دوما.الرجل الغربي تحرر لأن المرأة تحررت. لذا فهو طبيعي على سجيته لا يحاول ان يقول او يفعل دوما اشياء بطولية والبطولة الحقيقية عنده ان يعمل ويكون ابا وزوجا جيدا. الرجل الغربي يستطيع ان يحب بحق (وليس ان يعجب فقط بإمرأة او ان تجذبه انوثتها دون عقلها وروحها) لذا يصبح صديقا لحبيبته وزوجتهو وهو لذا سعيد مرتاح ولذها فهو ناجح وينجز الكثير وعقله, مع عقل المرأة الغربية, في حركة دائمة ونجاح مستمر, فيتقدم المجتمع وتكثر الإختراعات وتنطلق المواهب.الحب عند الرجل والمرأة الغربيين لا يحتاج إلأى عقود من الألم والأنين واللوعة والأغاني السلبية كما عند المسلمين. الحب عندهم شعور يجذبهم لبعض لكونوا وحدة العائلة (التي تبنى عند المسلمين على اسخف الأسس لذا فهي مكسورة وليست حقيقية حتى عندما لا يكون هناك طلاق), ومرحلة اللوعة والأنتظار تنتهي عندهم بسرعة فيصبح الحب بعدها طاقة تدفع كليهما للنجاح في كل جوانب الحياة. والحب في بلاد المسلمين يكسرنا.حتى عندا يخون الرجل الغربي امرأته, فهو لا يكون نذلا حقيرا بعد اكتشاف خيانته. لأن الفتاة الغربية اذا كشفت غدر حبيبها لا تخشى الكلام عن الأمر خوفا من مجتمع يلومها حتى وان لم تخطيء هي في اي شيء (كما هو الحال عندنا), لذا فالأمر ينعكس عليه هو ايضا فلا يتحول إلى نذل كامل يقول للفتاة كلاما مثل (لا تستطيعين فعل شيء).ان المرأة عند المسلمين مستعبدة حتى وان اصبحت وزيرة, ولكنها اكثر حرية من الرجل المسلم, لأنه هو العبد الحقيقي.

دكتوراه2027
o/ottonnoh -

..سيدتي العزيزة لاتعني الاية الكريمة}.....ومما ملكت ايمانكم....{أجيال الانتقاء الطبيعي انما العقلي فيصير الفصام وطبيبه وصيدليه وقاضيه نكة.اعود بالله من علم لاينفع.

فول مختل
محمد -

انظر الى كتابك ومدى احترامه ليس للمرأة وإنما للأنسان أليس به اناشيد الإنشاد ودعوته الصريحة للزنى فكيف بطفل صغير يطّلع عليه فأين القدسية في كتابك وغيرها الكثير وإين العدل حين تحرق المرأة الزانية بنت الكاهن فهل مثلها يحرق ابن الكاهن حين يزني ،اين أنصاف المرأة في دينك ،المرأة المسيحية لا تلتزم لانها صارت بلا دين ملحدة اي تحررها عندكم من الحادها وتركها دينها واما دين بولس المبتدع قَص وحلق وحرق .

التعميم خطأ
Guest -

سيدتي الفاضلة.. لو كان هناك شئ محدد اسمه امرأة شرقية لكانت الصينية أو اليابانية أو الفيتنامية ولكنهن مختلفات كثيرا.. حتى المرأة السورية تختلف كثيرا من الريف للمدينة ومن الساحل للداخل ومن أتباع دين لآخر ومن متدين لمتحرر.. صار لي عايش بأميركا 30 سنة ونفس الكلام ينطبق على نساء أميركا.. أعتقد أن التعميم خطأ دائما.

نقطة
نظام -

ناقصة عقل=زائدة عاطفة...معادلة بسيطة تحتاج من فول الى مئات السنين لاستيعابها.. وقس على ذلك بقية النقاط.