فضاء الرأي

لا سلام مع الإستبداد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يخطئ من يظن بوجود امكانية للتعايش مع الإستبداد، أيمنا كان الحِلة التي يرتديها وفي أي زمان ومكان وجد، فكل تجارب الإستبداد والمستبدين عبر التاريخ، تؤكد بشكل قاطع&صحة هذه الرؤية. فالإستبداد كالسرطان الخبيث، لا يمكن التساهل معه، ولا الإطمئنان إليه أبدآ، فأي تراخي سيقضي عليك لا محال.

كما هو معلوم، إن السرطان يبدأ ينخر في أعضاء الجسم الواحد تلو الأخر، يفعل ذلك بشكل صامت، ومع الوقت يأتي على كافة أعضاء الجسم، وفي النهاية يشل حركته ويقضي عليه نهائيآ، ويضع حد لحياة المرء. وهكذا هو الحال مع الإستبداد، فما أن يبتلي بلدٌ ما بهذا الداء، حتى يشل الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية فيه، ويأتي عل الحريات العامة والفردية، ويتحول البلد إلى سجن كبير، ويفقد المرء في ظله أداميته وكرامته الإنسانية، ويعامل كالعبد والدواب.

وبناء عليه، يمكن القول لا حل ولا سلام في جنوب كردستان وسورية، في ظل وجود أنظمة مستبدة، تتحكم في البلاد والعباد منذ سنين طويلة، والإستبداد قضى على الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في كلا البلدين. ولا شك هناك إختلاف ما بين كلا التجربتين، ودعونا نبدأ أولآ بالوضع المتأزم في جنوب كردستان، ومن بعدها نعرج على الوضع السوري الملتهب.

ولا يختلف عاقلان على أن سبب الوضع المتأزم في جنوب كردستان، يعود للإستبداد&العائلي المغلف بثوب حزبي، وبأن الوضع قابل للإنفجار في أي لحظة كانت، ويمكن أن تتسبب في حرب داخلية، على غرار حرب التسعينات من القرن الماضي، بين البرزاني والطالباني، اللذان يتقاسمان السلطة والنفوذ في الإقليم.&

وكل حديث عن مفاوضات وحوار بين الأطراف المعنية بالأزمة المستفحلة، هو مجرد كلام في الهواء، هدفه شراء الوقت والضحك على الذقون لا أكثر. لا حل ولا سلام في الإقليم في ظل سيطرة العائلة البرزانية المستبدة على محافظتي هولير ودهوك، وسيطرة عائلة الطالباني على محافظة السليمانية وكركوك جزئيآ.

حتى لو غادر المغتصب للسلطة مسعود البرزاني الحكم الأن، وجاء شخص أخر محله من خارج حزبه والعائلة، لن تحل أزمة الإقليم، مادامت عائلة البرزاني تسيطر على القسم الأكبر من قوات البيشمركة والأجهزة الأمنية، والإعلام والمال والنفط في الإقليم. والجزء الأخر تسيطر عليه عائلة الطالباني. كيف يمكن لرئيس أن يحكم ومقادير الحكم الحقيقية بيد عائلتين بعينهما؟؟؟ جميع المراقبين يدركون حق الإدارك، إن الأزمة تكمن في الإستبداد الذي يتحكم بالإقليم منذ عقود، ولا مناص أمام الشعب الكردي، إلا أن يثور على هذا النظام العائلي الإستبدادي البغيض، والتخلص منه بشكل جذري وإلى الأبد.

وفي الحالة السورية الملتهبة منذ خمسة أعوام، لا يمكن بأي حال من الأحوال التعايش مع الإستبداد، ورأينا ماذا كان نتيجة صمت السوريين طوال السنين الماضية، على نظام الإستبداد ذات الصبغة العنصرية - الطائفية، ومحاولتهم التعايش معه. ولهذا إن الكلام عن مؤتمر جنيف وفينا والرياض، والتفاوض مع المجرم بشار الأسد، هو حديث الهدف منه، تخدير الشعب السوري وبيعه الأوهام من جديد.

لا حل وسلام في سوريا، إلا برحيل الأسد وكل أركان نظامه، وسحب السلطة الفعلية من الطائفة العلوية، والمقصود بذلك تحرير الجيش من سلطتهم ومعه الأجهزة الأمنية وتخليص الإقتصاد، من يد عائلة الأسد ومخلوف وشاليش، وكل من لف لفهما من حيتان المال المنهوب، ولا ننسى تحرير وسائل الإعلام من يدهم هي الإخرى.

إذا إفترضنا تحاور السوريين مع هذا النظام المستبد، وقبل النظام بالتخلي عن كرسي الرئاسة، مقابل الإحتفاظ بالجيش والأمن، فماذا بمقدور رئيس سني أن يفعل في هذه الحالة؟ الجواب لا شيئ، سيكون حاله حال الرئيس العراقي. الكرد والسوريين بحاجة إلى إقامة نظام ديمقراطي، يكون جميع القوات العسكرية والأمنية فيه، تابعة للحكومة المنتخبة، ويمنع منعآ باتآ من إمتلاك أي حزب أو عائلة مليشيات عسكرية خاصة بها، مهما كان الأمر.&

وقبل الختام، لا يمكن إجراء إنتخابات حرة وديمقراطية، في ظل سيطرة حزب معين أو عائلة ما على مقاليد الحكم الحقيقية، كما هو الحال مع حزب الإتحاد الديمقراطي بغرب كردستان، أو حزب البعث في سوريا، أو حزب البرزاني في اقليم جنوب كردستان.&

في الختام، لا تنتظروا خيرآ من كل هذه الجعجعة، حول إقتراب الإنفراج في إيجاد حل في إقليم جنوب كردستان وسوريا. الحل الوحيد هو القضاء على هذه الأنظامة المستبدة الحاكمة في كلا البلدين، قضاءً مبرمآ. ولا تنسوا بأن العديدين من المستبدين وصلوا الى الحكم عبر الإنتخابات!

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التشخيص المقارن!
زبير عبدلله -

طالما وضعت البرزاني, والاسد في خانة واحدة, فقد مقالك مصداقيته, ليس فقط للناس الذين يعرفون الحقيقة, وانما لامثالك ايضا, واعرف كم الصراع الداخلي عانيت, حتى وضعت البرزاني, ابن كوردستان البار, في خانة الاسد, وهنا معرفة الحقيقة ليست بحاجة الى اخذ خزعة من الورم لمعرفة خبثه,. يلجا الطبيب الى التشخيص المقارن عندما يختلط عليه اعراض مرض مع مرض اخر, والقارئ, مهما كان درجة ثقافته, لن. الجا الى المقارنة, بين الاسد (كقاتل) ,والبرزاني كقائد لحركة تحررية, اتحداك ان تاتي بقتيل واحد على يد البرزاني,اذا تجردت من ثقافة الحقد والكراهية والعمالة. ..الاسد باق ياسيد بيار (وحبذا لو قلت اسمك الحقيقي) ,باق لان الانسانية المتحضرة, فقدت منذ زمان القيم الانسانية, والاخلاق, وجميعها تدور في مدارات الكترونية, حول نواة من المال والسلطة, وهذا كان سنة الله في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلا...انك نفسك اعطيت الشرعية للاسد, في هذا المقال, طالما تحكم على مجرم نفس حكم البريئ, اذا كان الاسد مثل البرزاني, لماذا لايبقى الاسد, وانا اول من يقبل به, وساعود الى سوريا, حاملا صورة الاسد. .الاتخجل على نفسك, والاسد دمر سوريا عن بكرة ابيها,- الا القرداحة وطرطوس,- وقتل حوالي نصف مليون سوري, وشرد ا كثر من نصف الشعب السوري, وتاتي لتقارنه ..بالبرزاني, ...