فضاء الرأي

خلية الاعلام الحربي والامتياز الرقمي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

لاشك في ان الثورة الرقمية الحالية التي افرزتها التكنولوجيا ومنتجاتها الحديثة قد القت بضلالها على العديد من المجالات لدرجة امسى من الصعب، ان لم نقل من المستحيل، ان يفلت مجال ما من تأثيراتها واصداءها وعدواها المزمنة التي تلاحق الجميع وتجد اثارها في كل الاماكن.الاعلام &امسى &بدوره من اهم المجالات التي اجتاحتها اعاصير هذه الثورة، وبدا ذلك، بكل جلاء، من خلال التحولات التي شهدتها مؤسساته والتي تناسبت مع مستوى التقدم ودرجته، فمن استعمال الطرائق التقليدية في التحرير ونشر الخبر وبثه لوسائل الاعلام الى الاستعانة بالتطبيقات الحديثة في الهواتف الذكية التي تتناقل الاخبار بسرعة خارقة تجاوزت حدود التوقعات السابقة.ويشهد العراق منذ عدة السنوات، اكبر مواجهة عسكرية مع اعنف التنظيمات الارهابية واكثرها اجراما في تاريخ العصابات ومسار الاجرام، وهو تنظيم داعش الذي يجيد، على نحو كبير لايستهان به، ادارة لعبة الاعلام في حربه ضد العراق والعالم، لذا كان من الضروري ان يرتقي العمل الحكومي الاعلامي الذي يواجه آلة التنظيم الاعلامية واذرعته الاحترافية الى مستوى التحدي الذي تقتضيه المرحلة والحرب الجارية حاليا.ومع اعترافنا بوجود تقصير كبير في اجهزة ومؤسسات الدولة العراقية في مجال مواجهة داعش اعلاميا،لكننا لم نُعدم وجود تحركات جدية فعلا من قبل اطراف معينة في الحكومة العراقية من اجل الوقوف بوجه داعش الاعلامي الذي حيّر الكثير من الخبراء العالميين في مجال قدراته على تسويق خطابه الاعلامي بصورة غير تقليدية.وفي خضّم الحرب ضد داعش اعلاميا، واستجابة للتحدي الاعلامي الخطير، تم تشكيل خلية الاعلام الحربي بعد صدور أمر ديواني من مكتب رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بهذا الصدد من اجل توحيد الخطاب الأمني والعسكري والقيام باصدار بيانات واخبار تتعلق بالمعارك الجارية ضد داعش بغية ايصالها إلى الاعلاميين على نحو مباشر وحقيقي ودقيق بعيدا عن التناقضات والتشتت والتشظي، &فضلا عن محاربة الإشاعة وتوجيه العمليات النفسية ضد داعش والجمهور في المناطق المحتلة من قبل التنظيم.وتتالف الخلية، بحسب المعلومات التي استقيتها من احد اهم اعمدتها المهمة وهو العقيد محمد البيضاني، من ضباط ومختصون من جميع فصائل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة الى مكتب رئيس الوزراء، اما من الناحية الفنية فالخلية ترجع الى قيادة العمليات المشتركة وتعتبر المتحدث باسم الاخيرة ولديها ناطق رسمي هو العميد يحيى رسول ومنسق للخلية هو العميد سعد معن، واما ادارة الخلية على مستواها الرقمي فقد تولى هذه المهمة العقيد محمد البيضاني، الذي يعتبر حلقة الوصل بين الخلية وبين الصحفيين من خلال المجموعة التي تم عملها على تطبيق الواتس اب، حيث تجد التحاور والنقاش والمجادلة مع الصحفيين الذين تمت اضافتهم الى هذه المجموعة قائما على قدم وساق من اجل الوصول ، في النهاية، الى المعلومة الامنية الحقيقية.&وقد قام المعنيون والمشرفون على الخلية بعمل &ثلاث مجموعات رقمية على الواتس اب، وكما يلي ؛&المجموعة الأولى: وهي مجموعة تضم أعضاء الخلية فقط، ويتم &فيها إرسال الأخبار من قبل ضباط &الخلية " الخفر" للموجودين في العمليات المشتركة ويتم جمع المعلومات فيها .المجموعة الثانية: وهي مجموعة تضم العقيد محمد البيضاني وضباط الإعلام في جميع القوات المسلحة وإعلام وزارة الدفاع والداخلية والمرور وعمليات بغداد والمخابرات، ويحصل هنا جمع كل المعلومات والتنسيق بينها ومتابعة كل معلومة جديدة أو إشاعة لاتخاذ موقف منها.&المجموعة الثالثة؛ وهي المجموعة التي تضم الاعلاميين من اغلب الوكالات والمواقع والصحف العراقية والاجنبية، حيث يتم في المجموعة استلام المعلومة النهائية لما يجري من احداث امنية وعسكرية مثلما يتم استلام البيانات والتصريحات واخر مستجدات الاحداث من اجل ايصال الخبر بصورة مباشرة للاخوة الاعلاميين ومنع الالتباس وتضارب المعلومات الذي يحصل سابقا في الكثير من الاحيان.وهناك &صفحة للخلية في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك باسم خلية الإعلام الحربي قيادة العمليات المشتركة، يديرها البيضاني وهي تنشر ايضا اخر البيانات والاخبار المتعلقة بالحرب ضد داعش بكل تفاصيلها.انشاء &خلية الاعلام الحربي، وعلى هذا النحو الرقمي، جاء متسقا الى حد كبير مع الواقع الاعلامي الجديد في العالم المعاصر،وشكّل تجسيدا للوعي بضرورة التحول نحو هذا العالم المتغير الذي فرض على العاملين في المؤسسات الاعلامية، على المستوى الرسمي وغير الرسمي، ان يدركوا ضرورة الانتقال اليه والاخذ بابجديات مايجري حاليا في هذا الفضاء الذي امسى يشكل منظارنا الافتراضي الذي نرى من خلاله كل مايحدث من حولنا.&
مهند حبيب السماوي باحث في مجال السوشل ميديا‏alsemawee@gmail.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف