تآكل العلمانية وانطفاء التنوير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعجّ مجتمعاتنا الحالية بالكثير من السقطات الفكرية مما يعيق النهوض والرقيّ مثل بقية الامم التي تنحو الى تغيير واقعها بدءا من تفاقم الجهل واتساعه وازدياد التعبئة الاسلاموية المنحرفة باتجاه العنف والتشدد وتغوّل مايسمى الأحزاب الدينية وتغيير هيكلتها سياسيا وفق تنظير ما سميناه " التأسلم " بشكل مهول حتى تحوّل ورما سرطانيا مخيفا عمّ الجسد العربيّ كلّه وظهور المكوّنات الاثنية ليس من طرف المسلمين وحدهم بل انجرت الاثنيات الاخرى وتأججت وتسلّحت بالكراهية كردّ فعل لما يمارسه المتأسلمون حتى بات التنويريون عاجزين عن تحقيق ايّة خطى لإيقاظ هذه الخراتيت النائمة والذي أثقلت صدور أوطاننا بخناقها وعداواتها المستمرة حتى باتت البغضاء والكراهية وفقدان الثقة بين الأطراف سائدة وكلٌ يتربص بالآخر ويريد الإطاحة به وكأننا نعيد إثنية " أخوة يوسف " الاعداء.
بهذا القدر الكبير انتشرت النزعات المريضة وتعكّز الكثير من اهلينا على ماورائيات الدين والخرافات والاثنيات اضافة الى الانطواء ايضا باتجاه المذهب والقبيلة والعِرق والمنقذ الخيالي العادل حتى باتت الحلول العلمانية المخلّصة بصدق توصم بانها عدوة وإلحادية ودواء غير ناجع باعتبار هذا العقار والحلّ آتيا من خارج بيئتنا ووسطنا ويجب محاربته ونصب العداء لكل من يقوم بنشره وبالترويج له.
ويوما بعد يوم ينكمش العلمانيون وينطوون على انفسهم وتتضاءل قيمتهم فلا احد يصغي الى مايقولون ويكتبون بل اخذ التعامل معهم طابعا عدائيا وصل حد التهديد بالقتل والتصفية الجسدية بعد ان كان التعامل معهم قبلا اخفّ قليلا كاتهامهم بالإلحاد والخروج عن طاعة أولياء الامور وجرجرتهم الى محاكم الحسبة السيئة الصيت وتفريق الأزواج وإسقاط الجنسية عنهم او طردهم نفيا وتشتيتا قبل ان يتطوّر الأمر الى التصفيات الجسدية وشرعنة الموت بحقّهم.
وامام كل هذا الركام الهائل من التخلف والانطواء والجهل المفرط ظهرت العصبية الدينية وكشّرت عن انيابها بحيث اصبحت مهام المصلحين التنوريين اصعب من ان تحتمل في ظل الخوف من مواجهة هؤلاء الذين لايفهمون معنى الحوار وسعة الصدر مع المختلف وكأن العلمانية اليوم تحفر نفقا في إبرة معوَجّة.
ما الذي يفعله العقلانيون وهم يرون نفايات الجهالة وغياب العقل الناضج تتكدس انقاضا متزايدة يوما بعد يوم سوى انكفاء الكثير منهم يأسا بسبب قلة الحيلة والاضطرار الى الانزواء بحيث طالب البعض بإنشاء محميات صغيرة مسوّرة لهم كالتي عملها اليانكي الاميركي للأقلية المتبقية من الهنود الحمر في اميركا.
اكاد اجزم ان العلمانية الان في اوساطنا أوشكت ان تغيب كليا وربما في طريقها الى التناقص الى ان تصل الى الانقراض لعجزها عن مواجهة السيول الدينية المتفاقمة وتيارات التخلف، وهنا من السهولة جدا ان يقوم رجل الدين او زعيم القبيلة بلملمة تلك الحشود الجاهلة وتحريك الحسّ الفطري الديني والنزعة القومية لديهم فتستجيب لها العقول الفارغة فتتبلور وتتكاثر جموع الغوغاء الغفيرة لتكوّن تصدّيا لأيّ توجّه سليم منقذ، والويل الويل لكل مثقف واعٍ وعلماني شريف ومصلح توجعه حال بلاده يرى مثل تلك الرعية المغفلة وينبهها حتى تصيبه سهام الموتورين وتلاحقه سيوف وسياط الزعامات الدينية والقبلية واتهامات التكفير والخروج عن الملّة وتسفيه العقيدة ونكران الذات الإلهية ولا عجب ان ترى هذا المصلح العاقل جثة هامدة مرمية في الطريق بفعل مسدس كاتم صوت او غرزة سكّين مميتة بعد ان شرعن رجل الدين وأمرَ عصاباته بهدر دمه تلبية لنداء من يمثّل الخالق العظيم زيفا وتضليلا.
هذا هو واقع الحال عندنا، واين لنا من مواجهة مجتمعات مشبعة بالتخلف فكريا واقتصاديا تقودها حركات دينية غاية في الصلف والعنجهية والوقاحة وتدّعي انها تستمدّ قوتها من السماء وتستعين بجماهير هائلة مغفلة غالبيتها مسحوقة فقرا ومغيّبة وعياً ؛ تعلّقت بانتمائها العشائري والديني ونسيت انتماءها الطبقي؟
فلا عجب اننا نرى رجل دين او داعيّة ماكراً ليس له الاّ سلاطة اللسان ودغدغة العواطف يصل عدد معجبيه ومريديه في مواقع التواصل الاجتماعية مثلا الى اكثر من عشرة ملايين معجب بينما العلماء الكبار والمصلحون الخلّص والتنويريون وحاملو لواء العلمانية في مجتمعاتنا الواهنة لايتجاوز متابعوه ومعجبوه بضع مئات من الافراد.
تلك هي سياسة القطيع الجاهل المعصّب العيون التي يتبع راعيها بلا هدى اينما حلّ وحيثما أزف ويطاوعونه حتى لو قذف بهم في مهاوي لاقرار لها ؛ فالتبريرات جاهزة ف " هذا ماكتبه الله لنا " ولو وقعنا في غاية الانتكاس ولا اعتراض على قضائه وقدَرِه وهذا بالضبط مايحتاجه الزعيم الديني الى حائط مقدّس يتكئ عليه ويرمي بأخطائه على غيره وتبرئة نفسه ورمي كل التدهور والخطأ لتعليقها في شمّاعة الخالق طالما ان العقل الجمعي مغيب ولا يشير الى مواطن الخلل والعاهة،
انها الاساءة الكبرى الى ربّ الأرباب بحيث لايتورّع رجل الدين التضليلي من إسقاط كل الفشل والحطة والانحدار الى المقدّس الأوحد ليخرج بريئا امام الملأ المغفل ويتناسى مضمون الآية الكريمة في القرآن " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتْ أيديكم " التي تعزو سبب مايصيب الإنسان الى سوء تصرفه وعدم استخدام عقله الاستخدام الأمثل كمنجاة من الوقوع في الزلل.
نفس الامر يحدث في واقع سياسيينا عديمي الضمير ؛ ففي السياسة العاهرة يحتاج السياسي عندنا الى عكاز ديني ليمارس دوره التخريبي ويضفي على نفسه صفة السيادة والانتماء الى شجرة الرسول والانتماء الى آل البيت لينسلخ اولا من العامة وينشئ له انتماءً نخبويا متميزا ويبدأ بالنهب والسلب والاستحواذ على المال العام وكل ما تناله يده، ويشبع نزواته الذاتية وينهل من الخيرات والنساء والنفوذ والحظوة والجاه ما شاء له، ويعمل في اعدائه قتلا وتدميرا وتهجيرا ويحيط لنفسه اتباعا وحاشية تكون سورا مانعا وحماية له من ايّ أذى محتمل قد يحيق به باعتباره ظلّ الله في الارض ويد الله الضاربة والقائم بأمره تماما كما كان يفعل الخلفاء والأمراء فهذا المنصور بالله والمتوكل عليه والمستعين به والمعتضد بسطوته، ولو تتبعنا سيرة الخلفاء والسلاطين والأمراء والقادة ممن حكم وتجبّر وتَعهّر نجد ان معظمهم ان لم نقل كلهم بسطوا الدين فراشا وثيرا لممارسة أقذر أنواع الدعارة السياسية ويبرر فوضاه ويحيل أخطاءه وكل آثامه لتعليقها على شماعة الدين.
ومثلما يحتاج رجل الدين الى عمامة وقلنسوة وجُبّة وعباءة ليستر بها عوراته وآثامه ويطلق لحيته ليبدو في مظهر الورع التقيّ امام جُهّاله وما اكثرهم عندنا ؛ يحتاج السياسي الى صولجان وسيف يسميه سيف الله الفيصل وبين سندان الدين ومطرقة الحاكم الضاربة يقع المواطن المسكين ؛ فهذا يطرق رأسه صداعا دائما بأفكار دكتاتورية أو عقائدية مجّة وذاك يعتصر جسده ذبولا ليتراءى بعد الهصر والإذلال شبح إنسان وبقية مخلوق لايدري نفسه أهو على قيد الحياة او سجلات الأموات.
ولا ادري متى نتخلص من هذا الفقه الديني الذي حزّت قيوده رقابنا وأيدينا وضيّق علينا كثيرا واستخدمته السلطة الدينية والسياسية معا منهلا ومصدرا لتمرير اهدافها ضد رعيتها الجاهلة والمنكوية مع انه لايعدو ان يكون فقها آدميا فيه من الاجتهاد والرأي غير القويم والإسناد غير الموفقة المشكوك فيها الشيء الكثير ومن صنع الانسان نفسه وقد كتب وأقرّ في زمكان معين وقد يصلح في فترة ما لكنه حتما غير صالح في فترات لاحقة ولايمكن ان يأتي أكله في مكان اخر.
تلك هي الحياة في تسارعها ووثبتها وسرعة خطواتها وحاجتها الى تحديث جديد في فهمنا ولا ينأى الفقه من هذه القاعدة فليس من المعقول ان تكون انظارنا الى الوراء وبقية الامم تأخذ دوما الصدارة وقصب السبق فاذا سلّمنا بان الفقه الإسلامي على سبيل المثال قد جاء من الله ونبيّه وليس لنا الاّ الانصياع له ؛ فماذا عن الفقه الذي أقرّه وافتى به المتأخرون في مذاهبهم وفيه من الاجتهاد والرأي والقياس القابل للخطأ والصواب لانه ناتج من نتائج العقل السلفي وكل ما أفرزه العقل البشري معرّض بلا شك للشطط والشطح والصواب ايضا، وما على العقل الفقيه المعاصر في المؤسسات والمرجعيات الدينية مثل الازهر وغير الازهر ان يجرؤوا على معالجة الشطط وغربلة تلك الاكوام الهائلة من الفتاوي الفقهية المعيقة لإزاحتها وطمرها باعتبارها عقبات ومطبات وردم الهوى العميقة التي أطاحت بنا مرارا ولازالت تطيح بنا ؛ فما المانع ان يتقدّم العقل على النصوص ولاسيّما النصوص الفقهية المتأخرة وهل نبقى أسارى قناعات فقهية تهلهلت مزقا بفعل تقادم أزمانها وأماكنها وكأن عصورنا ثابتة لا تتقدم وبوصلتنا متجهة باتجاه واحد لا تشير الى غيره؟؟
ليت هذه الجموع الغفيرة من شعوبنا المغفلة المغلوب على امرها تتفهم بان الفكر هو مجرى مائي جارٍ وكلما ركد هذا الماء واستنقع لم يعد صالحا لا نهلا ولا سقيا ولا بد من رافد يستمر في جريانه وهذا هو الذي نعنيه رافد العلمانية فهو الأنجع مشربا والأكثر والأنفع استسقاءً لصحراء عقولنا وعسى ان تدلوا بدَلْـوكم في هذا الرافد يا أهلنا الاعزّاء لترتووا ولتخضرّ بقاعكم نماءً وجنانا في ارضنا المباركة وهذا كلّ مانرجوه ونتمناه قبل فوات الاوان، وخوفي ان يهلكنا الجهل ويعمّ فينا الجدب والسبخ ومازال بصرنا وبصيرتنا في غفلة عن انتقاء الأصلح والأشفى والأكثر إنقاذا.
&
jawadghalom@yahoo.com
التعليقات
الداء لا يصلح دواء
فول على طول -الكاتب يسرد كلمات مثل : المتأسلمين ...التأسلم ...الجهاديين ..الى اخر المصطلحات والكاتب - مثل أغلب مدعى التنوير - يلقى باللوم على المشايخ ونحن نسأل الكاتب هل هؤلاء بعيدون عن تعاليم الاسلام ؟ هل هؤلاء لا يعرفون الاسلام ؟ والكاتب يلوم على الفئات السابق ذكرها ويستنجد بالقران - وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتْ أيديكم - أى يعود الى نفس المصدر الذى ينفذة المتأسلمين وينادى بة المشايخ أى أنك رجعت للمربع صفر . ونحن نسأل الكاتب : عن أى تجديد تتحدث ؟ كيف يمكن تجديد الاتى : واقتلوا المشركين واضربوا فوق الأعناق وأمرت أن أقاتل الناس حتى يصير الدين كلة للة وحتى لا تكون فتنة فى الأرض ؟ واغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر ..هل هناك معنى اخر لكلمة اقتلوا ؟ أو اغزوا ؟ هل ممكن تفسير اقتلوا بأى معنى أخر غير القتل ؟ والمسلون مطالبون - تكليف الهى - بنشر الدين الحنيف بكل الوسائل ومن بينها قتل الكفار ..والجهاد - القتل - هو أعظم شئ فى الدين الأعلى وهو واجب شرعى وصالح لكل زمان ومكان والثواب معروف وهو الحوريات : ما جاء في (سورة الواقعة 22) (وحور عين كأَمثال اللُّؤْلُؤ المكنون) وماذا فسر (الجلالين هذه الآية) فيقول (حور) هن نساء جميلات لهن عيون ضخمة ، شديدة السواد وشديدة البياض" ...... ويضيف القرطبي في (تفسير نفس الآية) "... يُطاف عليهم بالحور ويكون لهم في ذلك لذة في معاشرة الحور)... وقال ابن كثير في تفسير (سورة الرحمن 72) (عن عبد اللَّه بن مسعود قال:( إن لكل مسلم، خيمة ولكل خيمة أَربعة أَبواب يدخل عليه كل يوم تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك لا مَرِحات ولا طمحات ولا بخِرات ولا ذفرات حور عين كأنهن بيْض مكنون)؟... وأضاف ابن كثير: (أَنَّ رَسُول اللَّه قَالَ )(إِنَّ فِي الْجَنَّة خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَة مُجَوَّفَة عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلّ زَاوِيَة مِنْهَا أَهْل أي (زوجات) مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ، يَطُوف عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُونَ) وأكمل ابن كثير كلامه قائلا: (عَنْ أَبِي سَعِيد عَنْ النَّبِيّ قَالَ (أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلَة، لَهُ ثَمَانُونَ أَلْف خَادِم وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَة وَتُنْصَب لَهُ قُبَّة مِنْ لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد وَيَاقُوت) ...وقال القرطبي في تفسيره (لسورة الدخان54) (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) و(عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ ( إِنَّ الْمَرْأَة مِنْ الْحُور
دور المثقف مهم، و لكن..
أبو جمال -تختلف العلوم الإنسانية و من ضمنها السوسيولوجيا (علم الإجتماع) عن العلوم الحقة (الرياضيات) و العلوم التجريبية (الكيمياء...) في كون الأولى تتميز استنتاجاتها بالنسبية، فأحكامها غير مطلقة و لكنها تتميز بالعمومية(صحيحة في غالب الأحيان)، و في هذا الإطار تشير إحدى القواعد السوسيولوجية إلى أن البنية التحتية(نمط الإنتاج و علاقاته) هي التي تتحكم في البنية الفوقية(القوانين، الأخلاق...). فعندما ظهرت الصناعة العصرية التي تعتمد على الآلة و الطاقة البخارية ببعض بلدان أوروبا الغربية في النصف الثاني من القرن 18 و بداية القرن 19 تغيرت العديد من مظاهر البنية الفوقية مثل ظهور طبقات اجتماعية جديدة(طبقة الرأسمالية الصناعية و الطبقة العاملة) و تيارات فكرية جديدة(الليبرالية و الإشتراكية) و تغيرت أنظمة الحكم حيث قامت أنظمة حكم تتبنى الديموقراطية على حساب الملكيات التنفيذية و تغيرت معظم القوانين و القيم و الأخلاق. إن دور المثقفين يشكل حافزا و داعما للتغيير، لكنه غير مسؤول عن إنجازه، و هنا يأتي دور و مسؤولية السياسي و آثار نمط الإنتاج في تشكل القناعات و العقليات و الوعي الجماعي.
فول
مسلم -نعم وخلافا لما تظن انت فان كثيرا من المشايخ نزعوا بعض الايات من سياقها وكما تفعل انت بالضبط,بل انت تتجاهل الايات التي لا تجيز الاعتداء على الاخرين,وتستشهد بايات نزلت في وقائع محددة وانت تعممها دائما,اسلوبك اصبح مكشوفا فابحث عن شبهات اخرى غير القتال والحرب,اما الحور العين فقد اتعبت نفسك بدون طائل عندما توسعت في ذكر بعض التفاسير للايات والاحاديث الخاصة بها.وما العيب في ان تكون الحور ثوابا لمن امن بالله وعمل صالحا.للمرة المليون الدواعش هم فرقة ضالة تفسر القران على هواها كما تفسره انت وبعض المشايخ,والاسلام بريء منكم جميعا
ما فيش قتل للكفار
يا كافر يا ابن الكافره -ما فيش قتل في الاسلام الا للمعتدين
نحو مراجعة للفكر العلماني
غسان -يقول الكاتب محقاً: "الفكر هو مجرى مائي جارٍ وكلما ركد هذا الماء واستنقع لم يعد صالحاً"، لكن الا ينطبق هذا الحكم الصائب على الفكر العلماني المنغلق؟ الا يكفي قرون في الغرب وعقود مديدة في الشرق للتوجه نحو مراجعة الفكر العلماني وتجاربه ونحو تجديد خطابه وسياساته وبرامجه؟ الم تولد "العلمانية المستبدة" في الشرق حركات التحزب و"التدين المستبد" كرد فعل وبصورة متزايدة تستعصي على الحل؟ اليس في الدين الحق العديد من مقاصد العلمانية، مثل فصل المذهب (وليس محكمات الدين) عن الدولة، ومبدأ عدم العصمة عن الخطأ الذي ارساه الشافعي منذ 1200 عام والقائل "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"؟ اليس في الاسلام الأصل في الأشياء الاباحة بالاجماع، والأصل في الأفعال الاباحة حسب رأي الجمهور؟ اليس تأصيل الشورى والديمقراطية موجود في شرعنا منذ 1400 عام؟ ما بالنا نقدس الألفاظ والمذاهب الغربية؟ هل حلت العلمانية الشرقية الحاكمة أزمات الهوية والديمقراطية والتنمية واستباحة الأجنبي لكي نقدسها جملة وتفصيلاً؟ ألم تنتعش العلوم والمخترعات ويسود التسامح والتعددية في العصر الذهبي للأسلام (من القرن الثامن حتى الخامس عشر) حسب اعتراف المستشرقين أنفسهم.
للعقلاء الباحثين عن
الحقيقة -"من المعلوم في مناهج البحث العلمي (تدرس سنة اولى جامعات غربية!) ان الانتقائية Selectivity والمواقف المسبقة والتجارب الماضية (الادراك الحسي المسبق Perception) يمنعان الباحث أو العلماني من التوصل الى المعرفة الموضوعية ... فهمت يا بروف "فول" أم أكرر؟
انتقائية البروفسور فول
المزمنة -نسيت آيات تتلى مثل: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "لكم دينكم ولي دين" و "أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" و "أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُون" و "قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ ديني فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ" و "لا اكراه في الدين" وغيرها الكثير ....هل فيروس الانتقائية غير قابل للعلاج ؟ أم أن هنالك مصالح مالية في ازدراء الدين؟
أسئلة لعلمانيي ايلاف
عباس -للأسف، البعض لا يهنأ له بال الا اذا ازدرى الدين ولامه في كل أوضاع الأمة ومآسيها المعاصرة. ثلاثة أسئلة للعلمانيين العرب : هل من المنطق وضع اللوم على الدين وهو خاضع للتنظيم والتقييد -بدرجات متفاوتة- من قبل العلمانية والسياسة؟ كيف نفصل بين الدين وبين العادات والتقاليد والممارسات البشرية؟ اذا افترضنا ان الدين هو السبب، ما البديل وما هو الحل؟ لا يجب الاكتفاء بالنقد دون ايجاد البديل، والا حلت الفوضى وضعف النظام الاجتماعي العام.
بعض تعاليم الدين الاعلى
فول على طول -اليكم بعضا من تعاليم الدين الأعلى الصالحة لكل زمان ومكان :"لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه"، البخاري ومسلم - أى انة حدد لكم اليهود والنصارى المعرفة بأل التعريف - "أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله، ويـقـيـمـوا الصلاة ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام،الجنة "- تحت ظلال السيوف - و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين} (المائدة 51)- الآية {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد 4)- أو آية السيف {ِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة 5) ..وطبعا أنتم تتهمون العالم كلة بالشرك ولا أعرف من أعطاكم هذا السلطان -وإذا كان الجهاد في سبيل الله بالنسبة لهم هو قتل الكافرين فلماذا نتفاجىء إذاً مما يرتكبه داعش وغيره؟..انتهى . ما رأيك يا شيخ فيما سبق ؟ هل هذة النصوص لها مدلول اخر غير القتل والنحر والتضييق على خلق اللة ؟ هل هى من وضع فول على طول أو مستقطعة كما تقول ؟ ونكرر نحن نقرأ لكم اسلامكم وأنتم تتهموننا بأننا نسب الاسلام ..هذة نصوصكم . وربما تقولون أن المقصود بالناس هم أهل الجزيرة وهذا التفسير أحمق ..اذا كانت كلمة " الناس " هو أهل الجزيرة فهذا يضعكم فى ورطة كبرى ...اذن المساواة بين الناس والناس سواسية وجعلناكم شعوبا وقبائل هو المقصود بهم أهل الجزيرة فقط قياسا على تفسيراتكم التى لا تصمد أمام الحقائق . على فكرة يا شيخ تعليقى هو من مذكرات مسلم سابق . تحي
نقطة
نظام -على عكس الاعتقاد الشائع والخاطئ، فان العلمانية هي بطبيعتها اقصائية، ليس فقط لمجموعة من القيم الكونية، وانما بالضرورة لمجموعة من البشر، تزيد وتنقص ويمكن بسهولة أن تشمل الأغلبية. هذا يعني بالضرورة ان العلمانية هي مبدأ غير ديمقراطي أو يمكن بسهولة ان يصبح تسلطياً، وهذا يجعاها مبدأ غير انساني أو كوني.
تحيز البروفسور فول
المزمن -نسيت قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 62) والآية (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) والآية (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران 64)، والآية (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8). فول شخص احادي الأبعاد، وهو لا يستطيع ان يوفق أو يضم أو يجمع حقائق القرآن دون تحيز أو انتقائية أو ازدراء.
شكرا يا شيخ
فول على طول -شيخ أذكى اخواتة فى تعقيبة على تعليقى رقم 1 يقول : ما فيش قتل للكفار يا كافر يا ابن الكافره ..انتهى - شكرا يا شيخ . المختلين عقليا هم الذين يؤمنون أنهم معهم مفاتيح الجنة والنار . ليس على المريض حرج يا شيخ ..الخلل العقلى مرض مزمن ومنذ 14 قرنا وهو متوارث ...ربما لا شفاء منة ومع ذلك ندعو لكم بالشفاء قادر يا كريم . لا تحرم أحدا من نعمة العقل .
الانتقاء
خوليو -الذين امنوا لهم كامل الحرية في ان ينتقوا ما يريدون من الأفعال فمثلا اذا انسلخت الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ،،، وتقول الآية اتركوهم فقط ان أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة يعني ان اسلموا ،، وايضاً أيها المؤمن فيك ان تنتقي لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم بان تبروا وتقسطوا اليهم لان الله يحب المقسطين ،،فهل رايتم ديناً اكثر عدلاً؟ فلك الخيار والإجازة في ان تعمل ماتريد فان انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ولا تتركوهم حتى يصبحوا مسلمين ،، وان اردتم ان تقسطوا للذين لم يقاتلونكم فلكم الخيار ،، المهم باستطاعتك ان تفعل وتختار ما تريد فهو دين رحمة ويسر ( أراد الله لك اليسر لا العسر ) وان اردت ان تشفق على الذين لم يقاتلوك ولم يخرجوك من ديارك ( مع العلم انه خرج طوعاً وخطط لمرحلة قادمة شعارها الهدم الهدم والدم الدم ) ولكنهم يصرون على انهم أخرجوه من دياره،، لا يقبلوا القول انه لم يحرز اي تقدم خلال ثلاثة عشرة سنة في مكة ،، ومن جهة اخرى باستطاعتك ان تنتقي في قراءة نفس الآية اي ان تزيد او تنقص من كلماتها،، كما حدث مع عمر ابن الخطاب وهشام ابن حكيم في سورة لقمان حيث أعادها هشام امام صاحب الدعوة وفيها زيادة في الكلمات،، فقال له نعم هكذا نزلت،، ولما قراها عمر بكلمات اقل قال له نعم هكذا نزلت ،،، اي باستطاعتكما ان تزيدااو تنقصا شرط ان تبقيا مسلمان،، تقيما الصلاة وتعطينا الزكاة وتشهدا بانه رسول الله وان لا اله غيره ولا شريك له في أخذ القرارات التي تخدم مصالح الذين امنوا فقط ،، فيا أيها الذين امنوا لكم حرية الانتقاء بأفعالكم وهي خاصة بكم فافعلوا بهم ماشاؤون فان اردتم ان تقتلوهم او تقسطوا اليهم فأنتم احرار. ولا يحمل إلهكم النفس الا وسعها ،، فان أتى شخص ليسأل باي حق تقتلني حيث وجدتني ؟ فالجواب يكون وايضاً لي الحق ان لا أقتلك ان وجدت انك لم تحاربني ولم تخرجين من دياري فمصيرك بيدي افعل بك ما أشاء وانتقي الفعل الذي اريد باجازة من الهي ،،لان الهي يحب المقسطين ،، امة تائهة فكرياً ومستبدة عملياً وغير مؤهلة لبناء وطن للجميع على أساس المساواة وحقوق الانسان اي بنظام علماني يعطي الحقوق للجميع .
الشخصية ذات البعد الواحد
والبروفسور خوليو -البروفسور خوليو للأسف هو أيضاً رجلاً ذو بعد واحد One Dimensional Man. البروفسور بيل وارنر أيضاً نفس الشاكلة. كلهم يعتقدون بأن نظام القيم الاسلامي يتسم بالثنائية، لكن وارنر يعترف بعبقرية ومرونة هذه الثنائية!. المشكلة انهم أنفسهم يتهمون هذا النظام بالجمود والتحجر مع المستجدات وتغير الأحوال!. الواقع ان اصول الفقه ناقش منذ مئات السنين هذه المسألة ضمن اطار موضوع ترجيح الأدلة الشرعية وتعارضها، فعلى العلمانيين بالتعمق في هذا الموضوع، قبل الايغال في ازدراء الدين وهو ازدراء لا يقدم ولا يؤخر!
من تاريخ مسيحية الذين كفروا الحنينية
-والواقع أن جميع البشر شعروا بلهيب نار الفتن الدينية، التي استمرت سنوات طوال واكتوى الكل بنارها، ولقي مئات الآلاف من الناس مصرعهم بسببها، وانتشر السلب والنهب، والسرقة والفساد، والتبرم بسبب الفوضى والاضطراب المستمر، وانتشرت المذابح، وسالت الدماء أنهاراً، وأهدرت ميزانيات الدول، وساد عدم الإخلاص والتفريط في مصالح الوطن، وانتشار الأزمات الداخلية، فارتفعت الأسعار، وتضور الناس جوعاً، وزادت الضرائب بشكل يفوق طاقة البشر، وانتشر القمع والترويع، والإرهاب والتخويف، وعمت الفوضى أرجاء البلدان في الغرب الأوربي، وزاد الاستياء بعد أن عاث الجنود المرتزقة في بلدان الحروب فساداً، فقطعوا الطرق، ودمروا، وسلبوا ونهبوا، ولحقت بالمجتمعات التي كانت ميدان المعارك -مثل ألمانيا- أضرار بالغة فقد تعطلت مصالح الناس وأرزاقهم، وخربت قراها قبل مدنها، وعمتها الفوضى، وتصاعدت موجات الحقد والحسد والعداء المستحكم بين شعوب الغرب الأوربي، وكانت تلك الحروب مصدراً للرعب والهلع، وكانت صراعاً دموياً بين الكاثوليك والبروتستانت، أريقت فيه دماء الآلاف من البشر. واختفى الهدوء والسلام من بقاع الغرب الأوروبي فترات طويلة من الزمان، إلا من بعض الهدوء والسلام المؤقت غير ثابت الأركان، وأصبح الغرب الأوربي عالم لا سلام فيه، مع انتشار المذابح والقتل والإعدام، وإبادة العديد من بني البشر، وانتشار السلب والنهب والتشريد، وموت وهلاك وإبادة الكثيرين، وإحراق الناس المخالفين للعقيدة أحياء وقطع الرؤوس، وانتشار المكائد والمؤامرات، والخيانة والخديعة، واختفاء الحريات وحرق الكتب والمكتبات، والكنوز الفنية والأدبية الثمينة أدت إلى محاكمة وإحراق علماء الدين، وأرباب الفكر والعلم، وتكميم الأفواه، والرقابة على الصحف والمطبوعات وانتشرت الممارسات الهمجية، والبربرية والوحشية، وصعد المتعصبون للحكم. بيد أن هذه الحروب لم تقتصر على بلدان الغرب الأوربي فقط، بل اكتوت القارات الأخرى بنار لهيبها، فمع الاتشاح برداء الدين خرج الأوربيون إلى ما وراء البحار، وأبادوا باسم الدين ملايين البشر في القارة الأمريكية والأفريقية والآسيوية، ومارسوا تجارة النخاسة بوحشية، ونهبوا ثروات تلك القارات.
اطلالة على تاريخ المسيحية
الحنينة ودواعشها -بين المسيحيين ادعياء المحبة والتسامح اندلعت سلسلة من الحروب الدينية منذ القرن الخامس عشر، بلغت ذروتها في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي، تسربلت برداء الدين في معظم الأحيان من أجل تحقيق أهداف سياسية، ومصالح شخصية واقتصادية واجتماعية، لم تكن مفاجئة ولا وليدة العصر الحديث؛ ولكنها كانت حروب مستمرة امتدت بجذورها عبر الزمان منذ العصور الوسطى؛ بيد أنها كانت أكثر تدميراً في العصر الحديث، نظراً للابتكارات التي طرأت على الأسلحة والمعدات والذخائر كإفراز لعصر النهضة. هذه الحروب اتسمت بالتعصب الشديد بشتى أشكاله: الديني والقومي والعنصري، واختفت فيها روح التسامح الديني بكافة أشكاله، وتلاشى مصطلح التسامح من قاموس الغرب الأوربي؛ إلا في فترات قليلة، ولم يظهر مجدداً إلا بعد نهاية الحروب الدينية وبداية عصر التنوير. والواقع أن موضوع الحروب الدينية من الموضوعات الشائكة، التي تختلط فيها الأوراق وتعلو فيها أصوات التعصب، ويتلاشى الخيط الرقيق بين المستغلين للدين والمتشحين بردائه لتحقيق مصالح خاصة وهم كثر، ومن يدافع عن العقيدة بصدق وإخلاص وهم قلّة. فقد تلاشى في هذه الحروب مفهوم التسامح وروح التفاهم والوفاق، وسادت نزعات اللاتسامح، وتفشت موجة الأحقاد والإحن والضغائن والفهم الخاطئ، وتشتَّت الشعوب وتشرذمت وانقسمت وتمزقت كل ممزق، وأسكت صوت العقل والمنطق. كانت هذه الحروب صراعاً طاحناً، ومعارك دامية، وصراعات وانقسامات واتهامات بالكفر والزندقة والإلحاد، وأحكاماً بالقتل والتعذيب والحرمان، أدت إلى هدم جسور الثقة، وساد الشك والريبة في علاقات الدول، وبين الأفراد والجماعات، واختفى الحوار الهادف والاحترام المتبادل والسلام والتعاون، وعصفت بأمان الناس، وخلفت الكثير من الدمار والخراب، وساد الاضطراب والفوضى في شتى الأرجاء، وانتشرت الاضطهادات الدينية واضطرب المناخ الديني، وعجز الكثير عن تأدية شعائرهم وطقوسهم في أمان، وتم إجبار الناس على اعتناق مذاهب تخالف عقيدتهم الدينية، وراحت أفئدة الآلاف من المضطهدين والمعذبين في الأرض الأوربية من خيرة العقول، ومن العمال والحرفيين المهرة يبحثون عن ملاذ آمن، وراحوا يلتمسون أماكن يجدون في رحابها الأمن والأمان والملاذ والتسامح، وذلك مع انتشار ثقافة اضطهاد المخالفين للعقيدة كشكل قبيح من أشكال اللاتسامح.
أفضل دين في العالم ...
فرید -بعد دراستي و تحقيقي في الاديان المنتشرة في المجتمعات البشرية حول العالم توصّلت الى انّ أفضل دين من حيث الانسانية و دعوتها للمحبة و السلام و الأخوة بين البشر هي العقيدة البهائية او الدين البهائي. لا حكم للجهاد فيها لفرض عقيدة أو فكر و لا حكم قتل للارتداد منها و لا تكفير من يخالفها الرأي و لا وصف المختلفين عنها في العقيدة بنجس او مسخ . عقيدة مسالمة تؤمن بالشرائع السابقة و هي عقيدة توحيدية .
أكبر مشكلة
عربية وعالمية؟! -وما حلها للمشكلة الاقتصادية، بما في ذلك الاحتكار والفساد؟
رد
فرید -حل المشاكل الاقتصادية من وجهة النظر البهائية،يؤمن الدين البهائي ، مثله مثل باقي الاديان، بأن التجارة والكسب المادي لابأس بهما ماداما في حد الاعتدال. وفي البداية يجب الاشارة بأن الامر المبارك ليس مؤسسة اقتصادية وايضا ليس جهاز ادارى أو ثقافي أو سياسي. الدين البهائي مثل باقي الأديان يتطرق إلى جميع عناصر حياة الفرد الروحية والاجتماعية. ولهذا يجب ان لا نتوقع بوجود جواب لجميع الاسئلة عن المشاكل الاقتصادية والمعيشية في آثار الرموز المقدسة البهائية. وحول هذا الموضوع تفضل شوقي افندي(ولي امر البهائيين) بقوله : ” عمليًا ليست هناك تعاليم محدّدة وخاصة حول الاقتصاد في الامر المبارك مثل ما يتعلق بالبنوك ونظام الاسعار وغيرها. ان الدين البهائي ليس نظاما اقتصاديا ولم يكن مؤسسو هذا الدين من الاخصائيين الاقتصاديين. اما مساهمة الامر المبارك لهذا الموضوع فهي أساسا بشكل غير مباشر، مثل تطبيق المبادئ الروحية على النظام الاقتصادي لعالمنا اليوم. اشار حضرة بهاء الله لعدة مبادئ رئيسية سترشد الاقتصاديين البهائيين في المستقبل وتؤدي إلى ايجاد مؤسسات تعمل على تعديل العلاقات الاقتصادية في العالم.. “.ينظر الدين البهائي الى جميع الظروف والاوضاع اثناء حل المشاكل الاقتصادية، بمعنى ان هناك تعاليم خاصة بالافراد وهناك مسائل تتعلق بالمجتمع والسياسيين. فيقول حضرة عبدالبهاء:- “يجب أنْ يكون تعديل أمور معيشة الخَلق وترتيبها بشكل ينعدم فيه الفقر والفاقة حتّى يكون لكلّ فرد على قدر مقامه ودرجته نصيبًا من السّعة والرّفاهية. وهناك اليوم بعض النّاس في منتهى الثّراء والبعض الآخر في منتهى الفاقة يحتاجون إلى القوت اليومي. فإنسان يعيش في قصر عالٍ جدًّا وإنسان آخر لا يملك حفرة يأوي إليها” “فإذا ما لوحظ فقر وبؤس فمن اليقين وجود ظلم وإجحاف فكأنّ ظهور البؤس دائمًا نتيجة حتميّة لوجود الظّلم. ويجب قيام النّفوس بهذا الأمر الخطير، ولا يجوز أبدًا التّردد في تغيير وإصلاح الأمور الّتي سبّبت الفقر المدقع والجوع للجموع الغفيرة.”
رد
فرید -حل المشاكل الاقتصادية من وجهة النظر البهائية،يؤمن الدين البهائي ، مثله مثل باقي الاديان، بأن التجارة والكسب المادي لابأس بهما ماداما في حد الاعتدال. وفي البداية يجب الاشارة بأن الامر المبارك ليس مؤسسة اقتصادية وايضا ليس جهاز ادارى أو ثقافي أو سياسي. الدين البهائي مثل باقي الأديان يتطرق إلى جميع عناصر حياة الفرد الروحية والاجتماعية. ولهذا يجب ان لا نتوقع بوجود جواب لجميع الاسئلة عن المشاكل الاقتصادية والمعيشية في آثار الرموز المقدسة البهائية. وحول هذا الموضوع تفضل شوقي افندي(ولي امر البهائيين) بقوله : ” عمليًا ليست هناك تعاليم محدّدة وخاصة حول الاقتصاد في الامر المبارك مثل ما يتعلق بالبنوك ونظام الاسعار وغيرها. ان الدين البهائي ليس نظاما اقتصاديا ولم يكن مؤسسو هذا الدين من الاخصائيين الاقتصاديين. اما مساهمة الامر المبارك لهذا الموضوع فهي أساسا بشكل غير مباشر، مثل تطبيق المبادئ الروحية على النظام الاقتصادي لعالمنا اليوم. اشار حضرة بهاء الله لعدة مبادئ رئيسية سترشد الاقتصاديين البهائيين في المستقبل وتؤدي إلى ايجاد مؤسسات تعمل على تعديل العلاقات الاقتصادية في العالم.. “.ينظر الدين البهائي الى جميع الظروف والاوضاع اثناء حل المشاكل الاقتصادية، بمعنى ان هناك تعاليم خاصة بالافراد وهناك مسائل تتعلق بالمجتمع والسياسيين. فيقول حضرة عبدالبهاء:- “يجب أنْ يكون تعديل أمور معيشة الخَلق وترتيبها بشكل ينعدم فيه الفقر والفاقة حتّى يكون لكلّ فرد على قدر مقامه ودرجته نصيبًا من السّعة والرّفاهية. وهناك اليوم بعض النّاس في منتهى الثّراء والبعض الآخر في منتهى الفاقة يحتاجون إلى القوت اليومي. فإنسان يعيش في قصر عالٍ جدًّا وإنسان آخر لا يملك حفرة يأوي إليها” “فإذا ما لوحظ فقر وبؤس فمن اليقين وجود ظلم وإجحاف فكأنّ ظهور البؤس دائمًا نتيجة حتميّة لوجود الظّلم. ويجب قيام النّفوس بهذا الأمر الخطير، ولا يجوز أبدًا التّردد في تغيير وإصلاح الأمور الّتي سبّبت الفقر المدقع والجوع للجموع الغفيرة.”
لا حل للمشكلة المعيشية
ولا مصداقية أيديولوجية -بلا تعليق!