فضاء الرأي

العراق: في حُلم الخلاص الذي يأتي ولا يأتي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأحلام البسيطة صعبة المنال وعصيّة على التحقق في بلادنا. هي قابلة دوما للتلاعب والتأويل والتحريف. الكوابيس تترصّد بساطتها وتبتلع ألوانها قبل أن تحيل معها الطيف الشمسي برمّته الى الأبيض والأسود. وأحيانا الى الأسود فقط. الفقر سُلّم الثروات ومخزن الخديعة. منه وبه واليه يكون كل شيء. تخدير العقول يُوقظ المشاعر الدفينة في توازن وجودي مُربك. آلية ماكرة للبقاء والإستمرار.&

&للكابوس أقنعة بلا وجوه، وله سلطان وصولجان وعمائم ملونة. وله عربات وتيجان ذهبية تمتصّ فصول العام في الشهيق، وفي زفيرها ليس هنالك سوى الموت والعتمة وكآبة الشتاء. الكابوس يداعب الأحلام الصغيرة قبيل الإلتهام. صرخات الضحايا مكتومة في زمن مجنون ومتوحش. متى بدأ الزمن؟. بُعد إفتراضي إخترعناه ليأكلنا. عقارب الساعة تلدغ الفقراء والأمنيات بعيدة كالمسافة بين الفقير وساحة التحرير,

الفقراء وقود المعارك والحروب التي لا تنتهي، والسعير ينادي أبدا على الوقود: هل من مزيد؟. الأنذال مدلّلون في بلادنا. لهم الدين والدنيا ولنا تأجيل الحلول والأحلام المنخورة بالكوابيس. هل ستنقلب المعادلة يوما؟. رهان البشر كان دوما على ذلك. الفقر ليس رجلا لنقتله كما تمنّى امام الفقراء يوما. وليست امراة، بل هي فكرة وظروف ومعان ومصادفات وولادات يمكن تصحيح مسارها عن طريق تدخّل البشر. مَن يَصنع لنا التاريخ؟. ما بين الفقر والغنى ضاعت معانينا وضاع الإنسان وتاه الفقير بين معايير الغنى. الفقراء عندنا يتبادلون نخب العذاب في كؤوس من صنع جلّاديهم. الجلّاد والضحية من قماشة واحدة في أغلب الأحيان. مَن يصنع لنا الديكتاتور ما لم نستدعيه نحن بأنفسنا ومن بيننا؟. ثورة القيم قبل كل شيء آخر. ما عدا ذلك هراء ونظريات فارغة.&

لم يعد الناي كافيا لكي نغني الألم يا سيدتي. الغناء مصباح الروح. هو كالعين تماما. بدونه الظلام والجمود كالعيون المفتوحة للجثث. الألم هو خبرة الضحية وادراكها لمكامن الجرح. الجُرح في الجُرح أكثر ايلاما. هكذا هو تاريخنا مع الجراح. وهكذا كانت أغانينا الحزينة يا سيدتي. للفقراء أيضا خطاياهم مالم يتعلموا الغناء. أبشع الديكتاتوريات هي التي تأتي من الحفاة والمعدمين الذين يكرهون الغناء. حروب الفقراء في ما بينهم هي أكثر الحروب ضراوة وشراسة. الأغنياء حياديون فيها حتى اللحظة الأخيرة. المصالح المجنونة تلعب دور العقل ودورالحاكم والحكم.&

يا عزيزي كلّنا مذنبون بحقّ هذا الوطن النحيل الجميل الذي يكاد يتسرب من بين أصابعنا كالماء. حينها قد ندرك الفوارق بين الهدم والبناء. فما بين الصبر والإنتظار الطويل والصلوات والدعاء على ضفاف دجلة والفرات، وما بين أنياب الكابوس التي تنهش في لحم الفقراء وتسمّم ساعاتهم وتحيل أيامهم الى جحيم لا يطاق، ثمّة أمل لبقاء هذا الوطن على قيد الحياة رغم أنوفهم.

&

sulimaner@yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للكابوس قناع ووجه واحد
Rizgar -

للكابوس قناع واحد ووجه واحد ويسمى -بالعراق- ، للسلطان والصولجان عمائم ملونة ومقابر جماعية واحلام عنصرية منحطة منذ ١٩٢١. وله عربات مدرعة واسلحة امريكية(اسلحة انكليزية سابقا ) مد مرة وتيجان ذهبية تمتصّ فصول العام في الشهيق والزفير والاذلال والحجز والالغاء وقطع الالسن والايدي والارجل والاذان ، وفي زفيرها وفي شهيقها ليس هنالك سوى الموت والعتمة وكآبة الشتاء و الممنوعات والمحظورات والقمع والتكميم والاسكات والحجب والتحجب والانفال والاغتصاب الجنسي -للشمال اللبيب -للقاصرات الكورديات . الكابوس داعب ويداعب الأحلام الصغيرة والكبيرة والتهم المس بيل و السير سايكس وملك مستورد وداعش والحشد الشيعي والبعث ....و...و....و.....و و اصدار حكم الاعدام على صاحب الوطن الاصلي . صرخات الضحايا مكتومة في زمن مجنون ومتوحش من همجية هؤلاء , صرخات الضحايا مكتومة منذ ١٩٢١ لتحقيق الرغبات الجهنمية لهؤلاء الوحوش ؟ متى بدأ ويبدا الزمن ؟ انها صراع الحضارة مع همجية التخلف ..... العربي..... الا سلامي ، انها صراع الحضارة مع المتعطشين لدماء الا خرين , انها صراع الحضارة مع الدراكولا وعاصمة التعذيب والانفال وقيم الصحراء , انها صراع الحضارة مع الجماعا ت والممارسات الوحشية , انها صراع الحضارة مع جينات الابادة .

انشاالله لا ياتي
Rizgar -

العراق: في حُلم الخلاص الذي يأتي ولا يأتي , انشاالله لا ياتي .تسويق الكيانات الدموية عمل اجرامي. المقالة جزء من عمليات تسويقية (داعمو العروبة يراودهم الخوف من فقدان السيطرة على الشعوب الاخرى) . لبيع بضاعة فاسدة الى اطفال كركوك -١٥٠ طفل وطفلة - في مقبرة جماعية في ناحية تازة جنوب كركوك !!!هل بامكانهم , تسويق الكيان المسخ مرة اخرى ؟؟؟

بنى على باطل .
حميد كركوكي -

العراق دولة أخترعها الأنگليز. بنى على باطل .

ولا يأتي
آتي -

لا يستطيع السني دخول بغداد إلا بكفيل ......يأتي بكفيل .

اتى غازي
جاء -

واتى بعده الحجازي الآخر سمي بغازي الأول - من كثر عشقهم للغزو والقتل يسموا أبنائهم بهذا الاسم الإجرامي غازي-

واحسرتاه على العراق!!
العراقي القح -

العراق الوطن صورة جميلة حفرتها الأجيال على الواح الطين وعيدان البردي عبر تاريخ العراق الطويل....العراق الوطن صورة لقصة جملية بالوان قوز قزح ، كتبتها الأمم التي عاشت في العراق على مر الزمن ، كتبوا لنا : هنا بدأت القراءة والكتابة ؛ هنا صنعت أول عجلة في التاريخ ؛ هنا صنع الخل وصنع الخمر ؛هنا تخيلت بابل الجنة ورسمتها بجنائنها المعلقة؛ هنا بدأت الموسيقى ؛ وبدأ اللحن وبدأ الموال ...وبدأ العذاب ...هنا وضعنا النقاط على الحروف العربية ، ...أختزل السياب كل صور التاريخ التي رسمتها بابل وأشور وسومر وبغداد ...أختزلها السياب بصورة واحدة ، زادت العراقيين لوعة وهيام بهذا العراق ...رسم السياب في لوحته : الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام***حتى الظلام ء هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق***....وهكذا أصبح كل عراقي سياب ، أينما ذهب تعول به الريح ...عراق...عراق...وتبقى حسرتنا أكبر ونحن نرى من حسب نفسه على العراق يسرق مال العراق ، ويفجر ويقتل أهل العراق ، ويخون العراق ، ونحن مازلنا كما السياب :نعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون "إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنونأيخون إنسان بلاده؟"... نعم فقد خان الأمانة حتى رجال الدين والدين منهم براء، فكيف بمن حسب على السياسة ....ومن قال كلمة حق : كالصرخي ، والخالصي ، وأصحاب الضمائر الحية واجهوه وأتباعه بنار ذات لهب ...وأعتبروهم بعثية ودواعش وعملاء أمريكا ، ونسوا أن من جاء بهم الى السلطة هي أمريكا نفسها ، التي قدمت لهم العراق عربونا لخيانتهم...وقالوا لهم : روحوا إبنوا؟؟ الشعب صدق وأنطلت عليه الحيلة؟ وهكذا بدأ البناء...؟؟ من كان يقضي وقته متسكا في شوارع لندن وبيروت وطهران ودمشق ...أصبح يدير دفة البناء...أصبح القائد...فديست لوحة السياب ،وأمتزجت الوانها وتكدرت ولم نعد نميز من الوانها غير لونين : الأحمر لون دماء الأبناء والأسود لباس النساء التي ناحت ، من أجل أن يبقى أمثال المالكي والجعفري وصولاغ والأعرجي وعلاوي....و...و..يديرون البناء؟ ومع هذا يخرج علينا بين الفينة والأخرى من يسمي نفسه كاتب، متحدثا عن الطبقة السياسية في العراق، فيما الأجدر به أن يكتب عن الطبقة الشوارعية التي سرقت ودمرت العراق... واحسرتاه على العراق...ما قول غير شيء!! العراقي القح

سيبقى ويذهبون
واحد -

العراق ورغم نعيق الغربان من خارج وداخل حدوده كالعنقاء لمن يعرف قراءة تاريخه ولكن الاغبياء يختصرونه بمدة محدودة ليعيدوا كتابة اسطوانتهم المشروخة وسيدرك هؤلاء الجهلة قيمته حين يصبحون يوماً بدونه فهو كالاب القاسي احياناً او الام الشديدة احياناً اخرى وحينها ستذهب ريحهم . كلنا كرهناه يوماً لقسوته ولكن فراقه كان اصعب ولازال يصعب كل ما تقادمت السنيين , نعم هو مريض والبعض من اولاده يزيدون من عذابه ولكنه باق كشوكة في عيون خائنه , دجلتنا وفراتنا لن تغير مجراها ولمن يشك فليسأل المغول والعثمانيون والانكليز وغيرهم من الامبراطوريات فكيف بمن يحاول اليوم من الاقزام الاميين؟؟؟

قيام كيان سياسي للشيعة
تقي جاسم صادق -

قيام كيان سياسي للشيعة العراقيين.. هو لتاسيس كيان يحمي شيعة العراق.. و هو البديل عن العدوانية.. التي يعاني منها شيعة العراق من المحيط الاقليمي السني والمثلث السني ..بالمنطقة الغربية من العراق.. حيث اصبحت وكرا لالاف الانتحاريين والارهابيين والذباحين .. كحاضنة مرعبة للارهاب.. والتي هي استمرار لطائفيتهم وعنصريته.. التي حكموا بها العراق.. منذ تاسيس الدولة العراقية.. لذلك قيام كيان شيعي عراقي من الفاو لشمال بغداد.. هو سبيل لحمايتهم ....

نزيف دائم
العراق الواحد -

العراق الواحد نزيف دائم.. وقيام الكيان الشيعي العراقي الموحد حق مشروع.. وضم (شمال العراق وغربه).. للوسط والجنوب .. كانت كارثة على شيعة العراق.