فضاء الرأي

الشبكة الثقافية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وضع كاتبان وخبيران بارزان في مجال إدارة الأعمال هما جونسون وسكولز في عام 1988 شبكة الثقافة المؤسسية، أوضحا فيها أن الثقافة شبكة متداخلة ولا يمكن رسم استراتيجية الأعمال بدون وجود ثقافة منسجمة مع الاستراتيجية التي تطمح المؤسسة للعمل بموجبها. وكما يظهر الرسم أدناه أن الثقافة ليست أحادية الجانب بل تشمل جميع الجوانب المرتبطة بالحياة، وعليه لا يعتمد أصحاب الأعمال على الشهادات فقط في اختيار موظفيهم، فهم يحرصون على فهم شخصياتهم أولا، والمكان الذي تخرجوا منه وإنجازاتهم وخبراتهم والدورات التي تلقوها وغير ذلك من الجوانب كالهندام والشكل.&

تظهر الدوائر مكونات الثقافة وهي: في الوسط يوجد النظام العام ويقابلها الرؤية في التخطيط الاستراتيجي أي ما تطمح أن تحققه المؤسسة ويتفرع منها هيكل النفوذ والهيكل التنظيمي ونظام الجودة والطقوس والقصص والرموز. وباختصار فإن الثقافة تشمل جميع جوانب شخصية الفرد، بدءا من نظام الحكم إلى القصص التي يرويها الناس فيما بينهم والرموز التي يقدسونها أو يتشاءمون منها، والطقوس والاحتفالات ومن صاحب النفوذ الذي يقود الناس وما هو الهيكل التنظيمي في المؤسسة أو في الأسرة أو في المجتمع. ويسعى كل صاحب عمل إلى الارتقاء بالمؤسسة وحث الموظفين على الأداء الجيد ويبحث عن الحوافز كالرواتب المرتفعة والإجازات وغيرها من الامتيازات. فهل ينجحون في ذلك؟&

ربما ينجحون إذا كان العاملون يتمتعون بثقافة راقية، ويعتبرون العلم والعمل شرفا للإنسان، كما ينجحون إذا كان المتميز يلاقي ما يستحق على اجتهاده، وينجح كذلك إذا جعل صاحب العمل الموظفين شركاء معه في الأرباح بنسبة معينة، فيسعى الجميع إلى تحسين الأداء وعدم استغفال المسئول وإخفاء الأخطاء، وفي حالة غياب هذا كله، ينتشر الفساد والاختلاس والتغيب عن العمل والأخطاء، وربما يذكر القارئ أن شركة نستلة نزلت إلى السوق نسكافيه يوجد فيه قطع زجاجية، وهي من كبرى الشركات العالمية. بالطبع فالوضع يختلف شركة نسكافيه، لأن المنافسين كثر واستغلوا هذا الخطأ الفظيع ونشروه في كل مكان.&

لكن ماذا عنا نحن العرب؟ إن التهاون في جودة وكمية المنتجات منتشر، نظرا لانخفاض الرواتب والمزايا ويعمل الموظفون على أمل تحسين أوضاعهم بوظائف أخرى، أي أنهم لا يوجد لديهم انتماء لمكان العمل. أما في المؤسسات الحكومية، فإن الفاسد الأول هو رأس الهرم الذي لا يبذل كامل جهده لتحسين مؤسسته، وإذا ما كان مخلصا، فسوف يجد من يسحبه للأسفل ويفشل خططه، كما أن سيلصقون به مائة تهمة كيدية.&

أين يكمن الخلل؟ إنه في الثقافة، فإذا أردنا التعرف على الثقافة العربية، فلننظر إلى ما يتناقله الناس من قصص غالبا ما تتعلق بأشخاص وليس بأفكار والرموز التي يقدسونها والتي يتشاءمون منها، كما أنهم يهتمون بالطقوس والملابس وطريقة السلام والمجاملات والمجالس وإضاعة الوقت، والخوض في شؤون الآخرين الخاصة، فهي ملح طعامهم، والظهور بمظهر التقي الورع من خلال العبادات والملابس، وظلم الآخرين في الخفاء، ولو أنك قمت بتسجيل مكالمة لوالدتك، وقمت بتحليلها، ستجد أكثر من نصفها مجاملات ودعاء بالخير، وربما تكون لا تحب الشخص الذي تكلمه، ومع ذلك، تمطره بالدعاء بالخير له ولأسرته.&

إن تنقية الثقافة وغرس القيم الجيدة تحتاج إلى إعادة تربية وتأهيل، بحيث يتغير معنى الكرم والشرف والاعتزاز، وننتقل من حيز العمل غير المثمر إلى حيز العمل المثمر.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
زبدة القول: ريعي ام منتج
mustafa kamal -

جميع اقتصادات الدول العربية ريعية اي انها تعالج مشكلة البطالة أما بارهاق مؤسسات الدولة بفائض من الموظفين لا تحتاجهم فعلا او بالحاقهم بالجيش او قوات الامن والشرطة . النموذج الاول نجده في الدول ذات الموارد النفطية والغازية والمعدنية مثل معظم دول الخليج والجزائر وليبيا . اما النموذج الثاني فنجده في الدول العربية ذات الانظمة الشمولية مثل العراق ( تحت حكم صدام وحكم الاحزاب الشيعية بعد سقوطه ) وسوريا الاسد ( جيش تعداده مئات الآلاف بالرغم من تخليه عن قتال اسرائيل منذ سنة 1974 ) وهناك نموذج ثالث هو الاقتصاد المصري حيث اخفقت مؤسسات القطاع العام المنتجة التي انشاها عبد الناصر بفعل الاهمال او الفساد او كلاهما معا وحيث مؤسسات الدولة تفيض بملايين الموظفين من ذوي الانتاجية والفاعلية المتدنية للغاية . والحق يقال ان اجرام المنظمات الارهابية حرم الاقتصاد المصري من عائدات سياحية تقدر بعشرات بلايين الدولارات نتيجة اعمال القتل والتفجير . ان الدول الخليجية راهنت حكوماتها على عائدات النفط وحدها لتوفير رعاية اجتماعية فائقة لمواطنيها وذلك توجه تشكر عليه بلا ادنى شك الا انه توجه لم يفطن الى تقلبات اسعار النفط وتداعياتها على موازناتها وبالتالي على ديمومة برامج الرعاية الاجتماعية . والاستثناء شبه الوحيد في دول الخليج هو دولة الامارات العربية التي تحسّبت لتداعيات تقلبات اسعار النفط منذ امد بعيد فشرعت في تنويع قاعدة اقتصادها . وعلى ذلك نجد في دولة الامارات قطاعات اقتصادية مستحدثة تماما وناجحة في آن معا مثل طيران الامارات الذي ينافس كبريات شركات الطيران الامريكية والاوروبية ونجد ايضا في الامارات شركة موانئ دبي التي تدير الحاويات في عشرات الموانئ ولا تقل فاعلية وربحية عن الشركات المماثلة في سنغافورة وروتردام . كذلك نجد في هذه الدولة الفتية قطاع التسوق بمراكزه الكبرى والفائقة التطور والمقصودة من زوار من جهات الارض الاربعة وهذا قطاع مرتبط باكثر من 50 الف غرفة فندقية تلبي احتاجات سياحة المؤت

الثقافة والدين ..
فول على طول -

هل الثقافة الاسلامية بعيدة عن الدين الاسلامى ..وهل الدين الاسلامى بعيد عن الثقافة العربية البدوية ؟ بهدوء فان الثقافة القبلية والعشائرية انتقلت من المجتمعات وأصبحت دين اسلامى ...والتاريخ الاسلامى نفسة من غزوات ونهب وسلب أصبح أيضا دين اسلامى وتقدسونة - راجعى كتابات الدكتور أحمد صبحى منصور الاستاذ بالأزهر سابقا والذى تم طردة بسبب صراحتة - ..وما جاء فى الفقرة الأخيرة من مقالك هو ثقافة أو عادات قبلية أصبح دين اسلامى - لحية ونقاب وحجاب وملابس وطقوس الخ الخ - والأقربون أولى بالمعروف هو تفكير قبلى عشائرى ولذلك يتم توظيف أهل القربى وليس أهل العلم ...ونفس المبدأ الغير مسلم لا يتم تعيينة حسب كفاءتة لأنة ليس من أهل القربى ..والنبى محمد تقبل الهدية وهذا ما سمعناة ونقرأة ولذلك انتشرت الرشوة فى مجتمعاتنا دون أدنى تأنيب للضمير ...أما ظلم الأخرين يا سيدتى لم يعد فى الخفاء بسبب نفس الثقافة والتعاليم وهى حلال ..أما الشرف فى مجتمعاتنا فالرجل ليس لة شرف أو ينتهك الشرف ويتباهى بذلك والمجتمع والقانون يحمونة ..الشرف فقط يفرضونة على الاناث حتى لو مجرد شائعة وكأن المسكينة تنتهك الشرف مع نفسها وليس مع شريك أخر لا تقع علية أى مسئولية ...نفس الفعل يرتكبة الرجل ويتباهى بة ولو فعلتة اختة أو قريبتة يقتلونها وعجبى .....أرى أنة من المستحيل القضاء على هذا المعضلات التى أصبحت دينا تقدسونة .

American culture of greed
mustafa kamal -

يرى ابن خلدون ان الشعوب المغلوبة تتشبّه بصفات الغالب . وواقع الحال يفيد بلا جدال ان الولايات المتحدة هي المهيمنة اقتصادا وسياسة وسلاحا وثقافة على العالم كله . وما يميز الثقافة الامريكية في طورها النيوليبرالي المبتدئ مع الرئيس الامريكي ريغان هو التوحش الاقتصادي المنفلت من ضوابط الرقابة والمساءلة على حساب القيم الانسانية السامية كما حددتها الاديان السماوية والتي اعادت الفلسفات الاوربية التنويرية تفصيلها وتوضيحها . وواقع الحال يفيد ايضا ان غياب اي مرجعية اخلاقية تجبه التوحش الاقتصادي الامريكي بما هو تعظيم ربحية الشركات الكبرى باي ثمن وتوسّل الفساد والرشوة في سبيل ذلك هو ما افسد المعايير الاخلاقية المتعارف عليها عالميا وهو ما خرّب عيش الامريكيين ومعظم شعوب العالم ودمر قيمه الانسانية العليا . ذلك ما يفسر الازمات المالية المتواترة وتداعياتها الكارثية على الامريكيين ومعظم شعوب العالم المستضعفة . آخر هذه الازمات سنة 2008 التي خلخلت اقتصاد الغرب الامريكي -الاوروبي بدأت مع مصرف ليمان براذرس الذي سوق منتجات مصرفية معقدة جدا لم يفطن القانون الامريكي لمخاطرها القاتلة او تغافل عنها . وكان الدافع الوحيد لطرح تلك المنتجات هو الشجع القاتل في تعظيم الربحية . والمعلوم للقاصي والداني ان ازمة المصرف المذكور ادت لانكشاف فضائح مالية مدوية اخرى . واللافت في هذا الامر ان احدا من مسؤولي ليمان براذرس او المدراء الكبار في المصارف المتعاملة معه لم يلق عقوبة جنائية مشددّة تعادل الاضرار الهائلة التي تسبب بها للمستثمرين السذج ممن خسروا مدخرات العمر . ان غياب الرادع الاخلاقي الفطري الذي تلاشى في الذات الامريكية مقارنة بتجذره في الذات الاسيوية يتضح من خلال مثالين : 1- تسرب نفطي كبير مسؤولة عنه شركة امريكية راسمالها يكاد يعادل اقتصاد دولة اوروبية صغيرة ويحدث اضرار ا بيئية وانسانية فادحة لا يؤرق ضمائر مالكي ومدراء الشركة مقارنة مع احد كبير المهندسين في شركة طيران يابانية سقطت احدى طائراتها و