فضاء الرأي

مسرحية "أميركا وداعش"

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لأكثر من عامين، وأميركا تحاول القضاء على تنظيم داعش خاصة في سوريا والعراق، في مسرحية هزلية لا يصدقها عقل، فقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تمطر سماء بلاد الشام بقنابلها الذكية و&"الغبية أيضا&"، دون فائدة أو نتيجة، لأن التحالف باختصار يحارب داعش من الفضاء، ورغم التقدم التكنولوجي في المجال العسكري لأمريكا وغيرها من قوات التحالف، إلا أن الولايات المتحدة التي يمكنها رصد أحداث العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ويمكنها اكتشاف الماء على سطح المريخ، لم تفلح حتى الآن في رصد قوات تنظيم داعش الإرهابي، ومعرفة مكانه في صحراء العرب، وكأنها تستهدف إطالة أمد هذه الحرب لبقائها أطول فترة ممكنة في منطقتنا العربية المنكوبة، حتى لا تفقد نفوذها، خاصة بعد تدخل روسيا في هذه الحرب المزعومة، وخوفاً من سيطرة الروس على مقاليد الأمور في منطقة تعتبرها أمريكا مستعمرة لها تتحكم فيها عن بعد..

وإذا كان التدخل الروسي لم يؤت بثماره هو الآخر، وسط رفض عربي لهذا التدخل، إلا أن وجوده أتى بثماره بالنسبة لنظام بشار الأسد، الذي أصبح يحظى بحماية الروس ونجح حتى الآن في الإبقاء على نظامه وحمايته من الانهيار، بمساعدة إيران وذراعها العسكري &"حزب الله&"..

من الواضح أن أمريكا تود أن تجعل من منطقتنا &"أفغانستان جديدة&"، يستمر الصراع والخراب فيها إلى ما لا نهاية، وبالتالي تستمر هي بقواتها بالمنطقة كي تستفيد من هذا الخراب مادياً وسياسياً، وتواصل لعب دورها المريب والزائف باعتبارها المنقذ الوحيد لهذا العالم، رغم أنها &"الشيطان الأكبر&" الذي يعبث بمقدات ومستقبل دول وشعوب، لصالح أغراضها السياسية والعسكرية، فكلما زادت النزاعات في العالم، كلما امتلأت خزانة أمريكا بأموال السلاح الذي تبيعه لكل الأطراف دون تردد، لنراها بعد ذلك تجلس في الصفوف الأولى بهذا المسرح الهزلي، لتشاهد السيناريو الدامي الذي ساهمت في كتابته وإخراجه..

لكن بعد أن وصل إرهاب تنظيم داعش بواسطة عناصره التكفيرية إلى الغرب، شعرت أمريكا بالخطر، خاصة بعد أن تم تنفيذ أكثر من عملية إرهابية على أراضيها، لذا لم تكتف بالحرب الدائرة في بلاد الشام ضد التنظيم، وبدأت في كتابة سيناريو لفصل جديد من هذه المسرحية الهزلية ليتم عرضه على أراضي ليبيا، فبدأت منذ أيام في توجيه ضربات عسكرية ضد داعش على الأراضي الليبية، بعد أن قويت شوكة التنظيم، وأصبح مصدر تهديد حقيقي للغرب بشكل عام.

وخلال الأيام القادمة، سوف نسمع عن الطلعات الجوية الوهمية التي تصل إلى المئات لضرب التنظيم، إلا أن النتائج قد تكون مشابهة لنتائج الحرب ذاتها في بلاد الشام، وتستمر أمريكا في ضرب داعش ليبيا من الفضاء، لتطول أمد الحرب، ويستمر الصراع في ليبيا ليلحق بها الدمار مثلما حدث في نموذجي العراق وسوريا، وقد نسمع أيضاً عن سرقة نفط ليبيا وبيعه في أوروبا بثمن بخس، ويتم اتهام داعش بأنه وراء الاستيلاء على هذا النفط والمتاجرة به في سوق الغرب، لاستخدام هذا المال في تجنيد عناصر جديدة، وشراء ما يلزمه من سلاح، ليواصل جهاده ضد الغرب الكافر، كما يدعي، خاصة &"جهاد النكاح&"، الذي يهتم به داعش أكثر من أي درجة من درجات الجهاد الأخرى، كما أنه يستغله في استقطاب الشباب المتعطش للجنس وإغرائه بالانضمام إلى التنظيم..

وقد نسمع أيضاً عن دول غربية أخرى، تنوي التدخل عسكرياً في ليبيا، لمحاربة داعش، والرغبة في حجز نصيب لها من كعكة النفط الليبي الذي أصبح مستباحاً بعد انهيار الدولة نتيجة الصراعات على السلطة بين الفصائل الليبية المختلفة.

هذه المسرحية الهزلية التي أعدت السيناريو والإخراج لها الولايات المتحدة، تُعرض فقط وحصرياً على مسرحنا العربي، بمشاركة بعض الممثلين من المسؤولين العرب الذين يجيدون لعبة المصالح والتآمر مع الغرب، وفيما يبدو أن هذه المسرحية تم كتابة فصولها بعناية فائقة، وفقاً للسيناريو البارع الذي وضعته أمريكا، لكن للأسف هذا السيناريو لم يذكر بعد مشهد النهاية، وكأنها أمريكا تود أن تترك النهاية مفتوحة، تماماً مثل الكثير من نهايات أفلام هوليوود، التي تضع الولايات المتحدة في صورة البطل الخارق الذي يفوز في النهاية بعد أن يدمر العالم.

&

كاتب صحفي

sultsnhajaar27@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذا امريكا تحارب ..؟
فول على طول -

لماذا امريكا تحارب داعش أو ماعش فى بلادكم المؤمنة ؟ لماذا لا تحاربونها أنتم بأيديكم وبجنودكم المغاوير ؟ ما الذى يجبر امريكا على محاربة داعش فى بلاد المؤمنين ؟ ولماذا تطلبون ذلك من امريكا ؟ والكثير جدا من الدول تبيع السلاح وليس امريكا وحدها فلا تتحجج ببيع السلاح الامريكانى . ثم أن داعش فى عقل وقلب كل مؤمن ..هل ممكن قتل كل المؤمنين ..؟ يا أخى داعش فى عقولكم وتحت جلودكم جميعا وان اختفت داعش الحالية سوف يتخرج الاف الفرق الداعشية ...دواعش سوريا أو العراق هم من أهل البلد ...ويعيشون فى المدينة وفى القرية ...هل ممكن ابادة هذة القرى والمدن بالكامل ..أم ساعتها تصرخون بأن امريكا تقتل المدنيين ...؟ يا رجل متى تعقلون الأمور وتصدقون ولو مرة واحدة حتى بينكم وبين أنفسكم ...؟ هل سمعت عن الفتوى الليبية التى تحرم قتال امريكا لداعش فى ليبيا ,,,ومثلها أيضا أطلقها القرضاوى عن دواعش سوريا ؟ كفاكم .

المسؤولية مزدوجة
أبو جمال -

لا يستطيع أي مهتم يحترم نفسه قبل أن يحترم الآخرين أن يتجاهل الدور المركزي للقوى الإمبريالية بزعامة الولايات المتحدة، و ليس بمفردها، في المأساة التي تعيشها أغلب شعوب العالم العربي و بدرجات متفاوتة، بهدف الهيمنة على موارد تلك البلدان الإقتصادية. إن هذا الأمر واضح لا يحتاج إلى عناء كبير لفهمه بل لتلمسه عن قرب، لكن وجب التأكيد أن هذا الواقع يمثل نصف الحقيقة، و نصف الحقيقة ليس بحقيقة، أما النصف الثاني للحقيقة فهو داخلي و يتمثل في أنظمة الفساد و الاستبداد التي تبسط هيمنتها على شعوب المنطقة من الماء إلى الماء و الجماعات التي تشتغل تحت رعايتها في صنع و نشر الأفكار التي تغذي داعش و أخواتها.

معنى الاحترام
فول على طول -

أول شئ فى الاحترام أن تتكلم بالصدق ...والحقيقة تقول أن بلاد الذين امنوا تنتج فقط 3 بالمائة من الانتاج العالمى بما فيها البترول ...وأن 90 بالمائة بلاد الذين امنوا تعيش تحت خط الفقر وتفتقر الى أى موارد ...بضعة دويلات من دول المؤمنين تعد على أصابع اليد الواحدة هى من تملك قوت يومها نتيجة البترول فقط - مستحدثين نعمة كما يقولون - والبترول من اكتشاف الكفار وهوم الذين يستخرجونة ويشترونة بأموالهم ولا يأخذونة على سبيل الصدقة من المؤمنين ...ولولا اكتشاف الكفار للبترول كان المؤمنون يتبرزون فوقة حتى تاريخة ..هذة النقطة الأولى . أما النقطة الأخرى ولا تخجلون منها أنكم دائما ملعوب بكم ومفعولا بة دائما والغريب أنكم تعرفون الفاعل فى كل مرة ومع ذلك تصفعون على قفاكم ...مساكين الذين امنوا . ادمان نظرية المؤامرة لا علاج لة عند المؤمنين جميعا ..ربنا يشفيكم قادر يا كريم . تحياتى للمغفلين دائما ...اللهم زدهم غفلة .

كلام مكرر مللنا سماعه
داعش هي داعشكم -

داعش هي منكم و فيكم و ليست مسرحية امريكية ، داعش تريد اعادة سيناريو الأحداث التي حدثت قبل ١٤٠٠ سنة انها احداث حقيقية ، الى متى ستبقون تلقون سبب أوساخكم و قذاراتكم على الغير ، لماذا لا تنتبهون الى داخلكم ، الخطاب الشعبي و الرسمي و الديني منذ قرن و هو يهاجم امريكا و الغرب و مقالتك هذه ليس فيها شيء جديد انه اجترار لما يتحدث به الناس في المقاهي و يصرح به الشيوخ الذين من منابر المساجد و تتناقله النسوة العجائز و يلقون اللوم كله على امريكا و كان امريكا لا هم و لا عمل لها الا سرقة أموال و نفط الذي قامت بإخراجه من باطن الارض ، امريكا ليست ملاك و لكنها افضل منكم آلاف المرات ! انها تشتري النفط منكم و لا تسرقه و الدليل ان دول الخليج من أغنى دول العالم ، امريكا لو كان عندها عقلية السرقة مثلما موجود عندكم و مترسخ في تراثكم ( و تعتقدون ان العالم كله مثلكم حرامي سارق ) لكانت احتلت دولكم ، و لنفرض حتى لو كانت امريكا تريد الإبقاء على داعش فلماذا انتم تعطوها المحال لتقتلكم ، هل امريكا تجبر الدواعش ان يأتوا من أقطار الدنيا ليلتحقوا بداعش و يحلموا باحياء الدولة الاسلامية و بأعادة سيناريوهات قبل ١٤٠٠ ، اليس هذا ما يحلم به كل مسلم و يتم تحريض التلاميذ للاقتداء بالمسلمين الاوائيل ، هل فكرت يوما ان اجدادك الذين تعتز بغزواتهم و قتلهم للشعوب كانوا ناس قتلة و حرامية ؟ هل فكرت في الكوارث التي سلبوها للشعوب التي وصلتها جيوش المسلمين ؟ ام انه يحق لكم ما لا يحق لغيركم ؟ ذلك التعليم و ذلك الخطاب و ذلك التحريض العدواني هو المسؤول عن خلق داعش و ليست امريكا هي المسؤولة ، امريكا استطاعت بذكاء ان توجه هذا النار

من يخطط
Avatar -

الذين تقولون عنهم امبرياليون نعم يخططون لمصالحهم وبلدانهم وكل شيء عندهم بالحسبان والخلل ليس فيهم بل فيمن ينفذ مخططاهم بوعي او بغير وعي او بالاحرى اذا كان يدري فتلك مصيبة واذا كان لا يدري فالمصيبة اعظم .....طبعا نظرية المؤامرة دائما موجودة وحاضرة للتملص من خيبتنا .....عامة الشعب تكره الغرب وامريكا وما يصل اي واحد من هؤلاء العامة ويتقلد السلطة يبدأ التغيير والانبطاح ....القضية اكبر من الجميع ولمقارعة العظماء عليك ان تكون عظيما مثلهم ....ولهذا فان الحكام يعملون بمقولة :IF YOU CAN NOT BEAT THEM , JOIN THEM

بؤس الدفاع عن الشيطان
أبو جمال -

قدمت شعوب العالم العربي، مثل باقي شعوب بلدان الجنوب (العالم الثالث سابقا) عشرات الآلاف من الشهداء و أضعافهم من الضحايا في مواجهة أنظمة الفساد و الاستبداد الجاثمة على صدورهم و المدعومة من القوى الامبريالية مقابل استمرار نهبها لخيرات تلك الشعوب. إن ضعف اقتصاد بلدان العالم العربي و باقي بلدان الجنوب لا يبرر فرض الوصاية عليها. أما نفي المؤامرة الخارجية فهو في حد ذاته مؤامرة، لقد ظهرت في مجال السياسة المؤامرة بنوعيها الداخلي و الخارجي منذ الزمن البعيد، أي منذ ظهور الدولة-المدينة. لكن ما هو غير مقبول هو إبعاد مسؤولية الجهات التي تسير الشأن العام لفشلها بدعوى المؤامرة الخارجية و عدم إبراز دورها في ذلك الفشل.