فضاء الرأي

ست الحُسن

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&ماتت أمي فماتت الدنيا, ماتت يد لا تعرف إلا العطاء، وقلب لا يعرف إلا الحب والصفح والغفران. على الرغم من مرضها فكان وجودها يشعرني بالأمان والقوة، فمن يكفكف دمعتي غيرك؟ ولم أدري بنفسي إلا والدموع تنهمر على وجهي. أيقظتني سيدة في منتصف الخمسينات كانت تجلس بجواري في التاكسي وعندما علمت بسر بكائي قالت لي: هوني عليك سيدتي "فمن عرف بلوة غيره هانت عليه بلوته"، اندهشت عندما بدأت تروي لي حكايتها وزوجها الذي قرر الزواج بأخرى شابة حتى ينجب منها أولاد بعد موت أبنهما الوحيد ذو العشرين من العمر وقراره بطردها من منزلها في هذه السن. فمن أين لها أن تعيش وتسكن فهي ربة منزل فما كان لها إلا أن تعمل في إحدى الحضانات من أجل كسب قوت يومها وكذلك المبيت.

ماذا يقول السادة الرجال في....

&خديجة... خرجت من بيتها تمشي على أطراف أصابعها؛ كي لا توقظ رَجُلها العاطل، تُسابق الزمن لتلحق بوسيلة مواصلات لا آدمية تقلها إلى مكان عملها البعيد في أحد المصانع؛ لتعود آخر اليوم وقد خارت قواها؛ ليستقبلها السيد المطاع بوجه عابس يقضي على ما تبقى من رغبتها في الحياة معه، ولكن ما أن تنظر لصغارها الأبرياء حتى تتنهَّد بصوت مكتوم: "هاستحملْ وأهُو ضِلّ رَاجِل ولا ضِل حيطة"!.

&نجوى.. "مهندسة ماهرة"، وزوجة طيبة من بيت محترم، متدينة، ومثقفة، كل جريمتها زواجها من مجنون لاتعرف الرحمة قلبه؛ حتى أصبحت حقلَ تجاربٍ لِلَكَمَاتِه الموجعة، يَغَار من نجاحها وحب الناس لها، وهو لم يعرف في حياته سوى الفشل.

&فاطمة.. زوجة فاضلة ملتزمة بحجابها الشرعي، فلا يظهر منها إلا الوجهُ والكفان، ما أن تخرج من بيتها لعملها أو لشراء متطلبات البيت حتى تصبح فريسة المتحرشين باليد واللسان والذين هم أكثر من مشجعي كرة القدم!، وما أن تدخل إلى بيتها حتى تحتمي بزوجها عَلَّها تجد بين ذراعيه الحماية والأمان، ولكنْ يخيب ظنُّها عندما يُبعدها بكفِّه الغليظة حتى يتابع الأخبار في هدوء!

&هند.. زوجة تنساب دموعها كلَّ ليلة، حتى يغلبها النُّعاس بعد يوم شاقٍّ من العمل في البيت، ورعاية زوجِها وأطفالها، وحماتِها التي تَردُّ لها الجميل بالكَيْد لها، والشكوى منها عند زوجها، والذي يكون رَدُّ فعله دومًا إصدارَ الحكم العاجل عليها بالضرب المبرِّح دون أدنى تحقيق أو دليل، وبمجرد أن يأوي الجميع إلى فُرُشِهم يأتي حتى يدنوَ منها، ويقضي رغبته، دون أدنى اعتذار، ولو بالتلميح، ثم ينصرف عنها لِينام، ويتركها لدموع القهر والألم.

&مريم.. امرأةٌ صالحة بدأتْ حياتها مع زوجها من الصِّفْر، وعاشت معه على الحُلوة والمرَّة، وضَحَّت بمالها وجهدها من أجله، حتى أصبح بعد سنوات طوال من الأغنياء، وبعد عِشْرَة السِّنين- التي جاوزت العشرين عامًا- قَرَّر الزوج وهو على مشارف الخمسين أن يبدأ حياته من جديد مع فتاة صغيرة من عُمْرِ بناته؛ لتُعيدَ إليه الحياة والشباب؛ فهجر الحاجَّة أمَّ العيال، وانشغل بعَروسه الجميلة، التي حَصدتْ ما رَوتْه الزوجة الصابرة بدموعها وصبرها.

&عَشَرات الزوجات على أبواب المحاكم في مرارة ويأس يحاولن الحصول على حقوقهن وحقوق أطفالهن الأبرياء من أزواجهن السابقين.

&مئات الأمهات الأرامل، والمعيلات الباحثات عن لقمة العيش الشريفة، فمعاشهن لا يكفي لحد الكفاف.

&إنه الرجل، الذي يحق له أن يفعل ما يشاء دون مُسَاءلة أو حساب! لتتضاعف أدوار المرأة داخل وخارج البيت؛ لتصل إلى مشارف الاكتئاب والانهيار.

&إن الاستقرار الأسري صناعة لإيجاد السعادة، فتكْوين الأسرة، لا تأتي مصادفة أو بالموهبة إنما بمعرفة كل منهما لدوره وحقوقه وواجباته.

&

عزيزتي دولة القانون

&أطالب بمعاش إجباري لربات البيوت ممن تجاوزن سن الخمسين واللاتي ينطبق عليهن شروط الإعالة لحمايتهن وحماية أسرهن من الضياع بما يضمن تماسك المجتمع.

وطبقًا لبروتوكول حقوق المرأة في أفريقيا الملحق بالميثاق الأفريقي لحقوق الإناث والشعوب والذي اعتمدته الجمعية العامة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي أطالب بالأتي:

اتخاذ التدابير اللازمة للاقرار بالقيمة الاقتصادية لعمل المرأة المنزلي.

إقامة نظام للحماية والضمان الاجتماعي للمرأة.

تهيئة الظروف لتعزيز ودعم المهن والأنشطة الاقتصادية للمرأة.

إننى أضع قضية المرأة بين أيدى رجالنا المصريين الذين يقدرون موقف المرأة تمام القدر، ويشعرون بأنها كائن له تقديره واحترامه، وأعلم تمام العلم أن صيحتى الصادقة هذه ستجد منهم كل اهتمام ورعاية، حتى يتسنى لنا جميعا رجالا ونساء أن نعمل على رفعة وطننا العزيز مصر.

وأخيرًا "ست الحسن" نعم ست الحسن -هكذا يجب أن تُلقب المرأة- عيشي بالأمل فأنت تملكين الإصرار على الفعل والتحدى والمثابرة فلا تستسلمي أبدًا بل عيشي لتنهضي بحقوقك … أو موتي لتنتصر فكرتك.

&

Marry_Hanna@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسرة العربية ومهب الريح
عمار -

شعرت بطعم الصدق والاعتدال في مقال الكاتبة. لكني لا زلت أعتقد بأن المشكلة هي أكبر من "الرجل" ومن المجحف ان لا يلام الا "الذكر". فرواتب معظم الاسر العربية لا يكاد يكفي حد الكفاف ببركات السياسات الاقتصادية والتنموية، والمرأة للأسف قد تبدأ بتفضيل أولادها على زوجها مع رياح المراهقة المتأخرة! رغم ما قدمه الزوج من عصاره عمره في العشرين سنة الأولى من حياته الزوجية... انها معضلة لا تحل الا بتغيير ما بنفس كافة اعضاء الاسرة وبتغيير توجهات السياسات الاقتصادية العامة. وللعلم ارى في اعطاء رواتب لربات البيوت حقاً لكنه يتطلب موازنة حكومية كفؤة وفعالة؟! انه وضع تراجيدي والكل ينتظر المعجزات!

بالنضال تُفرض الحقوق
أبو جمال -

صحيح أن الاستغلال الذي يمارسه التحالف الطبقي الحاكم يشمل كافة الفئات الكادحة والتي تشكل الأغلبية الساحقة من الشعب، غير أن الاستغلال على أساس النوع الذي تتعرض له النساء يجعلهن، وخاصة الكادحات (العاملات والعاطلات)، عُرضة للاستغلال المزدوج: استغلال مُحتكري السلطة والرأسمال ووسائل الانتاج من جهة، واستغلال "الرجل" القائم على الثقافة الذكورية التي تعتبر المرأة كائن من الدرجة الثانية والذي يرتبط وجوده بخدمة "الرجل" تحت مبررات دينية وأخلاقوية متمسكية بقيم العصر الوسيط.

اضاءة
تاريخية -

والاشتراكية ظلمت المرأة والرجل على حد سواء...

نذالة رجل سيدتي
نورا -

مازلت المرأة مستضعفه ،،حتى لو تربت في بيت العز والدلال عند أبيها ،،سيأتي ذكرا وينتف ريش الطاوؤوس من على رأسها ،،،هذا هو الرجل ،،الصفة الغالبه التي يملكها ،،خَوَّان ،،،البعض ليس الكل حتى لا يضطجر الرجال ،،لا اعرف لماذا بعضهن حين تتزوج تنكسر او تضعف شخصيتها ،،ربما الأمومة والتعلق بالاطفال تبيع المرأة كرامتها او تصبر على جرحها وعذابها ،،من أجل من ،،، المصيبه ان المرأة تقول ومازالت مقتنعه بمقولة ،،،ضَل راجل ولا ضَل حيطه ،،،كما يقول أعزاءنا المصريين ،،، وانا اقول ضَل حيطه وبكرامه هو الحل حين يكون الذكر او الزوج خَوَّان يبيع سنين عمره،، زوجته ،،لحاجه نذله ،، على العموم لا توجد مثاليات فحتى المرأة تخون الرجل وخوانه ايضا ،،الحل بيد الدوله كما يقول السيد خوليو لها نصف ما يملكون ،،انتصارا لها ،،،لانها كل المجتمع وليس نصفه ،،،صدقت خوليو .

لا للرجالة ، يسقط الرجال
يسقط الرجالة -

نعمل إيه في الرجالة دول؟ لازم نخلص الدنيا من حاجة إسمها رجالة وبكده تبقى الحياة نابضة بالسعادة والدفء والأمان.

ومع امرأة
تنتظره وتستميله؟! -

على الأغلب ليست الست نورا. ليس لدى النسوية أي دفاع سوى التنميط والمواقف المسبقة غير المدعومة... من أمثال: الرجل خوان!. وكأن الرجل الشرقي يخون مع رجل مثله (كما في الغرب أحياناً) وليس مع أمرأة؟! كلاهما عرضة للخيانة.

خذوا الحكمة من أفواه
البروفسور فول! -

يمكن دحض مقولات "فول" اليومية والازدرائية من عدة زوايا. بداية، فان على فول ان يثبت ادعاءاته بأدلة مقنعة، تجريبية وغيرها، بدلاً من الاكتفاء بالتشكيك والازدراء، لأن البينة على من ادعى شيئاً يتناقض مع الحكمة السائدة. لا يكفي التشكيك و الادعاء بتاتاً من قبل المدعو فول، وعليه ان يقدم الدليل المتوازن وباسلوب غير ازدرائي على كل طروحاته الشاذة والانتقائية. ثانياً، المدعو "فول" دوما يستند الى الواقع المرير للاسرة وللامة العربية، لكن الكل يجمع على ذلك، ولا جديد في هذا الطرح بتاتاً!. المهم والاهم هو تقديم تفسير لهذا الخلل. وهذا التفسير المقنع يجب ان يأخذ بالاعتبار 800 عام من العصر الذهبي للاسلام قبل حتى التفكير في طرح هذا التفسير. ويجب أيضاً ان يأخذ بالاعتبار تجربة الدول الآسيوية المسلمة مثل ماليزيا وتركيا وأندونيسيا. وغير ذلك فهو نوع من التفكير المستند الى الرغبة غير المقنع بتاتاً في كل الأحوال. ثالثاً، خطاب المدعو "فول" هو خطاب سلبي وازدرائي من الدرجة الاولى، وهو اذا اراد ان يقنع العرب والمسلمين على انه لا يحمل حقداً دفيناً ومتأصلاً تجاههم، عليه ان يقدم الحلول العملية لهذا الواقع المرير غير التخلي عن اللغة والتاريخ والدين والثقافة، بل يجب ان تتسم هذه الحلول باخذ "الظروف الأولية" للأمة بعين الاعتبار كمدخل لامكانية التطبيق بدلاً من المقترحات الطوباوية الحالمة. لا يكفي النقد، فاي تطبيق بشري يمكن نقده باللغة البشرية، الأهم هو تقديم البديل الديمقراطي والقابل للتنفيذ.

ليست تخمينات
نورا -

نعم المرأة تخون ايضا ..لكن ترتفع النسبه لدى الذكور ..ولا اخص الرجل الشرقي ..بل الرجل بصفة عامه ...المشهد والقصص كثيره عنوانها رجل خَوَّان ..فمن يحفظ حق المرأة حين يخون الرجل ..لان الرجل حقه مكفول ..اذن حلا من الدوله ومن ضمن الدستور ...وحتى المرأة الغربية نفس المشهد ومصيبتها أكبر حيث امومه واطفال بدون عقد زواج .

يقول الرجال وليس جميعهم
خوليو -

تسال السيدة الكاتبة التي احضرت نماذج لحالات من قلب المجتمع عن ماذا يقول الرجال ؟ اكثرية الرجال في بلادنا توافق على ما يفعله الازواج المذكورين هذه المقالة لان هناك من اعطاهم الصلاحية لفعل ما يفعلون ،،، غير ان بعض الرجال يقولون ان زوج خديجة العاطل يستحق ان تطلقه لوجهه العبوس فهي رب وربة البيت لتعيش بكرامة كما تقول نورا فالحاءط أفضل منه. لان الحاءط يقيها برد الشتاء وحر الصيف ،،وأما زوج نجوى ابو اللكمات والرفسات الفاشل فيستحق السجن والأبعاد عن المنزل ،،اما زوج فاطمة الملتزمة فيستحق إلزامه بدورة مكثفة عن معنى الرجولة وللمتحرشين السجن ودفع غرامة مالية تستلمها فاطمة من هولاء قليلي الأدب والاخلاق ،، وأما زوج هند فيجب سجنه لجريمتين الاولى الضرب والثانية الاغتصاب ولوالدته دورة تدريبية تقول لها انها أنثى مثل كنتها فلماذا تلعب دور الرجال مع هذه المسكينة ؟ وأما زوج مريم فيجب ابطال زواجه من الزوجة الثانية لانه اهان الاولى التي كانت سبباً في حصوله على المال ،، ابطال زواجه وطرده من المنزل وتطليقه من قبل مريم ولتعش من جديد حياتها كما تريد ،، هذا هو جواب بعض الرجال. ولكن باي قانون ؟ هل يوجد قانون اخر سوى قانون الزواج المدني لتتمكن السيدات الزوجات المذكورات أعلاه من استرداد حقوقهن ؟ إعطاء رواتب لربات البيوت فكرة رائعة ولكن بظل القانون الحالي الذي يعطي الحق للرجل بضربهن،، سيستولي الازواج على رواتب الزوجات أيضاً ،، ايتها النساء حان الوقت ان تطالبن بحقوقكن بالمناصفة في كل شيء واقصد في المعاش وفي الكرامة ،،المساواة لاتضر .

فعلاً المساواة لا تضر
وأحلام خوليو اليوتوبية! -

في المجال الأسري تعاني الدول العلمانية المعاصرة من مشاكل الطلاق، العنوسة (العزوبية) والهجران الزوجي والأمراض الجنسية وآخرها الإيدز ، والبغاء والشذوذ الجنسي والاجهاض، والاغتصاب والخيانة الزوجية والأطفال غير الشرعيين والعنف الأسري وزنا المحارم والتحرشات بالمرأة العاملة في سوق العمل وغيرها.