فضاء الرأي

هؤلاء هم أعداء إسرائيل

مصور صحفي وجنود إسرائيليون في قطاع غزة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في زمن الحرب، ينتقل دور الإعلام من مجرد وسيلة لنقل الأخبار وتغطية الأحدث ومواكبة المستجدات على أرض الميدان إلى دور حقوقي يوثق الجرائم والانتهاكات، هنا يصبح المراسل في قلب الحدث هدفاً عسكرياً، شأنه شأن حامل السلاح. فالصورة التي بإمكانها أن تخترق القلوب وتوحد المجتمعات ضد ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي، أشد وقعاً وفاعلية من الرصاصة التي تخترق الأجساد أو الجدران في ميدان الحرب.

وسط قصف مستمر يستهدف الحجر والبشر والشجر، تبدو مهمة الصحفيين في قطاع غزة أشبه بموعد يومي مع الموت، بعد أن تحولت الخوذة والسترة الواقية التي تميز ناقلي الحقيقية عن غيرهم من المدنيين الآخرين من وسيلة حماية إلى علامة مميزة تسهل المهمة لجنود الاحتلال لاقتناصهم، ولا عجب في أن يتحول الصحفيون إلى أهداف رئيسية لما ألحقوه من ضرر بسمعة إسرائيل ورواية رئيس وزرائها بينامين نتنياهو، التي يزعم فيها أنَّ جيشه يمارس حرباً في منتهى الأخلاقية في غزة.

منذ بداية الحرب إلى يومنا، استهدفت إسرائيل مئة وستة صحفيين في انتهاك صارخ للمادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية، والتي تنص على أنَّ الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين. يكشف هذا الاستهداف الممنهج للصحفيين بهذا العدد غير المسبوق في تاريخ الحروب الحديثة أنَّ اسرائيل، التي لا تعترف باللوائح والقوانين الأمميَّة، قد وضعت مهمة القضاء على ناقلي الحقيقة ضمن أهدافها في حربها ضد حماس وقطاع غزة.

الانتقام الإسرائيلي من الصحفيين ذهب إلى أبعد الحدود عندما استهدف عائلاتهم، في محاولة لإجبارهم على التراجع، لكن هذا ارتد ليتحول إلى دافع قوي يرفع من عزيمة وإصرار الصحفيين للمضي قدماً في نقل وحشية الحرب وواقع الغزيين الأليم. اكتسب الصحفيون بعد كل ما حدث لذويهم والمقربين منهم دافعاً قوياً لاستكمال المهمة النبيلة، وقد كان لهم الفضل في رفع مستوى الوعي لدى المجتمعات الغربية البعيدة عن سخونة الأحداث في قطاع غزة، وتمكنوا من كسر البروباغندا الإسرائيلية التي غزت الإعلام الغربي الذي اختزل طوفان الأقصى في مسألة دفاع شرعي تمارسه إسرائيل عن وجودها.

إقرأ أيضاً: إسرائيل وأميركا أفضل من إيران وحماس

مستفيدة من إمكانياتها الكبيرة وقربها من المشهد الفلسطيني في غزة، قدمت الجزيرة في حرب غزة تغطية تستحق الإشادة، مع أنه يصعب نكران وجود العديد من السقطات كالتحيز التام لحماس ومحاولة طمس جميع الأصوات المعارضة لخيار طوفان الأقصى من داخل قطاع غزة. وعلى العموم تمكنت القناة من أن تنقل الصورة الأكثر تأثيراً والأكثر قرباً من تفاصيل حياة الغزيين في خضم المعركة الدائرة، وأن تتحول إلى مصدر أول للمستجدات الميدانية بحكم تواجدها على الأرض بشبكة من الصحفيين المتميزين، الذين نقلوا وعايشوا القصف، كما تمكنت من خلال تغطيتها على مدار الساعة أن تقرب المشاهد العربي وتجعله مرتبطاً بالحدث، رغم اختلاف المصادر وتنوع اتجاهاتها. وكان ثمن ذلك باهظاً باستشهاد سامر أبو دقة واستهداف عائلات العديد من الصحفيين على غرار وائل الدحدوح، والذي أصر على استكمال المسيرة رغم الأثر النفسي الذي ألحقه به خسارة زوجته وولديه.

إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟

وبعيداً عن الحرب الدائرة في غزة، ثمة مواجهة أخرى تجري على ساحات افتراضية قربت المشهد أكثر فأكثر من المشاهد العادي، وجعلته يتلقى كماً هائلاً من المعلومات المتعلقة بالحرب قد يكون بعضها صحيحاً والبعض الآخر مغلوطاً، وبعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من حياتنا، امتد دور الحرب النفسية من ميدان الحرب إلى المتلقي البعيد عن ميدان المواجهة، وأصبح من السهل التأثير في الرأي العام باستعمال وسائل وتقنيات حديثة وأسلوب خطاب يتمكن من التأثير على مشاعر المتلقي وهو ما يجعل استقطابه أمراً يساهم في تضخم البروباغندا إلى أن تصبح حقيقة، إلى جانب هذا تستفيد إسرائيل من غياب المنصات العربية الداعمة للمحتوى الفلسطيني وتستفيد أيضاً من التضييق الذي تمارسه المنصات الأخرى، لتحكم قبضتها على المشهد، وهنا يبرز التحدي الأكبر للإعلام العربي الذي لا بدَّ له من أن يوظف قاعدته الجماهيرية من أجل كسر التضييق الذي تمارسه ميتا ضد المحتوى الفلسطيني، وأن يوجه الجماهير إلى منصات أخرى بإمكانها أن تحل محل فيسبوك وإنستغرام في نقل المعلومة والخبر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما قل ودل
قول على طول -

الذين أمنوا عن بكرة أبيهم يكرهون اسرائيل - اليهود والنصارى بالمره - وهذه كراهيه دينيه مقدسه ولا تحتاج الى ذكاء ..انتهى - اسرائيل لا تعبأ بمن يكرهها ولا من يحبها ..انتهى - الجزيره هى صوت داعش والاخوان وكل الفصائل الارهابيه وهذا فى غنى عن التعريف ..انتهى - لا أحد يثق بالاعلام العربى كله وأورلهم العرب أنفسهم . .انتهى .

اشرف من كل الأقليات بتوعنا ،،
حدوقه -

احتجاجًا على موقف الحكومة البريطانية من الحرب على غزة.. الرئيس السابق لاتحاد الشرطة الأسكتلندية جو جرانت يعلن إعادة وسام الإمبراطورية البريطانية الذي تقلده من الملك تشارلز .. معلقًا: “إن حكومتنا تظل صامتة في ظل ما يحدث في غزة ولا تدعو إلى وقف إطلاق النار – ونرى محاولات لإسكات كل الأصوات التي تعارض ذلك .. إن استخدام هذه الأساليب لإسكات وتجريم من يعبرون عن اعتراضهم لهو خزي وعار”

الاقوياء لا قانون يحكمهم ،،
زياد -

القانون الدولي للضعفاء فقط.‏الأقوياء لا قانون يحكمهم. ، ومن يتدرى في القوي ،،

آه والله هؤلاء وحشين خالص بدليل
حدوقه -

آه والله صحيح المسلمين يكرهون اليهود والنصارى بدليل انهم احتضنوا اليهود الأندلسيين الفارين من مذابح التطهير العرقي المسيحي ، وبدليل ان المسيحيين في المشرق الاسلامي بالملايين ولهم الاف الكنايس والأديرة ،كما في مصر

اعظم انجازات جيش الاحتلال في غزة الباسلة
زياد -

الرجل الذي تبحث اسرائيل عنه منذ بداية تسعينات القرن الماضي، يجلس بهدوء في وضح النهار، غير خائف، حافي يعني غير جاهز للهروب لأنه متأكد انه آمن، لا يعيش في الانفاق كما روجت اسرائيل لجمهورها، يحمل بيده اليمنى قهوة ( يعني لولا شوي في رحلة طبيعة) وبالثانية يحمل دولارات، وهذه وقعها اخطر على الجمهور الاسرائيلي الذي سيفهمها ان حماس تملك اموالا طائلة والحصار لم يؤثر عليها، والاهم الاهم ان الرجل ينظر للساعة، وهذه تعطي وقع أنه يدير الأمور ويدبر بسلاسة. ‏بإختصار الصورة ساهمت بجعل الرجل أسطورة هذه المرة في عقول الاسرائيليين. ‏طبعا اذا كانت هذه اصلا صورة محمد الضيف.

اسرائيل عدوة نفسها
حدوقه -

بعيداً عن هذيان المضبوعين ، اسرائيل عدوة نفسها ، ما هذه الدولة التي تخوض حرباً ضد غزة، وحرباً في الضفة الغربية، وحرباً ضد لبنان، وحرباً ضد مسيرة اخترقت الحدود من الأردن، وحرباً في البحر الأحمر ضد اليمن؟ ‏ما هذه الدولة التي لم تنعم يوماً بالأمان منذ 75 سنة، ولن تنعم بالأمان مهما طال بها الزمان؟ ‏عودوا من حيث أتيتم يا صهاينة.

مشروع المقاومة هو تحرير فلسطين والقدس وبيت لحم
حدوقه -

مشروع المقاومة هو تحرير فلسطين والقدس وبيت لحم.

سلطة التنسيق الامني المقدس
باسل -

خيبتنا الكبرى. أخبرنا الناطق باسم رئاسة عباس أن إسرائيل تمارس "ضمّا صامتا" للضفة الغربية عبر "زيادة عدد المستوطنات العشوائية، والتهجير القسري للسكان، خاصة في مناطق الأغوار". خبر مهم انفردت به وكالة أنباء المنظمة وفتح، يؤهّلها لجائزة الصحافة الاستقصائية! أكبر معضلاتنا في رام الله.