إقليم كوردستان ضحية الخلافات الحزبية والحرب بالوكالة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إقليم كوردستان الثلاثاء، ووسط مخاوف من تصاعد الصراع الذي امتد إلى مناطق ودول في الشرق الأوسط مند اندلاع الحرب بين إسرائيل ومنظمة حماس في غزة المنكوبة، بات يتعين على قادة الإقليم أن يفهموا وظيفتهم الحقيقة، ويبتعدوا عن العداء والاستقطابات والانقسامات وعن لغة الاستفزاز، وأن يبحثوا مع دول الجوار، ومنها إيران تحديداً، عن سبل التعايش السياسي السلمي. إنَّ إيران، شئنا أم أبينا، جار العراق، ولا يمكنهما التخلص من بعضهما بعضاً، أمَّا الولايات المتحدة فضيف غير مرحب به، وليست صديق الشعوب كما تدعي، بل فرضت نفسها على العراق والمنطقة فرضاً، تلبية لمصالحها، ووجود قواتها في العراق وإقليم كوردستان يزعزع الاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية، خصوصاً أنَّ سياسة واشنطن هي سياسة السيطرة والاستحواذ لاستمرار تحكمها بالاقتصاد وسياسة الشرق الأوسط.
على قادة الإقليم أن يعرفوا جيداً:
أولاً: أنَّ الحروب بالوكالة تشكل حتمية استراتيجية للولايات المتحدة، وأنها لا تسطيع الاستغناء عنها بسبب أطماعها في توسيع نفودها وبسط هيمنتها على العالم، وعلى الشرق الأوسط تحديداً. يجب أن تعرف حكومة الإقليم أنَّ الولايات المتحدة ستجر على الإقليم وشعبه حرباً لا قدرة له على التعامل معها، لا سيَّما بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على أربيل.
ثانياً: تعتمد إيران وتركيا أيضاً على الحروب بالوكالة، وعدم التورط مباشرة في المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
ثالثاً: إنَّ القول في السر غير القول في العلن، وما يقال في الإعلام، الدولي والإقليمي، غير ما هو موجود على طاولة الحوار وفي الغرف المغلقة وخلف الكواليس بين طهران وواشنطن وأنقرة!
إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط
رابعاً: إنَّ الحكومة العراقية لا تستطيع منع المليشيات المدعومة من إيران من مهاجمة المصالح الأميركية في العراق وإقليم كوردستان. ولا يمكنها منع الولايات المتحدة من الانتقام والثأر أيضاً، خصوصاً بعد أن أصبحت الحرب حرب الطائرات المسيّرة من دون طيار!
خامساً: إنَّ الثمن الذي يدفعه الإقليم حالياً هو بسبب الخلافات الداخلية من جهة، واستهداف واشنطن لمليشيات موالية لإيران داخل وخارج العراق من جهة ثانية، وهذا بطبيعة الحال يزيد من نفوذ طهران في الساحة العراقية سياسياً وعسكرياً.
سادساً: الولايات المتحدة هي الدولة التي لا تخضع للمساءلة ولا يعتمد عليها إطلاقاً، وعليه فإنَّ تكرار سيناريو أفغانستان في العراق وإقليم كوردستان ليس بعيداً عن الواقع والحقيقة.
ما العمل:
على حكومة الإقليم أن تعمل من أجل:
أ ـ إعادة ترتيب صياغة العلاقة مع الدول الجوار عن طريق الحوار المباشر، حتى لا يشهد الإقليم المزيد من اتساع ساحة الصراع وحرب الظل في المنطقة على حساب الشعب العراقي والكوردستاني.
ب ـ إنهاء تقاسم النفوذ والمناصب والانقسام السياسي والجغرافي بين الأخوة الأعداء في إقليم كوردستان، فهناك تيار رئيسي متعاون مع إيران (يُقصف بين حين وآخر من قبل الطائرات التركية وتحت مختلف الذرائع)، وتيار آخر تربطه علاقات وثيقة بالولايات المتحدة وتركيا (يُستهدف بين فينة وأخرى من قبل الطائرات الإيرانيَّة).
إقرأ أيضاً: إيران وفشل نظرية ولاية الفقيه
ج ـ تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، وتشكيل لجنة تحقيق لاطلاع "الرأي العام العراقي والإقليمي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات وتبريرات الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم والأفعال المدانة والانتهاكات الصارخة لسيادة جمهورية العراق". يجب أيضاً مطالبة إيران بتقدم أدلة تثبت وجود "مراكز تجسس" لإسرائيل في إقليم كوردستان حسب زعمها.
د ـ على قادة الإقليم أن يكسروا اليوم دوامات التهديد والاستفزاز والاستعاضة عنها برؤية من التعايش السلمي مع دول الجوار، وضرورة احترام سيادة الدول وأمنها ومراعاة وحماية المصالح المشتركة معهم.
التعليقات
احسنت
نشميل احسان -اتفق معك تماما ، وهذا هو عين العقل ، ولكن أين بارزاني من هذه الاراء ، رإينا كيف يهدد و يقول لا نسكت عن الجريمة ! نسى نفسه بانه مجرد شخص لا يفهم السياسية .
الحرب بالوكالة
رحمان نجم الدين القصاب -نعم أيها الأستاذ ، إنها الحرب والهدف هو اخراج امريكا وأس - رائيل ، في العراق ، على قادة الاقليم ان يكونوا بحجم المسؤولية ، وألا لا يفيد الندم . كردستان ليست باكستان ولا أي دولة اخرى ، ليس لكردستان لا قوة ولا جيش . العقل والمنطق هما سيد الموقف .
مجرد سؤال
نجيب أحمد الربيعي -مجرد سؤال ، لماذا السكوت عن جرا ئم تركيا ؟ في حين ان ايران ساعدكم في الحرب ضد داعش وتركيا رفض طلب البارزاني بالتدخل عندما اقترب داعش من أربيل ؟
إذا
بهروز -نفترض جدلا ، إذا أوقفت ايران وتركيا صادراتها للعراق وإقليم كردستان ، إلا تموتون من الجوع ؟ إذا الجواب ب نعم ، فعليكم ان تحاكموا اولاً رؤسا ئكم ، وإذا الجواب ب لا كيف تعيشون في ظل الخراب الاقتصادي و خراب البنية التحتية وانعدام الاقتصاد والمنتجات المحلية ؟ مطلوب الجواب لطفاََ