فضاء الرأي

شريط حدودي في غزة على الطريقة اللبنانية

تضاعف الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في غزة من معاناة الفلسطينيين في القطاع
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حكومة الاحتلال تعمل ضمن مخطط هادف إلى تقليص مساحة قطاع غزة، بحجة إنشاء عمق أمني ومنطقة عازلة، باستقطاع شريط حدودي بمساحة تقدر بعشرين بالمئة. إن أي إجراء من هذا النوع مدان، ويعتبر عدواناً وجريمة حرب تضاف إلى جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، و"ترانسفير" قسري بحق السكان الفلسطينيين، وتعدياً يهدف إلى ضرب عرض الحائط بالقرارات الأممية والمجتمع الدولي، هدفه خلق مناطق بؤر نزاع ساخنة دائمة كما حدث في الجنوب اللبناني.

هذا المخطط هدفه استعماريّ، لتنفيذ أجندة حكومة المتطرفين اليمنيّة، بالإضافة إلى أنه يشكل تشديداً للحصار، والعقاب الجماعي، وضغطاً على الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يعتبر من أكثر مناطق العالم ازدحاماً. وما يسمى بالمنطقة العازلة ما هي إلا إعادة احتلال لقطاع غزة واستحضار للقيادة العسكرية التي كانت تحكم غزة، حيث يتم تقسيم القطاع ليخضع للسيطرة العسكرية الاحتلالية، وتكريس لنهج استعماري فاشي عنصري سوف يحرم الفلسطينيين من المساحات الزراعية، بالإضافة إلى هدم أكثر من 1200 منزل، الأمر الذي سوف يضاعف الأزمة السكانية في ظل هدم وتدمير أكثر من 70 بالمئة من المباني في قطاع غزة بحرب إبادة لم يشهدها التاريخ.

إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر خامنئي؟

مؤامرات الاحتلال الهادفة إلى تهجير أبناء شعبنا باتت تشكل خطورة واضحة على مستقبل الحياة السياسية للشعب الفلسطيني، وأيّ دعوات أو مقترحات أو مبادرات من أي جهة كانت للتهجير أو التوطين، هي جزء من المؤامرة على قضيتنا الفلسطينية، وتمثل جريمة من جرائم الحرب حسب القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى أنَّ أي تشجيع أو مشاركة من أيّ دولة أخرى، يمثل مشاركة في ممارسة التهجير القسري وبالتالي المشاركة في الجريمة.

منذ بداية العدوان، لا يخلو يوم إلا ويجري فيه الحديث عن وثائق ومخططات وتصريحات ومحادثات سرية وعلنية، من أجل تهجير شعبنا إلى خارج حدود فلسطين التاريخية. يجب العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار والعدوان والإبادة والتدمير الممنهج في قطاع غزة، ووقف الهجمات ومسلسل الاقتحامات لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.

إقرأ أيضاً: إسرائيل وأميركا أفضل من إيران وحماس

على دول العالم ومجلس الأمن الدولي اتخاذ مواقف أكثر جدية لكبح هذا الجنوح والجنون الإجرامي، وإجبار الكيان الاحتلالي الاستعماري على وقف الإجراءات والانتهاكات الخطيرة للأراضي والسيادة الفلسطينية، والانسحاب فوراً ووقف حرب الإبادة، والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

الذي يحدث اليوم في غزة هو جريمة إبادة، والذي يؤلم هو أن أكثر من 70 بالمئة من الشهداء هم من الأطفال والنساء، ورائحة الموت تفوح في كل مكان، ومن غير المعقول أن يطالب العالم إسرائيل بتخفيف القتل في غزة، بل يجب وقف القتل والدمار بشكل كامل، واليوم التالي يجب أن يكون شاملاً لكافة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس. نريد أفقاً سياسياً وخطوات عملية لتطبيق حل الدولتين على الأرض، والاعتراف بدولة فلسطين وتجسيد إقامتها على حدود عام 1967.

إقرأ أيضاً: "القوات الوكيلة": أداة النظام الإيراني لترويج الحرب وخلق الأزمات!

الذي يقود إسرائيل اليوم هو مزاج الانتقام بلا حدود، واستمرارها في انتهاكاتها والاستعمار في الضفة الغربية بما فيها القدس، والعدوان على قطاع غزة، سيعيق إيجاد أرضية حقيقية لتحقيق حل الدولتين. يجب العمل بشكل جدي على إيجاد أفق سياسي يشمل كل الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين من لوكسمبورغ وجميع الدول المؤمنة بحل الدولتين، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيان مارق يعتبر نفسه فوق القوانين وفوق البشرية
رياض -

عندما يقوم جندي إحتلال في غزة بالتفاخر بالصعود بجرافته فوق سيارات المدنيين في غزة، فهذا يبين النظرة الاستهتارية التي يحملها العقل الجمعي الصهيوني تجاه كل ما هو فلسطيني وعربي ‏ويعود تزايد هذا النمط من السلوك اللامبالي الى كمية الدعم الكبير الذي يلقاه هؤلاء الهمج من الغرب والاميركان في الافلات دائما من العقاب ما يشجعهم على التمادي في ارتكاب التدمير والقتل لابل والاستمتاع بهما حتى لا يمكن السيطرة عليهم.

غالنت لا يمكننا ان نعيش في هذا المكان ،،يقصد فلسطين ،،
زياد -

وزير الحرب الصهيوني النازي قاتل الأطفال والنساء ، غالنت لا يمكننا ان نعيش في هذا المكان ،،يقصد فلسطين ،، ما دامت المقاومة موجودة ، الوجود الصهيوني رهين الامن ، بدونه يذهب الصهاينه إلى اوطانهم الاصلية ،،