فضاء الرأي

جبهة وکلاء إيران

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يزور قاعدة بحرية للحرس الثوري الإيراني في بندر عباس
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أمام المحاولات الشديدة الوضوح لکل من طهران وواشنطن بغية تجنب المواجهة بينهما، والعمل من أجل إبقاء التنسيق الضمني غير المباشر قائماً، لا يبدو أن الأوضاع في خطها العام يمکن أن تبقى طويلاً تحت السيطرة، إذ لا شيئ يمنع من إنفلاتها خصوصاً أنَّ کل الاحتمالات قائمة في ظل حالة الاحتقان والتوتر غير العادي على مختلف المستويات الإيرانية والأميرکية والإقليمية والدولية.

ما يسميه النظام الإيراني "جبهة المقاومة والممانعة"، وهي في الحقيقة جبهة وکلاء إيران في بلدان المنطقة، أثبتت الأحداث والتطورات الجارية خلال الاعوام السابقة وتثبت أنها ليست إلا أداة أو وسيلة ضغط وابتزاز لهذا النظام، يستخدمها وفق متطلباته وأوضاعه، وهذا ما أصبح واضحاً حتى الان، بمعنى أن ثمة حالة من الفصل والعزل بين أصل النظام وبين وکلائه، إذ أنَّ النظام الايراني، وبعد التصريح الملفت للنظر لممثله الدائم في الأمم المتحدة وتبرأ فيه من تصرفات وکلائه في المنطقة، وتأکيد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي بعدم سعي النظام للحرب، وحتى رده المثير الذي يمکن حمله على أکثر من تأويل، على تهديدات صادرة من مسؤولين أميرکيين بقوله: "نقول لهم إنكم اختبرتمونا ونعرف بعضنا البعض"، وهو ما يدل في أحد أوجهه أنَّ النظام الإيراني يحرص أشد الحرص على بقاء "حبل الود السري" قائماً مع من يسميه علناً "الشيطان الأکبر"!

إقرأ أيضاً: رهائن لدى الولي الفقيه

هل يمکن لإدارة الرئيس الأميرکي جو بايدن، التي سيكون من الصعب عليها إخفاء فشلها وخيبتها على الصعيدين الدولي والإقليمي، وفي ضوء التمادي المستمر للنظام الإيراني من خلال وکلائه والذي تجاوز الحدود بهجومه على القاعدة الأميرکية في الأردن، هل يمکن لها الإبقاء على "حبل الود السري" مع طهران، ومسايرته حتى في الرد الذي توعد به بايدن؟

إقرأ أيضاً: أزمة غزة وسعي طهران لجعل المياه الدولية غير آمنة

إنَّ فشل بايدن على الصعيدين الدولي والإقليمي يتزامن مع فشل واضح آخر في مواجهته خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الأميرکية المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، لا سيَّما أنَّ عجز وتراخي الولايات المتحدة قد ظهر واضحاً على الصعيد الدولي، وهو يستدعي بالضرورة رداً قوياً لا تقليدياً على إيران، بمعنى أن يستهدف العمق الإيراني، وهو الأمر الذي سيضع النظام الإيراني في موقف محرج يتطلب بالضروة رداً إيرانياً قوياً مقابلاً، ولا يشبه الرد الباهت والمثير للسخرية على تصفية الإرهابي قاسم سليماني. لکن السٶال الأهم هو: هل إن الأوضاع الإيرانية، لا سيَّما الداخلية منها، مناسبة لمثل هذا الردّ؟ کل من يتصور ذلك لا يعرف شيئاً عن هذا النظام الذي يضحي بکل شيئ من أجل البقاء، لذلك، فإنه سيعمل على تحاشي أي رد من شأنه أن يٶدي إلى المواجهة المباشرة مع أميركا والمجتمع الدولي. ولکن ماذا لو انفجر الوضع الداخلي، وهو أمر ممکن، وجرى ويجري التحذير منه خلال الفترات الأخيرة من قبل مسؤولي وخبراء النظام؟ إذا انفجر هذه المرة، وفي مثل هذه الظروف، فإنه سيکون مختلفاً عن المرات السابقة، لأسباب وعوامل کثيرة، ولذلك يمکن القول: ليس المهم ما يقوله ويؤکده النظام، وإنما ماسيفرضه الشعب الغاضب والرافض للنظام عى أرض الواقع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف