ملالي طهران على خطى النمرود وفرعون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محاكم ملالي طهران مفضوحة بلا شك؛ إذ تمارس العنف والاضطهاد ضد المعارضين السياسيين والنشطاء الحقوقيين، ولم تعد ألاعيبها تنطلي على أحد، أو يتغاضى عنها أحد سوى تيار المهادنة والاسترضاء العالمي، الذي لا يكترث بحقوق الإنسان ولا حتى بشرعية القوانين والأنظمة التي شرعها بنفسه. وتتسم هذه المحاكم بالتلاعب وغياب العدالة، حيث يتم اتهام خصوم الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنساء بجرائم واهية، بهدف ترويعهم وإسكاتهم. علاوة على ذلك، فإنها تفرض أحكاماً صارمة وظالمة، بما في ذلك إصدار أحكام بالإعدام بشكل منتظم بغية الترويع والترهيب وتفادي ثورة الشعب التي ستأتي على الأخضر واليابس، وتلقي بالملالي في مزابل التاريخ، وتضرب مصالح القوى الاستعمارية التي هي السبب في معاناة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنَّ محاكم ملالي طهران تابعة لنظام قضائي فاشي وعبثي لا هوية له، غير عادلٍ وغير منصف، يحكمه قطيع من المدعين بالدين، ويُحاكم المتهمون في هذه المحاكم أمام قضاة يتم تعيينهم من قبل نظام الملالي، وغالباً ما يكونون من مؤيدي النظام، وتشمل الانتهاكات الشائعة في محاكم ملالي طهران عدم كفاية ضمانات المحاكمة العادلة، حيث لا يتمتع المتهمون في تلك المحاكم بضمانات المحاكمة العادلة مثل الحق في محاكمة عادلة أمام هيئة محلفين مستقلة، أو حق المتهمين في توكيل محامٍ للدفاع عنهم، وغيرها من الحقوق التي يجب أن تكون في صالح المتهم، خصوصاً سجناء الرأي، ويتم استخدام التعذيب والضغط بشكل روتيني لانتزاع اعترافات قسرية من المتهمين في ظل هذا القضاء الفاسد، وتأخذ محاكم الملالي بهذه الاعترافات المنتزعة بالإكراه كقرينة إثبات ضد المتهمين، وبالتالي إصدار أحكامٍ قاسية غير عادلة ضد المتهمين، بما في ذلك أحكام الإعدام والسجن طويل الأمد، وفي هذا الإطار تم الكشف عن العديد من حالات الفساد والانتهاكات في محاكم نظام الملالي، وفي عام 2023 تم نشر تقرير من قبل منظمة العفو الدولية يسلط الضوء على العديد من الانتهاكات، بما في ذلك اللجوء إلى التعذيب والاغتصاب كوسيلة لانتزاع الاعترافات القسرية، وإصدار أحكام قاسية غير عادلة بحق المجني عليهم. وفي عام 2022، تم اعتقال الناشط الحقوقي الإيراني مجيد حبيبي وحكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس، وتم الكشف لاحقاً عن أن حبيبي تعرض للتعذيب للحصول على اعترافات كاذبة. وفي عام 2023 تم اعتقال المحامي الإيراني مراد طاهري وحُكِم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية" وتم الكشف لاحقاً عن أن طاهري تعرض للضغط من أجل الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، وفي عام 2024 تم اعتقال الصحفية الإيرانية زهراء إسماعيل وحُكِم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، وتم الكشف لاحقاً عن أنها تعرضت للمضايقة والتهديد من قبل السلطات الإيرانية.
نظام الملالي يستبق السقوط والزوال بمحاكم صورية
بعدما فشل نظام الملالي في القضاء على منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، البديل الذي يخشاه ويقض مضجعه، وبعد فشله في قمع الانتفاضة الإيرانية رغم القتل وسفك الدماء والاعتقالات التعسفية وخطف المتظاهرين من الشوارع والبيوت وقتل بعضهم والتمثيل به بطرق بشعة وقتل الأطفال، لم يتبقَّ أمام نظام الملالي سوى اتباع سياسة المساومة والابتزاز، طالما هناك في هذا العالم من يسانده من تيار الاسترضاء والمهادنة في الغرب، ويستمع لمساومته وابتزازه، وبالتالي، فإنه يسعى اليوم معتقداً أنه يمكنه قمع المعارضة الوطنية (منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية) من خلال إجراء محاكمات صورية غيابية استعراضية هزلية كانتخاباتهم، وطبيعة محاكمهم، لأشخاص معارضين للنظام أطلقوا عليهم لقب "أعداء العقيدة"، على افتراض أنهم هم، كجلادين، أصحاب عقيدة حقيقية، وعلى أساس أن محاكمة هؤلاء الأشخاص تتم قانونياً عبر وسائل الإعلام دون وجودهم فعلياً في المحكمة، والقصد من هذه المحاكمات الصورية الغيابية عدة أمور، منها استخدامها كوسيلة فعّالة للنظام لترويع المعارضين وتثبيط حماسهم وإرادتهم في النضال ضده، وتشويه صورتهم أمام الرأي العام، خصوصاً أولئك الذين لا يعرفون الملالي حق المعرفة، وأن تكون تلك المحاكمات الصورية القبيحة وسيلة فيما بعد لمساومة تيار المهادنة والاسترضاء على تسليم هؤلاء المعارضين للملالي السفاحين، ولربما يستمع هذا العالم الذي لا مبادئ له اليوم إلى نظام الملالي، وقد سبق أن دخل معه في مقايضات وصفقات مشينة. والمستهجن اليوم هو أنه، بدلاً من أن يمثل جلادو الملالي أمام محاكم عادلة لينالوا جزاءهم، يسعون اليوم إلى العودة إلى ممارسة القمع والقتل والتنكيل بالضحايا الناجين من ظلم وبطش المجرمين الحاكمين في طهران.
ملالي طهران لا يتوبون إلى الله ولا يستترون
إذا أبُتليتم فاستتروا؛ إذا تفوقتم على إبليس في غيكم وبغيكم، راجعوا أنفسكم بما فيكم من عقل وروح ولا تتبجحوا بجرمكم وتتباهوا به؛ استروا عيوبكم وتوبوا إلى بارئكم؛ هذا الذي يُفترض أن يفعله ملالي إيران، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا ذلك، لأن من لم يتعظ من تجربة الشاه ووالده ومن سبقهما عبر التاريخ، لا بد أنه إما أن يكون أعمى أو أصماً، أعمى البصر والبصيرة، وبما أنهم كما نراهم مبصرين بأعينهم ويسمعون، إذن بات من الواضح أنهم ممن طُبِع على حواسهم وسُفِعت نواصيهم فساء أمرهم بما كانوا يفعلون؛ إذا ابتُليتم فاستتروا... ادعوا الإسلام ولم يستتروا ويستروا أنفسهم ولم يتوبوا إلى الله ولم يكن لهم رادعاً، فلن يكون لهم سوء عاقبةٍ سوء سوى جنس ما فعلوا ولينتظروا موعدهم.
التاريخ أكبر منصف وستذكر الأجيال جرائم ملالي طهران
لم ينسَ التاريخ أبداً تلك المظالم التي وقعت على جنباته، ولا أولئك المظلومين، ولم ينسَ أبداً السجل القبيح للظالمين والطغاة، حتى وإن سعى البعض إلى التستر على قبح حقبة ظالمة مظلمة، وما زالت الأحداث المتعاقبة في هذا التاريخ تُذكِر بما يُشبهها وما سبقها، وحتى الأساطير التي نُسِجت حول الظلم والظالمين لا تزال تذكرنا بالظالم والمظلوم على حد سواء؛ فلم ينسَ العالم مرارة الحقبة الاستعمارية ولا مرارة العبودية التي مارسها من يدعون بالحضارة وحقوق الإنسان اليوم وقد بنوا أمجادهم الحالية على رقاب ودماء وعناء من استعبدوهم وسلبوهم حريتهم وأموالهم ليصبحوا كباراً وأغنياء ويبقى عبيد الأمس الذين تحرروا وأصبح أحفادهم أحراراً لكنهم لا يزالون مستعبدين بصورة أو بأخرى تلك الصورة هي أيضاً جزءاً من ذاكرة التاريخ الحية التي تُبقي مظلوميتهم ومظلومية كل مظلوم حية وحاضرة في كل زمان ومكان.
إقرأ أيضاً: تفجيرات كرمان وإنقاذ نظام الملالي
لن يخلد التاريخ سياسة ملالي طهران التي تميزت بالقمع والتسلط على الشعب الإيراني وانتهاكات حقوق الإنسان داخل إيران والتطاول والتعدي على شعوب ودول المنطقة فحسب، بل سيخلد بأبشع صور التخليد ما سيؤول إليه حالهم أيضاً، وكيف ستكون سيرتهم كما كانت سيرة سلفهم ومن سبقهم في الطغيان، فظلمهم بالإدعاء باسم الدين والعقيدة من أبشع صور الظلم والتجني والقبح.
العيب فيكم وكلكم عيب فاستروا أنفسكم وتوبوا إلى بارئكم؛ أتلاحقون الضحايا المسفوك دماؤهم والعار رداؤكم وغطاؤكم؟ لا بد أن تكون عاقبة ذلك كعاقبة النمرود وفرعون وأمثالهم، بئس العاقبة وبئس المصير... وإن موعدكم الصبح... أليس الصبح بقريب!