الحرب والسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جميع شعوب العالم تُريد السِّلْم والأمْن والاستقرار، ولا ترغَب في الحروب، ذلك أنّ نتائج الحروب تُؤَدّي ثمَنَها الشعوب البريئَة، وغالباً تكون فاتورة الحرب باهِظة؛ هُناك تدميرٌ لحضارات بُلدان، وطمس لهويتها، بالإضافة إلى ضحايا من قتلى وجرحى في صفوف الشُّعوب وبالآلاف بل بالملايين، وتشريد للمواطنين الأبرياء من بيوتِهم المُدَمَّرة، ولُجُوئهم إلى مخيّمات داخل وخارج بلدانِهم والتي تفتقِر إلى أبسَط ظروف الحياة الآدميّة، ويُعانون فيها جميع أشكال الويْلات، من جوع وعراء ومرض وتهميش وإذلالٍ وإقصاء... الخ.
السّيّاسيُّ هو الذي يُعلِنُ الحرب والشعب هو الذي يُؤدِي ثمَنَ نتائجِها المأْسَاويّة، هذا السياسي الذي يعلِن الحرب لا يستطيع وَضْع نهايَةٍ لها، مهما حاوَل.
لماذا لا يُفكِّر سياسيّو العالم في نشر السلام بدَل الحرب المُدمِّرة للبشر والحجَر، فَعِوَض صرْف المليارات من الدولارات على الأسلحة ومُختلف العتاد الحربيّ، يتِمّ صرْفُها في مُساعدة المُجتمعات الفقيرة والمُحتاجة من أجل السعيِ بها نحوَ التقدُّم والرُّقي والازدهار سعياً وراء جعْل جميع بُلدان العالم بُلْداناً كُلّها نَماءٌ وتطوُّر في جميع ميادين الحياة ونشْر مبادِئ الإخاء والتّعاوُن والتّآزُر بَدلَ نشْر الكراهيّة والحِقد والبغْضاء.
لقد أمَرَنا الله تعالى بالأُخوّة والتّعاوُن والتّآزُر فيما بيننا قصْد إنشاء مُجتمَع عالميّ واحد لا فرقَ فيه بين الناس، تَسوده العدالة والحقوق والحريّات والعيش الكريم. كُلُّنا من أبينا آدَم. يعني نحن إخوَة من أبٍ واحد وأمّ واحدة، فلماذا النزاعات والخلافات بين الإخوَة؟
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "يا أيُّها الناس، إنّا خلقناكُم مِن ذَكَرٍ وأُنْثى وجعلْناكُم شُعوباً وقبائِلَ لِتَعارَفوا".
من واجِب الدول "العُظمى" في العالم أنْ تسعى إلى إيقاف الحروب المُدمِّرة للبشَر وتَجنَح إلى السلام في كلّ ربوع الأرض حتى تعيش البشريّة جمْعاء في أمْنٍ وأَمانٍ ورَخاء واستقرار، كيْ تُكفِّر عن ذنْبِها وتُصلِح ما أفسَدَتْه عبْر سياساتِها التي تسير عكس مصالح بني البشَر؟
إقرأ أيضاً: إسرائيل وأميركا أفضل من إيران وحماس
لقد دأَبَت بعض الدول الغربيّة، وعلى رأسِها الولايات المُتحدة الأميركيّة، على شنِّ حروبٍ طاحنة تأْتي على الأخضر واليابس، تُبادُ فيها الشّعوب وتُدَمَّر فيها البلدان، لا لِشيء سوى للسيطرة والتّحكُّم وبسْط النفوذ من أجل نهْبِ ثرواتِ شُعوبٍ من أجل استفادة شعوبِها منها، كي تعيش عيْشةً كريمَةً ورفاهيَةً مُثْلى وحياةً رغيدةً آمِنةً مُطمَئِنَّةً، على حساب شُعوبِ بُلدانٍ مغلوبَةٍ قد تمّت إبادتُها والقضاء عليها، والأوطان التي تمَّ تخريبِها وتدميرُها، مُدَّعيَةً أنّها دولٌ ديمقراطيّة عادلة، تحترم حقوق الإنسان وتُحاربُ الإرهاب في كلّ بقاع المَعمور، في حين أنّها لا تعرِف معنىً لا للديمقراطيّة ولا لحقوق البشَر، وليس في قاموسها أيّ مفهومٍ للأخلاق الإنسانيّة التي هي أساس وصميم التعايُش والتّراحم والتعاطُف التي عرفَتها المُجتمعات البشريّة الضّاربة في عُمْق التاريخ والتي صنعت حضارات عظيمة مبنية على الإخاء والتعاوُن والتلاحم بين عناصِرِها المُختلفة والمتنوِّعة في دينِها ولُغتها وثقافتِها، أقوام عبارةٌ عن فسيفساء مُتّحدة ومترابِطة ومُتراصّة فيما بينها، تعيش ضمن جماعةٍ كخلية النحل، مُتضامِنَةً مُتحابَّةً ومُوحَّدة الكلِمة خاليَةً من النِّزاعات والقلاقِل والفِتَن التي يغوص فيها اليوم عالمُ الحداثَة والعصرنة، عالمُ القرنِ الواحِد والعشرين، الذي يتباهى بالتَّقدُّم العلميّ والتطوُّر التكنولوجيّ، الذي هو، في حقيقة الأمر، عالَمٌ مُتخلِّفٌ في فكره المُتدهوِر الذي عشَّشَت في أحشائه كلّ أنواع الخُبث والخساسَة ودَناءَة الأخلاق الإنسانيّة.
إقرأ أيضاً: هل يسرقون المطر الإيراني؟
عالمٌ يَحكُمُه "قانون الغاب"، القويّ فيه يفتَرِس الضّعيف، عالمٌ خالٍ من أيّ إحساسّ أو شعور إنسانيّ يَتميّزُ به كمَخلوقٍ مُدرِكٍ لسببِ وُجوده في هذه الحياة، إعمار الأرض وليس تخريبها والإفساد فيها.
التعليقات
عفوا عزيزى الكاتب
قول على طول -أولا تحيه لك على نواياك الحسنه والطيبه والرغبه فى أن يعيش العالم كله فى سلام لكن ليس بالأمنيات تتحقق ما تقوله ودعنا نختلف معكم فى أغلب ما جاء بالمقال ..يقول الكاتب : : جميع شعوب العالم تُريد السِّلْم والأمْن والاستقرار، ولا ترغَب في الحروب، انتهى الاقتباس : عزيزى الكاتب : الشعوب العربيه والاسلاميه لا تعرف معنى السلام والعيش المشترك والسبب النصوص التحريضيه المقدسه التى تعرفها أنت ولا داعى أن اذكرها لكم ..أنتم تريدون أن يكون الدين كله لربكم حتى لو بالحرب وتؤكدون ذلك فى كل مناسبه وتقولون أن الاسلام الان فى حالة ضعف وعندما تقوى شوكة الاسلام لابد من الجهاد أى الغزو حتى يصير الدين كله لربكم . واللاجئ المسلم فى دول الكفار يفعل ذلك عندنا يقدر على ذلك . لا تنسي الحروب فيما بينكم - الجزائر ..ليبيا ..العراق ..سوريا ..الصومال الخ الخ ..التى تؤكد أنكم لا تعرفون معنى للسلام . ناهيك عن ما تعانيه الأٌليات غير المسلمه فى بلاد الذين أمنوا . يتبع
تابع ما قبله
قول على طول -ويقول السيد الكاتب : لماذا لا يُفكِّر سياسيّو العالم في نشر السلام بدَل الحرب المُدمِّرة للبشر والحجَر،..انتهى الاقتباس . نتفق معكم عزيزى الكاتب فى هذا الطلب ولكن لماذا لا توجه السؤال الى السياسيين فى البلدان العربيه والاسلاميه ..أى لماذا لا تصنعون سلاما فيما بينكم قبل أن توجه السؤال للأخرين ؟لماذا لا يكون فى البلاد العربيه والاسلاميه مساواه بين جميع البشر قبل أن تطالب العالم ؟ هل تعرف قوانين البلاد العربيه والاسلاميه التى تظلم غير المسلمين ؟ وهل تعرف معاناة غير المسلمين فى بلدناكم ؟. يتبع
تابع ما قبله
قول على طول -ويقول السيد الكاتب : لقد أمَرَنا الله تعالى بالأُخوّة والتّعاوُن والتّآزُر فيما بيننا قصْد إنشاء مُجتمَع عالميّ واحد لا فرقَ فيه بين الناس، تَسوده العدالة والحقوق والحريّات والعيش الكريم. ..انتهى الاقتباس. عفوا عزيزى الكاتب ..هو نفس الاله أمركم بقتل المخالفين لكم حتى يدخلون الدين الحنيف حتى بالسلاسل أو يعطوا الجزيه وهم صاغرون كما فعل الدواعش والسلف الصالح جدا وان كنت لا تعرف النصوص يمكنكم الاتصال بنا . وقبل أن تطاب الدول الكبرى بنشر السلام عليكم البدء بأنفسكم وحذف هذه التعاليم الارهابيه والعنصريه والتى لا ولن ولم تصنع سلاما يوما ما .. وكفى القاء اللوم على الغير فهذه حجة الفاشلين . يتبع
تابع ما قبله
قول على طول -واذا أردت أن تكتب عن العدل والمساواه وعدم الكراهيه وغيرها عليك أن لا تستنجد بالقران وتعاليمه وتفاسيره فهذا لن يخدم غرضك بل العكس تماما . وكفى اتهام امريكا والغرب فالحروب بينكم بدأت مع الدعوه اياها وقبل وجود امريكا بقرون بعيده جدا ..وما يجرى الان فى بلدانكم هو تكمله لما بدأته الدعوه ..انتهى
الإسلام دينٌ حضَريّ يدعو إلى إنشاء أمّة واحدة موحَّدة.
الكاتب : علي او عمو -يا فول على طول: أنا مُسلِمٌ و أفتخِر بهذا الدين الحنيف الذي يدعو إلى كلّ ما ينفعُ البشريّة جمعاء و دون استثناء بين خَلق الله، و لكن للأسف، جميع البلدان التي تدّعي الإسلام لا تُترجِم تعاليمَه على أرض الواقع، و مُعظم "المُسلمين" من الشعوب لمْ يفهموا بعدُ دينهم حقّ الفهم، فهناك من الناس مَن يحصُر الإسلام في الشعائر الدينيّة: من صلاة و زكاة و صوم و حجّ.. عِلْماً أنّ الإسلام، و منذُ إبراهيم، مبنٍ على التوحيد، كركيزة أساسيّة، أيْ اتّحاد بني البشر من أجل إعمار الأرض و ليس تخريبها، كما نَلحظُ اليوم، بناء مُجتمَع مُتلاحم مُتعاوِن و مُتآزر بعيداً عن النزاعات و القلاقِل و الخلافات. مجتمعٌ عالَميٌّ مُوَحَّدٌ في أهدافه الرّاميَة إلى السعيِ وراءَ إسعاد البشريّة جمعاء من خلال خَدمات جليلة تعود بالنفع عليها و نَبْذ كلّ ما مِن شأنه الإخلال بالنِّظام العامّ الذي سطّر الإسلام خطوطه العريضة، و أهمّها تلافي الظلم، ظُلم العبْد لأخيه و تحريم الفساد في الأرض، كيفما كان نوعُه و عدم استعباد الناس و استرقاقِهم، كما تفعل بعض الدول التي تعتبِرُ نفسَها (عُظمى)، و ما هي في الحقيقةِ إلّا (صُغرى) من خلال استعمارها للأضعف منها من دول العالم. الإسلام يدعو إلى في تعاليمه السمحاء إلى أنْ تكون هناك أُمّة واحدة عُظمى، يتمتّع في أحضانِها جميع عناصِرِها بنفس الحقوق لا فرق بينها، أمّةٌ قويّة بسواعد أبنائِها الذين يبنون و لا يُهدّمون و يُشيِّدون و لا يُخرِبون، تلك أمّة الإسلام البانيَة للحضارة الإنسانيّة الحقّة التي لا يُمكن أنْ تنهار عبر الأماكن و الأزمان.