الجزائر والمغرب والماضي المؤلم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكل تأكيد هناك مشاكل عويصة، وأخطاء متراكمة، ولاعبين تتحرك أياديهم بالخفاء والعلن و"الغاية تبرر الوسيلة"، لكن ما أدركه أنه يجب طي صفحة الماضي والتفكير بالمستقبل وتحكيم العقل والمنطق، من أجل الشعبين، فما يربطهما معاً أكثر مما يفرقهما.
أتحدث عن أحبائي في الجزائر والمغرب، وكثيرون ممن يقرأون سطوري لا يعرفون أنني متابع شره لأخبار البلدين، لأنني بكل بساطة أكتب في صحفهما ومواقعهما تقريباً منذ عقد من الزمن، وأدرك أنَّ البعض يريد من الشعبين أن يتحولا إلى "حلبة مصارعة"، ذاك يوجه لكمة على الوجه والآخر يوجه لكمة على البطن، وهو يتفرج ويصفق، أما حجم الخسارة فلا تقدر بثمن.
الغريب أيضاً أنَّ الدول الجارة، وهي "عربية"، صامتة جراء ما يحدث؛ أين تونس وموريتانيا وليبيا ومصر مما يحدث؟
جامعتنا العربية، التي فشلت في حل قضيتنا الأم، وهي القضية الفلسطينية، لماذا لا تدعو إلى اجتماع تجمع فيه الطرفين، وكل طرف يفرغ ما في جعبته، ليصلا إلى نقاط مشتركة في النهاية.
إقرأ أيضاً: تذكرة ذهبية للمستقبل
ما يجري يجعلني أشير بأصابع الاتهام إلى فرنسا، التي لديها أطماع في القارة الأفريقية وترفض نسيان الماضي عندما كانت محتلة لهذه الدول، وتتحكم بها، وتنهب ثرواتها المغرية، خصوصاً أنَّ الجزائر قلب القارة الأفريقية بمساحتها الشاسعة وخيراتها، والمغرب مكانه الجغرافي متميز، حيث أنه حلقة وصل بين أوروبا وأفريقيا.
إقرأ أيضاً: إلى أين يتجه إقليم كوردستان؟
أخبرني مثقف كبير أكن له التقدير والاحترام، وهو حيادي وغير منحاز لأي طرف، أنَّ السبب الأول والرئيسي لكل ما يجري هي القضية الصحراوية، فالجزائر تقف مع الصحراء قلباً وقالباً وتريد الصحراء كياناً مستقلاً ذا سيادة، أما المغرب فيعتبر القضية انتهاكاً صارخاً لسيادته ولوحدة شعبه، واقتطاعاً لجزء من كيانه رغماً عنه، والكل متمسك برأيه ولا حل يلوح في الأفق القريب.
إقرأ أيضاً: لا مكان للانبهار.. انتهى زمن الكبار
وأنا أخاف أن يتحول الأمر إلى الأمم المتحدة، وتدخل دول كارهة للشعبين في الموضوع، سواء لتظهر "عضلاتها" أو لتذرف "دموع التماسيح"، كما يحدث في يومنا هذا مع الفلسطينيين، وبعدها يدعو الاتحاد الأوروبي الغارق بهمومه إلى حلول قذرة، لأنَّ البلدين قريبان منه، ونصل إلى نتيجة كارثية للكل دون استثناء.