يبدو أنَّ الأزمة السياسية والاقتصادية الكبيرة في إقليم كوردستان تتجه نحو لحظة مصيرية بعد أن بلغت ذروتها، وفشلت معها كل المبادرات العراقية والدولية ومشاريع الحلول للخروج منها، فإضافة إلى الصراع الداخلي والانسداد السياسي الذي يعيشه الإقليم مؤخراً بين الإخوة الاعداء، فقد تصاعدت الهجمات الصاروخية والمسيّرات المفخخة بشكل لافت على الإقليم خلال الآونة الأخيرة أيضاً.
الصواريخ الباليستية والمسيّرات المفخخة الإيرانية استهدفت مناطق في إقليم كوردستان العراق، وصفتها البيانات الإيرانية بـ "مراكز للتجسس ضدها".
القصف الإيراني استهدف منطقة تبعد نحو 40 كيلومتراً عن مدينة أربيل قرب القنصلية الأميركية ونتج عنه مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه ضد أربيل تحديداً ، حيث طالت صواريخ (مجهولة) المصدر، قبل أيام، حقلي كورمور وجمجمال، وتديرهما شركة دانة غاز الإماراتية، في محافظة السليمانية.
وتشير أصابع الاتهام، بحسب مصادر أمنية محلية، نحو الفصائل المقربة من إيران، ضمن حرب المصالح الاقتصادية الإقليمية التي يشهدها البلد. وحسب مصدر أمني عراقي، فإن "صاروخي كاتيوشا استهدفا حقل كورمور الغازي في السليمانية دون تسجيل خسائر".
وفي حادث منفصل في وقت سابق، قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيّرة مفخخة كانت تستهدف القوات الأميركية في قاعدة بالقرب من مطار أربيل. ويشهد الإقليم هجمات شبه يومية بطائرات مسيّرة وصواريخ تشنها جماعات مسلحة منذ نشوب الحرب الاسرائيلية على غزة، استهدف معظمها قواعد تضم قوات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
إقرأ أيضاً: صححوا معلوماتكم عن الكورد
ومن الجدير بالذكر أنَّ المسيّرات المفخخة التي تستهدف إقليم كوردستان تابعة لجهتين، الأولى هي إيران وفصائلها المسلحة العراقية الموالية لها، والثانية تركيا، التي تحاول من خلالها تصفية حساباتها مع حزب العمال الكوردستاني على أرض عراقية. إذ تبين إحصاءات جهاز مكافحة الإرهاب المحلية في الإقليم وقوع 22 هجوماً بطائرات مسيّرة وصاروخية على الإقليم ، سبع هجمات بطائرات مسيّرة تركية، فيما كانت للجارة الشرقية إيران وفصائلها المسلحة 15 هجمة مسيّرة وصاروخية منذ بداية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس وحتى هذه اللحظة، وكان أعنفها هجومها بصواريخ باليستية ليلة 15 على 16 من الشهر الجاري من قبل الحرس الثوري الإيراني ليكون الأبرز والأكثر عنفاً من بين كل الهجمات التي شنتها سابقاً.
من جهتها أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية أن القوات الأميركية تعرضت لـ151 هجوماً في العراق وسوريا، منذ 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وبالطبع من بينها الهجمات على إقليم كوردستان.
إضراب حتى تسليم الرواتب
وأعلن موظفو دائرتي الكهرباء والمرور في السليمانية، الأحد، الإضراب وإيقاف تسيير معاملات المواطنين احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم، في الوقت الذي جدد فيه المعلمون والمحاضرون في السليمانية والمناطق التابعة لها، تظاهراتهم للمطالبة بحقوقهم ورواتبهم الشهرية.
إنَّ هذا الإضراب وتأخير الرواتب يعكسان وضعاً اقتصادياً صعباً لإقليم كوردستان، حيث يواجه العديد من القطاعات الحكومية تحديات مالية في صرف الرواتب بانتظام.
إقرأ أيضاً: فلتطارد اللعنات حماس إلى يوم الدين
أما على المستوى السياسي، فيخسر الإقليم، تدريجياً، مكاسبه السياسية والاقتصادية بصدور سلسلة قرارات متتالية من قبل المحكمة الاتحادية في بغداد، أبرزها إبطال حقه في تصدير النفط بمعزل عن بغداد، وعدم دستورية تمديد عمل برلمان إقليم كوردستان، وقرارات كثيرة أخرى.
بالإضافة إلى ما سبق، فإنَّ عدم التناحر والاتفاق مابين أربيل والسليمانية والانقسام الخطير بينهما يوسع يوماً بعد يوم فجوة المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويمنع من إيجاد الحلول، ما يعني ازدياد الأزمة عمقاً والابتعاد عن التسويات الضرورية المأمولة.
والسؤال الأهم: مع تصاعد كل هذه المشاكل الداخلية والإقليمية والدولية الخطيرة إلى أين يتجه إقليم كوردستان؟
التعليقات