فضاء الرأي

زيارة وضعت النقاط على الحروف

الزعيم الكردي مسعود بارزاني
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منطلقاً من الإدراك الواسع بأن الفترة الحالية الحساسة والخطرة والمعقدة التي يمر بها العراق والمنطقة، تفرض الاتكال على الشجاعة والحكمة والحوار والتفاهم واختصار المسافات والتأكيد على مرجعية الدستور في حلّ المشكلات والقضايا العالقة، زار الرئيس مسعود بارزاني بغداد، ومكث فيها يومين مليئين باللقاءات والحوارات المهمة مع كبار المسؤولين هناك، وتباحث معهم حول مصير البلاد وتأثيرات الظروف الإقليمية والدولية التي تستجد فيها كل يوم العديد من المفارقات والتقاطعات.

كما التقى خلال الزيارة بمجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى الذين تبنوا مواقف عدائية تجاه التوجهات الكوردستانية، وكانوا على خلاف مفتعل مع حكومة إقليم كوردستان بشأن تنفيذ الدستور وتطبيق الاتفاقات. وقد عملوا في سبيل تشتيت الصف الكوردي وإلحاق الأذى بالكوردستانيين وإثارة غضبهم وحفيظتهم بطرق كثيرة، وأبلغهم بأنه ملتزم بالنهج التسامحي للبارزاني الخالد، وبأنه ما زال مؤثراً وممسكاً بأسباب صناعة القرار السياسي في كوردستان، ويحتفظ بعلاقات دولية راسخة، ولديه تفاهمات مع الكثير من الشخصيات المحلية والعراقية والإقليمية والدولية، ويمتلك أوراق لعب لا تحترق، وله جمهور كوردستاني وعراقي كبير، يناصره، ويسانده.

اللقاءات والحوارات تناولت الكثير من الملفات الساخنة واتصفت بالصراحة والموضوعية، والمواضيع التي تمت مناقشتها أُخذت على محمل الجد وبحثت عن حلول دائمة تعتمد على التزامات متبادلة لإنهاء الارتباكات والأوضاع الشاذة الموجودة في العراق وطي صفحة شابها الكثير من التوتر وامتدت لسنوات عجاف. لذلك وصفت الزيارة بالمهمة، والتاريخية، والاستثنائية، والضرورية، واعتبرت بمثابة خطوة دبلوماسية عقلانية هادئة جديدة اعتاد عليها الرئيس مسعود بارزاني منذ أمد بعيد، وفتحت الباب أمام البحث الحقيقي عن الحلول وفق رؤية استراتيجية وطنية شاملة تنهي كل الصراعات، وأكدت أن الكورد جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلات. وحملت عدداً من الرسائل المهمة لمن يعنيه الأمر من قريب أو بعيد، وذكرت الجميع بأن الكورد شركاء في العراق ولهم الثقل والموقع على الساحة السياسية، وكانوا وما زالوا يتحملون مهمة الدفاع عن الديمقراطية وحمايتها.

إقرأ أيضاً: أين فخامة الرئيس؟

أما العقلاء الذين يعرفون ثقل الرئيس بارزاني ومكانته وقدرته على التأثير في العملية السياسية وعلى السياسيين العراقيين بشكل عام، ويدركون حاجة العراق إلى راعٍ وطني محايد يملك الدراية والمعرفة ويحمل ذكاءً سياسياً وفكراً إنسانياً راقياً، ويتخذ من القيم والمبادئ نظاماً لعمله القيادي والسياسي والوطني، فقد أشادوا بإمكاناته الكبيرة في توجيه الأمور وفي إعادة الثقة بين العراقيين عموماً. كما أشادوا بزيارته كثيراً ورحبوا بها، والبعض منهم استبق الأحداث فوصفوها بالناجحة والمثمرة، رغم أن نجاح الزيارات يُعرف من نتائجها، ولكن في نظر هؤلاء عُرفت منذ بدايتها، ومن خلال دلالات الاستقبال واللقاءات المكثفة مع كبار السياسيين العراقيين والسفراء العرب والأجانب في بغداد.

إقرأ أيضاً: اللغة الهابطة والإعلام الكوردستاني

على العموم، يمكن القول إنَّ الزيارة وضعت النقاط على الحروف في العديد من القضايا التي تهم مصالح الشعب الكوردي والشعب العراقي، وستؤسس لمرحلة مقبلة أساسها يستند إلى الدستور العراقي، وستخلق حالة استقرار سياسي تمنع التدخلات الخارجية الكثيرة في شؤون العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف