الشعب الفلسطيني يعتمد على نفسه في تحرير أرضه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما فائدة تعاطف الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية إذا كانت "السلطات" قد تخلّت عن هذه القضية التي كانت يوماً تعتبرها قضيتها الأولى؟
لقد عملت معظم الدول العربية على التطبيع المعلن مع الكيان الإسرائيلي من خلال ما سُميَ "اتفاقية أبراهام"، التي جمعت أميركا حولها هذه الدول، بهدف التقريب بينها وبين إسرائيل وإزالة ذاك العداء التقليدي الذي استمر لأكثر من سبعة عقود. وما تهافت الدول العربية للانخراط في هذه "الاتفاقية" إلا دليل على رغبتها في ربط علاقات مع الكيان الغاصب، ومحو أثر العداء القديم، وطمس القضية الفلسطينية إلى الأبد، والتخلي عن المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
هدف أميركا من تجميع الدول العربية حول هذه "الاتفاقية" وربط علاقاتها مع إسرائيل هو تحييد القضية الفلسطينية ودفنها، بترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة إسرائيل دون تقديم أي سند لهم في تحرير أرضهم وإنشاء دولتهم. لكن المقاومة الفلسطينية في كل ربوع فلسطين انتبهت إلى هذه المسألة، فقامت بالاعتماد على نفسها في العمل على تحرير أرضها والدفاع عن كرامتها، وما طوفان الأقصى إلا ردّة فعل لما قامت به الدول العربية حين فضّلت الارتماء في أحضان أميركا وإسرائيل، والسير مع الكيان في تحقيق أهدافه الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والاستيلاء عليها لإنشاء الدولة اليهودية التي حلمت بها الحركة الصهيونية منذ نشأتها.
إقرأ أيضاً: لا المظاهرات ولا المفاوضات يمكنها إنهاء الحرب على غزة
إن عدم تعويل الفلسطينيين على العرب في إقامة دولتهم دفعهم إلى مواجهة الكيان الصهيوني منفردين، وكانت البداية مع انطلاق طوفان الأقصى المجيد، ومواصلة الدفاع عن وطنهم في الضفة والقطاع وأراضي الـ48. لقد كبّدت المقاومة إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح والعتاد الحربي في غزة، ولم تكن إسرائيل تدرك أن المقاومة قد طورت عتادها الحربي وأساليب قتالها. ولو كانت تعلم ذلك، لما فكّرت في التدخل البري على غزة.
ها هو الكيان يتخبّط في أوحال غزة، ولن يخرج منها إلا مهزوماً، لأن المقاومة عازمة على خوض حرب استنزاف ومستعدة للاستمرار فيها لمدّة طويلة. فالمقاومة تعلم أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على حرب الاستنزاف، رغم الدعم العسكري الأميركي. لقد خابت أحلام أميركا وإسرائيل في تحقيق أهدافهما بالسيطرة على غزة والقضاء على المقاومة، كما خاب ظن الدول العربية التي كانت تعتقد أن تخليها عن القضية الفلسطينية سيضعف المقاومة.
إقرأ أيضاً: ما صحّة فرضيات المُحلِّلين حول صفقة تبادُل الأسرى؟
فقد فشلت مساعي الدول العربية التي لجأت إلى المفاوضات العبثية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية، بمباركة عربية، وانتهت بفشل ذريع. تنازلت عن الأراضي التاريخية لصالح إسرائيل، واكتفت بأراضي الـ67 التي لا تمثل إلا جزءاً ضئيلاً من حقوق الفلسطينيين. فشلت "اتفاقية أوسلو"، ومعها فشلت كل المحاولات لإقامة دولة فلسطينية حقيقية، وكل ذلك سعياً وراء حفظ ماء الوجه والتخلص من القضية الفلسطينية.
التعليقات
غزة الباسلة
بلال -حينما يقول الرئيس الخرف بايدن ،يجب وقف إطلاق النار في غزة فإنه يتكلم نيابة عن مشغليه الصهاينه الذين اذلتهم غزة الباسلة ،،
نصيحه من ذهب يا بلال
قول على طول -لا تنصتوا الى بايدن المخرف وعليكم استكمال المسيره ولن يمنعكم احد لا توقفوا قتالكم ضد الصهاينه وانتم الاعلون ..انتهى