فيلم الإرهاب والكباب بنسخة عراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أنَّ السلطة التنفيذية في العراق قد اقتبست قرارها القاضي بالسماح للموظف الحكومي باستقطاع جزء من ساعات عمله لأداء فريضة العبادة أثناء أوقات الدوام الرسمي من فيلم "الإرهاب والكباب" الذي قام ببطولته الممثل القدير عادل إمام. تدور قصة الفيلم حول مواطن يروم إكمال معاملته الرسمية في إحدى المؤسسات الحكومية ليصطدم بالروتين الوظيفي وانشغال أحد الموظفين بالصلاة ومراسيم إعداد الطبخ عند إحدى الموظفات، وتكون شرارة غضب المراجع هي التي أخرجت الأزمة إلى نتائج غير متوقعة، لتتحول الأحداث الصغيرة إلى نتائج كبيرة عندما تحول الموقف إلى ادعاء بالإرهاب لذلك المراجع، مما استوجب تدخلاً حكومياً.
السلطة التنفيذية في العراق أصدرت قراراً ديوانياً يقضي بإعطاء مساحة زمنية من ساعات عمل الموظف لأداء فريضة الصلاة، وكأن هذا القرار كان منتظراً ليكمل به الموظف ساعات البطالة المقنّعة التي يعيشها أغلب الموظفين.
يفسّر البعض هذا القرار بأنه يدخل ضمن المزايدات الانتخابية المبكرة التي بدأت الكتل السياسية أو الطامحة لولاية ثانية تستغلها لجذب التأييد الشعبي والكسب الانتخابي لقوائمها. لكن هل يعني ذلك أن يكون على حساب مصلحة الوطن والمواطن؟
يعاني المراجعون في أغلب المؤسسات الحكومية من ظاهرة الرشوة والفساد التي بدأت تتحول إلى "ثقافة" تُمارس بشكل طبيعي، ومن يتخلف عن ممارستها يُتهم بالشذوذ الوظيفي. يُضاف إلى ذلك ساعات من ضياع العمل التي يقضيها الموظف بين تناول الفطور وسرد يومياته العائلية، إضافة إلى ساعات التأخير عن العمل التي يقضيها في شوارع العراق. يأتي القرار الحكومي مكملاً لتبرير الموظف بعدم إمكانية إنجاز معاملات المواطنين بأعذار مختلفة من هذا النوع.
البطالة المقنّعة التي تحاول أن تفرضها السلطة على الموظف الحكومي يبدو أنها ستكون إجبارية لا اختيارية من خلال قوانين تدعو للتفريط بساعات العمل تحت مختلف الأعذار.
إقرأ أيضاً: الكهرباء في العراق
نقف أحياناً عاجزين عن تفسير قرارات لا يُعرف مغزاها أو حتى نتائجها، لأنها قرارات ارتجالية لا تخدم المواطن الذي يروم إكمال معاملته، ولا حتى الموظف الذي تنتهي به ساعات الدوام الرسمي متسكعاً في أروقة مؤسسته الحكومية وغرفها، منتظراً ساعة انتهاء الدوام الرسمي للمغادرة. وبعدها تأتي أيام الشهر ليستلم راتبه دون أي خدمة لبلده أو مواطنيه.
قبل أيام من قرارها الحالي، أعلنت الحكومة العراقية عن تقليص ساعات الدوام الرسمي أثناء مباراة المنتخب العراقي ضد منتخب كوريا الجنوبية، والتي خسر فيها العراق بنتيجة هدفين مقابل ثلاثة أهداف للفريق الكوري. والمفارقة أن مختصين وباحثين في الشأن الاقتصادي أعلنوا أن العراق خسر جراء هذا القرار عشرات المليارات من الدنانير بسبب التعطيل الحكومي لمؤسسات الدولة.
إقرأ أيضاً: العيد الوطني العراقي المنسي
تعاني الحكومة العراقية من كثرة أعداد الموظفين في القطاع الحكومي، حيث تتجاوز الأعداد الخمسة ملايين موظف، وما تحمله تلك الأعداد من تضخم وزيادة في الأعباء المالية على الخزينة العراقية. لكنها في الوقت ذاته تهدر الوقت الضائع لموظفيها وكأنها تخبرهم بأن الجدوى هو عدم استغلال الوقت لصالح الخدمة العامة للدولة.
الخلاصة هي أن الدول الخاملة إدارياً والفاشلة مؤسساتياً لن تستطيع النهوض أو التقدم خطوة إلى الأمام ما دامت تعود إلى الوراء بخطوتين، وذلك هو ملخص سيناريو "الإرهاب والكباب" بنسخته العراقية.
التعليقات
الهدام هو الذي بدأ بهدم الدولة العراقية
صالح -الزائل بحروبه وقراراته الارجالية العشائرية والاجرامية اشاع الفساد في الدولة العراقية, بعد حرب الثمانية سنوات مع ايران استشهد حوالي نصف مليون شهيد وبدأت اخلاقيات العراقيين بالتخلخل ثم زج العراق بأتون الحرب الكويتية ثم الحصار الاقتصادي, وياليت ان يتطرق الكاتب للقصص الاليمة التي يعرفها جميع العراقيين عندما بدا بعض الضباط العراقيين بسياقة سيارات الاجرة ليوفروا قوت عيشهم وكان المدرسين يسالون طلابهم ماذا يعمل اباك فاذا كان قصاب فيطلب من الطالب فخدة لحم والموظف يفتح جارورة مكتبه ليضع المواطن صاحب المعاملة بعض النقود وانحدر العراق الى المستويات الضحلة وبعد ان زال الهدام قامت جميع اللصوص والمنحرفين بالعمل على راحتهم وكما يقول المثل((ذالك الغيم اتى بهذا المطر))