فضاء الرأي

إعادة تدوير فاشلة لنظام الشاه في إيران

المرشد الأعلى علي خامنئي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك قول مأثور يقول: "يمكنك خداع الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكنك خداعهم كل الوقت"، ويبدو واضحاً أنَّ النظام الإيراني لا يفكر هكذا، بل يصرّ على استمرار خداع الجميع بصورة مستمرة ومن دون توقف. والأمثلة كثيرة بهذا الصدد، وليس بإمكاننا ذكرها في هذا المجال الضيق، خصوصاً عند إجراء مراجعة للعقود الأربعة الماضية من عمر هذا النظام، حيث نجد أنه كان يحرص كثيراً على ممارسة الكذب والخداع في العديد من المجالات، ولاسيما تلك المتعلقة بأوضاعه السياسية والأمنية والاقتصادية والتحديات التي يواجهها.

تحديات كثيرة ومختلفة تحدق بالنظام الإيراني، لكن أكثر تحدٍ يشغل بال النظام ويؤرقه ويمنحه الأولوية من حيث الاهتمام، كان ولا يزال التحدي المتعلق بأمنه الخاص. خاصة أنه يوظف معظم الإمكانيات المتاحة في البلاد من أجل درء كل ما يمكن أن يؤثر عليه سلباً ويفتح الباب لانهياره. لذلك، فإن النظام الإيراني، من أجل أن يضمن بقاءه ويقضي على كل الأسباب والعوامل التي تؤثر عليه سلباً، لا يتورع عن القيام بأي شيء في سبيل ذلك. وهنا يمكن لفت الانتباه إلى أهم وسيلة استخدمها ويستخدمها هذا النظام من أجل بقائه وهي الكذب والخداع.

رحلة النظام الإيراني مع ممارسته للكذب والخداع طويلة تمتد إلى أيام بدايات قيامه، ولعل أكبر كذبة وخداع أطلقهما هذا النظام ويحرص كثيراً على تكرارهما والتمسك بهما، هو الزعم بأنه نظام ديمقراطي وأن الشعب الإيراني يقف خلفه ويؤيده بكل ما في وسعه. في حين أن مجرد ذكر الانتفاضات الغاضبة المندلعة ضد النظام، والتي اجتاحت سائر أرجاء إيران، كافية لفضح هذه الكذبة المفضوحة التي تعجز عن التغطية على الحقيقة الدامغة.

النظام الإيراني، في مساعيه لاستخدام الكذب والخداع ضد المد الشعبي الرافض له، يعمل على مسارين؛ الأول، السعي لتهميش المعارضة الإيرانية الفعالة والممسكة بالأرض والمتمثلة في منظمة مجاهدي خلق، التي لعبت وتلعب الدور الأساسي في تحريك وتوجيه الشارع الإيراني ضد النظام. أما المسار الثاني، فيكمن في دق إسفين بين الشعب وهذه المعارضة من جهة، وبين المعارضة وبلدان المنطقة والعالم من جهة أخرى.

إقرأ أيضاً: نابُ كلب في جلد خنزير

لسنا هنا بصدد الحديث عن الحملات السياسية والإعلامية والثقافية المختلفة التي قام بها النظام الإيراني ضد مجاهدي خلق، والتي حاول من خلالها القضاء على المنظمة أو تهميشها، فهذا حديث يطول ولا يصلح له هذا المتسع الضيق. لكننا نتحدث عن خيبة هذه الحملات ووصولها إلى طريق مسدود، لا سيَّما بعد العديد من الاعترافات النوعية لقادة النظام، وفي مقدمتهم علي خامنئي، بدور وتأثير المنظمة في تهيئة الأجواء لاندلاع الانتفاضات ضد النظام وتوجيهها. وبالأخص إذا ما تذكرنا ما جاء على لسان خامنئي نفسه بعد انتفاضة 28 كانون الأول (ديسمبر) 2017. بل حتى إن لجوء النظام إلى محاولة تنفيذ أكبر مخطط إرهابي ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2018، كان بحد ذاته اعترافاً واضحاً جداً بمدى تخوف النظام من المنظمة.

إقرأ أيضاً: عن قتل السجناء السياسيين في إيران

بعد خيبة تلك الحملات، كل ما تبقى للنظام هو السعي بالتآزر مع أطراف أخرى للترويج لرضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق، كبديل للمنظمة، رغم أنه لم يكن له أي دور أو تأثير في كل ما حدث من انتفاضات ونشاطات معادية للنظام. لكن من المهم هنا أن نشير إلى أن النظام، في هذا المسعى المشبوه، يحاول تحقيق أكثر من هدف، لا سيما الطعن في وطنية المعارضة الإيرانية عموماً ومجاهدي خلق خصوصاً. كما أن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أن لمجاهدي خلق تاريخ طويل في علاقتها بالأحزاب والشخصيات الوطنية في العالمين العربي والإسلامي. وبالتالي، فإنَّ التشكيك في وطنية مجاهدي خلق من قبل النظام هو مسعى خائب وبائس. والأهم من ذلك، أن مجرد محاولة إعادة تدوير نظام الشاه هي محاولة محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن النظام لن يتمكن أبداً من النجاة بجلده من خلال مثل هذا السعي الواهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف