فضاء الرأي

إبادةُ شعبٍ أمام مرأى ومَسمع مِنَ المجتمع الدولي

بطائرات أميركية الصنع تستهدف إسرائيل منازل المُواطنين وتنسفُها على رؤوسهم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ الاجتياح الإسرائيليّ لقطاع غزة، بعد طوفان الأقصى، في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وجيشُها يَعتو في الأرض قتلاً وجَرْحاً وتدميراً للبنية التحتية. لقد منحت أميركا ومعظم البلدان الغربيّة الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي من أجل القضاء على الشعب الفلسطينيّ في غزة. وَعدت هذه الدول إسرائيل بالوقوف معها في حربِها الشعواء بالمال وأحدث المعدّات الحربيّة، ومساعدتها بالوسائل الاستخباراتيّة واللّوجيستيّة، مِمّا شجَّعها على الاستمرار في عدوانها الهمجي والوحشي على المدنيّين العُزَّل الأبرياء. تقوم إسرائيل بقصف البيوت بأطنان من المتفجّرات من خلال استخدام طائراتها الحربيّة الأميركيّة الصّنع، التي تستهدف منازل المُواطنين وتنسفُها على رؤوسهم. كما تتعمَّد قصفَ طواقِم الإسعاف لمنعهم من الوصول إلى أماكن القصف وإنقاذ الأحياء من تحت الأنقاض، لقتل أكبر عدد مُمكن من المواطنين.

في ظلّ هذه الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطينيّ، تعمَّدت القوات الإسرائيليّة استهداف المستشفيات وتدميرها وإخراجها عن الخدمة، وقتل الأطبّاء الساهرين على مُعالجة الجرحى الذين نجوا من المجازر اليوميّة التي تقترفُها إسرائيل، والتي يذهب ضحيتَها العشرات من الشهداء والمُصابين يومياً، بل في كل لحظة. كما أن الكيان فرض حصاراً خانقاً على القطاع، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة، ومنع دُخول أي مُساعدات إنسانيّة لمواطني غزة، من غذاء ودواء وآليات طبيّة. ومع عدم السماح بدخول الأدوية والآليات الطبيّة، والنقص الحادّ في عدد الأطقم الطبية، بات من المستحيل إنقاذ الجرحى، وخصوصاً المصابين بجروح خطيرة الذين يموتون بعد مرور وقت قصير من دخولهم إلى المُستشفيات بسبب عجز الأطباء عن إسعافهم وتقديم العلاج اللّازم لهم.

يرتكب الجيش الإسرائيلي مجازر مروّعة بحقّ السكان، وآخرها ما وقع في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، في مجزرة "مشروع بيت لاهيا". وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان صحافي إن "مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، منذ ليلة أمس السبت وفجر اليوم الأحد، راح ضحيتها 87 شهيداً ومفقوداً تحت الأنقاض"، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، مُعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. مذبَحة تُدمي القلوب، حيث تستقبل مستشفيات القطاع الشهداء أشلاءً مُمَزَّقة، وجرحى في حالة مُروِّعة، منهم من فقدَ جميع أطرافه، ومنهم من بُترت ساقُه أو يديه. إنها حالات إنسانيّة مُرثيّة تدلّ على وحشِيّة الجيش الصهيوني الفاقد لكلّ الأخلاق الآدميّة والحِسّ الإنساني.

إقرأ أيضاً: عام على العدوان على غزة ولم تحقق إسرائيل أيّاً من أهدافها

يقع كلّ هذا الإجرام أمام أعين ومسامع (المجتمع الدوليّ) و(المنظمات الإنسانيّة والحقوقيّة)، التي تسير وفق ما تريده الإدارة الأميركيّة المُسيطرة والمتحكِّمة فيها. لقد قامت أميركا والغرب بتعرية (الأمم المتحدة) وإظهارها على حقيقتها، حين شلّت قدرتها على الدفاع عن شعب يُذبَحُ جماعياً على مرأى ومسمع منها، كما ألغت "ميثاقها" المزعوم، الذي لم يَعُد يُساوي الحِبْر الذي كُتِبَ به.

إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر حزب الله؟

وما يدعو إلى الحسرة والأسف هو موقف الدول العربيّة المُخجِل، التي تتفرّج على شعب عربيّ يُباد ويُنكَّل به، ولم تُحرِّك ساكناً لنُصرته ورفع الضيم الذي نزل به، ولو بأدنى حدٍّ من المُساندة، وذلك بالعمل على وقف الإبادة الجماعيّة التي يتعرّض لها من خلال الضغط على أميركا بكل الوسائل من أجل وضع حدّ لهذه المَأساة الإنسانيّة. علماً أنّها تملك العديد من الوسائل لإرغام أميركا على إنهاء هذه الحرب التي أتت على الأخضر واليابس في غزة. فلو قطعت جميع البلدان العربيّة علاقاتها مع أميركا وإسرائيل والدول الغربيّة الدّاعمة ومنعت عنها تصدير النفط والغاز، لأوقفت فوراً هذه الحرب الهمجيّة والوحشيّة والبربريّة على الشعب الفلسطينيّ، الذي لا يُطالِب إلّا بحقّه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة على أرضه المُحتلّة منذ أكثر من سبعة عُقود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وأين المقاومه الباسله ؟
فول على طول -

وأين المقاومه الباسله كى توقف الاجرام الصهيونى ؟ انت فى كل مقالاتك تبشرنا بأن المقاومه الباسله صامده وهزمت الصهاينه ..والعدو الصهيونى لم يحقق أى هدف من أهدافه بفضل المقاومه لكن مقالك االيوم يؤكد عكس هذا الكلام ....نصدق من ؟

موقف الدول العربيّة
صالح -

الدول العربية خجلة مما فعلته حماس في ٧ اكتوبر, هل مافعلته حماس كان مشرفا والعالم كله يعلم ان لو كان في مقدور حماس لقتلت جميع الاسرائيلين جيشا وشعبا نساء واطفال وشيوخ ولكنك ترى الجانب الثاني فقط ولا تتذكر من قام بالمجزرة اولا واسرائيل مصممة ان لا يتكرر ٧ اكتوبر من عصبات حماس التي ضحت بابرياء غزة, حماس هي التي تقتل ابرياء غزة

يا شوية مفترين متصهينين شتامين لئام حذاء الرومانية يسواكم
حدوقه -

"ليس هناك ما هو أبشع من أن تكون صهيونيًّا أو أن تشارك في ترويج الدعاية الصهيونية الكاذبة للدفاع عن قتلة الأطفال".. رسالة قدمتها صانعة المحتوى الرومانية نيكول جينز على طريقتها الخاصة.

الاقليات الانعزالية
حدوقه -

الاقليات الانعزالية المتصهينة الشامتة اللئيمة مع جيش عصابات ، قتلة الأطفال والنساء والشيوخ ، ومدنسي مقدساتها في فلسطين ، من باب كراهيتها للإسلام والمسلمين وتردد دعايات العصابات الصهيونية ، التي ثبت كذبها ، وتم نشر ذلك في كبريات الصحف والمواقع الغربية ، نشوف فيكم يوم يا غجر ،،

كيان مارق ، من كيان مارق مجرم ،،
حدوقه -

بعيداً عن هذيان الاقليات الانعزالية المتصهينة اللئيمة التي تمكن منها سرطان الكراهية والوضاعة ، وستموت به ، نقول ان الكيان الصهيوني كيان مارق على كل شرعة و قانون ، صدرت ضده عشرات القرارات ويستمد هذا المروق من الدعم الأمريكي خاصة والغربي عموما السياسي والعسكري والمالي ومروقه هذا لامتداد لمروق امريكا الكيان الأشد إجراماً وارهابا منذ وجوده حيث اباد ملايين السكان الاصليين لأمريكا الشمالية بأحط الوسائل واقذرها وامتد إجرامه إلى آسيا وأمريكا اللاتينية وفي منطقتنا ، اننا ازاء مجرمين متأصلين في الإجرام والإرهاب هاربين من عدالة الارض لكن عدالة السماء في انتظارهم في قبورهم وفي جحيم الأبدية يوم الدينونة العظيم آمييين ،،

قانون الغرب قانون ابادة الآخر وبدون رحمه ، ويحاصرون في حقوق الانسان ؟!
بلال -

قانون الغرب قانون ابادة الآخر وبدون رحمه ، ومنه ينسل الكيان الصهيوني ، أسلحة قذرة ونووية مدمرة وإفساد يهلك معه الحرث والنسل، ثم يحاضرون في حقوق الإنسان! ‏ويفرضون قوانينهم على العالم بحجة حفظ هذا الإنسان الذي لم يعرف سحقا وهدما كما عرفه تحت ترسانتهم العسكرية وأساليبهم الوحشية.

الاحتلال النازي يقتل الاعلاميين ليخفي جرائمه ،،
بلال -

قتل الاحتلال الصهيوني النازي حتى اليوم أكثر من ١٧٠ صحفيا ودمر ١٠٠ من المؤسسات والمكاتب الصحفية .. يريدون لجرائمهم أن تحدث بصمت ولكن بفضل صمود الاحرار على أرض غزة بقيت الصورة حية وتم توثيق العديد من المجازر و الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ،،

غزة فضحت وعرت كل ما روجه الغرب عن مباديء العدل وحقوق الانسان
حدوقه -

مما لاشك فيه ان غزة فضحت وعرت كل ما روجه الغرب عن مباديء العدل وحقوق الانسان ، وثبت ان ما يدعيه انه مجرد نفاق ، وان مباديء حقوق الانسان يقصد بها إنسانه المسيحي الأبيض فقط ، اما غيره من البشر فلا مانع من ابادته ،،

نظام نازي
حدوقه -

مفوض السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي:‏ المعلومات الواردة من شمال غزة قليلة جدا لكنها تشهد على مستوى كارثي من القتل والدمار والتجويع والنزوح شعب بأكمله في شمال غزة يتعرض للقصف والحصار وخطر المجاعة فضلا عن إجبارهم على الاختيار بين النزوح أو الموت ‏ نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن وإيصال المساعدات لأنحاء غزة ، نظام مجرم وسخ والأوسخ من يصطفون معه المدافعين عنه من الاقليات الانعزالية الوسخة ،،

لن يفلت المجرمون ،،
فؤاد حديد -

ميدل إيست آي": زعماء الكاريبي يطالبون ⁧‫#بريطانيا‬⁩ بدفع تعويضات عن ماضيها الاستعماري وقد تواجه مطالب مماثلة لتعويض الفلسطينيين بسبب وعد ⁧‫#بلفور‬⁩ لتأسيس وطن قومي للشعب اليهودي على حساب الفلسطينيين في وطنهم فلسطين ،، ان افلت المجرمون من عدالة الارض ، فلن يفلتوا من عدالة السماء ،،