الموت يحاصر سكان غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان تصريح الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، جويس ميسويا، بأن جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت، بمثابة إنذار جديد للعالم بأن هناك كارثة إنسانية مستمرة منذ سنة وشهر على أرض فلسطين، وهذا يستوجب الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وإذا بحثنا عن آثار الحرب، فنجد أن هناك معاناة إنسانية في شمال القطاع، حيث يعاني الأهالي فيها استمرار القصف الإسرائيلي لهم أينما خيموا، وكذلك غياب المتطلبات الأساسية التي تعينهم على البقاء على قيد الحياة، كالأكل والمياه النظيفة، وكذلك الرعاية الصحية بعد أن قصفت إسرائيل البيوت والمستشفيات ورحّلت أهالي القطاع، بما يقارب 1.5 مليون مواطن إلى مناطق الإيواء في رفح وغيرها.
نحن هنا أمام وضع كارثي؛ فما بين معاناة الأهالي وتدمير المنشآت الصحية ونقص الإمدادات الطبية، وكذلك محدودية الوصول إلى الغذاء، يظل أهالي غزة محرومين من الرعاية المنقذة للحياة وأبسط مقومات العيش، وهذا يُعد انتهاكًا صريحًا للأوضاع الإنسانية في القطاع.
أيضًا، بلغت المعاناة الإنسانية التي يشهدها سكان قطاع غزة حدًا يفوق الوصف، فما زال العدوان الإسرائيلي الوحشي يمارس كل أساليب العنف والقتل والعقاب الجماعي ضد الأهالي، وقد نفذت إسرائيل خطتها التي تسببت في دمار شامل للقطاع وتهجير الأهالي إلى الحدود، وصولًا إلى منع الإمدادات الأساسية، مما يعني تخيير السكان بين النزوح القسري أو مواجهة المجاعة والقصف، وكلا الخيارين يُعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الإنساني الدولي.
كل هذا وأكثر؛ فما بين سياسة الحصار والتجويع واستهداف مقرات وقوافل الأمم المتحدة، ما زالت الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكات صريحة لاتفاقيات جنيف، التي تلزم السلطة القائمة بالاحتلال بتوفير الغذاء والدواء، كما تنتهك كل المعايير الإنسانية والقانونية وحقوق الإنسان، وكل هذا يؤكد بشكل واضح وصريح أن إسرائيل لا تريد سوى إبادة غزة والشعب الفلسطيني.
إقرأ أيضاً: نزيف الاقتصاد الفلسطيني يستمر
ولم تتوقف سياسات إسرائيل عند ذلك، بل استهدفت تشويه سمعة وكالة الأونروا، التي تعتبر الملجأ والمغيث الوحيد لأهالي غزة بدورها في توفير جزء لا بأس به من الغذاء والمياه وقليل من الرعاية الصحية، لكن أصرت تل أبيب على تشويه المنظمة وحظرها والتضييق عليها، حتى تضيق الحصار على أهالي غزة من كل الاتجاهات.
ويبدو أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة تزداد وتتوسع وتتفاقم في ظل إصرار الاحتلال على استمرار الحرب رغم تصفية زعيم حركة حماس وبعض القيادات الأخرى، وكذلك اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله، وهذا يعني أنها تخلصت من ألد أعدائها؛ فهل يمكنها تخفيف وطأة الحرب على المدنيين في غزة؟
إقرأ أيضاً: جولة ثانية من الأمل
وبينما تزداد معاناة أهالي شمال غزة ما بين المجاعة وتفشي الأمراض وكذلك غياب الأمن والأمان، وغياب الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، لا بد من موقف دولي واضح وصريح يلزم إسرائيل بأن ترفع يدها عن قطاع غزة، وتوقف آلة الحرب، مع فتح المعابر لدخول البضائع الضرورية للفلسطينيين وكذلك إعادة الحياة إلى قطاع غزة، ووقف وسائل الإبادة الجماعية للشعب.
كما يجب على إسرائيل الجلوس إلى مائدة المفاوضات من أجل إنهاء الحرب؛ إن تدمير سبل حياة شعب بأكمله لا يمكن أن يحقق السلام.
من الضروري إحداث تسوية سياسية لهذه الحرب، وبدء إجراءات حل الدولتين حتى نرى الفلسطينيين يعيشون في أمان وسلام، بلا حرب، وبلا دماء، وبلا تشريد أو تجويع.. فهل تستجيب كل من إسرائيل وحماس لوضع حد لتلك الكارثة؟